السجنجل
2017-03-24, 21:58
http://www.djelfa.info/vb/images/icons/b4.gifhttp://www.up.djelfa.info/uploads/149046149885881.png
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{{ أنظروا ، النّيران ملتهبة في أماكن عديدة و الأرض تلتهب تحت أقدامنا ، مات الكثير من الناس هنا ، و سقط البعض من السُّطُوح ، و أحرق البعض نفسه ، و انتحر البعض الآخر شنقاً ، إنّنا نخاف و نعتقد أنّ نفوسا سوداء في كل مكان هنا ، ينتابنا مثل هذا الخوف و لا نخرج من البيت ليلا ، بنتِ الدّولة بيوتاً في مكان خطرٍ من أجل المنفعة ، و تركتنا هنا لمشاهدة رقصة الموت .
كثيراً ما أرى في منامي و كأنّني أحمل فحما ، و تسير سيّارة للشُّرطة يقوم رجالها باعتقالي ، و يرسلونني إلى المدينة ، ويسجنوني لسبع سنوات ، و أبكي في السّجن ، و أفكّر من سيُعيلُ أسرتي ما دمت أنا في السجن ، ماذا سيفعلُ أطفالي الصّغار و زوجتي ، ماذا سيأكُلون و متى سيأكلُون ؟؛ يتكرّر هذا الحلم دائما و هو مزعج جدّا .
تستخرجُ الفحم شركة حكوميّة محتكرة ، كلّ صباح ينزل إلى المقلع مائة من سكان القرى المجاورة ، و تسمح لهم الشركة بشكل خفي بسرقة الفحم لأنّه المصدر الوحيد لدخل أغلبيّتهم .
جمع الفحم صعبٌ جدّاً و الدّولة لا تمنحنا أيّ عمل ، الفحم ملكٌ للشّركة التي لا تستطيع رعاية الجميع ، لذا نُضطرُّ لسرقة الفحم و بيعه ، نعيش هكذا ، أحياناً عندما أسيرُ على الفحم تكون النّار ملتهبة في الأمام بشكل غير ملحوظ ، و عندما تطأ قدمك هذا المكان صدفة ، تغور فيه و تصاب بحروق كبيرة
نعيش على حافّة الهاوية الملتهبّة ، كانت منازل الجيران تغور تحت الأرض من فترة إلى أخرى و لم يكن لدى النّاس أحيانا الوقت الكافي للهروب إلى الخارج .
تستعرُ النّار تحت أقدامنا و تنتشر ، أنظروا إلى الدُّخان المتصاعد هناك من تحت الأرض ، إذا كان هناك دُخان فهذا يعني أنّ النّار ملتهبة في الأسفل ، يعيش هنا حوالي عشر إلى خمسة عشر أسرة لا أكثر ، بينما كان يعيش في وقت ما مائتين و خمسون .
قبل خمس سنوات وجدوا النّار تحت هذه البناية ، إلّا أنّهم لم يُغلقوا حتّى المدرسة المجاورة لها ، ها قد سمعتم دويّ الإنفجارات و يمكنكم أن تشعروا حتّى بالإهتزاز ، تكرّر كل شيءٍ قبل عامين ، و أخذ الأطفال يقولون : يا أُستاذ المكان هنا حارٌّ جدّاً ، هناك نار تخرُج من الأرض و كانوا محقّين في هذا الكلام ؛ عندما رأيت الدُّخان يتصاعد أخرجت الأطفال من المدرسة ، و بعد يومين دوّت الإنفجارات مجدّدا ، و انهار الجدار و هنا كانت النّار تخرُج ، من هنا و من هنا ، و من تلك الجهة أيضا ، و في تلك البناية .
إستمرّ النّاس في العيش في الأرض الملتهبة ، لأنّ السّبب الرئيسي لبقائهم هناك كان أجرة العمل ، إذ كانوا يجمعون الفحم و يبيعونه في السُّوق ، الحكومة تستفيد من انتشار الحرائق تحت الأرض ، إذ أنّ النّيران تطردُ النّاس من الأرض التي يمكن استخدامها لاستخراج الفحم ، تستفيد من ذلك فهي تعرف أنّ النّيران تنتشر ، و أنّ هؤلاء النّاس سيغادرون ديارهم عاجلا أم آجلا . }}
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{{ أنظروا ، النّيران ملتهبة في أماكن عديدة و الأرض تلتهب تحت أقدامنا ، مات الكثير من الناس هنا ، و سقط البعض من السُّطُوح ، و أحرق البعض نفسه ، و انتحر البعض الآخر شنقاً ، إنّنا نخاف و نعتقد أنّ نفوسا سوداء في كل مكان هنا ، ينتابنا مثل هذا الخوف و لا نخرج من البيت ليلا ، بنتِ الدّولة بيوتاً في مكان خطرٍ من أجل المنفعة ، و تركتنا هنا لمشاهدة رقصة الموت .
كثيراً ما أرى في منامي و كأنّني أحمل فحما ، و تسير سيّارة للشُّرطة يقوم رجالها باعتقالي ، و يرسلونني إلى المدينة ، ويسجنوني لسبع سنوات ، و أبكي في السّجن ، و أفكّر من سيُعيلُ أسرتي ما دمت أنا في السجن ، ماذا سيفعلُ أطفالي الصّغار و زوجتي ، ماذا سيأكُلون و متى سيأكلُون ؟؛ يتكرّر هذا الحلم دائما و هو مزعج جدّا .
تستخرجُ الفحم شركة حكوميّة محتكرة ، كلّ صباح ينزل إلى المقلع مائة من سكان القرى المجاورة ، و تسمح لهم الشركة بشكل خفي بسرقة الفحم لأنّه المصدر الوحيد لدخل أغلبيّتهم .
جمع الفحم صعبٌ جدّاً و الدّولة لا تمنحنا أيّ عمل ، الفحم ملكٌ للشّركة التي لا تستطيع رعاية الجميع ، لذا نُضطرُّ لسرقة الفحم و بيعه ، نعيش هكذا ، أحياناً عندما أسيرُ على الفحم تكون النّار ملتهبة في الأمام بشكل غير ملحوظ ، و عندما تطأ قدمك هذا المكان صدفة ، تغور فيه و تصاب بحروق كبيرة
نعيش على حافّة الهاوية الملتهبّة ، كانت منازل الجيران تغور تحت الأرض من فترة إلى أخرى و لم يكن لدى النّاس أحيانا الوقت الكافي للهروب إلى الخارج .
تستعرُ النّار تحت أقدامنا و تنتشر ، أنظروا إلى الدُّخان المتصاعد هناك من تحت الأرض ، إذا كان هناك دُخان فهذا يعني أنّ النّار ملتهبة في الأسفل ، يعيش هنا حوالي عشر إلى خمسة عشر أسرة لا أكثر ، بينما كان يعيش في وقت ما مائتين و خمسون .
قبل خمس سنوات وجدوا النّار تحت هذه البناية ، إلّا أنّهم لم يُغلقوا حتّى المدرسة المجاورة لها ، ها قد سمعتم دويّ الإنفجارات و يمكنكم أن تشعروا حتّى بالإهتزاز ، تكرّر كل شيءٍ قبل عامين ، و أخذ الأطفال يقولون : يا أُستاذ المكان هنا حارٌّ جدّاً ، هناك نار تخرُج من الأرض و كانوا محقّين في هذا الكلام ؛ عندما رأيت الدُّخان يتصاعد أخرجت الأطفال من المدرسة ، و بعد يومين دوّت الإنفجارات مجدّدا ، و انهار الجدار و هنا كانت النّار تخرُج ، من هنا و من هنا ، و من تلك الجهة أيضا ، و في تلك البناية .
إستمرّ النّاس في العيش في الأرض الملتهبة ، لأنّ السّبب الرئيسي لبقائهم هناك كان أجرة العمل ، إذ كانوا يجمعون الفحم و يبيعونه في السُّوق ، الحكومة تستفيد من انتشار الحرائق تحت الأرض ، إذ أنّ النّيران تطردُ النّاس من الأرض التي يمكن استخدامها لاستخراج الفحم ، تستفيد من ذلك فهي تعرف أنّ النّيران تنتشر ، و أنّ هؤلاء النّاس سيغادرون ديارهم عاجلا أم آجلا . }}