أمة الله 2
2007-10-02, 01:16
قال الشيخ الفاضل محمد عمر بازمول - حفظه الله تعالى - في كتابه " بغية المتطوع في الصلاة التطوع " مايلي :
(2-6-4) ما تحية المسجد الحرام ؟
لم يأت ما يخرج المسجد الحرام عن عموم الحديث السابق ، فليست للمسجد الحرام تحية خاصة تختلف عن سائر المساجد .
نعم ؛ الآفاقي إذا دخل محرماً أول ما يبدأ به الطواف كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في حجته .
والحديث المشتهر على الألسنة : " تحية البيت الطواف" ؛ لا أصل له (1)
(حاشية كما قال العلامة الألباني ، وقد اورده في " السلسلة الضعيفة " - حديث رقم 1012- ، وعلق عليه بقوله : "ولا أعلم في السنة القولية أو العملية ما يشهد لمعناه ، بل إن عموم الأدلة الواردة في الصلاة قبل الجلوس في المسجد تشمل المسجد الحرام أيضاً ، والقول بأن تحيته الطواف مخالف للعموم المشار إليه ؛ فلا يقبل إلا بعد ثبوته ، وهيهات ، لا سيما وقد ثبت بالتجربة أنه لا يمكن للداخل إلى المسجد الحرام الطواف كلما دخل المسجد في أيام المواسم ؛ فالحمد لله الذي جعل في الأمر سعة :{ وما جعل عليكم في الدين من حرج} . و إن مما ينبغي التنبه له أن هذا الحكم إنما هو بالنسبة لغير المحرم ، و إلا ؛ فالسنة في حقه أن يبدأ بالطواف ، ثم بالركعتين بعده". اهـ.)
وقال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع ( 7 / 267 ) :
وقوله : " يبتدئ المعتمر بطواف العمرة "
ظاهره : أنه لا يصلي تحية المسجد وهو كذلك ، فإن من دخل المسجد للطواف أغناه الطواف عن تحية المسجد ، ومن دخله للصلاة ، أو الذكر أو القراءة أو ماأشبه ذلك فإنه يصلي ركعتين ، كما لو دخل أي مسجد آخر "
وقال الشيخ علي الحلبي - حفظه الله - في الفوائد المختصرة في أحكام العمرة ( حاشية ص 27 ) مايلي :
" وبعد الدخول تبدأ – فورا – بالطواف ؛ إلا إن أدركتك صلاة مفروضة ؛ فتصليها .
أما البدء بتحية المسجد قبل الطواف : فمخالف للسنة ! "
وكلام الشيخين يدل على أن تحية المسجد شئي والطواف شيئ آخر .
وقال الشيخ مشهور حسن سلمان - حفظه الله - في القول المبين في أخطأ المصلين " ( ص 448 ) :
50 ـ ((تحيّة البيت الطّواف)) .
قـال السخاوي : لم أره بهذا اللفظ ، كما نقله عنـه القـاري في (( الصغرى )) : رقم (88) و ((الكبرى)) : رقم (130) وصاحب ((التمييز)) :(55) و ((كشف الخفاء)) :(1/298).
قال القاري في ((الكبرى)) عقبه :
((قلت : المراد بالبيت هو الكعبة ، وهو بيت الله الحرام ، ومعناه صحيح ، كما في ((الصحيح)) عن عائشة :
أوّل شيء بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة أنه توضأ ، ثم طاف ...الحديث (2) .
وذلك لأن كل مَنْ يدخل المسجد يُسًنُّ له أن يبدأ بالطّواف فرضاً أو نفلاً ، ولا يأتي بصلاة تحيّة المسجد إلا إذا لم يكن في نيته أن يطوف لعذر أو لغيره .
وليس معناه : أن تحية المسجد ساقطة عن هذا المسجد ، كما توهّم بعضُ الأغبياء من مفهوم هذه العبارة الصّادرة عن الفقهاء وغيرهم)) .
وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) : (2/412) : ((والذي يظهر من قولهم : ((إن تحية المسجد الحرام الطواف)) إنما هو في حق القادم ، ليكون أول شيء يفعله الطواف ، وأما المقيم فحكم المسجد الحرام وغيره في ذلك سواء ، ولعل قول من أطلق أنه يبدأ في المسجد الحرام بالطواف لكون الطواف يعقبه صلاة الركعتين فيحصل شغل البقعة بالصلاة غالباً وهو المقصود ، ويختص المسجد الحرام بزيادة الطواف والله أعلم)) . ا.هـ
( 2 ) انظر : " صحيح البخاري " : ( 3 / 477 ) رقم ( 1614 و 1615 ) - مع فتح الباري .
(2-6-4) ما تحية المسجد الحرام ؟
لم يأت ما يخرج المسجد الحرام عن عموم الحديث السابق ، فليست للمسجد الحرام تحية خاصة تختلف عن سائر المساجد .
نعم ؛ الآفاقي إذا دخل محرماً أول ما يبدأ به الطواف كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم في حجته .
والحديث المشتهر على الألسنة : " تحية البيت الطواف" ؛ لا أصل له (1)
(حاشية كما قال العلامة الألباني ، وقد اورده في " السلسلة الضعيفة " - حديث رقم 1012- ، وعلق عليه بقوله : "ولا أعلم في السنة القولية أو العملية ما يشهد لمعناه ، بل إن عموم الأدلة الواردة في الصلاة قبل الجلوس في المسجد تشمل المسجد الحرام أيضاً ، والقول بأن تحيته الطواف مخالف للعموم المشار إليه ؛ فلا يقبل إلا بعد ثبوته ، وهيهات ، لا سيما وقد ثبت بالتجربة أنه لا يمكن للداخل إلى المسجد الحرام الطواف كلما دخل المسجد في أيام المواسم ؛ فالحمد لله الذي جعل في الأمر سعة :{ وما جعل عليكم في الدين من حرج} . و إن مما ينبغي التنبه له أن هذا الحكم إنما هو بالنسبة لغير المحرم ، و إلا ؛ فالسنة في حقه أن يبدأ بالطواف ، ثم بالركعتين بعده". اهـ.)
وقال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - في الشرح الممتع ( 7 / 267 ) :
وقوله : " يبتدئ المعتمر بطواف العمرة "
ظاهره : أنه لا يصلي تحية المسجد وهو كذلك ، فإن من دخل المسجد للطواف أغناه الطواف عن تحية المسجد ، ومن دخله للصلاة ، أو الذكر أو القراءة أو ماأشبه ذلك فإنه يصلي ركعتين ، كما لو دخل أي مسجد آخر "
وقال الشيخ علي الحلبي - حفظه الله - في الفوائد المختصرة في أحكام العمرة ( حاشية ص 27 ) مايلي :
" وبعد الدخول تبدأ – فورا – بالطواف ؛ إلا إن أدركتك صلاة مفروضة ؛ فتصليها .
أما البدء بتحية المسجد قبل الطواف : فمخالف للسنة ! "
وكلام الشيخين يدل على أن تحية المسجد شئي والطواف شيئ آخر .
وقال الشيخ مشهور حسن سلمان - حفظه الله - في القول المبين في أخطأ المصلين " ( ص 448 ) :
50 ـ ((تحيّة البيت الطّواف)) .
قـال السخاوي : لم أره بهذا اللفظ ، كما نقله عنـه القـاري في (( الصغرى )) : رقم (88) و ((الكبرى)) : رقم (130) وصاحب ((التمييز)) :(55) و ((كشف الخفاء)) :(1/298).
قال القاري في ((الكبرى)) عقبه :
((قلت : المراد بالبيت هو الكعبة ، وهو بيت الله الحرام ، ومعناه صحيح ، كما في ((الصحيح)) عن عائشة :
أوّل شيء بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم مكة أنه توضأ ، ثم طاف ...الحديث (2) .
وذلك لأن كل مَنْ يدخل المسجد يُسًنُّ له أن يبدأ بالطّواف فرضاً أو نفلاً ، ولا يأتي بصلاة تحيّة المسجد إلا إذا لم يكن في نيته أن يطوف لعذر أو لغيره .
وليس معناه : أن تحية المسجد ساقطة عن هذا المسجد ، كما توهّم بعضُ الأغبياء من مفهوم هذه العبارة الصّادرة عن الفقهاء وغيرهم)) .
وقال ابن حجر في ((فتح الباري)) : (2/412) : ((والذي يظهر من قولهم : ((إن تحية المسجد الحرام الطواف)) إنما هو في حق القادم ، ليكون أول شيء يفعله الطواف ، وأما المقيم فحكم المسجد الحرام وغيره في ذلك سواء ، ولعل قول من أطلق أنه يبدأ في المسجد الحرام بالطواف لكون الطواف يعقبه صلاة الركعتين فيحصل شغل البقعة بالصلاة غالباً وهو المقصود ، ويختص المسجد الحرام بزيادة الطواف والله أعلم)) . ا.هـ
( 2 ) انظر : " صحيح البخاري " : ( 3 / 477 ) رقم ( 1614 و 1615 ) - مع فتح الباري .