أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-05-27, 00:16
بسم الله الرّحمن الرحيم
سائِلِ النّاس اليوم عن إعدادهم العُدّة ، و كأنّما صِيحَ فيهم بالنّفير العام ، يُعدّون العُدّة لإغراق المطابخ ، و ملئ الثلّاجات ، بكلّ صنف و لون ، من أنواع المآكل و المشارب .
كان رمضانُ موسمٌ لترتاح فيه المعدة ، و يتذكّر فيه الصّائم حياة الفقرآء و أهل المسغبات ، فصار اليوم لتعمل فيه المعدة عمل الأحد عشر شهراً مجموعة في شهر واحد ، و ليتذوّق الصائمون حياة الأغنياء و أرباب القصور . إلّا من رحم الله
و كان رمضان للتّشمير في العبادة و الطّاعة و مدارسة القرآن و بذل الخيرات ، فصار موسما للمسلسلات و الحفلات و السّهرات و ليالي السّمر و الموبقات ، إلّا من رحم الله .
كان رمضان شهرا لمواساة الفقراء ، فصار شهرا لسومهم العذاب و إثارة أحزانهم
فهل رمضاننا غير رمضان الأوئل ، أم أنّ إيماننا غير إيمان الأوائل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر ابن كثير في البداية و النّهاية (6/429) في ترجمة ابراهيم الحربي رحمه الله : [ ... أنّه مكث نيّفا و سبعين سنة من عمره ما يسأل أهله غذاء و لا عشاء ، بل إن جاءوه بشيء أكل و إلّا طوى إلى الليلة القابلة . و ذَكر أنّه أنفق في بعض الرّمضانات على نفسه و عياله درهما واحدا و أربعة دوانيق و نصفا ، و ما كنّا نعرف من هذه الطّبائخ شيئا ، إنّما هو باذنجان مشويّ أو باقة فُجل ، أو نحو هذا . ]
فقل بربّك ما حال الرّجل اليوم يُطلّق امرأته ثلاثا لأنّه لم يجد نوع سلطة أو صنف عصير على خوانه يوما من الدّهر .
و من أقوال إبراهيم الحربي السّائرة :
أجمع عقلاء كلّ أمّة أنّ من لم يجر مع القدَرِ لم يتهنّ بعيشه
و كان يقول :
الرّجل الذي يُدخل غمَّه على نفسه ، و لا يُدخله على عياله ، و قد كانت بي شقيقة منذ خمس و أربعين سنة ما أخبرتُ بها أحدا قطّ .
هكذا كانوا ، و نحن اليوم كما تعرفون ، فالله المستعان
خطر هذا في البال ، و نعوذ بالله من الخزي و النّكال
سائِلِ النّاس اليوم عن إعدادهم العُدّة ، و كأنّما صِيحَ فيهم بالنّفير العام ، يُعدّون العُدّة لإغراق المطابخ ، و ملئ الثلّاجات ، بكلّ صنف و لون ، من أنواع المآكل و المشارب .
كان رمضانُ موسمٌ لترتاح فيه المعدة ، و يتذكّر فيه الصّائم حياة الفقرآء و أهل المسغبات ، فصار اليوم لتعمل فيه المعدة عمل الأحد عشر شهراً مجموعة في شهر واحد ، و ليتذوّق الصائمون حياة الأغنياء و أرباب القصور . إلّا من رحم الله
و كان رمضان للتّشمير في العبادة و الطّاعة و مدارسة القرآن و بذل الخيرات ، فصار موسما للمسلسلات و الحفلات و السّهرات و ليالي السّمر و الموبقات ، إلّا من رحم الله .
كان رمضان شهرا لمواساة الفقراء ، فصار شهرا لسومهم العذاب و إثارة أحزانهم
فهل رمضاننا غير رمضان الأوئل ، أم أنّ إيماننا غير إيمان الأوائل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر ابن كثير في البداية و النّهاية (6/429) في ترجمة ابراهيم الحربي رحمه الله : [ ... أنّه مكث نيّفا و سبعين سنة من عمره ما يسأل أهله غذاء و لا عشاء ، بل إن جاءوه بشيء أكل و إلّا طوى إلى الليلة القابلة . و ذَكر أنّه أنفق في بعض الرّمضانات على نفسه و عياله درهما واحدا و أربعة دوانيق و نصفا ، و ما كنّا نعرف من هذه الطّبائخ شيئا ، إنّما هو باذنجان مشويّ أو باقة فُجل ، أو نحو هذا . ]
فقل بربّك ما حال الرّجل اليوم يُطلّق امرأته ثلاثا لأنّه لم يجد نوع سلطة أو صنف عصير على خوانه يوما من الدّهر .
و من أقوال إبراهيم الحربي السّائرة :
أجمع عقلاء كلّ أمّة أنّ من لم يجر مع القدَرِ لم يتهنّ بعيشه
و كان يقول :
الرّجل الذي يُدخل غمَّه على نفسه ، و لا يُدخله على عياله ، و قد كانت بي شقيقة منذ خمس و أربعين سنة ما أخبرتُ بها أحدا قطّ .
هكذا كانوا ، و نحن اليوم كما تعرفون ، فالله المستعان
خطر هذا في البال ، و نعوذ بالله من الخزي و النّكال