تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ولتسكنوا اليها -بقلمي-


أحلام سرمدية
2017-05-06, 17:56
سبعة مليار انسان على وجه المعمورة خمس وثلاثين مليونا منهم ببلادنا وبضعة ملايين بهذه المدينة ؛ عشرات الآلاف اختاروا الوقوف اليوم على هذه التلة والاستمتاع بالغروب على غير العادة ! عشرة آلاف وجه مازج وجه "ڨورايا " العريقة مساءها عشرة آلاف وجه تشابه واختلف؛ تآلف وانفصل ليضمحل في الأخير كما الظل الذي تناقص وهروب عروس السماء عن مسارها الاهليليجي نحو مرقدها الغربي .
أتدرك مالغريب ؟! أن لا أرى أحدا من بين هذا الحشد المتزايد غيرك ؛ وهل تعلم مالأغرب ؟! أن ترى أولى هالات القمر انعكاس طيفينا معا ذات اللحظة ذات المكان للمرة الألف بعد الأولى ؛ثم أن لا تعرفني وأن أدعي أنني لم أعرفك كذلك . أن نبتسم ببلاهة كغريبين مجردين من كل احساس ألفة أو كمغتربين عن وطن ؛ أوليست القلوب أوطان الروح؟! ونحن من اختار الابتعاد عنها بارادتنا التامة فويلنا كل الويل من حنين الوطن .. لا الاجبار ولا الظروف يبرران قرار الرحيل الرحيل اختيار ؛ الرحيل حرية ؛ وكل راحل بقراره مجحف كل راحل عن الروح بقراره عاق للقلب !
كانت الساعة تشير إلى السابعة بعد الزوال وكانت آخر أشعة الشمس تنسحب من زرقة السماء تماما كما انسحبت مني آخر ذرة للقوة وانغرست بي أول ذرة للحنين ؛ حتى الصخر ويحن فكيف بي أنا الآدمي ألا أحن ؟!كيف لذرات التراب بجسدي ألا تحن؟! كيف لأجزاء روحي المبعثرة ألا تحن؟ ! أيغفر الله لي حنيني المتزايد هذه الأيام؟! التفتت اليك حينها وقلت :" وعدتني قبلا أننا سنرى الغروب من هنا معا ؛ وعدتني أن ينتحر ظلينا والشفق " لم تجب كنت تنظر للجانب الآخر من السماء كنت تحدق فيه بصورة مثيرة للخوف ؛ تساقطت دموعي لأن عبراتك انهمرت ولأنك ككل مرة شرعت بالاختفاء ! الاختفاء ؟! ككل مرة صرت سراب ! "مريم مابك"؟! صرخت أختي مندهشة..
-" وهل يسأل ميت لما لا تجيب؟! أم يسأل الصغير لما لا تنطق ؟!"
-"لقد مات يا مريم مات ؛ لم يبقى منه سوى الذكرى الطيبة "
انسحبت أختي تاركة إياي وحزني ! لا تعلم أختي معنى أن تصير الذكرى علقما يزداد مرارا كلما تجرعناه ؛ لله ذرك يا قلب