المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ولكني لم أكن وحيدا


أبو مرام
2017-05-07, 09:08
والدي غادر الى حيث لا شمس النهار مطلة و لا الليل بأعينه النجل نظار
و أمي الدهر من بعده أشقاها لكننا لم نغب عن اعينها وكنا استثمارها الوحيد
في السنوات الاولى لم أحس بالفرق لكن عندما نلت شهادة المتوسط بامتياز حضرنا للتكريم فجاء زملائي مع أوليائهم و أمهاتهم فأحسست بلحظة كأنه العيد لكن بعد بدء توزيع الجوائز بدوا يصعدون مع أوليائهم وأمهاتهم ويأخذون صورا تذكارية بهواتف قيمة الواحد منها قد يساوي كل ما في بيتنا أحسست بكابوس فظيع و ارتباك مزلزل ،و لأني صاحب أعلى معدل لملمت بقايا شجاعتي وبعض الكبرياء المصطنع وعندما نودي علي صعدت منكسرا بدلا الفرحة سارح الذهن بدل الشموخ ، وأنا على منصة التتويج سلموني الجائزة ، لم يكن معي والدي الذي بيني وبينه برزخ ولم تأتي والدتي لأنها تعمل بالبيوت. في تلك اللحظة أحسست باليتم الحقيقي انهمرت دموعي فظنها الحضور دموع فرحة فصفقوا لي فغرقت في بكاء هستيري شد انتباه الحضور ، و في لحظة ما كشعاع انسل لكهف مظلم رأيت طيفا يلج باب القاعة كأنها أمي شممت روح أمي وظل تتقدم نحوي وأنا اقول انها تشبه أمي وصعدت المنصة وأنا غير مصدق الى أن ابتسمت ودموعها على وجنتيها مدرارا ، أما ابتسامة الأم فهي البصمة الوحيدة التي لا تتغير مع الغنى والفقر و أما الدموع فهي أصدق من أي كلام و أما أني لم أصدق أنها أمي فإنها في تلك اللحظة التي عرفت بأنها كانت جميلة ولكن الفقر والشقاء حجبا جمالها، احتضنتها بحرقة غريبة وكان حضنها لي ذاك اليوم مميزا لقد أحست فيه بأني رفعتها أمام الوجهاء والأغنياء في ذاك اليوم كانت اولى سيدات المجتمع وكانت السيدة الأولى في ذاك الجمع الغفير ، في ذاك اليوم وفي طريقنا الى البيت وهي تحتضنني وتتفقد وجهي ، وسألتني هل أمك جميلة فقلت لها لم اكد اعرفك لو لا ابتسامتك ، فقالت لي بأن بعض أهل الخير لما سمعوا بتكريمي وعدم قدرتها على الحضور أعطوها هذه الملابس ووضعوا لها بعض الزينة الخفيفة ، فقلت لها لا بأس عليك يا أمي الغالية ، عندما أكبر سأشتري لك لباسا وعطرا سأشتري لك سكنا وسيارة و لن تعملي في بيت أحد فانهمرت دموعها وهي تحضنني وكان هذا أكثر ما أريد وهو حضن أمي و أن لا أفرح وحيدا و سعادتي العظمى اني لم أكن وحيدا ذلك اليوم وان أمي كانت معي وصفقت لي