رفيق علي
2009-10-25, 15:21
صدر حديثا: (شرح الحِكم العطائية) للشيخ محمد حياة السندي المدني ت 1163هـ
http://www.aslein.net/attachment.php?attachmentid=2072&d=1252626075
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي عَمَّ العوالِمَ حِكْمَةً وحُكْمًا، ووَسِع كل شيء رحمة وعِلْمًا، فهو الحَكِيم الحَكَم، الذي لا معقِّب لما به قَضَى وحَكَم، والصلاةُ والسلام على سيدنا ونبينا ومولانا محمد مُبدِي جواهرَ العلوم ونفائس الحِكَم، والواسطةِ في كل الخيرات الواصلة إلينا والنِّعم، وعلى آله وأصحابه الذين نالوا باتباعه غاية الفخر والكرم.
وبعد؛ فإن الدين الإسلامي الذي شرَّف الله به المصطفين من عباده مجموع ثلاثة أركان وهي: الإيمان، والإسلام، والإحسان. وقد نص على ذلك نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام حيث قال صلى الله عليه وسلم: «هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ».
فكما يُطلَب العبدُ بالتصديق بالله ورسوله والإذعان لما جاء به - عليه الصلاة والسلام - عن الله تعالى وهو المسمى بالإيمان، ويُطلَب بالأعمال المتعبد بها سواء كانت قولية أو فعلية أو مركبة منهما وهو المسمى بالإسلام، كذلك يطلب أيضا بالآداب اللائقة بالعبد بين يدي مولاه سبحانه وتعالى وهي أخلاقه صلى الله عليه وسلم التي كان يتخلق بها مع الخالق سبحانه ومع مخلوقاته، وهي التي قال الله تعالى فيها: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4] وهذا الركن هو المسمى بالإحسان.
والعلم المتكفِّل ببيان المعتقدات ـ التي هي دعائم ركن الإيمان ـ هو علم أصول الدين الذي يعرف بأنه العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية، والعلمُ المتكفل ببيان الفروع العملية ـ وهي أعمدة ركن الإسلام ـ هو علم الفقه الذي يعرف بأنه العلمُ بالأحكام الشرعية العملية، من العبادات والعادات والمعاملات، المكتسَب من أدلتها التفصيلية، والعلمُ المتكفل ببيان الآداب والأخلاق المرضية التي تمثل أسس ركن الإحسان هو علم التصوّف الذي يتوصل به إلى معرفة الأخلاق المذمومة ليُتطهَّر منها، والأخلاق المحمودة ليُتخَلَّق بها، فلا غنى للمكلَّف عن العلوم الثلاثة، ولا يكمل دين العبد إلا بالجري على مقتضاها.
وقد صنف أئمة الإسلام رضوان الله عليهم في كل هذه العلوم، فأجادوا وأحسنوا غاية الإحسان، لا سيما علم التصوف السُّنِّي، فمن أعظم ما صُنف فيه كتاب «الحكم العطائية» في الآداب والحقائق التصوفية للشيخ الإمام فريد دهره ووحيد عصره تاج الدين أحمد بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه، فهو كتاب رائق العبارات، فائق الإشارات، موافق للعقائد السُّـنِّية، جارٍ على نهج الكتاب والسُّنَّةِ والسَّنِيَّة، قد احتوى من الآداب على لبابهما، ومن المعاملات القلبية على مقاصدهما، فجاء كتابا تقوى به أنوار الإيمان واليقين، وتعرف به آداب العبودية اللائقة بين يدي رب العالمين.
ولعظم شأنه وجلالة أمره توالت عليه الشروح والإيضاحات، فكتب أئمةُ أهل السنة والجماعة في استخراج درره المطولات والمختصرات، ومن الأخيرة شرح الشيخ المحدّث الحافظ الورع التَّقي الزاهد محمد حياة السندي المدني الذي «أفنى عمره في خدمة الكلام المصطفوي» أسكنه الله تعالى أعلى فراديس الجنان، فقد سهّل به صعيب عباراته، وحل به رموزَ إشاراته، فقرّب بذلك معاني الحِكَم إلى جميع الأذهان، وذلل قطوفها فصارت دانية لكل من يريد السلوك إلى الملك الديّان، فاللهَ نسأل أن ينفع به كل من يريد الإستقامة على سنن المهتدين، وأن يروي به القلوب المتعطشة إلى معاني الإخلاص واليقين.
http://www.aslein.net/attachment.php?attachmentid=2072&d=1252626075
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي عَمَّ العوالِمَ حِكْمَةً وحُكْمًا، ووَسِع كل شيء رحمة وعِلْمًا، فهو الحَكِيم الحَكَم، الذي لا معقِّب لما به قَضَى وحَكَم، والصلاةُ والسلام على سيدنا ونبينا ومولانا محمد مُبدِي جواهرَ العلوم ونفائس الحِكَم، والواسطةِ في كل الخيرات الواصلة إلينا والنِّعم، وعلى آله وأصحابه الذين نالوا باتباعه غاية الفخر والكرم.
وبعد؛ فإن الدين الإسلامي الذي شرَّف الله به المصطفين من عباده مجموع ثلاثة أركان وهي: الإيمان، والإسلام، والإحسان. وقد نص على ذلك نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل عليه السلام حيث قال صلى الله عليه وسلم: «هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ».
فكما يُطلَب العبدُ بالتصديق بالله ورسوله والإذعان لما جاء به - عليه الصلاة والسلام - عن الله تعالى وهو المسمى بالإيمان، ويُطلَب بالأعمال المتعبد بها سواء كانت قولية أو فعلية أو مركبة منهما وهو المسمى بالإسلام، كذلك يطلب أيضا بالآداب اللائقة بالعبد بين يدي مولاه سبحانه وتعالى وهي أخلاقه صلى الله عليه وسلم التي كان يتخلق بها مع الخالق سبحانه ومع مخلوقاته، وهي التي قال الله تعالى فيها: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4] وهذا الركن هو المسمى بالإحسان.
والعلم المتكفِّل ببيان المعتقدات ـ التي هي دعائم ركن الإيمان ـ هو علم أصول الدين الذي يعرف بأنه العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية، والعلمُ المتكفل ببيان الفروع العملية ـ وهي أعمدة ركن الإسلام ـ هو علم الفقه الذي يعرف بأنه العلمُ بالأحكام الشرعية العملية، من العبادات والعادات والمعاملات، المكتسَب من أدلتها التفصيلية، والعلمُ المتكفل ببيان الآداب والأخلاق المرضية التي تمثل أسس ركن الإحسان هو علم التصوّف الذي يتوصل به إلى معرفة الأخلاق المذمومة ليُتطهَّر منها، والأخلاق المحمودة ليُتخَلَّق بها، فلا غنى للمكلَّف عن العلوم الثلاثة، ولا يكمل دين العبد إلا بالجري على مقتضاها.
وقد صنف أئمة الإسلام رضوان الله عليهم في كل هذه العلوم، فأجادوا وأحسنوا غاية الإحسان، لا سيما علم التصوف السُّنِّي، فمن أعظم ما صُنف فيه كتاب «الحكم العطائية» في الآداب والحقائق التصوفية للشيخ الإمام فريد دهره ووحيد عصره تاج الدين أحمد بن عطاء الله السكندري رضي الله عنه، فهو كتاب رائق العبارات، فائق الإشارات، موافق للعقائد السُّـنِّية، جارٍ على نهج الكتاب والسُّنَّةِ والسَّنِيَّة، قد احتوى من الآداب على لبابهما، ومن المعاملات القلبية على مقاصدهما، فجاء كتابا تقوى به أنوار الإيمان واليقين، وتعرف به آداب العبودية اللائقة بين يدي رب العالمين.
ولعظم شأنه وجلالة أمره توالت عليه الشروح والإيضاحات، فكتب أئمةُ أهل السنة والجماعة في استخراج درره المطولات والمختصرات، ومن الأخيرة شرح الشيخ المحدّث الحافظ الورع التَّقي الزاهد محمد حياة السندي المدني الذي «أفنى عمره في خدمة الكلام المصطفوي» أسكنه الله تعالى أعلى فراديس الجنان، فقد سهّل به صعيب عباراته، وحل به رموزَ إشاراته، فقرّب بذلك معاني الحِكَم إلى جميع الأذهان، وذلل قطوفها فصارت دانية لكل من يريد السلوك إلى الملك الديّان، فاللهَ نسأل أن ينفع به كل من يريد الإستقامة على سنن المهتدين، وأن يروي به القلوب المتعطشة إلى معاني الإخلاص واليقين.