رونق الصبح
2017-05-26, 18:13
بتحية الإسلام أحييكم و تحية الإسلام السّلام فسلام الله عليكـم و رحمته تعالى و بركاته ،
كما وعدتكم قد جئتكم اليوم بأول موضوعِ من سلسلة " أراك على القمة " تحت عنوان : أيقظ المارد الذي بداخلك " ، قراءة ممتعة :
اقتباسات :
قال المولى عزّ و جلّ في كتابة الكريم : { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }
يقول توماس أديسون : " و أننا فعلنا ما نحن قادرين على فعله لصعقنا أنفسنا "
و يقول توماس براون : " نحن نحمل بداخلنا المعجزات التي نسعى إليها "
يقول أيضا نايت أندجيل : " إن طاقة الإنسان لو تم توصيلها ببلد يمكنها أن تولد كهرباء لمدة أسبوع كامل "
و في نفس السّياق يقول روس بروت : " عندما أقوم ببناء فريق فأني أبحث دائما عن أناس يحبون الفوز ، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة "
و نختم بقول كونفوشيوس : " إن ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو ، أما الدنيء فيسعى لما لدى الآخرين "
أُحلم كما لو كنت صغيرا :
تتذكر حين كنت صغيرا ، وقتها لم تكن تعرف معنى المستحيل ..
حينها كنت تضع رداء على ظهرِكَ ، فتصدق أنّك صرت " Superman "
كنت تركبين على المكنسة ، و تتخيّلين أنّكِ تحققين أمانيكِ و تحلقين بين السّحاب ..
تتذكر يوم كنت تتسلق الشّجرة و لا تبالي أن كنت ستسقط أم لا ..
أيّ فكرةِ كانت تخطر ببالكَ كنت تسعى لتحقيقها
لماذا ؟؟
لأنّك كنت تصدقُ ذلكَ ، كنت مؤمنا بربّك ثمّ بنفسكَ ، فقد كنت تعتقد أنّك مبدعٌ أنّ لا شيء مستحيل ..
لكن الآن ، ماذا تغيّر حين كبرت ؟
أنت الشّخص ذاته ، فقط ازددت في العمر و في الطّول و ربما في الوزن .. نسيتُ ، عقلكَ أيضا كبُر معكَ ، أصبحت ترى كل ما سبق شقاوة و لعب أطفال لا غير ، هل صرتَ تترفع عن الأحلام ؟
ها أنا الآن أطلب منكَ أن ترجع إلى تلكَ الأيام لتحلم مجددا ، لكـن هذه المرة بنسخة جديدة ، بأحلام جديدة و أكبر من سابقتها و تناسب عمرك ( العقلي ) . أحلم فالحلم مجاني ، ماذا ستخسر و أنت تحلم أحلام اليقظة .. ؟
أي حلمٍ هذا ؟ انّه حلمٌ مصحوب بتوكل ، عزم و عمل
ثمّ ماذا ؟ ثمّ .. تتويج .. سيغدو حلمكَ واقعا بإذن الله ، فقط حين تعمل ، حين تجتهد ، حين توقظ ذلك المارد بداخلكَ
أنتَ على قيدِ الحياة ، أنت هو ذلكَ الطّفل الصّغير ، ماذا تنتظر إذن ،، ابحث عن قدراتكَ ، ضع هدفك ، اصنع طريقكَ .. لترى أحلامكَ النّور .. لتنجح و تكون على القمّة
بداخل الطّين كنز :
إليكم هذه القصة :
اجتمع صينيون منذ أكثر من ألفى عام و قرروا أن ينحتوا تمثالا من الذهب يزيد وزنه عن خمسة
أطنان و كان الهدف من بنائه أن يكون من أهم الآثار الصينية التي يتكلم عنها التاريخ
و بعد الانتهاء هجم جيش يدعى (البرمود) على الصين و كان معروفا عنه الشراسة لأبعد الحدود
و عندما يهاجم أي قرية يدمرها فخاف الكهنة على التمثال وقرروا أن يغطوه بالطين السميك
حتى لا يكتشف أمروه و بعد الانتهاء هجم الجيش على القرية و حطم كل شيء و قتل أهلها
ووجدوا التمثال الضخم أمامهم فتركوه لم يكن ذا أهميه و تمر الأيام والسنين والتمثال في مكانه
ثم قررت السلطات الصينية نقل التمثال ووضعوه في بكين ضمن الآثار واحضروا المعدات
لنقل التمثال وكانت التجربة صعبه بسب الطقس الشديد البرود هو المطر الغزير وحدث شرخ
في التمثال فصرخ الكاهن اتركوه على الأرض حتى اليوم التالي حتى يهدأ الطقس
وكان هذا الكاهن شديد الذكاء ولديه حب الاستطلاع فأحضر بطارية و ركز أشعتها على الشرخ
فوجد انعكاس لضوء البطارية فلم يصدق الكاهن نفسوه فمن المعلوم أن الطين لا يعطى انعكاس
للضوء فأحضر مطرقة واخذ في توسيع ذلك الشرخ ثم طلب المساعدة من الباقي و بعد عشر
ساعات وقفوا جميعا مذهولين حين وجدوا إمامهم تمثالا من الذهب الخالص وتم نقله
بحرص إلى العاصمة ومكتوب عليه قصته وأيضا حكمة صينية : بداخل الطين كنز
هذه القصة تنطبق تماما علينا ، فبداخل كلِ فردٍ منا هبةٌ من الله عزّ و جلّ ، كنزٌ من القدرات المخبأة ..
ألا تريد أن تجد ذلك الكنز ؟
هل تريد أن تستخرجه و تستغله ؟
أجل ها أنا أحسُ بأنّ حماسك يلتهب ..
لكن كيف السّبيل إلى الكنز ؟
سؤال وجيه ، أغلب النّاس لا يبحثون بداخلهم فلا يدركون قدراتهم ، لأنّ محيطهم مليءٌ بالإيحاءات السّلبية ، بداية بالوالدين مرورا بالمدرسة فالأصدقاء .. حتّى وسائل الإعلام
هناك دراسات أكّدت أنّ 90 من قيمنا العاطفية مكتسبة من العالم الخارجي ، و مع الأسف هي سلبية ، و بدل أن تعمل معنا هي تعمل ضدّنا
أكيدٌ أنّك قابلت بعض النّاس دائمي التّذمر و الشّكوى من حالته المادية و أنّه لا يملك المال ، و لا بدّ و أنّك كلما تحدّثت معه شعرت بطاقة سلبية
نسي هذا أنّ أغلب أغنياء العالم لم يملكوا هذه الأموال بالوراثة إنما بجهدهم الجهيد ، ف 7 من الأغنياء ورثوا الأموال عن أبائهم في حين 93 بدئوا من الصّفر بل من تحت الصّفر .
هل يملكون قوى خارقة ؟ طبعا لا
هل يملكون عضوا عن زائدا عنكَ ؟ أكيد لا
أسقط هذا المثال على النّجاح الدّراسي ، فالمتفوقون شأنهم شأنك ، الفرق أنّهم توكلوا ،عزموا ، اكتشفوا قدراتهم ، عملوا و كافحوا .. و ختامها مسك : و لكل مجتهد نصيب
.
.
مهلا أود أن أخبركَ شيئا أخي القارئ ، ما دمتَ تقرأ بشغف و بتمعن و تدقق في كل فكرة ، فأنت في الطّريق الصّحيح ، واصل القراءة ..
.
.
بداية النّاجحين ، وقفة مع مسيرتهم :
اصطفاه الله من بين جميع البشر ، كان أميا ( و كما يقول الشّيخ الشّعراوي : " إياك أن تظن أن الأمية عَيْب في رسول الله , فإنْ كانت عيباً في غيره , فهي فيه شرف ؛ لأن معنى أمي يعني على فطرته كما ولدتْه أمه , لم يتعلم شيئاً من أحد , وكذلك رسول الله لم يتعلَّم من الخَلْق , إنما تعلم من الخالق فعلَتْ مرتبةُ علمه عن الخَلْق "و لكنه كان الصّادق الأمين ، انه الرّسول صلى الله عليه و سلم ، حمل الرّسالة و أخذ على عاتقه ينشر ديننا الإسلامي ، قوبل بالتّكذيب و اتّهم بالشّعوذة ، كان يرى من آمن بالله و به يعذبون يوميا لكنّه ظل محتفظا برغبة عميقة في دعوتهم إلى الخير و هدايتهم إلى الإسلام و التّوحيد ..مسيرة حافلة بالجوانب المضيئة و العبر و النّتيجة أكثر من 1.62 مليار نسمة مسلم .. { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
سقراط : كان يطلق عليه " الولد الشقي " و الذي ليس له مبادئ ، كبر و أصبح من كبار الفلسفة على مر العصور
بتهوفن : قال عنه أستاذه أنّ لا أمل منه في الفن ثمّ أصبح من كبار الفنانين .
توماس أديسون : قال عنه أستاذه أنّه ولدٌ غبي و لا يستطيع تعلم أي شيئ . و اليوم نحن مدينون له في الكهرباء
اينشطاين : لم يتعلم النّطق إلا في عمر الرّابعة و قد كان أستاذه يشتكي بطء فهمه . ثم أصبح من كبار العقول في العالم
بيل غيتس : ترك الجامعة و أسس شركة مايكروسوفت و عمره 20 سنة فقط . اليوم هو اغنى رجال العالم لدرجة لو أنّه وزع 15 دولار على كل شخص على وجه الأرض يبقى في رصيده 5 مليون دولار .
و غيرهم كثيرون ..
ماذا عنك أنت ؟
ألم يحن الوقت أن توقظ المارد العملاق النّائم بداخلك ؟
ألم يحن الوقت لتركِ بصماتك في الدّنيا ؟
ما السّر وراء نجاحهم ؟
لن أطيل عليك ، يمكن تلخيص ذلك كما يلي :
فكرة .. هدف واضح المعالم .. إرادة .. تخطيط سليم .. تنفيذ الفكرة بأدوات ملائمة .. سيرٌ بخطى ثابتة .. النّهاية معلومة : النّجاح بتوفيق من الله تعالى .
قصة اعرف موهبتك :
أقدم لكم قصة : رجل الغابة في المدينة " :
يحكي أن رجلا من سكان الغابات كان في زيارة لصديق له بإحدى المدن المزدحمة، وبينما كان سائرا معه في إحدى الشوارع التفت إليه وقال له" إنني أسمع صوت إحدى الحشرات
" أجابه صديقه " كيف ؟ماذا تقول ؟ كيف تسمع صوت الحشرات وسط هذا الجو الصاخب ؟
" قال له رجل الغابات " إنني أسمع صوتها .. وسأريك شيئا "
أخرج الرجل من جيبه قطع نقود معدنية ثم ألقاها على الأرض.. في الحال التفتت مجموعة كبيرة من الزائرين ليروا النقود الساقطة على الأرض
واصل رجل الغابات حديثه فقال وسط الضجيج، لا ينتبه الناس إلا للصوت الذي ينسجم مع اهتماماتهم..
هؤلاء يهتمون بالمال لذا ينتبهون لصوت العملة، أما أنا فأهتم بالأشجار والحشرات التي تضرها لذا يثير انتباهي صوته تذكر أنّ العالم بأسره يفسح الطّريق للشخص الذي يعرف وجهته
تعرف على عقلكَ ( نظرةٌ خاطفة ) :
ما الذي يميّزنا عن باقي المخلوقات ؟ الإجابة سهلة : العقل
لكن هل تعرف قيمة هذه الهبة ؟
يحتوي عقلكَ على 150 مليار خلية عقلية . يا سبحان الله
تخيّل : لو بدأنا العدّ من الرّقم واحد حتّى نصل إلى 150 مليار فسوف تستغرق 5000 سنة و هذا ما يقوله د . هربرت
هيا ردّد معي :
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
و ليس العقل وحده معجزة ، فكل ما بداخلنا معجزة ، و لو استطردتُ في الكلام لما سعتني الكلمات و السّطور .
دراسة أخرى تؤكد أن 10 فقط من قدراتنا العقلية ، و بهذه النّسبة استطعنا أن نحقق كل هذا التّقدم في كافة المجالات من طب و الكترونيات و غيرها من العلوم . فما بالك لو استطعنا أن نستخدم 150 أو 20 ، و ماذا لو استخدمنا 50 من قدراتنا العقلية ، و ما الذي نستطيع تحقيقه لو اكتشفنا كافة الأسرار و استخدمنا 100 كاملة .. اترك لك المجال للتخيل ...
لا تهتم لما يقولونه لك :
كما سبق و أشرت ، فانّ الإيحاءات السّلبية محيطة بنا من كل جانب ، و لذلك دع الاهتمام الزائد بردات فعل الآخرين ، فهي ستعرقل مسيرتك و تقيّدك ، لن يضرك قولهم ما دمت في الطّريق الصّحيح . لا تربط حياتك بالأشخاص بل اربطها بأهداف
ملاحظة : أنا لم أقل النّقد البناء انا قصدت السلبية ، فرق تسد
تدريب : " أيقظ قدراتك "
- خذ و رقة فارغة و قلم
- قسم الورقة بواسطة القلم إلى جزأين سواء أفقيا أو عرضيا ثمّ اطوها
- أكتب في الجزء الأول كل ماتراه من قدراتك و ايجابياتك ، مثلا : أنا أجيد اللّغات ، أنا سريع الحفظ ..
- أكتب على الجزء الثّاني نقائصك و بجانب كل نقص اكتب الحل أو الحلول التي ترها مناسبة لسد هذا النّقص .
- احتفظ بهذه الورقة
- كلما شعرت باليأس و الخذلان عد إلى الورقة و انظر فقط الجزء الأوّل و ستتحسن معنويا أن شاء الله
- حاول بل قم بتطبيق تلك الاجرارات التي من شأنها تخليصك من عيوبك ، و كلما أنهيت إجراء أو تخلصت من عيب أشطبه
- راجع كل فترة ما قمت بتحقيقه و قيّم نفسك
الخلاصة :
تريد أن تتحصل على شهادة البكالوريا بمعدل ممتاز ، تريد أن تبني مستقبلك ، تريد أن تحسن حياتك ، إذن عليك أن تعتقد و تصدق أنّ هذا سيحصل بإذن الله ، صدق انّك خُلقت لسبب ، صدق أنّ أمامك كثيرا من الفرص ، صدق أنّ لكَ من القدرات الكثير ، هيا ماذا تنتظر أيقظ ذلك المارد ..
Believe you are here for a reason
Believe we can build a better world
Believe there's a light at the end of the tunnel
ملاحظات :
أعذروني لطول الموضوع، حاولتُ قدر المستطاع الاختصار و لكن ..
غلبت صيغة المذكر على الموضوع على وجه العموم فقط
.
كان هذا موضوع اليوم ، آمل أن يكون في مستوى تطلعاتكم و الأهم أن يفيدكم .
ردودكم تشجعني و تحفزني على مواصلة العطاء
ترقبوا المزيد من المواضيع ..
دمتم في حفظ الرّحمــن
كما وعدتكم قد جئتكم اليوم بأول موضوعِ من سلسلة " أراك على القمة " تحت عنوان : أيقظ المارد الذي بداخلك " ، قراءة ممتعة :
اقتباسات :
قال المولى عزّ و جلّ في كتابة الكريم : { وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ }
يقول توماس أديسون : " و أننا فعلنا ما نحن قادرين على فعله لصعقنا أنفسنا "
و يقول توماس براون : " نحن نحمل بداخلنا المعجزات التي نسعى إليها "
يقول أيضا نايت أندجيل : " إن طاقة الإنسان لو تم توصيلها ببلد يمكنها أن تولد كهرباء لمدة أسبوع كامل "
و في نفس السّياق يقول روس بروت : " عندما أقوم ببناء فريق فأني أبحث دائما عن أناس يحبون الفوز ، وإذا لم أعثر على أي منهم فأنني ابحث عن أناس يكرهون الهزيمة "
و نختم بقول كونفوشيوس : " إن ما يسعى إليه الإنسان السامي يكمن في ذاته هو ، أما الدنيء فيسعى لما لدى الآخرين "
أُحلم كما لو كنت صغيرا :
تتذكر حين كنت صغيرا ، وقتها لم تكن تعرف معنى المستحيل ..
حينها كنت تضع رداء على ظهرِكَ ، فتصدق أنّك صرت " Superman "
كنت تركبين على المكنسة ، و تتخيّلين أنّكِ تحققين أمانيكِ و تحلقين بين السّحاب ..
تتذكر يوم كنت تتسلق الشّجرة و لا تبالي أن كنت ستسقط أم لا ..
أيّ فكرةِ كانت تخطر ببالكَ كنت تسعى لتحقيقها
لماذا ؟؟
لأنّك كنت تصدقُ ذلكَ ، كنت مؤمنا بربّك ثمّ بنفسكَ ، فقد كنت تعتقد أنّك مبدعٌ أنّ لا شيء مستحيل ..
لكن الآن ، ماذا تغيّر حين كبرت ؟
أنت الشّخص ذاته ، فقط ازددت في العمر و في الطّول و ربما في الوزن .. نسيتُ ، عقلكَ أيضا كبُر معكَ ، أصبحت ترى كل ما سبق شقاوة و لعب أطفال لا غير ، هل صرتَ تترفع عن الأحلام ؟
ها أنا الآن أطلب منكَ أن ترجع إلى تلكَ الأيام لتحلم مجددا ، لكـن هذه المرة بنسخة جديدة ، بأحلام جديدة و أكبر من سابقتها و تناسب عمرك ( العقلي ) . أحلم فالحلم مجاني ، ماذا ستخسر و أنت تحلم أحلام اليقظة .. ؟
أي حلمٍ هذا ؟ انّه حلمٌ مصحوب بتوكل ، عزم و عمل
ثمّ ماذا ؟ ثمّ .. تتويج .. سيغدو حلمكَ واقعا بإذن الله ، فقط حين تعمل ، حين تجتهد ، حين توقظ ذلك المارد بداخلكَ
أنتَ على قيدِ الحياة ، أنت هو ذلكَ الطّفل الصّغير ، ماذا تنتظر إذن ،، ابحث عن قدراتكَ ، ضع هدفك ، اصنع طريقكَ .. لترى أحلامكَ النّور .. لتنجح و تكون على القمّة
بداخل الطّين كنز :
إليكم هذه القصة :
اجتمع صينيون منذ أكثر من ألفى عام و قرروا أن ينحتوا تمثالا من الذهب يزيد وزنه عن خمسة
أطنان و كان الهدف من بنائه أن يكون من أهم الآثار الصينية التي يتكلم عنها التاريخ
و بعد الانتهاء هجم جيش يدعى (البرمود) على الصين و كان معروفا عنه الشراسة لأبعد الحدود
و عندما يهاجم أي قرية يدمرها فخاف الكهنة على التمثال وقرروا أن يغطوه بالطين السميك
حتى لا يكتشف أمروه و بعد الانتهاء هجم الجيش على القرية و حطم كل شيء و قتل أهلها
ووجدوا التمثال الضخم أمامهم فتركوه لم يكن ذا أهميه و تمر الأيام والسنين والتمثال في مكانه
ثم قررت السلطات الصينية نقل التمثال ووضعوه في بكين ضمن الآثار واحضروا المعدات
لنقل التمثال وكانت التجربة صعبه بسب الطقس الشديد البرود هو المطر الغزير وحدث شرخ
في التمثال فصرخ الكاهن اتركوه على الأرض حتى اليوم التالي حتى يهدأ الطقس
وكان هذا الكاهن شديد الذكاء ولديه حب الاستطلاع فأحضر بطارية و ركز أشعتها على الشرخ
فوجد انعكاس لضوء البطارية فلم يصدق الكاهن نفسوه فمن المعلوم أن الطين لا يعطى انعكاس
للضوء فأحضر مطرقة واخذ في توسيع ذلك الشرخ ثم طلب المساعدة من الباقي و بعد عشر
ساعات وقفوا جميعا مذهولين حين وجدوا إمامهم تمثالا من الذهب الخالص وتم نقله
بحرص إلى العاصمة ومكتوب عليه قصته وأيضا حكمة صينية : بداخل الطين كنز
هذه القصة تنطبق تماما علينا ، فبداخل كلِ فردٍ منا هبةٌ من الله عزّ و جلّ ، كنزٌ من القدرات المخبأة ..
ألا تريد أن تجد ذلك الكنز ؟
هل تريد أن تستخرجه و تستغله ؟
أجل ها أنا أحسُ بأنّ حماسك يلتهب ..
لكن كيف السّبيل إلى الكنز ؟
سؤال وجيه ، أغلب النّاس لا يبحثون بداخلهم فلا يدركون قدراتهم ، لأنّ محيطهم مليءٌ بالإيحاءات السّلبية ، بداية بالوالدين مرورا بالمدرسة فالأصدقاء .. حتّى وسائل الإعلام
هناك دراسات أكّدت أنّ 90 من قيمنا العاطفية مكتسبة من العالم الخارجي ، و مع الأسف هي سلبية ، و بدل أن تعمل معنا هي تعمل ضدّنا
أكيدٌ أنّك قابلت بعض النّاس دائمي التّذمر و الشّكوى من حالته المادية و أنّه لا يملك المال ، و لا بدّ و أنّك كلما تحدّثت معه شعرت بطاقة سلبية
نسي هذا أنّ أغلب أغنياء العالم لم يملكوا هذه الأموال بالوراثة إنما بجهدهم الجهيد ، ف 7 من الأغنياء ورثوا الأموال عن أبائهم في حين 93 بدئوا من الصّفر بل من تحت الصّفر .
هل يملكون قوى خارقة ؟ طبعا لا
هل يملكون عضوا عن زائدا عنكَ ؟ أكيد لا
أسقط هذا المثال على النّجاح الدّراسي ، فالمتفوقون شأنهم شأنك ، الفرق أنّهم توكلوا ،عزموا ، اكتشفوا قدراتهم ، عملوا و كافحوا .. و ختامها مسك : و لكل مجتهد نصيب
.
.
مهلا أود أن أخبركَ شيئا أخي القارئ ، ما دمتَ تقرأ بشغف و بتمعن و تدقق في كل فكرة ، فأنت في الطّريق الصّحيح ، واصل القراءة ..
.
.
بداية النّاجحين ، وقفة مع مسيرتهم :
اصطفاه الله من بين جميع البشر ، كان أميا ( و كما يقول الشّيخ الشّعراوي : " إياك أن تظن أن الأمية عَيْب في رسول الله , فإنْ كانت عيباً في غيره , فهي فيه شرف ؛ لأن معنى أمي يعني على فطرته كما ولدتْه أمه , لم يتعلم شيئاً من أحد , وكذلك رسول الله لم يتعلَّم من الخَلْق , إنما تعلم من الخالق فعلَتْ مرتبةُ علمه عن الخَلْق "و لكنه كان الصّادق الأمين ، انه الرّسول صلى الله عليه و سلم ، حمل الرّسالة و أخذ على عاتقه ينشر ديننا الإسلامي ، قوبل بالتّكذيب و اتّهم بالشّعوذة ، كان يرى من آمن بالله و به يعذبون يوميا لكنّه ظل محتفظا برغبة عميقة في دعوتهم إلى الخير و هدايتهم إلى الإسلام و التّوحيد ..مسيرة حافلة بالجوانب المضيئة و العبر و النّتيجة أكثر من 1.62 مليار نسمة مسلم .. { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }
سقراط : كان يطلق عليه " الولد الشقي " و الذي ليس له مبادئ ، كبر و أصبح من كبار الفلسفة على مر العصور
بتهوفن : قال عنه أستاذه أنّ لا أمل منه في الفن ثمّ أصبح من كبار الفنانين .
توماس أديسون : قال عنه أستاذه أنّه ولدٌ غبي و لا يستطيع تعلم أي شيئ . و اليوم نحن مدينون له في الكهرباء
اينشطاين : لم يتعلم النّطق إلا في عمر الرّابعة و قد كان أستاذه يشتكي بطء فهمه . ثم أصبح من كبار العقول في العالم
بيل غيتس : ترك الجامعة و أسس شركة مايكروسوفت و عمره 20 سنة فقط . اليوم هو اغنى رجال العالم لدرجة لو أنّه وزع 15 دولار على كل شخص على وجه الأرض يبقى في رصيده 5 مليون دولار .
و غيرهم كثيرون ..
ماذا عنك أنت ؟
ألم يحن الوقت أن توقظ المارد العملاق النّائم بداخلك ؟
ألم يحن الوقت لتركِ بصماتك في الدّنيا ؟
ما السّر وراء نجاحهم ؟
لن أطيل عليك ، يمكن تلخيص ذلك كما يلي :
فكرة .. هدف واضح المعالم .. إرادة .. تخطيط سليم .. تنفيذ الفكرة بأدوات ملائمة .. سيرٌ بخطى ثابتة .. النّهاية معلومة : النّجاح بتوفيق من الله تعالى .
قصة اعرف موهبتك :
أقدم لكم قصة : رجل الغابة في المدينة " :
يحكي أن رجلا من سكان الغابات كان في زيارة لصديق له بإحدى المدن المزدحمة، وبينما كان سائرا معه في إحدى الشوارع التفت إليه وقال له" إنني أسمع صوت إحدى الحشرات
" أجابه صديقه " كيف ؟ماذا تقول ؟ كيف تسمع صوت الحشرات وسط هذا الجو الصاخب ؟
" قال له رجل الغابات " إنني أسمع صوتها .. وسأريك شيئا "
أخرج الرجل من جيبه قطع نقود معدنية ثم ألقاها على الأرض.. في الحال التفتت مجموعة كبيرة من الزائرين ليروا النقود الساقطة على الأرض
واصل رجل الغابات حديثه فقال وسط الضجيج، لا ينتبه الناس إلا للصوت الذي ينسجم مع اهتماماتهم..
هؤلاء يهتمون بالمال لذا ينتبهون لصوت العملة، أما أنا فأهتم بالأشجار والحشرات التي تضرها لذا يثير انتباهي صوته تذكر أنّ العالم بأسره يفسح الطّريق للشخص الذي يعرف وجهته
تعرف على عقلكَ ( نظرةٌ خاطفة ) :
ما الذي يميّزنا عن باقي المخلوقات ؟ الإجابة سهلة : العقل
لكن هل تعرف قيمة هذه الهبة ؟
يحتوي عقلكَ على 150 مليار خلية عقلية . يا سبحان الله
تخيّل : لو بدأنا العدّ من الرّقم واحد حتّى نصل إلى 150 مليار فسوف تستغرق 5000 سنة و هذا ما يقوله د . هربرت
هيا ردّد معي :
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
و ليس العقل وحده معجزة ، فكل ما بداخلنا معجزة ، و لو استطردتُ في الكلام لما سعتني الكلمات و السّطور .
دراسة أخرى تؤكد أن 10 فقط من قدراتنا العقلية ، و بهذه النّسبة استطعنا أن نحقق كل هذا التّقدم في كافة المجالات من طب و الكترونيات و غيرها من العلوم . فما بالك لو استطعنا أن نستخدم 150 أو 20 ، و ماذا لو استخدمنا 50 من قدراتنا العقلية ، و ما الذي نستطيع تحقيقه لو اكتشفنا كافة الأسرار و استخدمنا 100 كاملة .. اترك لك المجال للتخيل ...
لا تهتم لما يقولونه لك :
كما سبق و أشرت ، فانّ الإيحاءات السّلبية محيطة بنا من كل جانب ، و لذلك دع الاهتمام الزائد بردات فعل الآخرين ، فهي ستعرقل مسيرتك و تقيّدك ، لن يضرك قولهم ما دمت في الطّريق الصّحيح . لا تربط حياتك بالأشخاص بل اربطها بأهداف
ملاحظة : أنا لم أقل النّقد البناء انا قصدت السلبية ، فرق تسد
تدريب : " أيقظ قدراتك "
- خذ و رقة فارغة و قلم
- قسم الورقة بواسطة القلم إلى جزأين سواء أفقيا أو عرضيا ثمّ اطوها
- أكتب في الجزء الأول كل ماتراه من قدراتك و ايجابياتك ، مثلا : أنا أجيد اللّغات ، أنا سريع الحفظ ..
- أكتب على الجزء الثّاني نقائصك و بجانب كل نقص اكتب الحل أو الحلول التي ترها مناسبة لسد هذا النّقص .
- احتفظ بهذه الورقة
- كلما شعرت باليأس و الخذلان عد إلى الورقة و انظر فقط الجزء الأوّل و ستتحسن معنويا أن شاء الله
- حاول بل قم بتطبيق تلك الاجرارات التي من شأنها تخليصك من عيوبك ، و كلما أنهيت إجراء أو تخلصت من عيب أشطبه
- راجع كل فترة ما قمت بتحقيقه و قيّم نفسك
الخلاصة :
تريد أن تتحصل على شهادة البكالوريا بمعدل ممتاز ، تريد أن تبني مستقبلك ، تريد أن تحسن حياتك ، إذن عليك أن تعتقد و تصدق أنّ هذا سيحصل بإذن الله ، صدق انّك خُلقت لسبب ، صدق أنّ أمامك كثيرا من الفرص ، صدق أنّ لكَ من القدرات الكثير ، هيا ماذا تنتظر أيقظ ذلك المارد ..
Believe you are here for a reason
Believe we can build a better world
Believe there's a light at the end of the tunnel
ملاحظات :
أعذروني لطول الموضوع، حاولتُ قدر المستطاع الاختصار و لكن ..
غلبت صيغة المذكر على الموضوع على وجه العموم فقط
.
كان هذا موضوع اليوم ، آمل أن يكون في مستوى تطلعاتكم و الأهم أن يفيدكم .
ردودكم تشجعني و تحفزني على مواصلة العطاء
ترقبوا المزيد من المواضيع ..
دمتم في حفظ الرّحمــن