⋟صقر☬الأندلس⋞
2017-07-15, 21:16
منذ قديم الزمان و مذ أشرقت شمس الحياة ، تشقُّ سفينتنا العتيقة عُباب البحار و المحيطات في رحلة طويلة المسافات ، معانقة السماء في الأفق البعيد ، متحديّة الأمواج المتلاطمة المظلمة و العواصف الهوجاء العاتية ، و ضربات الحوت المزلزلة ، سالكة خط المسير المسطّر لها بدقّة ، لا تكاد تحيد عنه قيد أنملة .
تستمر الرّحلة و تستمر معها مختلف التحديّات التي لم يدّخر قائد السّفينة و الأطقم المختلفة متّحدين جهدا من أجل التصدّي لها ، مدركين كل الإدراك مدى قدر الأمانة التي حُمّلوها و أنّ الأمر لا يتعلّق بفرد أو زمن معيّن ، حتّى إذا بلغوا مبلغهم ، أدّوها لمن يأتمنونهم عليها .
تمرُّ عقود و قرون ، خَلفٌ عقب خَلفٍ ، و شراع السّفينة شاهق صامد يقاوم هبّات الرياح و يدفع بها إلى وُجهتها المقصودة ، كان من تعاقَبَ عليها في كلّ مرّة يجتازون العقبات و ينجون من الكبوات ، بفضل تمسّكهم بحبال شراعهم المتينة و عراها الوثيقة ، إلى أن جاء زمان أُخذوا فيه من حيث لم يحتسبوا .
عندما تجري الرّياح بما لا تشتهي السُّفن و تضيع البوصلة في محيط شاسع ، تعترينا حالة من الضُّعف و الهوان و الإنهيار النفسي ، حالة إن لم نعرف كيف نتصرّف حيالها بصبر و رويّة و حكمة ، هلكنا و أهلكنا من معنا ؛ ذالكم هو التحدّي الجديد الذي لم يحسبوا له حساباً ، فمع تباشير صباح جديد أضحى للسّفينة أكثر من قائد ، كلٌّ يقول ما أريكم إلّا ما أرى و ما أهديكم إلّا سبيل الرّشاد ، هذا وجّهوا الشّراع شرقا و ذاك غربا ، الكل مُصر و لم يتغير شيءٌ من الأمر ، و السّفينة تجري تائهة لا وُجهة محدّدة لها و لا مُستقر ، و إن استمرّت على تلك الحال من الفوضى و سوء التّقدير و التّدبير و التّنازع و الفرقة ، فُقدت السّيطرة عليها فأضاعوها و ضاعوا و تفرّقوا .
طال الأمر مع هذا الجو المشحون بالشّحناء والغضب و التعصب و اتّسع ليطال حتّى أطقم القيادة و الصّيانة ، و ازداد الوضع على متن السّفينة سوءاً و أثّر على معدّاتها ، مسارها و استقرارها أيّما تأثير .
مُزّق الشّراع ، تحطّمت المجاديف و كُسرت الدفّة ، و غدت السّفينة كقشّة عائمة ، واستيقظ الجميع من غفلتهم و اتّفقوا بعد افتراق على الإفتراق و بقي منهم على متنها من هو باق ، و أُنزلت قوارب النّجاة و اختارت كل فرقة وجهتها و اختفت مع غروب شمس ذلك اليوم كل القوارب و اتّخذت سبيلها في البحر سربا ، فعجبا لهم عجبا .
تستمر الرّحلة و تستمر معها مختلف التحديّات التي لم يدّخر قائد السّفينة و الأطقم المختلفة متّحدين جهدا من أجل التصدّي لها ، مدركين كل الإدراك مدى قدر الأمانة التي حُمّلوها و أنّ الأمر لا يتعلّق بفرد أو زمن معيّن ، حتّى إذا بلغوا مبلغهم ، أدّوها لمن يأتمنونهم عليها .
تمرُّ عقود و قرون ، خَلفٌ عقب خَلفٍ ، و شراع السّفينة شاهق صامد يقاوم هبّات الرياح و يدفع بها إلى وُجهتها المقصودة ، كان من تعاقَبَ عليها في كلّ مرّة يجتازون العقبات و ينجون من الكبوات ، بفضل تمسّكهم بحبال شراعهم المتينة و عراها الوثيقة ، إلى أن جاء زمان أُخذوا فيه من حيث لم يحتسبوا .
عندما تجري الرّياح بما لا تشتهي السُّفن و تضيع البوصلة في محيط شاسع ، تعترينا حالة من الضُّعف و الهوان و الإنهيار النفسي ، حالة إن لم نعرف كيف نتصرّف حيالها بصبر و رويّة و حكمة ، هلكنا و أهلكنا من معنا ؛ ذالكم هو التحدّي الجديد الذي لم يحسبوا له حساباً ، فمع تباشير صباح جديد أضحى للسّفينة أكثر من قائد ، كلٌّ يقول ما أريكم إلّا ما أرى و ما أهديكم إلّا سبيل الرّشاد ، هذا وجّهوا الشّراع شرقا و ذاك غربا ، الكل مُصر و لم يتغير شيءٌ من الأمر ، و السّفينة تجري تائهة لا وُجهة محدّدة لها و لا مُستقر ، و إن استمرّت على تلك الحال من الفوضى و سوء التّقدير و التّدبير و التّنازع و الفرقة ، فُقدت السّيطرة عليها فأضاعوها و ضاعوا و تفرّقوا .
طال الأمر مع هذا الجو المشحون بالشّحناء والغضب و التعصب و اتّسع ليطال حتّى أطقم القيادة و الصّيانة ، و ازداد الوضع على متن السّفينة سوءاً و أثّر على معدّاتها ، مسارها و استقرارها أيّما تأثير .
مُزّق الشّراع ، تحطّمت المجاديف و كُسرت الدفّة ، و غدت السّفينة كقشّة عائمة ، واستيقظ الجميع من غفلتهم و اتّفقوا بعد افتراق على الإفتراق و بقي منهم على متنها من هو باق ، و أُنزلت قوارب النّجاة و اختارت كل فرقة وجهتها و اختفت مع غروب شمس ذلك اليوم كل القوارب و اتّخذت سبيلها في البحر سربا ، فعجبا لهم عجبا .