المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استعجام العرب و استفصاح العجم


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-03-18, 23:45
قال ابن رشيق القيرواني :
... أنشد رجل قوماً شعراً فاستغربوه، فقال: والله ما هو بغريب، ولكنكم في الأدب غرباء.
وعن غيره: أن رجلاً قال للطائي في مجلس حافل وأراد تبكيته لما أنشد: يا أبا تمام، لم لا تقول من الشعر ما يفهم؟ فقال له: وأنت لم لا تفهم من الشعر ما يقال؟ ففضحه.
ويروى أن هذه الحكاية كانت مع أبي العميثل وصاحبين له خاطباه فأجابهما.

(العمدة في محاسن الشعر وآدابه ص:1/42)

فقل لي بربّك أيها الموفق ، ألا ترى بكرة و عشيّا من يتشدّق برطانة الأعاجم ، و يستعينُ على لغته بالمعاجم
فيستغرب القريب ، و يستشرد الذّلول ، و يستوحش الآلف
فلئن كان المسيب بن علس استنوق الجمل ، بقوله :
وقد أتناسى الهم عند احتضاره *** بناج علــــيه الصيعرية مكدم
و وصمه طرفة و هو إذاك غلام ، بما صار بعدُ مثلا سائرا ، لأنه وصف جمله بما تختص به النّوق
فإننا اليوم استعجمنا العرب ، و استفصحنا العجم
و رحم الله إمام دار الهجرة ، مالكا رحمه الله حين قال : مالك : من تكلم في مسجدنا بغير العربية أخرج منه ، و قد كان قبله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يضرب من ترطّن بالأعجمية رضي الله عنه
أخي ...
فلترفع رأسك بلغة كتابِ ربِّك جل و علا ، و لسانِ رسولِك صلى الله عليه و سلم

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
تبلـــبالة

عبد الباسط آل القاضي
2017-03-19, 01:41
صدقت يا أبا عاصم فالمصاب جليل والرثاء طويل ؛ ولكن القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا عز وجل ؛ فأصبحت رطانة العلوج الاعاجم أشفى وأحلى من العسل ؛ وهؤلاء الأعاجم لو علموا ما في اللسان العربيِّ لكلفوا به وبذلوا الجهد لبلوغ مرامه ؛ واستكناه غريبه وبيانه ؛ بل منهم من تعلم اللسان العربيَّ وسامق به الفطاحل والأقحاح من شيوخ العربية ؛ وصنف وناظر وحرر من المسائل والكراريس الكثيرة ما هو معلوم عندنا وما خفى عنا من ذلك أعظم ؛ والألسنة رهينة بأهلها وخاصتها فإن أعزوها عزّت وإن أهانوها هانت إلا لساننا العربيّ فإنه عزيز بما اختصه الله تبارك وتعالى بأن جعل القرآن على اللسان العربي ؛ وتعهد بحفظ الذكر والكتاب فحفظ اللسان من الإحالة والزوال إلا أن يشاء ربي شيئا ؛ وتدبرت هذا الأمر فظهر لي أن عزوف الناس عن أصيل معدنهم وفصيح قولهم إلى الرطانة الأعجمية والحبسة الفرنسية وغيرها من الألسنة الدخلية على البلاد العربية منشؤه ما سماه ابن خلدون تقليد المغلوب للغالب ؛ وهو من جهة الغزو الثقافي والقهر العلمي مما يجعل كثيرا من الطبقة " المتعلمة الأكاديمية " مستلبة من قبل الغرب ومنبهرة بكل ما يرد منه إلينا وتتابعه حذو القذة بالقذة والنعل بالنعل ؛ فإن كان حال المتعلمة منا وحالهم هذا الحال وهم خيرُ مثال على شر المآل فكيف بالعامة فالأمر أكبر وأخطر لولا بقية من أهل الديانة السمحة والمنهج المستقيم من العلماء الربانيين الذين ينفون عن الدين وعلومه انتحال المبطلين وإرجاف المنافقين ويذبون عن معالم الدين وأسسه كل شبهة صادرة وواردة فلله درهم
وسرد الأسباب يضيق به هذا الباب
فنسأل الله أوبة جامعة وتوبة خالصة ونصرا مؤزرا ينصر الله به دينه ويعزّ به أولياؤه ويذل به أعداءه إنه قريب مجيب

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-03-21, 12:53
جزاك الله خيرا و بارك فيك
تذييل جيد و إضافة حسنة كافية