محمد علي 12
2017-06-20, 09:15
كلما عاد رمضان، عادت السلوكات المشينة إلى الواجهة، وأهمها سرقة الوقت، وكلما اقترب العيد، بدأ أغلب الموظفين والعمال والمستخدمين في مختلف القطاعات والإدارات والمؤسسات، يتكتكون ويخططون لأكل الوقت أكلا، بالبحث عن وسيلة لتبرير سرقة يوم أو يومين، وهذا في سلوك لا يحدث إلاّ عندما رغم كثرة العطل والمناسبات والأعياد!
الغريب أنه بالرغم من العطلة الرسمية التي يقرّها الوظيف العمومي ويعترف بها، فإن الموظفين لا يكتفون بهذه الأيام المعدودات، ويلجأ البعض إلى "قتل" أفراد من أقاربهم، ويلجأ آخرون إلى تحضير "أكاذيب العواشير"، ويفبرك آخرون سيناريوهات لأفلام "هندية" وأخرى "مصرية" من زمن "ليلة القبض على فاطمة"، من أجل التغيّب وإعطائه الصبغة القانونية وتفادي العقاب!
لو حاسب كلّ موظف وعامل ومسؤول نفسه، على ساعات العمل التي قضاها قولا وعملا، خلال شهر التوبة والغفران، لاكتشف أنه اشتغل طوال الشهر بضعة أيام فقط، وربما بضعة ساعات، لا تملئ أجندة أسبوع وهي مجتمعة، لكن مع ذلك، "يُفتي" كلّ "عفريت" لنفسه فيسرق الوقت، اعتقادا منه أن سرقة الوقت "حلال" وبعيد عن "الفوائد الربوية"!
لقد ظلت الإدارات والكثير من الوظائف خلال الشهر الفضيل، خاوية على عروشها، وفي أحسن الأحوال، فإن الحضور يكون رمزيا وتمثيليا فقط، وقد سكن ألسنة هؤلاء وأولئك عبارة "ولـّي مور العيد"، وهي اليافطة التي كرّست منطق سرقة الوقت واحتسائه مع "الشوربة" التي يفتح بها الصائم شهيته مع آذان الإفطار، ثم يتسحّر بها وسط "الطعام بالزبيب والرايب"!
مثلما تحايل أغلب الموظفين خلال رمضان، سينصبون أيضا خلال عطلة العيد، لتغلق أيضا المحلات التجارية والأسواق والمخابز، وتمدّد الإدارات تشميع أبوابها ونوافذها، فكلّ المستخدمين والمسؤولين "معيدين"، وجلـّهم طار لزيارة العائلة والأقارب، ليتحوّل الجميع إلى "مفتيي ديار" يتحدثون في كلّ مكان عن "صلة الرحم"، وبعضهم يسكت دهرا وينطق كفرا، بعدما ظلّ طوال الأشهر الهجرية والميلادية للسنة، وهو غارق في القيل والقال!
للأسف، تحوّلت نهب الوقت إلى مهنة الجميع وهواية الكل "حاشا" القلة القليلة التي أصبح المستفيدون من السرقة ينظرون إليها على أساس أنها "جايحة"، ولمن يشكّ في هذا التشخيص المؤلم، عليه أن يحسب الوقت الذي يعمله يوميا، أو عليه أن يزور أيّ إدارة أو مصنع أو حتى مستشفى، خلال شهر رمضان وأيام العيد، ومختلف الأعياد الدينية والوطنية، ليتأكد إلى ما لا نهاية، أننا بالفعل أصبحنا نحلّل السرقة ونـفتي لأنفسنا بجوازها.. فاللهمّ إني صائم!
الغريب أنه بالرغم من العطلة الرسمية التي يقرّها الوظيف العمومي ويعترف بها، فإن الموظفين لا يكتفون بهذه الأيام المعدودات، ويلجأ البعض إلى "قتل" أفراد من أقاربهم، ويلجأ آخرون إلى تحضير "أكاذيب العواشير"، ويفبرك آخرون سيناريوهات لأفلام "هندية" وأخرى "مصرية" من زمن "ليلة القبض على فاطمة"، من أجل التغيّب وإعطائه الصبغة القانونية وتفادي العقاب!
لو حاسب كلّ موظف وعامل ومسؤول نفسه، على ساعات العمل التي قضاها قولا وعملا، خلال شهر التوبة والغفران، لاكتشف أنه اشتغل طوال الشهر بضعة أيام فقط، وربما بضعة ساعات، لا تملئ أجندة أسبوع وهي مجتمعة، لكن مع ذلك، "يُفتي" كلّ "عفريت" لنفسه فيسرق الوقت، اعتقادا منه أن سرقة الوقت "حلال" وبعيد عن "الفوائد الربوية"!
لقد ظلت الإدارات والكثير من الوظائف خلال الشهر الفضيل، خاوية على عروشها، وفي أحسن الأحوال، فإن الحضور يكون رمزيا وتمثيليا فقط، وقد سكن ألسنة هؤلاء وأولئك عبارة "ولـّي مور العيد"، وهي اليافطة التي كرّست منطق سرقة الوقت واحتسائه مع "الشوربة" التي يفتح بها الصائم شهيته مع آذان الإفطار، ثم يتسحّر بها وسط "الطعام بالزبيب والرايب"!
مثلما تحايل أغلب الموظفين خلال رمضان، سينصبون أيضا خلال عطلة العيد، لتغلق أيضا المحلات التجارية والأسواق والمخابز، وتمدّد الإدارات تشميع أبوابها ونوافذها، فكلّ المستخدمين والمسؤولين "معيدين"، وجلـّهم طار لزيارة العائلة والأقارب، ليتحوّل الجميع إلى "مفتيي ديار" يتحدثون في كلّ مكان عن "صلة الرحم"، وبعضهم يسكت دهرا وينطق كفرا، بعدما ظلّ طوال الأشهر الهجرية والميلادية للسنة، وهو غارق في القيل والقال!
للأسف، تحوّلت نهب الوقت إلى مهنة الجميع وهواية الكل "حاشا" القلة القليلة التي أصبح المستفيدون من السرقة ينظرون إليها على أساس أنها "جايحة"، ولمن يشكّ في هذا التشخيص المؤلم، عليه أن يحسب الوقت الذي يعمله يوميا، أو عليه أن يزور أيّ إدارة أو مصنع أو حتى مستشفى، خلال شهر رمضان وأيام العيد، ومختلف الأعياد الدينية والوطنية، ليتأكد إلى ما لا نهاية، أننا بالفعل أصبحنا نحلّل السرقة ونـفتي لأنفسنا بجوازها.. فاللهمّ إني صائم!