المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى الكراهة في القرآن و السنة - الشيخ ناصر الدين الألباني


العضوالجزائري
2017-05-30, 12:45
بسم الله الرحمن الرحيم


السائل:....حديث ( إن الله حرّم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات و منعا و هات و كرّه لكم قيل و قال و كثرة السؤال و إضاعة المال) أو كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم.
الشيخ : إي نعم.
السائل : فهل هنا الكراهة بمعنى التحريم أم فيها معنى آخر؟
الشيخ : لا هو الأصل في كل نهي هو التحريم لكن أنا في ظني أنه مش هذا الذي تقصده أنت، لأنه سواء كانت الكراهة هي كراهة تحريمية أو كانت كراهة
تنزيهية كما قد يظن البعض، المهم أن نعرف ما هو السؤال المكروه بقسميه أي سواء كان للتحريم أم للتنزيه و لاّ مو هذا سؤالك؟
السائل: أنا الذي أريد -نعم- أريد أن أعرف يعني هذه الكراهة هي أقل درجة في الحرمة أم أنها بمعنى التنزيه كما قال الإمام النووي.
الشيخ: لا أنا أعطيتك الجواب، هذا للتحريم لأنه الكراهة في لغة الشرع غيرها في لغة أهل الشرع أو أهل المذهب، الكراهة في لغة الشرع هو التحريم لأن الله عز و جل قال مثلا ( و كرّه إليكم الكفر و الفسوق و العصيان ) نحن لا نقول هنا كراهة تنزيهية هذا لا يمكن أن يفسر هذا التفسير ( و كره إليكم الكفر ) كراهة تنزيهية ؟! ( و الفسوق و العصيان ) كذلك قال تعالى ( كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ) فكلما ذكرت الكراهة في القرآن أو في السنة فهي بمعنى التحريم،
نادر جدا جدا أن يأتي في بعض الأحاديث الكراهة بمعنى خلاف الأولى، نادر جدا، أما المذاهب فعند الأحناف إذا أطلقت الكراهة فهي للتحريم ، إذا أطلقت الكراهة عند الشافعية فهي للتنزيه، و الصحيح إذا أطلقت الكراهة في الكتاب و السنة فهي للتحريم إلا لقرينة فهذا ( قيل و قال و كثرة السؤال ) فهو يعني
تحريم كثرة السؤال لكن ما هي هذه الكثرة؟ الكثرة ما هي المحرمة هذه التي تتضمن السؤال إما إذا كان موجها من الصحابة إلى الرسول فلإن الرسول
سيبلغ الصحابة كل ما يأمره الله عز و جل بتبليغه للناس كما قال الله عز و جل ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ و الله يعصمك من الناس ) إذن ما في داع أنه أصحاب الرسول اللي عايشين معه و عم يلاحظوا تنزيل الوحي بكل مناسبة ما في داع يكثروا السؤال للرسول هذا إذا
كان السؤال يتعلق من الأصحاب للرسول صلى الله عليه و سلم ، و إذا كان السؤال يتعلق بالطبقة التي جائت من بعدهم يعني مسلمين من التابعين فمن بعدهم حينئذ فالمقصود من هذا التهي هو الإكثار من الأسئلة إما للتعجيز و إما للمجادلة و الغلبة و إما البحث في الأمور الخيالية التي لا يمكن أن تقع أو قد تقع لكن نادرا جدا جدا فهو من المسائل التي ينبغي ألا يسألها المسلم.
و بهذه المناسبة إن أكثر المذاهب توسّعا في التساؤل عن بعض الأمور التي لا تقع ، مستحيل الوقوع أو إن وقعت فهي نادرة جدا هم الحنفية المتأخرون
فهم يفترضون من المسائل ما لا يخطر على بال، أحيانا بيترتب وراء الإجابة عن سؤال خيالي يكون خياليا في زمنهم ثم يصبح حقيقة واقعية بعدهم و لكن يظل الحكم الذي أصدروه فاعلا و ماشيا بين الناس فينقلب الحكم الشرعي لأن السؤال المتخيَل اختلف بعض الشيء عن الواقع.


https://www.dztu.be/watch?v=_H_E3TJLn7Q

mokhtaro
2017-05-30, 13:47
بارك الله فيك

العضوالجزائري
2017-05-30, 15:17
و فيك بارك
...