المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاقتصار على المكتوبات و الاشتغال عن المندوبات بالمذاكرة و الطلب


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-04-14, 00:20
الاقتصار على المكتوبات و الاشتغال عن المندوبات بالمذاكرة و الطلب


هذه صور منيرة من همم الأولين ، أضربها مثلا لنفسي و أمثالي ، ممن ركنوا إلى الدّعة و الخمول ، و نهنههم الوكف عن طلب الوصول . صورٌ عسى أن تؤُزَّ النفس أزًّا إلى التشبّه بهم و اقتفاء آثارهم ، و حينئذ يسوغ لنا التمثل على الأقل بقول أبي ذؤيب الهذلي :
أسير خلف ركاب النجب ذا عرج *** مؤملا كشف ما لا قيت من عوج
فإن لحقت بهم من بعدما سبقوا *** فكم لرب الورى في ذاك من فرج
و إن بقيت بظهر الأرض منقطعا *** فما على أعرج في ذاك من حرج
أو نتأمّل أن يصدق فينا قول الشوكاني رحمه الله :" و ربما أدرك الظّالع شأو الضّليع ، و عد في جملة العقلاء المتعاقل الرّقيع "


ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في البداية و النهاية فيمن توفي في سنة 264 هـ أبا زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، و نقل في ترجمته :
[ و كان في حال شبيبته إذا اجتمع بأحمد بن حنبل للمذاكرة ، يقتصر أحمد على الصلوات المكتوبات ، و لا يفعل المندوبات ، اكتفاء بالمذاكرة عن ذلك ] ( البداية و النهاية 6 / 383 )
و جاء في كتاب المشوق إلى القراءة وطلب العلم علي بن محمد العِمران
[ * الاشتغال عن النوافل باتمامِ مطالعة كتاب
وفي ترجمة الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد ت (702) من كتاب ((الطالع السعيد)) للأُدفوي أنه لما وصل إليه كتاب ((الشرح الكبير)) للإمام الرافعي - وكان اشتراه بألف درهم - اشتغلَ بمطالعته ، وصار يقتصر من الصلوات على الفرائض فقط ] . ص 52


فكيف بنا و قد ضيعنا حتى المكتوبات و الجماعات لتحصيل السفاسف و التفاهات ، فإن كنت قد اطّلعت على شيء من أعمالهم فانظر إلى شيء من آمالهم رحمني الله و إياك
جاء في المشوق إلى القراءة و طلب العلم للعمران
[ ذكر السَّمهودي في ((جواهر العِقْدَين في فضل الشرَفَيْن)) عن شيخه أبي زكريا المُنَاوي (871) قال: أخبرني شيخُنا الشيخ وليُّ الدين (يعني أبا زُرْعة بن الحافظ زين الدين العِراقي) مذاكرةً: أنه ركبَ مع شخصٍ من المكاريَّة من طائفة الريافة، قال: فقلتُ في نفسي - وقد خاضت في الأمل -: لو كان لي أربعُ زوجاتٍ في أربع مساكن، وفي كلِّ مسكنٍ من الكتب التي احتاجها نظير ما في بقيَّة المساكن ... ] ص 59

نسأل الله تعالى أن يُذيقنا من لذة الطّلب و العلم ، التي ذاق منها أولئك الأعلام

أبو عاصم السُّـــلمي

عبد الباسط آل القاضي
2017-04-14, 01:10
جزاك الله خيرا على ما تسطره من الحكم والمآثر ؛ وليس أسوأ من دناءة الهمة في سفاسف الأمور وسيئاتِ الأعمال ؛ ولو كان المرء المضيع لوقته فيما لا ينفعه في غده ولا يرجع عليه بربح في حاضره ؛ يعلم شرف زمانه و يدرك قيمة ما يضيعه لابتغاه بالدنيا وحذافيرها ؛ ولكن للقلوب أقفالها ومنقلبها . ولستُ أغبط أحدا في شيء كمثل علو الهمة واقتناص الفرص لتعلم العلم النافع والعمل به ؛ وبخاصة لمن كان في سنيِّ الشبابِ والفتوة وقد قال الشاعر :
بلغت لعشر مضت من سنيّك
ما يبلغ السيد الأشيبُ
فهمك فيها جسامُ الأمور
وهمُ لداتك أن يلعبوا

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-04-14, 11:47
تذييل سديد و تعليق موفق
جزاك الله خيرا و أحسن إليك أيها الأخ الطيب