عاشق العفة
2009-10-29, 14:43
أسفار الحياة
خلقنا نتقلب في « ستة » أسفار إلى أن يتسقر بالقوم المنزل: السفر الأول: سفر السلالة من الطين السفر الثاني: سفر النطفة من الظهر إلى البطن السفر الثالث: من البطن إلى الدنيا الرابع: من الدنيا إلى القبور الخامس: من القبور إلى العرض السادس: من العرض إلى منزل الإقامة.
فقد قطعنا نصف السفر وما بعد أصعب.
إخواني: السنون مراحل والشهور فراسخ والأيام أميال والأنفاس خطوات والطاعات رؤوس أموال والمعاصي قطاع الطريق والربح الجنة والخسران النار ،ولهذا الخطب شمر الصالحون كلما رأوا مركب الحياة يتخطف في بحر العمر، شغلهم ما هم فيه عن عجائب البحر فما كان إلا قليل حتى قدموا من السفر فاعتنقتهم الراحة في طريق التلقي فدخلوا بلد الوصل وقد حازوا ربح الدهر.
يا جبان العزم: لو فتحت عين البصيرة فرأيت بإنسان الفكر ما نالوا لصاح لسان التلهف: يا ليتني كنت معهم وأين الأرض من صهوة السماء.
ألا أنت والله منهم ولا تدري من هم.
1-بانوا وَخُلِّفتُ أَبكي في ديارِهِمُ*** قُل لِلديارِ سَقاكَ الرائِحُ الغادي
2-وَقُل لأظعانِهِم حُييتِ مِن ظُعُنٍ*** وَقُل لِواديهُمُ حُيِيتَ مِن وادي
دخل رجل ناحل الجسم على « عمر بن عبد العزيز » فقال له: مالك هكذا فقال: ذقت حلاوة الدنيا فرأيتها مرارة فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري وذلك قليل في جنب ثواب الله وعقابه. إخواني: نهار الحزين كالليل وليل المطرود كالنهار... يا أعمى عن طريق القوم أنا مشغول بإصلاح عينك فإذا استوت أرشدتك الطريق هذا أمر لا ينكشف للقلوب المظلمة برين الهوى حتى يجلوها صيقل المجاهدة أرض مشحونة بشوك الذنوب فلو قد أسلمتها إلى الزارع رأيتها قد تغيرت «يَوم تُبَدَلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرض» .
ويحك: بين العجز والتواني نتجت الفاقة،فانهض من النوم وعليك فورا بالاستفاقه.
اللطائف_أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – بتصرف-.
خلقنا نتقلب في « ستة » أسفار إلى أن يتسقر بالقوم المنزل: السفر الأول: سفر السلالة من الطين السفر الثاني: سفر النطفة من الظهر إلى البطن السفر الثالث: من البطن إلى الدنيا الرابع: من الدنيا إلى القبور الخامس: من القبور إلى العرض السادس: من العرض إلى منزل الإقامة.
فقد قطعنا نصف السفر وما بعد أصعب.
إخواني: السنون مراحل والشهور فراسخ والأيام أميال والأنفاس خطوات والطاعات رؤوس أموال والمعاصي قطاع الطريق والربح الجنة والخسران النار ،ولهذا الخطب شمر الصالحون كلما رأوا مركب الحياة يتخطف في بحر العمر، شغلهم ما هم فيه عن عجائب البحر فما كان إلا قليل حتى قدموا من السفر فاعتنقتهم الراحة في طريق التلقي فدخلوا بلد الوصل وقد حازوا ربح الدهر.
يا جبان العزم: لو فتحت عين البصيرة فرأيت بإنسان الفكر ما نالوا لصاح لسان التلهف: يا ليتني كنت معهم وأين الأرض من صهوة السماء.
ألا أنت والله منهم ولا تدري من هم.
1-بانوا وَخُلِّفتُ أَبكي في ديارِهِمُ*** قُل لِلديارِ سَقاكَ الرائِحُ الغادي
2-وَقُل لأظعانِهِم حُييتِ مِن ظُعُنٍ*** وَقُل لِواديهُمُ حُيِيتَ مِن وادي
دخل رجل ناحل الجسم على « عمر بن عبد العزيز » فقال له: مالك هكذا فقال: ذقت حلاوة الدنيا فرأيتها مرارة فأسهرت ليلى وأظمأت نهاري وذلك قليل في جنب ثواب الله وعقابه. إخواني: نهار الحزين كالليل وليل المطرود كالنهار... يا أعمى عن طريق القوم أنا مشغول بإصلاح عينك فإذا استوت أرشدتك الطريق هذا أمر لا ينكشف للقلوب المظلمة برين الهوى حتى يجلوها صيقل المجاهدة أرض مشحونة بشوك الذنوب فلو قد أسلمتها إلى الزارع رأيتها قد تغيرت «يَوم تُبَدَلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرض» .
ويحك: بين العجز والتواني نتجت الفاقة،فانهض من النوم وعليك فورا بالاستفاقه.
اللطائف_أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي – بتصرف-.