تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حفظناها في الصِّغر ، فحفظها الله لنا في الكبر


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-03-16, 17:34
بـــسم الله الرحمـــن الرحيـــم

أبو الطيب الطبري ، توفي سنة 450 هـ ، مات يوم مات و هو صحيح العقل و الفهم و الأعضاء ، يفتي و يشتغل إلى أن مات
و قد ركب مرّة سفينة ، فلما خرج منها ، قفز قفزة لا يستطيعها الشباب ، فقيل له :
ما هذا يا أبا الطيب ؟ فقال :
هذه أعضاء حفظناها في الشبيبة ، تنفعنا في الكبر (رحمه الله)
و من طريف ما يروى عنه ، أنّه أسلمَ خفّا له ، عند خفاف ( الذي يصلح الخفاف و يخيطها ) ليصلحه له ، فأبطأ عليه
فكان كلما مر عليه ، أخذه فغمسه في الماء ، و قال : أيها الشيخ الساعة أصلحه .
فقال : أسلمته لتصلحه و لم أسلمه لتعلمه السباحة
و حكى ابن خلكان ، أنه كان له و لأخيه عمامة واحدة و قميص واحد ، إذا لبسهما هذا جلس الآخر في البيت لا يخرج منه ، و إذا لبسهما هذا احتاج الآخر أن يقعد في البيت لا يخرج منه
و إذا غسلاهما جلسا في البيت إلى أن ييبسا . و قد قال في ذلك أبو الطيب :
قوم إذا غسلوا ثيابَ جَمالِهم *** لبسوا البيوت إلى فراغ الغاسل
(انظر البداية و النهاية حوداث سنة 450 هـ )

ــــــــــــــــــــــــــــ

و قال العلامة الديربى عن العلامة القاضي شهاب الدين احمد ابن الحسين بن احمد الأصفهاني , ابو شجاع , إنه عاش مائة وستين سنة (433 هـ 593 هـ) ,وعلى الرغم من ذلك فإنه لم يختل له عضو من أعضائه ,
وعنما سئل عن ذلك قال :
ما عصيت الله تعالى بعضو منها فى الصغر, فحفظها الله علي فى الكبر .

و ذكر ابن كثير في البداية و النهاية في حوادث سنة (535هـ)
وفاة محمد ابن عبد الباقي ابن محمد ابن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الربيع بن ثابت بن وهب بن مسجعة بن الحارث بن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري
سمع الحديث و شارك في فنون كثيرة ، و أسر في صغره في أيدي الروم و أرادوه على أن يتكلم بكلمة الكفر فلم يفعل ، و تعلم منهم الخط الرومي
قال ابن الجوزي بلغ من العمر ثلاثا و تسعين سنة ، لم تتغير حواسه و لا عقله

و ذكر أيضا في حوادث سنة (542هـ)
وفاة أسعد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله ، أبو منصور سمع الحديث الكثير
و كان خيرا صالحا ممتعا بحواسه و قواه إلى حين الوفاة و قد جاوز المائة بنحو سبع سنين

فهل حفظنا جوارحنا حال الشبيبة ؟!! أم أننا ارتكبنا بها كل موبقة و ريبة ؟!!

اللهم استرنا و لا تفضحنا

الألمعي
2017-03-16, 17:50
بارك الله فيك أخي المهاجر إلى الله على هاته الفائدة.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعتنا

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-03-16, 18:01
و فيك بارك الرحمن ، جزاك الله خيرا و أحسن إليك
آمين يا رب العالمين

biosys
2017-03-16, 18:06
بارك الله فيك اخي المهاجر الى الله و جعل عملك هذا في ميزان حسناتك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-03-17, 21:47
و فيك بارك الرحمن ، جزاك الله خيرا

عبد الباسط آل القاضي
2017-03-18, 14:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله رب العالمين أما بعد :
فبارك الله فيك يا مهاجر ولله درك فما لاتزال تثير اعجابنا وفضولنا فيما تسطّره من المكاتيب وتنتخبه من الكتب من الأعاجيب ؛ فلو ترتب كتيبا تجمع فيه الفوائد والشرائد والطرائف والظراف من النكت والحكايات سيكون عملا ماتعا ونافعا ؛ فالنفس يليق لها بعد الجد والعزائم من الإسترواح باللطائف مما تشتهي الأنفس وتلذ به الأسماع والأعين . وما دفعني لمقالتي هذه هو ما استشعرته من حرصك على القراءة والمطالعة والطلب وهمته العالية التي لا تخور من هول المطالب ولا تفتر من وحشة الطريق وقلة الرفيق ؛ فأنت صاحب صنعة وتعلم أن السالكين في هذا المهيع قلائل ؛ مع كثرة الصوارف النازلة والعواطف اللاهية والمشاغل الدايمة؛ وقد قال بعض السلف: إذا رأيت المحبرة في بيت إنسان، فارحمه، وإن كان في كُمِّك شيء، فأطعمه. وقيل :طلب الحديث حرفة المفاليس وغير ذلك من الأقاويل التي تدلك على أن باب العلم لا يطرقه إلا خاصته وأهله الذين يريدون بذلك رفعة في الدنيا والآخرة بالدين القويم والخلق الحسن ونحو ذلك من مكارم الأخلاق والأداب والشيّم .
فاسأل الله العظيم أن يوفقك إلى سبيل الرشد ويعينك على طاعته وحسن ذكره وشكره وعبادته ويفتح لك من أبواب رحمته ويعلمك مالم تكن تعلم ؛ ويجعلك من الهداة المهتدين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-03-18, 21:38
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيك بارك الرحمن ، عفا الله عنك يا أخي ، و لا يغرنّك مني ما سَطَرَ اليراع ، و لا ما جاد به الاطّلاع ، فإنّه لو سقط القناع ، لعُدَّ هذا العبد من سَقَطِ المتاع
و قد انتهى إلى الخَلَدِ صنيع ابن الجوزي مع أبي عبد الله عيسى بن هبة الله النقاش ـ رحمهما الله ـ حين بعث إليه بكتاب عظّمه فيه ، فكتب عيسى بن هبة الله إلى ابن الجوزي الجواب :
قد زدتني في الخطاب ، حتى خشيت نقصا من الزيادة
و لكنّني ممن يتمثّل قول الشوكاني رحمه الله : و ربما أدرك الظّالع شأو الضّليع ، و عد في جملة العقلاء المتعاقل الرّقيع
أو قل بقول أبي ذؤيب الهذلي :
أسير خلف ركاب النجب ذا عرج *** مؤملا كشف ما لا قيت من عوج
فإن لحقت بهم من بعدما سبقوا *** فكم لرب الورى في ذاك من فرج
و إن بقيت بظهر الأرض منقطعا *** فما على أعرج في ذاك من حرج
و قد تكون أنت أيّها الأخ السّلفي و الخليل الصّفي أحق بالوصف من الموصوف ، فإن الموصوف أعرف بنفسه من غيره
و جزاك الله خيرا و أحسن إليك