عبد الباسط آل القاضي
2017-05-05, 23:25
حلاوة ترك الشهوة في المعصية أكبر من إتيانها ؛ بل إن في تركها من الفضل والعزّة والكرامة ما لا يستجليه بيان ولا يحيط بأركانها إنسان ، فتجد أن همك صرف كالأمس الذاهب ، وأبدلت مكان الخوف أمنا ، ومكان الضيق إنشراحا ، ومكان الوحدة أنسا ، وترى مودة الناس إليك ومحبتهم بادية ، وصلاتهم إليك ساعية ، من غير سعي منك ولا تدبير ، وأما إذا قارفت المعصية فلا تبرح حلاواتها حتى تنقضي ، وتتبدل إلى مرارة كالحنظل ، ويصاحبك الندم والحسرة ، ويعلو وجهك دخنها وينكت في القلب سوادها ، فيعتريك من الخوف والحزن على قدرِ المعصية وعظمتها في قلبك ، وتبدل مكان العزِّ ذلا ، ومكان الفضل فقرا ، وتجد الهم يجري في نفسك كالدم ، ويتبدل خلقُ الأقربين حولك زوجك ودابتك وصحبك فتنكر ما كنت تعرف، ولا يغسلُ عنك ذلك إلا التوبة والأوبة والإستغفار وملازمة الذكر