فخر الغُوي
2017-07-07, 19:23
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا ) [الحجرات: 6].
و النبأ هو الخبر الغائب عن المخبَر، إذا كان له شأن، و "التبيّن" طلب بيان حقيقته، و الإحاطة به علما.
و ههنا فائدة لطيفة، و هي أنه سبحانه لم بأمر برد خبر الفاسق و تكذيبه و شهادته جملة. و إنما أمر بالتبيّن. فإن قامت قرائن و أدلة من خارج تدل على صدقه عمل بدليل الصدق، و لو أخبر به من أخبر.
فهكذا ينبغي الاعتماد في رواية الفاسق و شهادته. و كثير من الفاسقين يصدقون في أخبارهم و رواياتهم و شهاداتهم، بل كثير منهم يتحرى الصدق غاية التحري، و فسقه من جهات أخرى. فمثل هذا لا يرد خبره و لا شهادته، و لو ردت شهادة مثل هذا و روايته لتعطلت أكثر الحقوق، و بطل الكثير من الأخبار الصحيحة، لا سيما من فسقه من جهة الكذب، فإن كثر منه و تكرر، بحيث يغلب كذبه على صدقه فهذا لا يقبل خبره و لا شهادته.
و إن ندر منه مرة أو مرتين ففي رد شهادته و خبره بذلك قولان للعلماء، و هما روايتان عن الإمام أحمد - رحمهم الله.
التفسير القيّم / جمع محمد أويس الندوي (من كلام ابن قيّم الجوزية) رحمهم الله.
و النبأ هو الخبر الغائب عن المخبَر، إذا كان له شأن، و "التبيّن" طلب بيان حقيقته، و الإحاطة به علما.
و ههنا فائدة لطيفة، و هي أنه سبحانه لم بأمر برد خبر الفاسق و تكذيبه و شهادته جملة. و إنما أمر بالتبيّن. فإن قامت قرائن و أدلة من خارج تدل على صدقه عمل بدليل الصدق، و لو أخبر به من أخبر.
فهكذا ينبغي الاعتماد في رواية الفاسق و شهادته. و كثير من الفاسقين يصدقون في أخبارهم و رواياتهم و شهاداتهم، بل كثير منهم يتحرى الصدق غاية التحري، و فسقه من جهات أخرى. فمثل هذا لا يرد خبره و لا شهادته، و لو ردت شهادة مثل هذا و روايته لتعطلت أكثر الحقوق، و بطل الكثير من الأخبار الصحيحة، لا سيما من فسقه من جهة الكذب، فإن كثر منه و تكرر، بحيث يغلب كذبه على صدقه فهذا لا يقبل خبره و لا شهادته.
و إن ندر منه مرة أو مرتين ففي رد شهادته و خبره بذلك قولان للعلماء، و هما روايتان عن الإمام أحمد - رحمهم الله.
التفسير القيّم / جمع محمد أويس الندوي (من كلام ابن قيّم الجوزية) رحمهم الله.