مشاهدة النسخة كاملة : مساعدة في المشروع الاول للأدب العربي
akramset
2009-10-26, 16:04
ارجوا من الاعضاء الذين لديهم المشرو عالاول للادب العربي للاولي ثانوي علمي
ممكن تعطوني اياه
انا محتاج ليه
واجركم على الله
akramset
2009-10-26, 18:02
و موضوعو هو *****السلام *****
على ما اضن انو تلاميذ السنة الاولى ثانوي الكل مطالب بهذا المشروع
يا ريت تكون هناك الردود بالافادة قبل الخميس
akramset
2009-10-26, 18:27
لالا ميش التسامح
المشروع هو السلام
مالكس لقبايلي
2009-10-26, 18:37
انا تنيك راني حاصل فيه ولقيت منيش عارف ليفيدك
ربما أمكن تعريف السلام بأنه حالة يخلو فيها العالمُ من الحروب والنزاعات، أو بأنه حالة من الأمن والاستقرار تسود العالم وتتيح التطور والازدهار للجميع. قد يبدو ذلك حلمًا طوباويًّا بعيد المنال؛ إذ لا تخفى حالةُ العالم اليوم على أحد!
كلُّنا يتوق إلى الأمن والسلام، وكلُّنا يدَّعي أنه يعمل من أجل الحرية والسلام والتقدم. لكن أخطر ما يحدث اليوم أن الحروب تُشَنُّ باسم هذه القيم – نعم، تُشَنُّ الحروبُ باسم حقوق الإنسان! تُشَنُّ الحروب باسم الديمقراطية! تُشَنُّ الحروب باسم السلام! أكثر من ذلك، يحلو لبعضهم الظهورُ بمظهر الحكماء، فيتبجَّحون قائلين: "إنْ أردتَ السلام فاستعد للحرب"!
وبعد، فأين نحن من السلام؟ – السلام الحقيقي؛ السلام الذي يأبى سَفْكَ الدماء ويرفض التدمير؛ السلام الذي تعزِّزُه المحبةُ ويعزِّزُ المحبةَ؛ السلام الذي هو أصل كلِّ حضارة وكلِّ تقدُّم.
لقد آن الأوان لنَقْدِ مفاهيمنا وتغييرها عن الحرب والسلام، عن العنف والعنف المضاد، عن دوامات العنف التي لا تنتهي: "العين بالعين، ويصبح الجميع أعمى..." (غاندي) لقد دامت الحرب الأهلية اللبنانية عشرين عامًا، فخرج الجميعُ خاسرًا. أجل، لقد آن الأوان لوضع أسُسٍ جديدة لثقافة السلام.
قد يكون تفكيكُ بنية العنف وثقافة، أو ثقافات، العنف هي الخطوة الأولى المطلوبة؛ وتفعيل، في موازاة ذلك، دورِ نشطاء السلام الذين يبثُّون الوعي – وعي السلام – وينبِّهون إلى مخاطر الحروب اللامحدودة؛ وإفساح المجال أمام جمعيات المجتمع المدني لتعمل، إلى جانب مؤسَّسات الأمم المتحدة، على درس النزاعات القائمة، ووضع الحلول والمقترحات، والتدخل بشفافية من أجل وضح حدٍّ لهذه النزاعات، والتدخل الفاعل والفعال من أجل صنع السلام.
منذ القِدَم والإنسان يحاول – كلما شنَّ حربًا أو غزوًا – أن يستقوي على أعدائه بالقوى الماورائية الغامضة ويحاول استرضاءها بشتى أنواع القرابين. وهذه الفكرة تبيِّن لنا جذور علاقة العنف بالمقدس ومَأْسَسَة العنف دينيًّا. وتفيدنا قراءةٌ متأنية لتاريخ البشرية أن المجتمعات الفاللوقراطية، التي تمجِّد سيطرة الذكورة على الأنوثة، مجتمعاتٌ تمجِّد العنف والحروب. وكذلك الأمر فيما يخصُّ المجتمعات التي تمجِّد عبادة الفرد في السلطة، والأنظمة التوتاليتارية، والمجتمعات التي تلتقي حول إيديولوجيا قومية عنصرية تقوم على التفوق العرقي – هذه جميعًا مجتمعات يسودها مبدأ العنف. كما أن المجتمعات التي تنامَتْ فيها النزعة الفردية، والتي تعزِّز مبدأ التنافس، تميل إلى التوسع الخارجي لأهداف استعمارية واقتصادية. وهكذا يختلف العنف في دوافعه ومظاهره، ولكن الموت واحد، والضحية واحدة!
وللعنف أشكال مختلفة: منها العنف الجنسي واحتقار الرجل للمرأة وتمجيد القوة والذكورة؛ والعنف الاقتصادي الذي يمنع الفرد أو المجتمع من أن يكون منتجًا، وينهب ثرواته وأمواله، ليحوِّله إلى مجرَّد مستهلك؛ والعنف العرقي والقومي الذي يستبيح الشعوب الأضعف أو الأقلِّيات أو القوميات التي تُعتبَر أدنى مرتبة؛ والعنف الثقافي الذي يمنع مجتمعًا ما من التعبير عن خصوصيته الثقافية، ويمنعه من النطق بلغته، ويمنعه من التفتح والتعلم والتطور؛ والعنف الذي يمنع حرية المعتقد وممارسة الشعائر، ويمنع العمل السياسي، ويفرض قِيَمَه ومعاييره وإيديولوجيته – والخطير في هذا الشكل من العنف أن وراءه مؤسَّسات تمارسه، كالحكومات أو الأحزاب أو الجامعات أو وسائل الإعلام إلخ. إن أيًّا من العوامل السابقة يمكنه أن يتحول، في لحظة من الزمان، إلى سبب "وجيه" لاشتعال الحروب الداخلية والخارجية، ولاشتعال الكوكب!
كلُّ ذلك يتطلب دراسة العنف، ودراسة الوضع العالمي أيضًا، من منظور كلِّي، وليس فقط من منظور عبرمناهجي transdisciplinary. إذ لا يكفي النظر إلى العالم على أنه منظومة من العلاقات بين دول أو مجموعات من الدول؛ فالعالم وحدة عضوية، حية، متعالية، ما يحدث لدولة ما، أو ما يصيب مجتمعًا بعينه، سينعكس بشكل ما، عاجلاً أم آجلاً، على الجميع.
لقد شهدنا التعاطف والتضامن الذي ينشأ بين الدول والمجتمعات عند حدوث كارثة طبيعية؛ شهدنا المظاهرات التي تعمُّ الأرض كلما خيَّم شبح الحرب على العالم؛ عرفنا القلق والرعب "الكوكبي" عند انتشار فيروس في مدينة ما من الصين أو أفريقيا؛ شاهدنا الآثار، القريبة والبعيدة، مكانيًّا وزمانيًّا، لكارثة تشرنوبيل؛ عرفنا الآثار، القريبة والبعيدة، لغرق سفينة تنقل البترول في المحيط؛ عرفنا الآثار الاقتصادية لانهيار عملة، في الغرب أو في الشرق، على الاقتصاد العالمي. ومَن منَّا لم يحمر خجلاً عند اكتشاف المقابر الجماعية في يوغوسلافيا السابقة أو رواندا أو العراق؟!
لا يمكن اليوم لأيٍّ منَّا أن يدير ظهره لما يحدث في أيِّ مكان في العالم؛ لا يمكن لأيٍّ منَّا أن يدير ظهره لما يحدث لأخيه الإنسان: لم يعد مقبولاً القول إن ما يحدث في بلد ما، أو بين بلدين، هو شأن داخلي؛ لا يُعقَل بعد اليوم أن نتجاهل المجاعة والمرض والظلم والاضطهاد والقمع والمجازر والحروب والتطهير العرقي؛ ولا يمكن السكوت عن أيِّ أذى يلحق بأمِّنا الأرض. فما يُرتكَب بحقِّ الإنسان يُرتكَب بحقِّ كلٍّ منَّا؛ وما يرتكبه الإنسانُ يرتكبه كلٌّ منا.
إن إرسال فرق الاستطلاع والاستقصاء من قبل الجمعيات الأهلية والدولية العاملة من أجل السلام لا بدَّ أن يصبح تقليدًا راسخًا وقانونًا فاعلاً لمنع الظلم والاضطهاد والقتل ولإيقاف النزاعات الداخلية في دولة ما أو بين الدول. وسيرفد محبُّو السلام والباحثون في السلام هذه الهيئات بالأبحاث الضرورية لتوفير فهم أعمق وأشمل للمشكلة، لاقتراح الحلول، وللتقريب بين الأطراف المتنازعة. لا بدَّ من أن يصبح تحقيق السلام بالطرق السلمية واقعًا حيًّا ملموسًا. ولا بدَّ من تطوير الأطُر القانونية للتدخل، بحيث يصبح التدخل واجبًا ومسؤولية لا تخضع لمصلحة دولة بعينها أو مجموعة من الدول.
حفظُ السلام يعني إيقاف الاقتتال، ووقف إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات والمقدَّرات والثروات. أما صنع السلام، كمرحلة تالية، فهو البحث الخلاق عن حلول واقعية وناجعة ودائمة للنزاعات: أولاً، من خلال جمع الزعماء والقادة على طاولة المفاوضات؛ وثانيًا، بالانتقال إلى العمل في العمق، أي تغيير الرأي العام باتجاه العمل السلمي، والضغط على القادة في هذا الاتجاه. وهنا يبرز دورُ نشطاء السلام في بثِّ هذا الوعي، باستخدام ما تتيحه التكنولوجيا ووسائل الاتصال الحديثة لتفعيل هذا الدور ولِلَفْتِ الرأي العام إلى فوائد السلام الآنية والمستقبلية. وستساهم ثقافةُ السلام في بناء السلام الثابت والدائم، لأنها ستغير من أسُس العنف الاجتماعية والإيديولوجية والدينية والسياسية والعرقية.
يفترض العمل الجدي من أجل السلام تسليطَ الضوء على المؤسَّسة العسكرية كمؤسَّسة تاريخية، والتوقف مطولاً عند القدرة التدميرية الهائلة التي باتت تتمتع بها؛ وهي مسؤولية تتقاسمها المؤسَّسة العسكرية مع العلماء والسياسيين والاقتصاديين. لقد باتت أسلحة الدمار الشامل والسلاح النووي حقيقة قائمة، بل كابوس ثقيل يهدِّد بتدمير البشرية عن بكرة أبيها. لا بدَّ من وضع المسؤولين السياسيين والعسكريين، وحتى العلماء، في مواجهة هذه الحقيقة وخطر أن يفلت زمامُ الأمور في ظرف تاريخي ما فيتدهور الوضع. إن التعامل بشفافية مع هذا الخطر يستدعي قيام كلِّ الدول والحكومات، دون استثناء، بالكشف عما تملكه وتعدُّه من هذه الأسلحة، ووضع القوانين لإيقاف تصنيعها، ومن بعدُ وضع الخطط لتدميرها. في عالم يستعد للسلام، لا بدَّ من مراجعة دور المؤسَّسة العسكرية، والمطالبة بتحديد ميزانيتها، وتحويل الأموال إلى مشاريع التنمية المستدامة، ومعالجة مسائل الفقر والإنتاج في الدول الفقيرة ومشاكل البيئة والتصحر.
لقد عرف الاتحاد السوفييتي، بعد تفكُّكه، تجربة مماثلة متواضعة؛ إذ تحولت بعض المصانع من صناعة الأسلحة إلى صناعات أخرى. لا شكَّ أن الأمر سيكون أكثر تعقيدًا في الدول الرأسمالية، وسيكون على الباحثين في قضايا السلام التصدِّي لقضية صعبة. وغني عن القول إن الاستمرار في دفع الأموال للأبحاث ذات الطابع العسكري ولصناعة الأسلحة يُبقي على سلطة الشركات المستفيدة من وضع كهذا وعلى دورها في اتخاذ القرار والبحث الدائم والمستمر عن أسواق لبضائعها. وسيستتبع ذلك تحويلُ دور الجيوش إلى دور دفاعي بحت، تمهيدًا لتقليص عددها إلى الحدِّ الأدنى.
لقد استغنتْ البشرية، في تطورها، عن العديد من المؤسَّسات: فقد انتهى نظام العبودية، مثلاً، منذ زمن ليس ببعيد؛ وانتهت المَلَكية، على الأقل في شكلها التقليدي، أو تغيَّر دورُها، منذ زمن ليس ببعيد؛ وعرفت أوروبا، في فترة من تطورها، تغيرًا جذريًّا في دور الكنيسة؛ وثمة دول حيادية، للمؤسَّسة العسكرية فيها دورٌ محدود جدًّا.
قلنا في البداية إن الدول التوتاليتارية أكثر استعدادًا لخوض الحروب من المجتمعات الديمقراطية. إن ثقافة السلام تتفق مع المبدأ الديمقراطي، دون أن تفترض شكلاً أحاديًّا لممارسة الديمقراطية؛ إذ لا يمكن الادعاء أن أفضل أشكال الديمقراطية هو فرض رأي الأكثرية على الأقلية. لا بدَّ، إذن، من فضح الممارسات غير الديمقراطية، ومراقبة الدول التي لا تحترم حقوق الأفراد والجماعات؛ وهذه من مهمات المجتمع المدني ونشطاء حقوق الإنسان في العالم. ونتوقع من منظمات الأمم المتحدة أن تضطلع بدور واضح وصريح في هذا المجال. ولكن هذا لا يعطي الحقَّ لدولة من الدول، في أيِّ حال من الأحوال، أن تقرر الذهاب إلى الحرب لتأديب دول أخرى أو فرض عقوبات عليها من جانب واحد. لا يمكن حلُّ النزاعات الداخلية أو الخارجية بوضع الأساس لنزاعات مستقبلية أو طمر الجمر تحت الرماد.
حلُّ النزاعات بالوسائل السلمية يعني الوصول إلى تغيير جذري وحقيقي في موقف الأطراف المتنازعة. ولا يجوز لدولة تتمتع بحقِّ الفيتو – أي تستطيع، حينما تقتضي مصلحتُها، الوقوفَ في وجه الإرادة الدولية – التبشيرُ بالديمقراطية في العالم. ثقافة السلام تعلِّم حلَّ النزاعات في إطار دولي ديمقراطي. وهذا يقتضي مراجعة حقِّ الفيتو في مجلس الأمن وتطوير القوانين لكي تصبح المنظمات الدولية أكثر فاعلية وقدرة على التدخل، إذا اقتضت الضرورة، بإرسال قوات لحفظ السلام – وقد أوضحت رأيي في دور المؤسَّسات العسكرية ومستقبلها. ولا بدَّ لقوات التدخل هذه أن تكون مدربة تدريبًا جيدًا على احتواء العنف، وأن يعمل، بالتوازي معها، نشطاءُ السلام لصنع السلام وبنائه.
لا يمكن فصل بناء السلام عن ثقافة السلام، لأن السلام ليس بنية نهائية. ثقافة السلام تجعل من السلام بنية دينامية، تمنع نشوء النزاعات أو تجعل حلَّها ممكنًا بالطرق السلمية، دون اللجوء إلى العنف؛ وبالتالي فإن الحالة التي ترمي ثقافةُ السلام للوصول إليها تستغني عن الحاجة إلى قوات لحفظ السلام. ثقافة السلام تغيِّرنا من الداخل، وصولاً إلى حالة يتحلَّل فيها العنفُ البنيوي، ليعبِّر الإنسان عن طبيعته الجوهرية التي تضعه على سكة التطور الطبيعي صوب غاية الوجود – صوب الأوميغا (تلار دُه شاردان).
نأمل في المستقبل القريب – وأظننا في الطريق إلى ذلك – الوصولَ إلى حلِّ كلِّ النزاعات بالطرق السلمية، وتفعيل دور المؤسَّسات الدولية والأمم المتحدة على أسُس القانون الدولي، بالتعاون وبدافع من منظمات المجتمع المدني ونشطاء السلام الذين يتدخلون في حلِّ النزاعات، ليس على أسُس المصلحة السياسية، ولا على أسُس القانون الدولي. إن قانونهم الأساسي هو قانون داخلي، قانون الدفاع عن الضحايا – لأن الضحايا هم نحن!
الحروب ليست قَدَرَنا؛ فمستقبلُنا هو السلام.
إن العمل من أجل السلام قائم وحقيقي. وعلينا تعميقه وتوسيعه، والعمل المستمر من أجل ذلك دون ملل أو كلل، ودون أن نترك لليأس مكانًا في نفوسنا. قد تبدو آفاق السلام بعيدة، ولكننا نسير صوبها بخطى ثابتة ومتسارعة.
ثقافة السلام تضع أسُس البقاء والاستمرار والالتقاء والتطور.
إن الوصول إلى عالم يخلو من النزاعات هي حالة السلام السلبي؛ ونحن نطمح إلى الوصول إلى حالة السلام الإيجابي الذي لا تنشأ فيه نزاعات. وإن ظهرتْ نزاعاتٌ حُلَّتْ بالطرق السلمية.
حالة السلام تحقق التطور الديناميَّ الفاعل، الروحي والمادي.
ثقافة السلام تنتظر مساهمة الجميع.
*** *** ***
مالكس لقبايلي
2009-10-26, 18:38
هكا .............
akramset
2009-10-26, 19:15
شكرا خويا الله يجازيك
samira 1993
2009-10-27, 13:37
شكرا اناتاني عند مشروع علي السلام
مالكس لقبايلي
2009-10-27, 20:09
عفو مي المشروع الجاي عليكم ......خلاص
halime15
2009-10-31, 18:56
ان اريد فهرسا حول الحياة العقلية في الجاهلية
sarah wafaa
2009-11-02, 18:04
حسنا راح اعطيك الفهرس انتظر قليلا من الوقت
انا ايضا احتاج الفهرس حول الحياة العقلية في العصر الجاهلي
بسرعة من فضلك
جعلها الله في ميزان حسناتك
MAHOtarfaya
2009-11-03, 12:15
مظاهر الحياة العقلية في العصر الجاهلي
إن الباحث ليفاجأ حين يحاول ولوج بنية العادات والتقاليد الجاهلية، من خلال الكتب، ففي كل منحنى ثمة عادة أو تقليد، يشكلان كوَة نجاة للفرد والجماعة إزاء صعوبات جمة قد تعترض سبل حياتهم.
ولعل الخطوة المنهجية الأولى التي يجدر البدء بها، هي محاولة التفريق بين مفهومي العادة والتقليد في سياق عملنا. والأمر شاق دونه خرط القتاد، نظرا للتماس بين عناصر السلوكين الفردي والجماعي من جهة، واختلاط الدلالات والرموز والوظائف الاجتماعية بعضها ببعضها الآخر، من جهة أخرى؛ فضلاً عن أن الأبحاث الأكاديمية، في هذا المجال، تتسم بالإبهام والغموض في مجملها، خلا لمعات قليلة مبثوثة في شذرة هنا، أو في شذرة هناك، لا تفي بغرض الباحث في هذا المضمار.
والسمة الغالبة للآراء في العادات و التقاليد، هي سمة الخلط وعدم الوضوح. يقول 'سابير': «العادات الاجتماعية، مصطلح يستعمل للدلالة على مجموعة الأنماط السلوكية، التي تحتفظ بها الجماعة مَعْلَماً تقتفي آثاره تقليدياً» .
ويقول جبلين: «العادات الاجتماعية، هي سلوك متكرر، يُكْتَسَب ويُتَعَلَم ويمارس ويتوارث، اجتماعياً» .
ويقول لَمْبِرْج عن التقاليد:«إنها الذكريات والتقارير الشفوية، للعادات والأعراف القديمة، وللتجارب الماضية التي مرت بها الجماعة» .
أما إبراهيم مذكور، فقد حاول التفريق بين دلالتي العادات والتقاليد، بقوله: «العادات السلوك المكتسب، الذي يشترك فيه أفراد شعب معين، وتعد هذه العادات معايير ينظر إليها، على أنها ذات قيمة اجتماعية من شأنها أن تحدث رد فعل في المجتمع، يتمثل في الفزع والاستهجان والاستياء والاشمئزاز؛ الأمر الذي يبرر توقيع جزاءات، على المخالف الذي يتعدى حرمها»1.
وقعات وغارات ومعارك دارت بين العرب في العصر الجاهلي تناقل الرواة قصصها مع ما صحبها من أشعار. دارت معارك هذه الأيام بين قبائل العرب فيما بينها، وقليل منها دار بين الفرس والعرب. أكثر هذه الأيام وقع بين العدنانيين (عرب الشمال) بسبب شح موارد الصحراء. غير أنهم في بعض الأحيان أحسوا وطأة القحطانيين (عرب الجنوب) عليهم فناهضوهم في معارك سجلتها البيئة العربية.
ليست البيئة العربية في العصر الجاهلي محض وثائق عسكرية تتحدث عن وقعات حربية، وتصور روحًا قتالية مستمرة، ولكنها ذات محتوى درامي ورسالة أدبية ووظيفة ملحمية تكتسبها من الصوت الإبداعي المنبثق من وجدان الأمة العربية.
تورد بعض المصادر المعارك التي خاضها الرسول ³ضمن البيئة العربية. ويقسِّم بعضها البيئة العربية إلى أيام قبل الإسلام وأيام بعد الإسلام. غير أن المعارك الإسلامية غلب عليها وصف المغازي. وتناقش هذه المقالة البيئة العربية في الجاهلية من حيث احتواؤها على تفاصيل المعارك والأحداث التاريخية ومن حيث قيمتها الأدبية بما اشتملت عليه من الروايات المتناقلة نثرًا، وسير أبطالها الملحمية التي تمثل جانبًا مهمًا في بنية الشخصية العربية الجاهلية.
يرى بعض الباحثين أنه لا يصح للمؤرخ المحقق الاعتماد على البيئة العربية مصدرًا من مصادر التاريخ الجاهلي، ذلك أن أحداثها مظنة للشك بسبب رواياتها المتناقلة شفاهة. ثم إن للرواة من الغرض والهوى ما يدفعهم لتفضيل بعض القبائل المتنازعة على بعض بحكم انتمائهم العصبي. ولكن هؤلاء الباحثين لا ينكرون أن لها من الفائدة التاريخية نصيبًا يتمثل في إشاراتها إلى طبيعة العلاقات التي كانت قائمة بين العرب وغيرهم من الأمم كالفرس والروم والعرب فيما بينهم.
أكثر البيئة العربية غارات تقع في يوم واحد وقليلاً ما استمرت المعارك أكثر من يوم واحد، ولكن بعض الأيام استمرت معاركها إلى عشرات الأعوام مثل أيام داحس والغبراء وأيام البسوس. واشتملت هذه المعارك على عدة أيام مشهورة بين أيام القتال فيها، وكانت تتخللها فترات من الترقب ـ قد تطول ـ بين معركة وأخرى.
ويعني اليوم النهار دون الليل إذ كانوا يتوقفون عن القتال في الليل ليعاودوا الاقتتال غداة اليوم التالي. وكان من عادة الجاهليين الإغارة صباحًا وقليلاً ما دارت المعارك ليلاً. ومن أشهر صرخاتهم " يا سوء صباحاه" يصيح بها الصريخ في قومه إعلامًا بزحف الأعداء نحوهم.
الشعر في أيام العرب
كانت أحداث البيئة العربية عاملاً مهمًا في شحذ القرائح وتهييج العواطف وتحريك الدوافع في نفوس الشعراء لقول الشعر. فهم يقولونه قبل المعركة لإثارة الموتورين وتأليب الرجال ودعوة الحلفاء. ويقولونه في أثناء المعارك لتشجيع المنخذلين والخائرين. ويقولونه بعد المعركة ازدهاء بالنصر أو تسويفًا للهزيمة أو رثاءً للرجال الذين فجعت بهم القبائل. ولذا فإننا نطالع هذا الفيض الغامر من التراث الشعري المرتبط بأحداث الأيام. والشعر عند الجاهليين ينمو ويزدهر في أيام الحرب ويذوي ويضمر عند خمودها.
كان أكثر شعر الأيام الذي يقال في أثناء المعركة رجزًا، لما له من خفة تناسب جو المعارك، ولسهولة نظمه قياسًا إلى بحور الشعر الأخرى. وغلب على أراجيز المعارك القِصَر، إذ لا تعدو مهمتها أن تكون بث الحماسة في نفوس الرجال. ثم إن جو المعركة لا يسمح بالإطالة التي تشغل الرجال عن القتال. ومن أمثلة ما ارتجز به الشاعر الجاهلي أثناء المعركة قول امرأة من عجل في يوم ذي قار تحض آل بكر على قتال الفرس:
إن تَهْزِموا نعانق ونفرش النمارق
أو تُهْزَموا نفارق فراق غير وامق
أما الشعر الذي كان يقال عقب المعارك فقصائد مطولة متنوعة في بحورها وأغراضها. تستمد هذه القصائد صورها من مشاهد المدن والحرب والضرب، والكر والفر، والرماح المشرعة، والسيوف المسلولة. وقيل هذا الشعر في الحماسة والفخر والرثاء والمدح والهجاء والوعيد والتحذير والعتاب والاعتذار عن الهزيمة والحكمة.
اتسمت معاني هذا الشعر بما اتسمت به معاني الشعر الجاهلي من حيث إنها مستمدة من بيئة العربي الجاهلي محدودة العناصر. فهي تمثل مظاهر الطبيعة حوله من نهار وليل وجبل وسهل وحر وقر، وما حوله من حيوانات وطيور وأدوات يستخدمها في حياته البسيطة. وهذا الشعر بطبيعة الحال بعيد عن الخيال الخصب الذي يعكس الإحساس بصور متخيلة غير مرئية.
يقع أكثر الشعر العربي المنحول في الشعر الذي قيل في البيئة العربية؛ فقد اجتمع لها من الأسباب ما يسَّر انتحال شعرها. ومن هذه الأسباب: 1- لم يكن شعر الأيام مدوَّنًا شأنه في ذلك شأن الشعر الجاهلي عامة، وإنما اعتمد على الرواة الحافظين. وفي ذلك ما فيه من ضعف يعتري الحافظة البشرية. 2- ثم إن التعصب القبلي للرواة أسهم بباع طويل في هذا النحل بما يبعثه من دوافع إلى تحريف الأحداث واختلاقها وما يصاحبها من شعر. 3- أصبحت الأيام بفعل توالي العصور مادة قصصية يأنس الناس إليها، مما حدا بالرواة إلى تنسيق حوادثها لتغنى بجانب تشويقي يشبع لهفة السامع والقارئ، وانعكس ذلك على أشعارها.
حفلت المعلقات بذكر البيئة العربية، إذ إن شعراءها ينتمون إلى هذه القبائل المتنازعة، ومنهم من كان فارسًا شارك في معاركها. ومن أشهر ما ورد في المعلقات من شعر يتصل بالبيئة العربية ماجاء في معلقة زهير من ذكر لحرب داحس والغبراء ومدح للسيدين هرم بن سنان والحارث بن عوف اللذين أصلحا بين قبيلتي عبس وذبيان، يقول زهير:
يمينًا لنعم السيدان وجدتما على كل حال من سحيل ومبرم
تداركتما عبسًا وذبيان بعدما تفانوا ودقوا بينهم عطر منشم
وقد قلتما إن ندرك السلم واسعًا بمال ومعروف من القول نسلم
فأصبحتما منها على خير موطن بعيدين فيها عن عقوق ومأثم
عظيمين في عليا معد هديتما ومن يستبح كنزًا من المجد يعظم
كما حفلت نقائض جرير والفرزدق بذكر هذه الأيام، إذ أن أثرها على العرب ظل ممتدًا إلى عصرهما.
أشهر أيام العرب
تشير المصادر إلى استحالة حصر البيئة العربية في عدد معلوم لكثرتها، وقد أشار بعضها إلى 1,700 يوم، وبعضها إلى 1,200 ، وبعضها إلى 75 يومًا. من أشهر هذه الأيام ما وقع بين العرب والفرس، وما وقع بين القحطانيين والعدنانيين، وما وقع من أيام داخلية بين القحطانيين أنفسهم أو العدنانيين أنفسهم.
أيام بين العرب والفرس. وقع بين العرب والفرس يومان هما: يوم الصفقة ويوم ذي قار، وأشهرهما يوم ذي قار.
يوم ذي قار حرب جرت بين العرب والفرس بعد ظهور الإسلام ولكن مصنفات الأيام تدخله ضمن البيئة العربية مع بعض ما وقع منها بعد البعثة كيومي الشيطين وسحبل لكونها محض حروب جاهلية في بواعثها. وتتلخص قصة هذا اليوم في أن كسرى سمع وشاية عن النعمان بن المنذر وأرسل إليه كتابًا يطلب فيه أن يُرسل إليه بعضًا من حرائر فتياتهم، فأبى النعمان ذلك. وطلب كسرى النعمان في المدائن فأيقن بالهلاك وسار حتى استودع أهله وأمواله هانئ بن مسعود من بني بكر بن وائل. قتل كسرى النعمان وبعث يطلب من هانئ بن مسعود ما خلَّفه النعمان عنده، فأبى هانئ ذلك. عزم كسرى على الإغارة على بني بكر ابن وائل فنصحه بعض مستشاريه من العرب أن ينتظر حتى الصيف حيث ترد بكر ماءً يقال له ذو قار ففعل كسرى. ولما حان الصيف ونزلت بكر بذي قار أتاهم جند كسرى مع حلفائهم من العرب، وخيَّرهم قائد الجند بين أن يعطوا ما بأيديهم أو يأذنوا بحرب. فاختاروا الحرب بعد ما جرى بينهم من مشورة. تقابل الجيشان، فخرج قائد من قواد كسرى يطلب المبارزة فبرز له يزيد بن حارثة من بني يشكر وشد عليه بالرمح فقتله. ثم تحرك رجال من بني بكر وكمنوا لجيش الفرس كمينًا في مكان يقال له الجبئ، ثم خرجوا عليهم وشدوا على قلب الجيش وولت بعض أحلافهم هاربة، وانهزم الفرس وتبعتهم بكر تقتلهم بقية يومهم.
تأثر العرب كثيرًا بهذا اليوم إذ إنه أول يوم تهزم فيه العرب الفرس، فقالوا فيه شعرًا كثيرًا، من أشهره قول الأعشى:
لما رأونا كشفنا عن جماجمنا ليعلموا أننا بكر فينصرفوا
قالوا البقية ! والهندي يحصدهم ولا بقية إلا السيف فانكشفوا
لو أن كل معدّْ كان شاركنا في يوم ذي قار ما أخطاهم الشرف
فهرس العادات والتقاليد والمظاهر العقلية في العصر الجاهلي
الرقم العادات والتقاليد والمظاهر النــص
01 أدب المائدة إن الآداب الاجتماعية، قد أخذت بحظ وافر من العادات، ولعل أدب المائدة كان له الصدارة بين تلك الآداب، فالعرب في البداية كانت عادتهم متعلقة بأدب الولائم أن يختصوا كل مناسبة بوليمة1كما ورد في المثل: كل الطعام تشتهي ربيعة: الخُرْسُ والإعذار والنَقِْيعَهْ.
02 عادة التزوار إنه لمن البديهي أن يكون تماسك عناصر بنية العلاقات الاجتماعية، من عادة التزوار، التي ينبغي لها أن تكون في "منزلة بين منزلتين" فلا جفاء ولا إفراط؛ مصداق ما ورد في أمثالهم: "زر غبا تزدد حبا"2؛ والغب في الأصل أوراد الإبل، وهو أن ترد الماء يوما، ثم تعود؛وقد استعبر في نص المثل،للدلالة على نمطية التزوار المستحبة.
03 أعراف حسن الضيافة أ- تقديم المضيف الأكل والشرب بنفسه:أدم الولائم وعادة التزوار في الجاهلية، يتناغمان مع أعراف عاشتها الجاهلية، وكانت بمثابة قوانين لا محيص عنها، فلا يكفي البتة في العرف الاجتماعي الجاهلي، أن يقدم المضيف لضيفه الأكل والشرب فحسب، بل ثمة كيفية لهذا التقديم، فمن حسن الضيافة عندهم أن يقدم صاحب الدار بنفسه المأكول والمشروب، لا أن يدل الضيف على مكان وجودهما، ويشير إليه إلى تناولها.
ب- المسامرة: من حسن الضيافة، بعد تقديم الأكل والشرب مصحوبين بالترحيب، أن يسامر الضيف ضيفة إن بات ليلة عنده، حتى يغلبه النوم فقد ورد في المثل: "إن غدا لناظره قريب"
04 عادة لبس العمامة إن هذه العادة مثلى، ونعتناها بالمثلى لأنها بذاتها مثل صامت ناطق، عن السيادة والعصبية أول ما يلفتنا في العمامة إسمها الأصلي، العصابة، وسميت بذلك لأنها تعصب بالرأس؛ وفي عصبها، دلالة عصبية على السيادة والمحاماة والمدافعة والمناصرة.
05 عادة حمل العصا في السياق العصبي نفسه، ترد عادة حمل العصا عند الجاهليين، وكانت مترافقة أكثر الأحايين مع لبس العمامة1،ومما يؤثر عنهم في هذا المجال القول: إن العيدان جواهر كجواهر الرجال.
شرح لبعض الكلمات الصعبة
الكلمــة شرحهـــا
النقيعه وهي اللبن المحض
العصيبة كتان يلف على الرأس
العيدان جمع عود وهو العصا إبن منظور: اللسان، مادة العصا
kadiyasin
2009-11-15, 20:11
مساء الخير ولاد بلادي نشكر لقبايلي علو موضوع ومشروع السلام لك كل التحيات انا طالبة اولى ثناوي جذع مشترك اداب ننتمنى التوفيق لكل الطلاب وبالخصوص الاعضاء سولاف الجزائرية
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir