amine885
2017-03-23, 21:12
[size="2"]
كان محمد قد عاد إلى المنزل ليجد أمه قد عزمت على تزويجه رغم امتناعه منذ مدة طويلة ،فما كان منه إلا الخضوع لمشيئة الله وهو مكره خوفا من عقوق والدته وقد عٌرف بأخلاقه الشهمة ورزانة عقله وخفة دمه وحلمه الذي جعل منه سيدا في قريته وكانت أحلامه بسيطة أن يجد امرأة كلها أنوثة ومحبة وذات دين وخلق ،وكانت الفتاة المختارة أحلام من القرية المجاورة ،فكر وفكر ولم يجد مهربا من الله إلا إليه بعد استخارته في الأمر ،كل المراسيم قد أتمت ،وكان الزفاف..
وزفّت العروس إلى بيت زوجها ،وفي ليلته الأولى التي يحلم فيها أي شخص امرأة أو رجل أن يجد فيها ظالته ويرسم لحياة أبدية مع طرفه الآخر ملؤها الفرحة والمحبة والألفة والرحمة ،وقع ما لم يكن في الحسبان ،وجد أحلام في ركن الغرفة تبكي وقد ابتل فستانها الأبيض من الدموع وشحب وجهها والخوف يعتصر وجهها البراق فاندهش لما رأى واقترب منها محمد بدهشة يستقسر الأمر فزدادت نحيبا وبكاءا فأعطاها الأمان أن تخبره بقصتها ،فأجابته بصوت خافت يطغى عليه الخوف والتردد ويديها تغطيان وجهها الذي لم يراه قط إلا من خلف الستار المنسدل من على رأسها : لقد أرغمت على الزواج منك فارحم ضعفي وقله حيلتي ،كيف لي أن أنظر إليك وقلبي يسكنه غيرك ،صعق من قولها وابتعد بخطوات إلى الوراء في دهشة وحيرة لم يعهدها في حياته .جلسة في حيرة من أمره وسكــت لبرهة ثم قال لها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة لا هي ابتسامة مكر ولا هي ابتسامة سخرية ولا هي ابتسامة قوة في لحظة ضعفٍ وقال لها : حتى أنا أرغمت على الزواج منك ،وعجبت هي لأمره ومن قوله الذي زاد من خوفها وهول المصيبة التي ستلمّ بها بعد الخطأ الفادح التي ارتكبته في أولى ليلة لها في بيت زوجها.
[كانت ليلة سوداء لم يزر النوم جفون العريسان... ساعدها بالنهوض من على الأرض ووضعها فوق السرير وأعطاها منديلا لتمسح دموعها وقال لها نامي الآن وارتاحي ولا تشغلي بالك، وجلس على الأريكة ليرى بينه وبين قريرة نفسه هذا الأمر الجلل الذي حدث له في أولى ساعات حياته التي حلم بها ،لكنه تفطن لأمر ماذا سيقول لأهل العروس ولأمه التي لم يراها أشدّ فرحا من تلك الليلة ،كيف لا وقرة عينها الوحيد قد أدخل السرور والفرح إلى البيت الذي لم تفارقه الكئابة منذ أمد طويل ،كيف لا وهي التي شقت وعانت الكثير وضحت بشبابها لتربيه منذ وفاة والده وهو في المهد لم يبلغ الشهر بعد ،وتحملت الذل والهوان في بيوت الجيران لتطعمه وتسقيه وتعلمه ليكبر ويشدّ عضدها ،حقا إنه لأمر صعب أن يهدم كل ما بنته وما ضحت به أمه لأجله،لقد كانت أسوء ليلة قضاها في حياته لم يزر النوم جفنه ،وفي الصباح الباكر وبعد ليلة عسيرة ،تكلم معها قائلا.يختبر ردة فعلها: ما رأيك أن تذهبي إلى بيتكم وانتهى الأمر ،فأجهشت بالبكاء وماذا أقول لأهلي ،ماذا أخبرهم ،لن يرحموا ضعفي وقله حيلتي سأذبح على يد أحد إخوتي ،طأطأ رأسه وقال لها حسنا اصبري معي شهرا على الأكثر ولك ما تريدين ،قالت له وماذا ستفعل وقد نكدت عليك عيشك وحياتك ،فقال لها صراحتك وصدقك ورضى والدتي أكبر من كل شيء فأنا أيضا لا أتقبل العيش مع فتاة ليست ملكي ،ومنذ ذلك اليوم عزم محمد على إيجاد طريقة لإرجاع الحياة لأحلام دون إحراجها أو جرح كرامتها وإحراج نفسه مخافة أن يشق على أمه في مجتمعه المحافظ جدا،تغير محمد منذ تلك اللحظة إلى أسوء ما يكون عليه المرءٌ فاصبح لا يدخل إلى البيت إلا مع طلوع الفجر ،ويحضر قنينات الخمر إلى بيته ، وقد فصل من العمل ،وكانت أمه تنهره وتعاتبه أشد العتب على ظلمه لزوجته وعدم الاهتمام بها ،في حين كانت أحلام إبنة مثالية لأم محمد تقوم بها وترعاها وتحابا لدرجة كبيرة لا توصف ،حتى أجبرت الأم على مواجهة ابنها محمد بارجاع البنت إلى اهلها بسبب الوضع المزري الذي أصبح عليه محمد والظلم الفادح الذي كانت تتعرض إليه زوجته،حينها نادى أحلام من غرفته ووجهه وضاح وكان أول مرة ينظر إليها مباشرة كانت أحلام ذات جمال خلاب ،وقد وجد جمالها ورقتها لقلب محمد منفذا ،أبشري فقد حان وقت عودتك لمنزلك يا أحلام مبروك ،فاغرورقت عيناها وقالت له أنا السبب في الحالة التي وصلت إليها ،فقال لها لا تقلقي ،أنا لم أخالف شرع الله يوما فقالت وما قصة قنينات الخمر التي كنت تحضرها وما قصة العمل الذي طردت منه وما قصة غيابك عن البيت لأوقات طويلة ،فقال لها إن قنينات الخمر التي رأيتها لم أشرب منها يوما قطرة واحدة ،وأما العمل فقد أخذت إجازة ،وأما الغياب عن البيت فكنت أبيت الليل فوق المنزل وأنا كلي سعادة بمشاهدتك أنت وأمي تضحكون وتتسامرون وأنت تمشطي شعرها ،حقا إنها فرحة لا توصف ،فليس لي سوى أمي وأنت كيف لي أن أحزنكما ،فانهمر الدمع على خديها وهي تسأله لما فعلت كل هذا وأنت لا تعرفني وقد جرحتك وخيبت ضنك في أول ليلة من زفافك ،فقال لها عندما استخرت الله كنت على يقين أنه لن يخيب ضني وحين صارحتني أغرمت بك ،فما كان مني إلا أن أحقق مبتغاك وأحفظ كرامتك وأجري على الله ،فأخلاقي لا تسمح لي بأن أقلل من شأنك وكرامتك وأنا ديني الإسلام وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ،فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون فقالت وقد ارتسمت على محياها بسمة تتأجج حبا أتعلم :لا أريد الذهاب من هذا المنزل حبك أعظم من كل شيء،أتعلم أني لم أنم منذ تلك الليلة الأولى وأنا أفكر فيك وفي معاملتك التي لم أحضى بها حتى مع أهلي وفي أخلاقك الراقية التي غيرت نظرتي للحياة بشكل جذري ،أنت رجل عظيم ولن أسمح بخسارة رجل بقدر عظمتك ،أنت علمتني معنى الحب الذي أصلا لم أعرف مذاقه من قبل ،أنت أبي وأمي وزوجي الذي سأعيش معه الدهر ولن أندم ،أنت أستاذي ومعلمي في الحياة ،لن أتركك حتى ولو قررت أنت طردي من هذا البيت الذي وجدت فيه الأم والأب والزوج والأخ ،لن أرحل عنكم أبدا ،فاغرورقت عيناه وهو مبتسم مرحبا بكي زوجتي على سنتي الله ورسوله وقبل رأسها وقال لها سأكون لك محمدا فكوني لي عائشة ....العبرة من القصة أن البلاء والصبر عليه في كل أمور الحياة ..يسمو بالإنسان المسلم لأعلى درجات الإنسانية التي أوصانا بها الله ورسوله الكريم ...المسلم بخلقه الراقي ورزانة عقله ومعاملته الحسنة لمن حوله مهما تكن طينة الإنسان قادرة أن تحيي فيه الضمير وتنير له الطريق الصحيح .جزاكم الله خير وعذرا إن أطلت عليكم/size]
كان محمد قد عاد إلى المنزل ليجد أمه قد عزمت على تزويجه رغم امتناعه منذ مدة طويلة ،فما كان منه إلا الخضوع لمشيئة الله وهو مكره خوفا من عقوق والدته وقد عٌرف بأخلاقه الشهمة ورزانة عقله وخفة دمه وحلمه الذي جعل منه سيدا في قريته وكانت أحلامه بسيطة أن يجد امرأة كلها أنوثة ومحبة وذات دين وخلق ،وكانت الفتاة المختارة أحلام من القرية المجاورة ،فكر وفكر ولم يجد مهربا من الله إلا إليه بعد استخارته في الأمر ،كل المراسيم قد أتمت ،وكان الزفاف..
وزفّت العروس إلى بيت زوجها ،وفي ليلته الأولى التي يحلم فيها أي شخص امرأة أو رجل أن يجد فيها ظالته ويرسم لحياة أبدية مع طرفه الآخر ملؤها الفرحة والمحبة والألفة والرحمة ،وقع ما لم يكن في الحسبان ،وجد أحلام في ركن الغرفة تبكي وقد ابتل فستانها الأبيض من الدموع وشحب وجهها والخوف يعتصر وجهها البراق فاندهش لما رأى واقترب منها محمد بدهشة يستقسر الأمر فزدادت نحيبا وبكاءا فأعطاها الأمان أن تخبره بقصتها ،فأجابته بصوت خافت يطغى عليه الخوف والتردد ويديها تغطيان وجهها الذي لم يراه قط إلا من خلف الستار المنسدل من على رأسها : لقد أرغمت على الزواج منك فارحم ضعفي وقله حيلتي ،كيف لي أن أنظر إليك وقلبي يسكنه غيرك ،صعق من قولها وابتعد بخطوات إلى الوراء في دهشة وحيرة لم يعهدها في حياته .جلسة في حيرة من أمره وسكــت لبرهة ثم قال لها وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة لا هي ابتسامة مكر ولا هي ابتسامة سخرية ولا هي ابتسامة قوة في لحظة ضعفٍ وقال لها : حتى أنا أرغمت على الزواج منك ،وعجبت هي لأمره ومن قوله الذي زاد من خوفها وهول المصيبة التي ستلمّ بها بعد الخطأ الفادح التي ارتكبته في أولى ليلة لها في بيت زوجها.
[كانت ليلة سوداء لم يزر النوم جفون العريسان... ساعدها بالنهوض من على الأرض ووضعها فوق السرير وأعطاها منديلا لتمسح دموعها وقال لها نامي الآن وارتاحي ولا تشغلي بالك، وجلس على الأريكة ليرى بينه وبين قريرة نفسه هذا الأمر الجلل الذي حدث له في أولى ساعات حياته التي حلم بها ،لكنه تفطن لأمر ماذا سيقول لأهل العروس ولأمه التي لم يراها أشدّ فرحا من تلك الليلة ،كيف لا وقرة عينها الوحيد قد أدخل السرور والفرح إلى البيت الذي لم تفارقه الكئابة منذ أمد طويل ،كيف لا وهي التي شقت وعانت الكثير وضحت بشبابها لتربيه منذ وفاة والده وهو في المهد لم يبلغ الشهر بعد ،وتحملت الذل والهوان في بيوت الجيران لتطعمه وتسقيه وتعلمه ليكبر ويشدّ عضدها ،حقا إنه لأمر صعب أن يهدم كل ما بنته وما ضحت به أمه لأجله،لقد كانت أسوء ليلة قضاها في حياته لم يزر النوم جفنه ،وفي الصباح الباكر وبعد ليلة عسيرة ،تكلم معها قائلا.يختبر ردة فعلها: ما رأيك أن تذهبي إلى بيتكم وانتهى الأمر ،فأجهشت بالبكاء وماذا أقول لأهلي ،ماذا أخبرهم ،لن يرحموا ضعفي وقله حيلتي سأذبح على يد أحد إخوتي ،طأطأ رأسه وقال لها حسنا اصبري معي شهرا على الأكثر ولك ما تريدين ،قالت له وماذا ستفعل وقد نكدت عليك عيشك وحياتك ،فقال لها صراحتك وصدقك ورضى والدتي أكبر من كل شيء فأنا أيضا لا أتقبل العيش مع فتاة ليست ملكي ،ومنذ ذلك اليوم عزم محمد على إيجاد طريقة لإرجاع الحياة لأحلام دون إحراجها أو جرح كرامتها وإحراج نفسه مخافة أن يشق على أمه في مجتمعه المحافظ جدا،تغير محمد منذ تلك اللحظة إلى أسوء ما يكون عليه المرءٌ فاصبح لا يدخل إلى البيت إلا مع طلوع الفجر ،ويحضر قنينات الخمر إلى بيته ، وقد فصل من العمل ،وكانت أمه تنهره وتعاتبه أشد العتب على ظلمه لزوجته وعدم الاهتمام بها ،في حين كانت أحلام إبنة مثالية لأم محمد تقوم بها وترعاها وتحابا لدرجة كبيرة لا توصف ،حتى أجبرت الأم على مواجهة ابنها محمد بارجاع البنت إلى اهلها بسبب الوضع المزري الذي أصبح عليه محمد والظلم الفادح الذي كانت تتعرض إليه زوجته،حينها نادى أحلام من غرفته ووجهه وضاح وكان أول مرة ينظر إليها مباشرة كانت أحلام ذات جمال خلاب ،وقد وجد جمالها ورقتها لقلب محمد منفذا ،أبشري فقد حان وقت عودتك لمنزلك يا أحلام مبروك ،فاغرورقت عيناها وقالت له أنا السبب في الحالة التي وصلت إليها ،فقال لها لا تقلقي ،أنا لم أخالف شرع الله يوما فقالت وما قصة قنينات الخمر التي كنت تحضرها وما قصة العمل الذي طردت منه وما قصة غيابك عن البيت لأوقات طويلة ،فقال لها إن قنينات الخمر التي رأيتها لم أشرب منها يوما قطرة واحدة ،وأما العمل فقد أخذت إجازة ،وأما الغياب عن البيت فكنت أبيت الليل فوق المنزل وأنا كلي سعادة بمشاهدتك أنت وأمي تضحكون وتتسامرون وأنت تمشطي شعرها ،حقا إنها فرحة لا توصف ،فليس لي سوى أمي وأنت كيف لي أن أحزنكما ،فانهمر الدمع على خديها وهي تسأله لما فعلت كل هذا وأنت لا تعرفني وقد جرحتك وخيبت ضنك في أول ليلة من زفافك ،فقال لها عندما استخرت الله كنت على يقين أنه لن يخيب ضني وحين صارحتني أغرمت بك ،فما كان مني إلا أن أحقق مبتغاك وأحفظ كرامتك وأجري على الله ،فأخلاقي لا تسمح لي بأن أقلل من شأنك وكرامتك وأنا ديني الإسلام وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم ،فكلنا خطاؤون وخير الخطائين التوابون فقالت وقد ارتسمت على محياها بسمة تتأجج حبا أتعلم :لا أريد الذهاب من هذا المنزل حبك أعظم من كل شيء،أتعلم أني لم أنم منذ تلك الليلة الأولى وأنا أفكر فيك وفي معاملتك التي لم أحضى بها حتى مع أهلي وفي أخلاقك الراقية التي غيرت نظرتي للحياة بشكل جذري ،أنت رجل عظيم ولن أسمح بخسارة رجل بقدر عظمتك ،أنت علمتني معنى الحب الذي أصلا لم أعرف مذاقه من قبل ،أنت أبي وأمي وزوجي الذي سأعيش معه الدهر ولن أندم ،أنت أستاذي ومعلمي في الحياة ،لن أتركك حتى ولو قررت أنت طردي من هذا البيت الذي وجدت فيه الأم والأب والزوج والأخ ،لن أرحل عنكم أبدا ،فاغرورقت عيناه وهو مبتسم مرحبا بكي زوجتي على سنتي الله ورسوله وقبل رأسها وقال لها سأكون لك محمدا فكوني لي عائشة ....العبرة من القصة أن البلاء والصبر عليه في كل أمور الحياة ..يسمو بالإنسان المسلم لأعلى درجات الإنسانية التي أوصانا بها الله ورسوله الكريم ...المسلم بخلقه الراقي ورزانة عقله ومعاملته الحسنة لمن حوله مهما تكن طينة الإنسان قادرة أن تحيي فيه الضمير وتنير له الطريق الصحيح .جزاكم الله خير وعذرا إن أطلت عليكم/size]