المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغيبة من أوْسع المعاصي التي يقْترِفُها الناس


الجليس الصلح
2017-01-06, 17:30
وفي حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم؛ وهو من أدَقِّ الأحاديث وينبغي أن تحْفظوه يقول عليه الصلاة والسلام:
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))
[مسلم عَنْ أبي هريرة]
من هذا الرجل؟ يُصَلي ويصوم ويُؤدي زكاة ماله ولكنَّهُ يشْتم ويغْتاب ويأكل مال الناس بالباطل، لذلك مِحَكُّ دين الإنسان في المُعاملة فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا قَالَ قَال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ))
[ البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ]
فهُوَ مَبني على خَمْسٍ، أما أنْ يكون الإسلام هذه الخَمْس فما قال عليه الصلاة والسلام هكذا، فهُوَ أخْلاقٌ وصِدْقٌ وأمانة وورَعٌ وعِفَّة وشجاعة وكَرَم وإخْلاص، أما أنْ نصلي ونصوم ونُزَكي ونعْتَمِر ثمَّ نغُشّ، ونحْلف بالباطل، ونغْتاب، ونشْتُم، ونأكل أموال الناس بالباطل، ونحْتال، فلَيْسَ هذا هو المُسْلم، أي إذا أردتم أنْ تضعوا يَدَكم على جُرْح المُسْلمين فهذا هو الحديث الذي ينبغي أنْ تحْفظوهُ جميعاً يقول عليه الصلاة والسلام:
(( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))
[مسلم عَنْ أبي هريرة]
والنبي عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهَوى إنْ هو إلا وَحْيٌ يوحى، كلامُ النبي وَحْيٌ غير مَكْذوب، وكُلُّ إنسان اسْتَخَفَّ بِهذا الحديث ولم يعْبأ وأصَرَّ على أنَّ الدِّين صلاةٌ وصِيامٌ فقط وحَجٌّ وزكاة وليس اسْتِقامَة ولا ضبْطاً للِّسان، ولا ضبْطاً في كسْب المال، ولا في إنْفاقه، فقد كَذَّب النبي عليه الصلاة والسلام.

الجليس الصلح
2017-01-06, 20:19
تتمة
أيها الأخوة، الغيبة من أوْسع المعاصي التي يقْترِفُها الناس وهم لا يشْعرون في مجالسِهِم، وسفَرِهِم، ولِقاءاتِهِم، وولائِمِهِم، وأعْراسِهِم، وفي أحْزانِهِم، فمادام هذا اللِّسان ينْهَشُ أعْراض الناس فَهُو واقِعٌ بِغيبَةٍ كبيرة، والغيبة كما تعْلمون من الكبائِر.
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ))
[مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ]
و :
((عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ حَكَيْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا فَقَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنِّي حَكَيْتُ رَجُلًا وَأَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ صَفِيَّةَ امْرَأَةٌ وَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا كَأَنَّهَا تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ لَقَدْ مَزَجْتِ بِكَلِمَةٍ لَوْ مَزَجْتِ بِهَا مَاءَ الْبَحْرِ لَمُزِجَ))
[الترمذي عَنْ أَبِي حذيفة ]
فهي قصيرة وكُلُّ من يراهاَ يراها قصيرة فماذا فعَلْتَ أنت؟! قال الحسن: "ذِكْرُ الغير ثلاثة: الغيبة والبهتان والإفْك، وكُلٌّ في كتاب الله عز وجل، فالغيبة أن تقول ما فيه، والبهتان أن تقول ما ليس فيه، والإفْك أن تقول ما بلَغَكَ عنه".
فإن نَقَلْتَ ما بلغَكَ عنه فهذا إفْكٌ، وحديث الإفْك معْروفٌ لَدَيْكم حينما قالوا عن السيِّدَة عائِشَة ما قالوا؛ فإنْ نَقَلْتَ ما ذُكِرَ لك فهذا إفْكٌ، وإنْ نقلْتَ ما في الإنسان فهذه غيبة، وإنْ نقلْتَ ما ليس فيه فهذا بُهْتان؛ ذِكْرُ الغير ثلاثة: "الغيبة والبهتان والإفْك، وكُلٌّ في كتاب الله عز وجل، فالغيبة أن تقول ما فيه، والبهتان أن تقول ما ليس فيه، والإفْك أن تقول ما بلَغَكَ عنه"، وذكر ابن سيرين رجُلاً فقال: ذاك الرجُل الأسْود، ثمَّ قال: أسْتغْفر الله إنَّي أراني قد اغْتَبْتُه، وذكر ابن سيرين إبراهيم بن أدْهم فوَضَعَ يَدَهُ على عَيْنِهِ ولم يقُل أعْوَر، بل أشار وخاف أنْ يقول أعْور! فَكُلما اشْتَدَّ خَوْفُك من الله كلما كنت وقافاً في الأمْر والنَّهْي، وكان لك مكانٌ عند الله كبير، قال تعالى:
منقول

taleblalmi
2017-01-06, 22:01
بارك الله فيك من أخطر آفات اللسان و في هذا الزمان نسأل الله الحفظ و يعيننا على صون ألسنتنا

NEWFEL..
2017-01-07, 07:22
جزاك الله خيرا ................

الجليس الصلح
2017-01-07, 14:04
بارك الله فيك من أخطر آفات اللسان و في هذا الزمان نسأل الله الحفظ و يعيننا على صون ألسنتنا

شكرا على مرورك على الموضوع نعم هي أخطر آفات اللسان حفظنا الله منها ومن شرها

الجليس الصلح
2017-01-07, 14:05
جزاك الله خيرا ................

شكرا على هذا المرور وجزاك الله عنا كل خير على كلامك الطيب

nouri.tg
2017-01-07, 14:06
جزاك الله خيرا

الجليس الصلح
2017-01-07, 16:29
جزاك الله خيرا

شكرا لك أخي الكريم على مرورك على هذا الموضوع
الغيبة صارت مع الأسف تعتاد عليها ألسنتنا وفي مجتمعنا المسلم مع الأسف

ahmaabid
2017-01-07, 17:37
بارك الله اخى وجزيت خير

gitajhd
2017-01-08, 15:09
شكرا لك اخي الكريم

الجليس الصلح
2017-01-08, 15:10
بارك الله اخى وجزيت خير

شكرا على مرورك الطيب أخي الكريم وطلتك الجميلة وكلامك الرائع
الناس مع الاسف منغمسون في الغيبة دون شعور بالذنب والعيب مع الاسف

العضوالجزائري
2017-01-12, 21:15
جزاك الله خيرا
نعم الغيبة ترتكب بشكل واسع جدا رغم علم جميع الناس بحرمتها و هذا لضعف الورع و التقوى إلا ما شاء الله
و الدين يشمل جميع شعب الإيمان التي هي بضع و ستون أو بضع و سبعون شعبة
أعلاها شهادة ألا إله إلا الله و هي أصل التوحيد و أدناها إماطة الاذى عن الطريق
و من حقق التوحيد بقلبه لابد أن تنقاد جوارحه لطاعة الإله الذي يعبده.
و شكرا