تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام جميل.............أنظر إلى جمال الإسلام


العضوالجزائري
2017-01-13, 21:24
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على المبعوث رحمة للعالمين

إخوتي الكرام, لاشك أن بعض الناس يرى في الدين أن جله قيود و ضيق و هذا حرام ...هذا حرام
و الحقيقة أن دين الإسلام ما جاء إلا بما يحفظ المقاصد العليا لمصلحة البشر و قد وصفه الصحابة بعدما خالطت بشاشته قلوبهم بأبهى الأوصاف
فقد دار حوار بين النجاشي و جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حينما بعث إليهم ليستفسرهم عن شأنهم فقال: ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا ديني ولا دين أحد من هذه الأمم؟*
قالت: فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب ïپ´ فقال له: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً نعرف نسبه وصدقه، وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده, لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام.*
قالت: فعدد عليه أمور الإسلام.. فصدقناه وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده, فلم نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وشقَّوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا, خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك.*

ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه, من لم يعرف الجاهلية لا يعرف الإسلام .

و أما رسول الله صلى الله عليه و سلم فقد شبه الإسلام بالغيث الكثير و البشر لا يستغنون عن المطر الذي فيه نمو محاصيلهم و ثمراتهم و سقايتهم, كما أن المطر هو الماء, و الماء مرادف للحياة .
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به قال أبو عبد الله قال إسحاق وكان منها طائفة قيلت الماء قاع يعلوه الماء والصفصف المستوي من الأرض. البخاري

و هذا الدين الحنيف فيه سعة لمن تمسك به و صبر عليه, فإن الله عز و جل يمتحن عباده بالبلاء فمن صبر على أحكام دين الإسلام لا يلبث أن يرزقه الله من حيث لا يحتسب سواء رزقا ماديا أو غير ذلك مثل الصحة و الذرية الصالحة و غيرهما.
قال تعالى ( وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً )
قال صلى الله عليه و سلم (....والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) رواه أحمد
قال الله سبحانه و تعالى (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)
قال عليه الصلاة و السلام "مَنْ كَانَتْ الْآخِرَةُ هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتْ الدُّنْيَا هَمَّهُ جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنْ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ" رواه الترمذي ( 2389 ) وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الجامع "

ومن جمال الإسلام أيضا أن هذه الأمة المحمدية أفضل الأمم و أكثرها خيرا و رسولها صلى الله عليه و سلم خير الرسل و سيدهم و في حديث الشفاعة
(....فَأَسْتَأْذِنُ عَلَى رَبِّي فَيُؤْذَنُ لِي وَيُلْهِمُنِي مَحَامِدَ أَحْمَدُهُ بِهَا لَا تَحْضُرُنِي الْآنَ فَأَحْمَدُهُ بِتِلْكَ الْمَحَامِدِ وَأَخِرُّ لَهُ سَاجِدًا فَيَقُولُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ وَقُلْ يُسْمَعْ لَكَ وَسَلْ تُعْطَ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي...) البخاري
وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ( لكل نبي دعوة يدعو بها ، فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة .) موطأ مالك

يتبع إن شاء الله


و صلى الله و سلم على سيدنا محمد

العضوالجزائري
2017-01-14, 14:40
الحمد لله

من جمال الإسلام كذلك أنه جاء ليعلّق الخَلق بخالقهم, بينما الديانات و المذاهب الفاسدة تعلق الخَلق بالخَلق.
و لا يشك عاقل أن هناك بونا شاسعا بين من يوحد الرب الإله الحق و يلجأ إليه و يستغيث به و يفوض أمره إليه في شؤونه كلها, و بين من يلتجأ إلى مخلوق مثله ليقضي حوائجه و يفرج همومه و يجلب له نفعا أو يدفع عنه ضرا.
فالأول قد لجأ إلى سيد الكون العظيم الذي بيده أزمّة الأمور و هو الفعال لما يريد, إذا قضى شيئا فلا راد لقضائه فإن كان خيرا فلا راد لفضله, و إن أمسك عن عبد رحمة أو رزقا فلا مرسل له.
فدعاء هذا الإله المالك لخزائن السماوات و الأرض و الاستغاثة به و التوكل عليه و رجاء فضله من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير الدافعة لكل شر..
أما من يأتي مخلوقا مثله عاجزا كعجزه فقيرا كفقره ثم ينزل به حوائجه فهو في جهل بعيد إذ كيف يطلب الشيئ من فاقده.
و ليس المقصود هنا إتخاذ الأسباب المشروعة لجلب المنافع كالرزق و الشفاء و العلم و قضاء الحوائج المختلفة و طلب ذلك من المخلوق فيما يقدر عليه
مع الإفتقار إلى الله وحده, فاتخاذ الأسباب مأمور به شرعا إذ لا يستطيع بشر أن يعيش وحده, فيكون طبيب نفسه و رئيس عمل نفسه وولي أمر نفسه
لا, هذا ليس في الإسلام.
و لكن الخطأ الجسيم في الملل و المذاهب الفاسدة التي يطاع فيها القسيس أو الشيخ أو المرشد طاعة عمياء تصل إلى حد العبادة, و رجاء النفع و دفع الضر منهم. يقول الله تعالى : (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ) (67) الأحزاب
و كذلك من يرتكب المحرمات مثل الرشوة و التزوير و الظلم طاعة لرؤسائه أو خوفا من ضرر مخلوق نعوذ بالله أن نكون كذلك. و لاحول و لا قوة إلا بالله
فالمفروض أن المسلم الواثق بربه يفرد الله بأنواع العبادة كالتوكل و التفويض و الإفتقار إليه جل ثناؤه.
(ومن يتوكل على الله فهو حسبه‎)
و من ينظر في سيرة الصحابة يجد عجبا, إذ كيف لبدو ضعفاء فقراء, وهم مع ذلك قبائل متفرقة متناحرة, كيف لهم أن ينقلبوا سادة للعالم أنذاك, حتى يسقطوا
أكبر إمبراطوريتين في ذلك الوقت فارس و كادوا يسقطون الروم و يصلوا بدولتهم إلى ما يناهز ثلث العالم المعروف أنذاك, حتى قال ملك الصين لكسرى فارس لما بعث إليه
يستنجده : والله لاقبل لنا بقوم لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها
فكيف انقلبوا من النقيض إلى النقيض؟
إنه التأييد الإلهي بنصره لما علم من صدق إيمانهم به و حق توكلهم عليه مع استقامتهم على شرعه الحكيم.
فنسأل الله أن يلهمنا رشدنا و يتوب علينا و يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح.
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه