أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-03-09, 12:22
بـــسم الله الرحمن الرحيـــم
الشّباب و الإعراب و الإغراب
عندما يصير (ميسي) و (رونالدو) أبطالا ، و فلانٌ الممثل صاحب رسالة ، و فلان المغني نجما ، و كتّاب الإباحية و الإلحاد أعلاما
فأين نصنّف الرّسل و الأنبياء ، و الصحابة و التابعين و الأئمة و العلماء و الفاتحين ، و غيرهم من الأبطال و النجوم و الأعلام
و إنّه ليَحزُنُك أن ترى شباب الإسلام و عُدّته و عمدَتَه ، يصفون الكَفَرَة و أعداء الإسلام بالأبطال و النجوم و النّجباء ، بل يعرفون منهم ما لا يعلم عدده إلا الله ، و يعرفون عنهم من التّفاصيل ـ في حيواتهم و سِيرهم و إنجازاتهم ، ما قد يكون الواحدُ منهم ، نسيهُ عن نفسه ، و عَزَبَ عن أذهان أهله و أقاربه ، لكنّه قد علِقَ في أذهان شبابنا ، و التصق بها التصاقا لا يزيله شيء
و إن كنت في شَكٍّ مما أقول ، فاعمد إلى أول شابّ يقع بصرُك عليه ، و اسأله عن عشرة أفضل لاعبين ، ثم اسأله عن العشرة المبشرين
اسأله عن أفضل خمسة ممثلين ، ثم اسأله عن أولي العزم من الرسل ، اسأله عن خمسة من غزوات الرسول صلى الله عليه و سلم ، ثم اسأله عن خمسة من مباريات ميسي أو رونالدو ( بل اسألهم عن عشرين )
اسأل أحدهم كم صحيفة يقرأها في اليوم ، ثم اسأله عن عهده بالمصحف و القرآن ، اسأله كم نشرة إخبارية أو رياضية يشاهدها في اليوم ، ثم اسأله عن عهده بدرس في العقيدة أو الفقه أو الحديث
اسأله عما يستغرق فيه وقته من الأحاديث و الأخبار و النقاشات ، يُستنفذ كل ذلك في السفاسف و التفاهات و المهازل فضلا عن الغيبة و النميمة و السخرية ، فضلا عن سبّ الذات الإلهية العلِيّة و سب الدين و لعن الوالدين
تجد الغالب منهم (إلا من رحم الله) يُجيبك عن الأوائل بالوفاء في الكيل و الرِّبَى في الجواب ، لكنّه لن يُحير جوابا ، أو يذكرَ شيئا و تغيب عنه أشياء ، في الثواني من المسائل
لتعلم محلَّ شبابنا من الإعراب ، و أنهم أسوأ حالا من جهلة الأعراب
و أنهم قد أوغلوا في دهاليز التّيه و الإغراب
أبو عاصم مصطفى بن محمد السُّلمي
تبلبـــالة
الشّباب و الإعراب و الإغراب
عندما يصير (ميسي) و (رونالدو) أبطالا ، و فلانٌ الممثل صاحب رسالة ، و فلان المغني نجما ، و كتّاب الإباحية و الإلحاد أعلاما
فأين نصنّف الرّسل و الأنبياء ، و الصحابة و التابعين و الأئمة و العلماء و الفاتحين ، و غيرهم من الأبطال و النجوم و الأعلام
و إنّه ليَحزُنُك أن ترى شباب الإسلام و عُدّته و عمدَتَه ، يصفون الكَفَرَة و أعداء الإسلام بالأبطال و النجوم و النّجباء ، بل يعرفون منهم ما لا يعلم عدده إلا الله ، و يعرفون عنهم من التّفاصيل ـ في حيواتهم و سِيرهم و إنجازاتهم ، ما قد يكون الواحدُ منهم ، نسيهُ عن نفسه ، و عَزَبَ عن أذهان أهله و أقاربه ، لكنّه قد علِقَ في أذهان شبابنا ، و التصق بها التصاقا لا يزيله شيء
و إن كنت في شَكٍّ مما أقول ، فاعمد إلى أول شابّ يقع بصرُك عليه ، و اسأله عن عشرة أفضل لاعبين ، ثم اسأله عن العشرة المبشرين
اسأله عن أفضل خمسة ممثلين ، ثم اسأله عن أولي العزم من الرسل ، اسأله عن خمسة من غزوات الرسول صلى الله عليه و سلم ، ثم اسأله عن خمسة من مباريات ميسي أو رونالدو ( بل اسألهم عن عشرين )
اسأل أحدهم كم صحيفة يقرأها في اليوم ، ثم اسأله عن عهده بالمصحف و القرآن ، اسأله كم نشرة إخبارية أو رياضية يشاهدها في اليوم ، ثم اسأله عن عهده بدرس في العقيدة أو الفقه أو الحديث
اسأله عما يستغرق فيه وقته من الأحاديث و الأخبار و النقاشات ، يُستنفذ كل ذلك في السفاسف و التفاهات و المهازل فضلا عن الغيبة و النميمة و السخرية ، فضلا عن سبّ الذات الإلهية العلِيّة و سب الدين و لعن الوالدين
تجد الغالب منهم (إلا من رحم الله) يُجيبك عن الأوائل بالوفاء في الكيل و الرِّبَى في الجواب ، لكنّه لن يُحير جوابا ، أو يذكرَ شيئا و تغيب عنه أشياء ، في الثواني من المسائل
لتعلم محلَّ شبابنا من الإعراب ، و أنهم أسوأ حالا من جهلة الأعراب
و أنهم قد أوغلوا في دهاليز التّيه و الإغراب
أبو عاصم مصطفى بن محمد السُّلمي
تبلبـــالة