تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "الحساب من علوم القرآن"


محمد علي 12
2017-06-28, 09:17
نُفتن – نحن "المسلمين"- في كل عام، لا مرة أو مرتين، ولكن فتنا كثيرة، عِياذا بالله منها ومن الفاتنين، ولكن أكبر فتنتين تصيباننا هما فتنتا بداية الصوم ونهايته، مما يذهب بجلال الصوم وجمال العيد.

لقد مات الأستاذ مولود قاسم - رحمه الله - وفي نفسه شيء من هذه الفتنة، بعدما فشل في إقناع "المسلمين" في مشرقهم ومغربهم بتحديد بداية شهر رمضان المعظم ونهايته، لتمسك أكثرنا بظاهر حديث رسول الله - عليه الصلاة والسلام - القائل: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، ناسين، أو غافلين، أو جاهلين أن من معاني الرؤية "الرؤية العقلية".

لقد وصل الأمر بالأستاذ مولود قاسم إلى أن أقسم ذات يوم باستحالة تحرير فلسطين إن اعتمدنا في ذلك على التاريخ القمري، حيث سيقع اختلاف كبير، وبالتالي فلن تتحرك الجيوش العربية أو الإسلامية في توقيت واحد، مما يفقدها عنصر مفاجأة العدو الصهيوني، والمفاجأة من أهم كسب الحروب منذ أول حرب إلى آخرها الذي لا يعلمه إلا علام الغيوب.

ما الذي يمنعنا - لولا الأهواء والبوليتيك - من تحديد يوم الصوم ويوم الفطر حسابيا إن أكد علماء الفلك أن الهلال يولد يوم كذا، ولو لم يره قسم من المسلمين، إذ يكفي أن يراه مسلمون آخرون في أي مكان من العالم الإسلامي، فنصوم موحدين، ونفطر موحدين، مطبقين عمليا لما قضى به ربنا سبحانه من "إن هذه أمتكم أمة واحدة".

لقد سمعت ذات مرة في خطبة جمعة في مسجد القرارة إماما يذكر قولا للإمام إبراهيم بيوض (1899-1981) رحمه الله هو: "إن الحساب من علوم القرآن"، وإن رب القرآن الكريم هو الذي خلق الشمس والقمر ليعلم الناس عدد السنين والحساب..

إننا لم نعد نختلف في بداية الصوم ونهايته بين البلدان الإسلامية، بل صرنا نختلف في ذلك في البلد الواحد، وبين أتباع المذهب الواحد. ووالله، الذي خلق الأبّ والحبّ، وأوجب بين المسلمين الودّ والحبّ، ليس لأكثرنا من الإسلام إلا مظاهره التي يشاركنا فيها المنافقون.

وددت أن أفرح بالعيد، وأن أهنئ "المسلمين" به، ولكنني لن أفعل ونحن نعيش عيشة الأنعام، نأكل ونتمتع كما تأكل وتتمتع، ونرى ما هو واقع بين "المسلمين"، ما أشمت بنا الأعداء.

محمد الهادي الحسني

sofi18000
2017-07-02, 11:19
جزاك الله خيرا