Virgile
2017-05-11, 18:49
الجزائريون يحتفلون بماكرون في ذكرى التنكيل بهم
الجزائر/ د. نور الهدى
ما أن ظهرت نتائج الانتخابات الفرنسية حتى تنفس النظام الجزائري الصعداء، معتبرا أنه نصرا لأركان النظام باعتبار الرئيس
الفرنسي الجديد حامي هذا النظام لخمس سنوات مقبلة، وإن كانت هاته هي أسباب فرحة النظام الجزائري بالرئيس الفرنسي الجديد،
فإن فرحة الشعب أيضا بتلك النتائج تثير دهشة من لا يعرف الجزائريين، فاحتارت الشعوب العربية من المحيط الى الخليج!!!
خرج الجزائريين ليحتفلوا بفوز الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، وعجت مواقع التواصل الإجتماعي بعبارات التهنئة المتبادلة
بين الجزائريين، وكأن الرئيس الفرنسي الجديد جزائري الجنسية وكأن الانتخابات الفرنسية تجري على الأراضي الجزائرية!
الغريب أن هذا الخروج جاء متزامنا مع الذكرى الثانية والستون لمذابح 8 ماي 1945 التي أبادت فيها فرنسا الاستعمارية أكثر
من 45 ألف جزائري خرجوا نفس الخرجة للاحتفال بانتصار فرنسا في الحرب العالمية الثانية، فرفض الفرنسيين قبول التهنئة،
وقرروا ابادة المحتفلين بمنطق استعلائي يجرم مشاركة العبيد لأسيادهم في أي شيء حتى وإن كان احتفاء العبد بنصر سيده.
رغم ما لحق بالجزائريين من عذاب وتنكيل على يد المستعمرين، الا أن لم يتغير شيء في حياة المواطن الجزائري الذي يؤكد عبر
كل المناسبات أنه لا يمكن أن يتحرر من قيوده ويستحيل خروجه من عباءة الرق، فالجزائري يؤمن أنه خلق ليكون عبدا مطيعا في
يد مستعمريه، ويعتبر الحرية ومن يروج لها ومن يتدخل لاقرارها في الجزائر، جريمة يستحق صاحبها العقاب كخائن لقوانين الأمة الجزائرية.
وفي ذكرى مجازر 8 ماي 1945 دعونا نتوقف عند أحداث المجازر اللتي إرتكبت في ذاك اليوم الدموي لنتمكن من الوقوف
على طبيعة المواطن الجزائري، وأسباب احتفاله اليوم بفوز “ماكرون”، والسر وراء ايمان الجزائريين بأن بلادهم مجرد
مستعمرة فرنسية وأن الحاكم الحقيقي لهم قابع وراء البحار، وأن جميع القرارات التي تتخذ في بلدهم تأتي من قصر الإليزيه
عبر السفير الفرنسي بالجزائر.
في 8 ماي 1945 أعلن انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة دول المحور، وانتصار الحلفاء ومعهم فرنسا، فخرج الشعب
الجزائري عن بكرة أبيه ليرفع الأعلام الفرنسية، مرددا عبارات “الله أكبر .. النصر لفرنسا .. الموت للنازية” ..
فاكتست الأراضي المحتلة بأعلام المحتل، الذي أبى أن يحمل المستعبدين رايته، فانطلقت آلته العسكرية بكل قسوة وشراسة لتبيد المحتفلين.
رفض المستعمر أن تحمل رايته على اعناق من يعتبرهم عبيدا، وأبى أن يشاركه من يعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية
احتفالات النصر، فقرر أن يلقن المستضعفين درسا قاسيا ظالما يحرمهم مجددا من مجرد التفكير في رفع الرؤوس أمام
“أسيادهم”، فحفر قبورا جماعية في عين الفوارة بسطيف ومناطق المعاضيد وأولاد دراج في المسيلة، وغيرها من المقابر
الجماعية في قالمة والخراطة.
كان الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945 يشهد تناغما بين المستعمر الفرنسي والجزائريين، حيث تطوع آلاف
من الجزائريين للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، وحفاظا على حياة جنودها، استخدمت فرنسا أولئك المتطوعين كطعم
ودرع بشري تكتشف به مواقع الألغام، وتشغل به القوات المعادية، فسقط عشرات الآلاف من الجزائريين كالحشرات في
جبهات القتال بأوروبا، والغريب أنه تم ادراج أولئك القتلى ضمن قوائم “الشهداء”، والغريب أيضا أن جميع من أبادتهم فرنسا
أثناء احتفالهم بانتصار المستعمر، تم ادراجهم في قوائم “الشهداء”.
وفي يوم 7 ماي 1945، أعلن الجزائريين عن تنظيم إحتفالية ضخمة يشارك فيها الشعب الجزائري كله للتعبير عن الفرحة
بانتصار فرنسا، وقام الجزائريين بتنظيم مهرجانات الأفراح، وما أن إنطلقت تلك المهرجانات التي رفع فيها مئات الآلاف
من الإعلام الفرنسية على أعناق الجزائريين، حتى انطلقت القوات البرية والجوية والبحرية الفرنسية لتبيد المحتفلين، فدمرت
قرى ومداشر ودواوير بأكملها. نتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45 ألف جزائري، فيما أكدت إحصاءات غربية أن عدد القتلى
وصل لأكثر من 70 ألف جزائري، ذنبهم الوحيد أنهم حاولوا التعبير عن فرحتهم بانتصار مستعمرهم على اعدائه.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فمنذ حصول الجزائر عى الاستقلال الشكلي في 5 جويلية 1962 يواصل الجزائريين احتفائهم
بمستعمرهم، وقائع كثيرة تؤكد أن الجزائر مجرد مستعمرة فرنسية يؤمن مواطنوها أنهم خدم وعبيد لفرنسا، لذا ليس عجيبا
أن يخرج الجزائريين أمس للاحتفال بفوز “ماكرون”.
Mesr times
الجزائر/ د. نور الهدى
ما أن ظهرت نتائج الانتخابات الفرنسية حتى تنفس النظام الجزائري الصعداء، معتبرا أنه نصرا لأركان النظام باعتبار الرئيس
الفرنسي الجديد حامي هذا النظام لخمس سنوات مقبلة، وإن كانت هاته هي أسباب فرحة النظام الجزائري بالرئيس الفرنسي الجديد،
فإن فرحة الشعب أيضا بتلك النتائج تثير دهشة من لا يعرف الجزائريين، فاحتارت الشعوب العربية من المحيط الى الخليج!!!
خرج الجزائريين ليحتفلوا بفوز الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، وعجت مواقع التواصل الإجتماعي بعبارات التهنئة المتبادلة
بين الجزائريين، وكأن الرئيس الفرنسي الجديد جزائري الجنسية وكأن الانتخابات الفرنسية تجري على الأراضي الجزائرية!
الغريب أن هذا الخروج جاء متزامنا مع الذكرى الثانية والستون لمذابح 8 ماي 1945 التي أبادت فيها فرنسا الاستعمارية أكثر
من 45 ألف جزائري خرجوا نفس الخرجة للاحتفال بانتصار فرنسا في الحرب العالمية الثانية، فرفض الفرنسيين قبول التهنئة،
وقرروا ابادة المحتفلين بمنطق استعلائي يجرم مشاركة العبيد لأسيادهم في أي شيء حتى وإن كان احتفاء العبد بنصر سيده.
رغم ما لحق بالجزائريين من عذاب وتنكيل على يد المستعمرين، الا أن لم يتغير شيء في حياة المواطن الجزائري الذي يؤكد عبر
كل المناسبات أنه لا يمكن أن يتحرر من قيوده ويستحيل خروجه من عباءة الرق، فالجزائري يؤمن أنه خلق ليكون عبدا مطيعا في
يد مستعمريه، ويعتبر الحرية ومن يروج لها ومن يتدخل لاقرارها في الجزائر، جريمة يستحق صاحبها العقاب كخائن لقوانين الأمة الجزائرية.
وفي ذكرى مجازر 8 ماي 1945 دعونا نتوقف عند أحداث المجازر اللتي إرتكبت في ذاك اليوم الدموي لنتمكن من الوقوف
على طبيعة المواطن الجزائري، وأسباب احتفاله اليوم بفوز “ماكرون”، والسر وراء ايمان الجزائريين بأن بلادهم مجرد
مستعمرة فرنسية وأن الحاكم الحقيقي لهم قابع وراء البحار، وأن جميع القرارات التي تتخذ في بلدهم تأتي من قصر الإليزيه
عبر السفير الفرنسي بالجزائر.
في 8 ماي 1945 أعلن انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة دول المحور، وانتصار الحلفاء ومعهم فرنسا، فخرج الشعب
الجزائري عن بكرة أبيه ليرفع الأعلام الفرنسية، مرددا عبارات “الله أكبر .. النصر لفرنسا .. الموت للنازية” ..
فاكتست الأراضي المحتلة بأعلام المحتل، الذي أبى أن يحمل المستعبدين رايته، فانطلقت آلته العسكرية بكل قسوة وشراسة لتبيد المحتفلين.
رفض المستعمر أن تحمل رايته على اعناق من يعتبرهم عبيدا، وأبى أن يشاركه من يعتبرهم مواطنين من الدرجة الثانية
احتفالات النصر، فقرر أن يلقن المستضعفين درسا قاسيا ظالما يحرمهم مجددا من مجرد التفكير في رفع الرؤوس أمام
“أسيادهم”، فحفر قبورا جماعية في عين الفوارة بسطيف ومناطق المعاضيد وأولاد دراج في المسيلة، وغيرها من المقابر
الجماعية في قالمة والخراطة.
كان الوضع في الجزائر قبل مجازر 8 ماي 1945 يشهد تناغما بين المستعمر الفرنسي والجزائريين، حيث تطوع آلاف
من الجزائريين للمشاركة في الحرب العالمية الثانية، وحفاظا على حياة جنودها، استخدمت فرنسا أولئك المتطوعين كطعم
ودرع بشري تكتشف به مواقع الألغام، وتشغل به القوات المعادية، فسقط عشرات الآلاف من الجزائريين كالحشرات في
جبهات القتال بأوروبا، والغريب أنه تم ادراج أولئك القتلى ضمن قوائم “الشهداء”، والغريب أيضا أن جميع من أبادتهم فرنسا
أثناء احتفالهم بانتصار المستعمر، تم ادراجهم في قوائم “الشهداء”.
وفي يوم 7 ماي 1945، أعلن الجزائريين عن تنظيم إحتفالية ضخمة يشارك فيها الشعب الجزائري كله للتعبير عن الفرحة
بانتصار فرنسا، وقام الجزائريين بتنظيم مهرجانات الأفراح، وما أن إنطلقت تلك المهرجانات التي رفع فيها مئات الآلاف
من الإعلام الفرنسية على أعناق الجزائريين، حتى انطلقت القوات البرية والجوية والبحرية الفرنسية لتبيد المحتفلين، فدمرت
قرى ومداشر ودواوير بأكملها. نتج عن هذه المجازر قتل أكثر من 45 ألف جزائري، فيما أكدت إحصاءات غربية أن عدد القتلى
وصل لأكثر من 70 ألف جزائري، ذنبهم الوحيد أنهم حاولوا التعبير عن فرحتهم بانتصار مستعمرهم على اعدائه.
وما أشبه اليوم بالبارحة، فمنذ حصول الجزائر عى الاستقلال الشكلي في 5 جويلية 1962 يواصل الجزائريين احتفائهم
بمستعمرهم، وقائع كثيرة تؤكد أن الجزائر مجرد مستعمرة فرنسية يؤمن مواطنوها أنهم خدم وعبيد لفرنسا، لذا ليس عجيبا
أن يخرج الجزائريين أمس للاحتفال بفوز “ماكرون”.
Mesr times