تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وصلت وإن كنت متأخرة


زهرة المسيلة
2017-03-30, 17:40
الوقت يمضي سريعًا والأزقّـة مزدحمةٌ بالمارة والعابرين ..

المسافة تزيد والطريق يطول .. وها أنا أركضُ بقوة

أظن أنها كسرت كل قوانين السرعة البشرية

أنظر للساعةِ ثانية فأتعثر ثم أواصل الركض

فمنذ ساعاتٍ فقط كنت قد قررت عدم العودة

كابرتُ كثيرًا وحـمّـلت قلبي فوق مايطيق ، ولكنّي لم أستطِع

وها أنا الآن أركض بلا أدنى شعور للتعب

وأمنية وحيدة تسكنني أن ألحق به حتى أخبره أن كياني ما زال يريده

فاعتذاراته ترنّ في أذني بشدة

ونظرات عينيه لم أفهم معناها عندما كانت سطوة الخذلان تسيطر على فكري

أما الآن فأستطيع أن أفهم عمق المعاناة والندم الذي رأيته فيها ..

لابدّ أن انتظاره لي قد طال كثيرًا

وإذا ما أتيت فسيعتبرها رسالة أخيرة مني

لبرهة شعرت أن كل شيء قد توقف عدايَ أنا وهو وأمنيات صغيرة تسخر مني

أن أحلق عاليًا وأحطّ بين يديه ..

لم أعد أفكر سوى بالوصول ، حتى أضلاعي التي تكاد تتحطم بداخلي

والتربة التي عانقت ما يحلو لها من ثيابي ويدي ، لم ألـقِ لها بالاً

فالحب الذي أحمله في قلبي له أكبر من أي شيء

أكبر من أن يخضع لشيءٍ من النصب

أو ثمة أخطاء ارتكبها ثم أعلنَ التوبةَ بعدها ..

لقد أيقنتُ لحظتها أن الحب لا يسلك سبيلاً غير الطهر

ولا يقبل للواقعين فيه سوى بالعفو

لذا سأعطي حـبنا فرصته ولن أفكر في حرمانهِ منها يومًا ..

هاهي أخيرًا معالم وجوده تظهر لترحم ماتبقّى لي من قوة ،

ولكن ماهذا الذي أراه .. كأنه يسير خائـبًا نحو خط الرجوع

يا إلهي لماذا أشعر بالعجزِ عن الحركة إنه يعودُ أدراجه ولا أستطيع اللحاق به

هل استكانت أطرافي لوصولها بر الأمان ؟!

أم الصدمة احتلت ما تبقى فيّ من طاقة ؟!

لا أعلم حقًا سوى أني وصلت وإن كان في اللحظة الأخيرة ،

لم أتوانى أكثر وأخرجت الوردة البيضاء من جـيبي

ثم منحتها شرف أمنيتي بالطيران حتى استقرت على كتفه

" إنها زهرة النقاء يا سيدي ، وسامُ السماح
تمجيد لحبنا و ذكرى عودتنا إلى الأبـد "

تأبط شر
2017-04-14, 08:00
أعجبتني خاطرتك مزيدا من التألق