مشاهدة النسخة كاملة : سلال يستقبل المارشال الليبي خليفة حفتر
الوزير الأول عبد المالك سلال يستقبل المارشال الليبي خليفة حفتر
http://www.elkhabar.com/media/uploads/images/2016-12-2109%3A29%3A26.237440-hafter-555x318.jpg
استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال الأحد بالجزائر العاصمة المارشال الليبي خليفة حفتر في إطار الزيارة التي يقوم بها إلى الجزائر, حسبما أكده بيان لمصالح الوزير الأول.
و أوضح ذات المصدر أن "اللقاء قد تمحور بشكل أساسي حول تطورات الوضع في ليبيا و آفاق تسوية الأزمة و عودة الاستقرار و السلم و الأمن في إطار وحدة و سيادة ليبيا".
كما تم التذكير خلال هذا اللقاء بان "الخيار الوحيد يبقى الحل السياسي القائم على الحوار الشامل بين الليبيين و المصالحة الوطنية و هو ما تسعى إليه الجزائر مع جميع أطراف الأزمة الليبية".
و قد جرى اللقاء بحضور وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل الذي كان تحادث أيضا في وقت سابقمن اليوم ذاته مع الماريشال حفتر.
و تناولت المحادثات "مستجدات الوضع السياسي و الأمني في ليبيا و السبل الكفيلة باستتباب الأمن و الإستقرار في البلاد في أقرب الآجال".
و اغتنم مساهل هذه المناسبة للتذكير "بالجهود التي ما فتئت تبدلها الجزائر لتشجيع الأطراف الليبية على بلوغ اتفاق توافقي لتسوية الأزمة الليبية".
في هذا السياق جدد موقف الجزائر "الثابت" المؤيد لحل سياسي للنزاع في ليبيا في إطار "تطبيق الإتفاق السياسي المبرم بين الأطراف الليبية بتاريخ 17 ديسمبر 2015 من خلال حوار شامل ما بين الليبيين و المصالحة الوطنية للحفاظ على الوحدة و السلامة الترابية لليبيا و سيادتها و انسجامها الوطني و وضع حد نهائي للأزمة".
http://elbadil.com/app/uploads/2016/12/fdsetf-750x500.jpg
الجزائر تعيد رسم سياستها في ليبيا
بانفتاحها على القوى المسيطرة على الجهة الشرقية في ليبيا، تكون الجزائر قد عززت موقعها التفاوضي بين مختلف الأطراف المتصارعة في ليبيا، ما يؤهلها للعب دور وساطة من الدرجة الأولى في حل الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها في هذا البلد الذي يشكل وضعه الحالي هاجسا أمنيا كبيرا.
شكلت زيارة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر إلى الجزائر، مفاجأة لكثير من المتتبعين، لكونها تعد سابقة في علاقات البلدين في مرحلة ما بعد الثورة الليبية، إذ ظلت المناطق التي تخضع لسيطرة اللواء حفتر وحكومة طبرق، خاضعة لنفوذ دول عربية وغربية تريد تطبيق أجندتها للحل، بينما غيّبت الجزائر بمقاربتها السياسية المعروفة، عن رادار تلك المناطق، وظلت مجبرة على التعامل مع أطراف أخرى لا تملك كامل مفاتيح الحل، ما جعل الحلول المتوصل إليها قاصرة على معالجة الأزمة من جذورها.
هذا الواقع وقف عليه سفير الجزائر في بروكسل السابق، حليم بن عطاء الله الذي انتقد في تصريح لـ"الخبر" تقصير الجزائر في التعاون مع حكومة طبرق، وتفضيلها العمل مع حكومة الوفاق الوطني التي لا تملك من واقع الأمر شيئا على الأرض، وتعتبر مجرد حكومة وهمية فرضتها حسابات غربية.
وقد سبق مجيء حفتر زيارة أخرى لا تقل أهمية لرئيس البرلمان الليبي في طبرق، عقيلة صالح، الذي يمثل سلطة سياسية في هذه المناطق بمعية حكومة طبرق، وبذلك أسست الجزائر لمرحلة جديدة استطاعت فيها نسج علاقات مع أطراف سياسية وعسكرية، لها نفوذ واسع على ما يقترب من ثلث مساحة ليبيا الشاسعة، ما يفتح أمامها الباب لإمكانية التوفيق بين الأطراف الليبية المتنازعة في المرحلة القادمة التي ستشهد أحداثا هامة على صعيد محاولات حل الأزمة في ليبيا.
ويشكل هذا المنعطف في علاقات الجزائر بأطراف الأزمة في ليبيا، حدثا هاما يتوخى محاولة استدراج الأطراف الليبية إلى الحل الجزائري باعتباره الأنسب على وقف النزاع في هذا البلد، كما يقول المسؤولون الجزائريون الذين يخشون مزيدا من عسكرة الصراع في ليبيا بما يبعد الأطراف المتنازعة أكثر عن لغة الحوار. وتكمن أهمية هذه اللقاءات في أنها أرست قناة تواصل مباشرة مع الشرق الليبي، في وقت كانت الجزائر دائما تخشى من وقوع الأطراف المسيطرة على هذه المناطق إلى نفوذ دول لا تملك نفس المقاربة، وهي بالتحديد مصر والإمارات وفرنسا. وقد أبدت الجزائر في هذا الصدد انزعاجها الشديد من تنظيم لقاء في باريس، أواخر أكتوبر، ضم هذه الدول مع الأطراف الليبية، بينما كان رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، في زيارة للجزائر، وهو ما اعتبرته الجزائر محاولة للتشويش على جهودها.
وبالنسبة للجانب الليبي، شكل استقبال الجزائر للواء خليفة حفتر ولقاؤه مع مسؤولين كبار في الدولة اعترافا من دولة جوار هامة في المنطقة، وتقديم ضمانات في عدم ممانعتها من تولي اللواء مناصب هامة مستقبلا في ليبيا، في إطار التعديل المتوقع لاتفاق الصخيرات، حيث يتوقع أن يشرف على وزارة الدفاع في حكومة الوفاق الوطني. كما لا يخفي اللواء حفتر بعد انتهاء المرحلة الانتقالية طموحه لتولي رئاسة ليبيا، وهو منصب قد يعيقه الوصول إليه استعداء إحدى أهم دول جوار ليبيا.
ولا يخفي محللون سياسيون ليبيون تعاطوا مع زيارة حفتر، أن ثمة عدة أسباب جعلت من علاقة اللواء مع الجزائر مهمة، منها قوة ووزن الجزائر في دول المغرب العربي، بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من أتباع النظام السابق المتحالفين مع حفتر في الجزائر، وهو ما يجعل من الجزائر طرفا هاما في سعي اللواء للوصول إلى السلطة.
الخبر
أبو معاذ محمد رضا
2016-12-21, 16:51
أسأل الله أن ينتقم منهما
دولة الإجرام لم تترك مجرما لم تؤيده.
fouad ramla
2016-12-21, 17:35
https://www.assawsana.com/portal/image/imgid211942.jpg
روح حائرة
2016-12-22, 01:22
يلي متلنا تفضل لعندنا
ههههه قال ماريشال قال
رتبة لا يستحقها حصل عليها باراقة دماء الليبيين ومحاولة التسلط عليهم بالقوة وصنع خسيسي جديد في ليبيا
العُثماني
2016-12-22, 16:30
غير مستغرب من نظام انقلب على إرادة الشعب في انتخابات 1991
سي الطاهر
2016-12-22, 23:10
عسكر العرب بعد هزة الربيع العربي
يسعى الى اعادة ترتيب بيته من جديد
العُثماني
2016-12-22, 23:12
وربما يسعى حفتر إلى تحصيل إجماع على جلب الروس إلى ليبيا.
كما فعل طاغية الشام
من يدري ؟
سي الطاهر
2016-12-22, 23:54
السيسي العسكري أول زيارة له خارج مصر بعد توليه حكم مصر
كانت الجزائر
العسكري حفتر لا يخفي ولائه لعسكر مصر
و عسكر سوريا ينسق مع عسكر مصر
الأمور تتبلور شيئا قشيئا لفك خجل عسكر الجزائر المنقسم بين التدخل العسكري في ليبيا من عدمه
طبعا تحت شماعة مكافحة داعش
الأمور اصبحت أكثر من مواتية بعد حلب
فعسكر الجزائر كانوا السباقين الأوائل في تثبيت أرجل عسكر سوريا على الأرض
الجزائر تقرّب وجهات النظر بين حفتر والسراج
قمة ثلاثية بين الجزائر ومصر وتونس حول ليبيا
ينتظر أن تعقد قمة ثلاثية بين الجزائر ومصر وتونس، في إطار مساعي الحل السلمي في ليبيا، حيث كشف الرئيس التونسي الباجي قائد السبي عن عقد اجتماعات على مستوى وزراء الشؤون الخارجية للدول الثلاث، ثم على مستوى رؤساء الدول، فيما يتعلق بالوضع الليبي.
لم يحدد الباجي قائد السبسي موعد اجتماع وزراء خارجية الدول الثلاث، والقمة على مستوى الرؤساء، موضحا في حوار أجراه لمجلة ليدرز أن تونس بصدد العمل لرأب الصدع في ليبيا وإصلاح ذات البين وتقريب الشقّة وإحلال الوئام والوحدة الوطنية.
وأوضح السبسي أن المشكلة القائمة في ليبيا هي أنها لم تعد دولة، بل تحولت إلى ميليشيات مسلحة، وكل ميليشيا تدّعي أنها الدولة، مشيرا إلى أن التعامل معها صعب في ظل المصاعب الأمنية، حيث يوجد في ليبيا كثير من الإرهابيين التونسيين الذين يحاولون من حين إلى آخر التسلل.
وفي السياق ذاته، تبذل الجزائر مساعيَ دبلوماسية كبيرة، بعد استقبالها لكل من رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح وكذا قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، في إطار جمع الإخوة الليبيين على طاولة واحدة، والدفع نحو مخرج يضمن وحدة ليبيا وسلامة ترابها، ويقطع الطريق أمام كل تدخل أجنبي محتمل مستقبلا.
ومعلوم أن المشير خليفة حفتر قد قام بزيارة إلى الجزائر وتونس ومصر لبحث الوضع المتأزم في ليبيا، والتقى مسؤولين سامين فيها. وأكد خليفة في هذا الصدد أن جولته تهدف إلى تطهير ليبيا من الإرهابيين، ورحب بالمبادرة التي أطلقتها الجزائر لإنهاء الأزمة في بلاده، التي تلعب فيها دور الوساطة، مشيرا إلى أن بلاده بحاجة إلى دعم دول الجوار خصوصا الجزائر ومصر.
صفقة سلاح لحفتر بنحو ملياري دولار تعيد روسيا إلى ليبيا
https://pbs.twimg.com/media/C196PqgW8AIY_r1.jpg
كشفت مصادر دبلوماسية عربية النقاب عن أن صفقة سلاح بأكثر من ملياري دولار هي التي سرّعت بعودة روسيا الاتحادية إلى ليبيا التي جسدتها زيارة حاملة الطائرات “الأميرال كوزنيتسوف” التي رست قبالة سواحل طبرق، في تحرك مازال يثير جدلا وسط الكثير من التكهنات حول أبعاده في هذه الفترة التي عاد فيها الملف الليبي إلى دائرة التحركات السياسية والدبلوماسية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وقالت هذه المصادر، إن التحرك العسكري الروسي نحو ليبيا يأتي في أعقاب التوصل إلى اتفاق بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وروسيا حول تفعيل تنفيذ اتفاقية حول ﻋﻘﻮﺩ تضمنتها صفقة سلاح كان ﻧﻈﺎﻡ العقيد الراحل ﻣﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺬﺍفي قد ﺃﺑﺮﻣﻬﺎ مع روسيا في العام 2008.
وأوضحت أن هذه الاتفاقية التي تم التوقيع عليها بالأحرف الأولى في العام 2009، والمقرر تنفيذها في 2010، تبلغ قيمتها 1.8 مليار دولار، وهي تشمل شراء نحو 20 طائرة مقاتلة، ومنظومات صاروخية من نوع “إس 300”، ودبابات من طراز “تي 90”، بالإضافة إلى تحديث وتطوير 140 دبابة مننوع “تي 72”.
وبحسب المصادر الدبلوماسية العربية ، فإن ليبيا أعربت للجانب الروسي عن اعتزامها أيضا شراء 12 طائرة من نوع “سوخوي 35”، و”سوخوي 30”، و4 طائرات للتدريب من طراز “ياكوفليف 130” من روسيا، خلال الزيارات التي قام بها المشير خليفة حفتر وعدد من كبار مسؤولي الحكومة الليبية المؤقتة برئاسة عبدالله الثني إلى موسكو.
واعتبرت أن التطورات الميدانية والسياسية التي عرفتها ليبيا خلال الأشهر القليلة الماضية، وخاصة منها تمكن الجيش الليبي بقيادة حفتر من استعادة السيطرة على منطقة الهلال النفطي خلال شهر مارس الماضي، جعلت روسيا تُلقي بثقلها إلى جانب حفتر الذي باتت قواته تُسيطر على أجزاء كبيرة من التراب الليبي في الشرق والجنوب، وكذلك أيضا مناطق الساحل الليبي حيث الموارد النفطية.
ويبدو أن هذه التطورات، وخاصة منها تلك المُرتبطة بالسيطرة على الموانئ النفطية، قد شجعت روسيا على المُضي قُدما نحو تفعيل تنفيذ تلك الصفقة التي كثيرا ما سعت حكومة عبدالله الثني إلى إحياء بنودها خلال السنوات الماضية، لكنها كانت تصطدم بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يحظر بيع السلاح إلى ليبيا.
ولا يستبعد المراقبون أن تكون روسيا قد حسمت أمرها باتجاه تجاوز ذلك القرار الذي طالبت العديد من الدول الإقليمية وخاصة منها مصر، بضرورة رفعه حتى يتمكن الجيش الوطني الليبي من محاربة التنظيمات والجماعات الإرهابية.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أصدر في العام 2011 قرارا حمل رقم 1970 نص على أن تتخذ جميع الدول الأعضاء على الفور كافة التدابير لمنع توريد جميع أنواع الأسلحة ومـا يتصل بها من عتاد أو بيعها لها أو نقلها إليها بشكل مباشر أو غير مباشر.
وشمل القرار المذكور الأسلحة والذخيرة والمركبات والمعدات العسكرية والمعدات شبه العسكرية وقطع الغيار، وذلك انطلاقا من أراضيها أو عبرها أو على أيدي رعاياها أو باستخدام السفن أو الطائرات التي ترفع أعلامها، ومنع توفير المساعدة التقنية والتدريب والمـساعدة المالية وغيرها من أشكال المساعدة، فيما يتصل بالأنشطة العسكرية، بما في ذلك توفير أفراد من المرتزقة المسلحين سواء كان مصدرهم أراضيها أم لا.
وبالنظر إلى الحديث المتزايد حول وجود برنامج للتعاون العسكري بين الجيش الوطني الليبي وروسيا، تمت بلورة خطوطه العريضة في أعقاب اللقاءات المتعددة التي جرت الأربعاء بين القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، ووزير الدفاع الروسي ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي.
ويُنتظر أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق قريبا، بحسب إذاعة فرنسا الدولية، التي أكدت السبت، نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن تنفيذ اتفاق بات وشيكا، ولفتت إلى أن عمليات تدريب أفراد الجيش الليبي ستبدأ خلال الأيام المقبلة.
ويُرجح أن يصل العشرات من الخبراء العسكريين الروس خلال أيام إلى قواعد الجيش الليبي بالشرق، لبدء برنامج التدريب، فيما بدأت بعض التشكيلات العسكرية المشتركة مناورات في عدد من القواعد العسكرية الليبية، منها طبرق وبنغازي، وكذلك أيضا في عرض البحر على متن سفن عسكرية روسية.
ووصف إسماعيل الغول في تصريحه لـه هذه التطورات، بأنها مقدمة لرفع الحظر المفروض على الجيش الليبي الذي يواجه الجماعات والتنظيمات الإرهابية في البلاد.
وقال إن اتفاق التعاون العسكري بين الجيش الليبي وروسيا يُعد “ثغرة كبيرة في جدار حظر السلاح عن ليبيا، وهو بذلك يؤشر إلى بداية انهيار هذا القرار باعتبار أن روسيا لا يمكن أن تقدم على مثل هذه الخطوة العسكرية الكبيرة والهامة لو لم تستعد لها من قبل”.
وأكد إسماعيل الغول، عضو مجلس النواب (البرلمان) الليبي، وجود مثل هذه الصفقة، حيث قال “هناك عقود سابقة للجيش الليبي، وما تم هو استكمال تنفيذ تلك العقود، وهذا أمر لا إشكالية فيه، والحكومة المؤقتة سعت إلى تفعيلها من قبل”.
مساهل يتحادث مع برلمانيين من مجلس النواب الليبي
http://www.aps.dz/ar/media/k2/items/cache/ace31822c2f7dea620286ededb97c185_L.jpg
شكلت التطورات الأخيرة في ليبيا و كذا سبل تسريع تنفيذ المسار السياسي محور لقاء جمع يوم الأحد بالجزائر العاصمة بين وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل و وفد برلماني من مجلس النواب الليبي حسب ما أفاد به بيان لوزارة الشؤون الخارجية.
و أوضح البيان أن الطرفين تطرقا خلال محادثاتهما إلى "الوضع في ليبيا على الصعيد السياسي و الأمني و الاقتصادي و كذا إلى سبل تسريع تنفيذ المسار السياسي من خلال حركية حوار شامل ما بين الليبيين و المصالحة الوطنية".
و في هذا الصدد "جدد السيد مساهل موقف الجزائر من اجل تسوية الأزمة الليبية" مذكرا ب"جهود الجزائر الثابتة و المتواصلة القائمة على أساس عدم التدخل في الشؤون الليبية الداخلية".
و أضاف البيان أن أعضاء الوفد الليبي حيوا من جهتهم الدور الفعال و المتواصل الذي تقوم به الجزائر لصالح حل سياسي في إطار الاتفاق السياسي الموقع يوم 17 ديسمبر 2015.
و يأتي هذا اللقاء بعد الزيارات العديدة التي قام بها برلمانيون ليبيون للجزائر و من بينهم رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
رئيس الوفد البرلماني الليبي يؤكد أن زيارته الى الجزائر فرصة للبحث عن حل للأزمة الليبية
أكد رئيس الوفد البرلماني الليبي, علي أحمد التكالي, يوم الأحد أن الزيارة التي يقوم بها الى الجزائر تعد فرصة للبحث عن حل للأزمة التي تعيشها بلاده, مشيدا في نفس الوقت بالعلاقات الوطيدة التي تجمع الجزائروليبيا.
وأوضح رئيس الوفد البرلماني الليبي لدى استقباله بالمجلس الشعبي الوطني من طرف نائب رئيس المجلس, جمال بوراس, أنه "في ظل الوضع الإستثنائي الذي تمر به ليبيا, ستسمح هذه الزيارة بطرح المشاكل التي نعاني منها, أملا في ايجاد سند لحل هذه الأزمة".
ونوه في هذا الإطار ب"العلاقات الوطيدة التي تربط الجزائر وليبيا منذ عشرات السنين, والتي تتميز بالتعاون والإحترام المتبادل". من جانبه, عبر السيد بوراس عن "أمل الجزائر في أن يعم الأمن والإستقرار في ليبيا", لا سيما --كما قال-- وأن هذا البلد يتوفر على "قدرات كبيرة" تسمح له بتجاوز المشاكل التي يعيشها.
وأج
تحسبًا للم فرقاء الأزمة.. الجزائر تطلب من الغنوشي التحرك ليبيًا
http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2014/bouteflika_397254436.jpg
الرئيس الجزائري بوتفليقة طلب من راشد الغنوشي تفعيل اتصالاته بعدد من قادة التيار الإسلامي في ليبيا الذين تربطهم بزعيم حركة النهضة علاقات متينة وثقة متبادلة.
أثنى الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة “النهضة” التونسية، على دور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في تحقيق التوافق بين حزبه وحزب نداء تونس الذي أسسه الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي بعد ثورة الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وحث الغنوشي في تصريحات صحافية، أعقبت لقاءه بالرئيس الجزائري بوتفليقة، برفقة وفد رفيع المستوى من قيادة “النهضة”، على نقل تجربة الوئام المدني والمصالحة الوطنية إلى الفرقاء والمتصارعين في الجارة ليبيا.
ولم يتضح فحوى المباحثات التي دارت بين الرجلين في الجزائر، إذ اكتفت الرئاسة الجزائرية بنشر بيان مقتضب عن زيارة الغنوشي، وهي في العادة ترفض التفصيل في الموضوعات المتعلقة بليبيا وتفضل الاشتغال في صمت، بينما كتبت حركة “النهضة”، أن زيارة رئيسها تمت بدعوة من الرئيس الجزائري.
وقال مصدر سياسي مقرب من حكومة عبد العزيز بوتفليقة، إن الأخير طلب من الشيخ راشد الغنوشي تفعيل اتصالاته بعدد من قادة التيار الإسلامي في ليبيا الذين تربطهم بزعيم حركة النهضة علاقات متينة وثقة متبادلة.
وتابع المصدر، الذي طلب حجب هويته في حديث مع “إرم نيوز”، أن السلطات الجزائرية تعتزم تحقيق “نقلة نوعية في مسار الأزمة الليبية خلال الثلث الأول من العام الجاري” توازيًا مع احتضانها الدورة المقبلة لآلية دول جوار ليبيا، وتفعيلًا للحضور الجزائري في هذا الملف الشائك إقليميًا ودوليًا.
وذكر أن دعوة عبد العزيز بوتفليقة لراشد الغنوشي، تأتي “تنشيطًا” لاتصالات باشرتها الحكومة الجزائرية في السابق مع أطراف الأزمة الليبية، ولاقت دعمًا وقبولاً من السلطات التونسية والأحزاب الفاعلة بالجارة الشرقية للجزائر.
ويراهن الرئيس الجزائري على الغنوشي كفاعل سياسي غير رسمي يحظى بالقبول لدى إخوان ليبيا وعدد من القبائل، ورموز النظام السابق، بغرض تليين مواقف الفرقاء وموافقتهم على الجلوس إلى طاولة حوار يجري الإعداد له في الجزائر ضمن مسار مفاوضات بعضها معلن والآخر يتم في السرية.
إلى ذلك، أعلن راشد الغنوشي، الذي يلتقي عبد العزيز بوتفليقة دوريًا وبصفة استثنائية، أن منطقة المغرب العربي “عرفت تجارب ناجحة في الوئام أعادت السلم إلى الجزائر وإلى تونس عبر الحوار الوطني والتوافق”.
وأضاف، أنه ينبغي اتباع نفس المنهج لإطفاء الحريق الليبي الذي بات يهدد استقرار المنطقة بأسرها، وضرورة دعوة الفرقاء الليبيين إلى تجاوز خلافاتهم بما يحفظ وحدة ليبيا واستقرارها، ويبعث روح التفاؤل بصنع مستقبل مشترك لشعوب المنطقة.
استعدادا لجلسة حوار في فيفري
تغلغل جزائري في الملف الليبي
استقبلت الجزائر، مؤخرًا، شخصيات ليبية مؤثرة في البلاد، بهدف "خلق" أرضية لتقريب وجهات نظر الأطراف المعنية، للتوصل إلى حل وسط مقبول للجميع، في ظل انقسامات حول مسائل سياسية وأمنية عالقة.
وحلّ وفد يضم مسؤولين بلديِّين بقيادة رئيس المجلس البلدي لمصراتة، محمد شتيوي وبرلمانيين يمثلون منطقة مصراتة، الإثنين، بالجزائر، استقبله وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل.
وجاءت زيارة وفد من مصراتة مباشرة، عقب لقاء جمع زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية راشد الغنوشي برئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، وهو اللقاء الذي هيمن الملف الليبي على مباحثاته.
وقرأ مراقبون زيارة وفد مصراتة بأنها تغلغل جزائري آخر في الملف الذي تحرص الجزائر على أن لا يفلت من يدها، على اعتبار أنها جار محاذ لليبيا يتأثر باي توتّر يحدث في هذا البلد، وتحرص الجزائر على أن يكون الحل سياسيا لا عسكريا، كما تشترط أن يكون بِيد الليبيين وحدهم ولا تشجّع الحلول "المستوردة"، لعدم ثقتها في نوايا الأطراف التي تقف وراءها، مثلما عبّر عن ذلك مسؤولون في الجزائر.
وكانت البداية بالزيارة "المفاجئة" التي قام بها اللواء خليفة حفتر، شهر ديسمبر الماضي، باعتبارها الأولى من نوعها، وجاءت في إطار الجهود التي تقوم بها الجزائر من أجل ربط اتصال بكل أطراف الأزمة في ليبيا، على أمل تذليل الصعوبات والتقريب بين وجهات النظر.
واستُقبِل حفتر خلال زيارته إلى الجزائر، من قبل الوزير عبد القادر مساهل، وكذا من طرف الوزير الأول، عبد المالك سلال، وقد ناقش حفتر مع المسؤولين الجزائريين الوضع داخل ليبيا، وسبل إيجاد حل لتطبيق الاتفاق الموقع عليه في الصخيرات.
كما زار الجزائر رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، واستُقبل، أيضا، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج الذي أدى زيارة عمل للجزائر في إطار التشاور بين البلدين، كما استقبل رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، منتصف جانفي الجاري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي عبد الرحمان الشيباني، وتباحث معه التطورات الحاصلة على الساحة الليبية في إطار المسعى السياسي لحل الأزمة التي يعيشها هذا البلد.
ويرتقب أن يزور زعيم حزب الوطن الليبي عبد الحكيم بلحاج٬ ورئيس حزب العدالة والبناء الليبي، محمد صوان، الذي يعد الجناح السياسي لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا الجزائر٬ بالإضافة إلى عدد من القيادات الليبية المسيطرة على طرابلس وغرب ليبيا٬ وهي زيارات تسبق جولة حوار ليبي في مستهل فيفري الدّاخل.
وذكرت صحيفة "الصباح" التونسية، الثلاثاء، أن "رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي٬ تمكن من الحصول على موافقة مسؤولين ليبيين لزيارة الجزائر٬ كانوا يرفضون الانضمام إلى مبادرة الجزائر وتونس حول الأزمة الليبية وهي المهمة التي كلف بها راشد الغنوشي من طرف المسؤولين في الجزائر وتونس ومصر".
وقالت الصحيفة "إن الإشكال كان في رفض الجلوس مع اللواء خليفة حفتر٬ ورئيس المجلس الرئاسي فايز السراج٬ وهو الأمر الذي دفع إلى الاستنجاد برئيس حركة النهضة لعلاقاته الواسعة مع مختلف الأطراف خاصة في طرابلس".
ومن المرتقب أن تقوم هذه الشخصيات وأخرى بزيارات إلى الجزائر٬ لشرح المبادرة التونسية الجزائرية٬ واستعراض أهم أهدافها٬ استعدادا لتحديد موعد جلسة الحوار المرتقبة بداية شهر فيفري، واستجابت الشخصيات المعنية لرغبات راشد الغنوشي، بناء على بعض الشروط التي وصفها المتحدث بـ"المعقولة"، وأهمها عدم تهميش أي طرف، وعدم منح أخرى من الجهة المقابلة امتيازات كبيرة أو مطلقة بما يهدد التوافق المرغوب، مضيفا أن الزيارات المرتقبة في الجزائر ستشمل مزيدا من التوضيحات والشفافية.
وتعمل الجزائر، قبيل احتضانها، للاجتماع القادم لآلية جوار ليبيا، مثلما تم الاتفاق عليه في القاهرة، في اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا، على بلورة رؤية عامة حول التطورات القائمة في ليبيا، من خلال الاستماع لكل الأطراف الليبية الفاعلة في الساحة، دون أن تستثني أحدًا، ومحاولة إيجاد صيغة عامة لتجسيد المصالحة الوطنية بين الفرقاء الليبيين.
الشروق اونلاين: محمد لهوازي
الغنوشي:"بوتفليقة طلب مني الوساطة مع الإسلاميين الليبيين"
يعود رئيس حركة ”النهضة” في تونس، الشيخ راشد الغنوشي، إلى زيارته الأخيرة للجزائر ولقائه بالرئيس بوتفليقة، ويتحدث بإسهاب عن مأزق الأزمة الراهنة في ليبيا، وعن جهود ومبادرة تونسية - جزائرية - مصرية لوضع إطار إقليمي لحل الأزمة، كما يتحدث في الحوار الذي خص به ”الخبر” عن تقييمه للمراجعات التي قامت بها حركة النهضة في أدبياتها السياسية في الفصل بين الحزب والدعوة، وعن استمرار أطراف تونسية في التشكيك في المسار الديمقراطي الجديد للحركة، ويشرح صعوبة طرح فكرة حوار مع المسلحين في تونس في الوقت الحالي بسبب عدم النضج الكافي لهكذا فكرة في تونس، ويسترجع بعض خصال الشيخ الراحل محفوظ نحناح، ويشرح بعض المفاهيم والتوصيفات السياسية الجديدة كالإسلام الغاضب والإسلام الديمقراطي.
بالعودة إلى زيارتك إلى الجزائر وبغض النظر عن التصريحات الرسمية، في أي إطار كانت هذه الزيارة، وهل فعلا كان الملف الليبي هو المحور الرئيس لها؟
لم تكن هذه الزيارة الأولى للجزائر كما هو معلوم، الجغرافيا والتاريخ والمصالح تفرض علينا مزيدا من توثيق العلاقات على المستوى الرسمي والشعبي، هذه منطقة واحدة ولا يمكن أن يكون لها مستقبل دون أن يكون هناك توافق على مصير واحد والاعتماد والسلم والأمن المشترك، فعلا كان الملف الليبي هو المحور الرئيسي للمباحثات مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، واعتقد أن الأزمة الليبية في الوقت الحالي تمثل التحدي الأمني الأكبر للمنطقة، ليبيا بقدر ما تحمل آفاقا تنموية كبيرة للمنطقة، بقدر ما تحمل أخطارا كبيرة، إذا لم يتم إطفاء الحريق الليبي بشكل سريع فإن كل المنطقة معرضة للخطر.
هل شعرتم بأن دول الجوار لديها هاجس أن الأزمة في ليبيا، رغم كل الجهود التي بذلت في وقت سابق، تتجه إلى الانزلاق وليس إلى الحل؟
قابلت، الشهر الماضي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، في روما الإيطالية، ووجدته يعيش حيرة كبيرة في معالجة هذا الملف، وأنا نصحته بجمع دول الجوار العربي لليبيا، الجزائر وتونس ومصر، باعتبارها الدول المعنية أكثر من غيرها بالوضع الليبي والمتضرر الأكبر من الأزمة، ويمكن أن تكون المستفيد الأكبر من استقرار الوضع في ليبيا، والمبادرة الجزائرية التونسية والمصرية يمكن أن تمثل إطارا للحل، وتحمل آفاقا له، باعتبار أن هذه الدول لم تتعاون من قبل لحل الأزمة، وكانت الجزائر تقوم بجهود منفردة وتونس بجهود منفردة ومصر أيضا، وهذه هي المرة الأولى التي تتعاون فيها الدول الثلاث، وتجتمع هذه الإرادات الثلاث على حل الأزمة والتصالح والوئام، خاصة وأن في الجزائر وتونس تجربة للتوافق الوطني والوئام المدني، لإطفاء الحرائق، واعتقد أن هذا النموذج يمكن أن يكون حلا للأزمة الليبية، وإطفاء الحريق الليبي وعودة الوئام المدني، ومن هنا يأتي الاستبشار بهذه المبادرة، وتأتي الحاجة إلى أن تتضاعف كل الجهود الرسمية والشعبية لحل الأزمة.
وفي هذا الإطار تأتي مساهمتي باعتبار العلاقات التي نتوفر عليها مع الإخوة في ليبيا، على كل المستويات، سواء على مستوى الإسلاميين أو على مستوى النظام القديم. ما قبل البارحة (يقصد الثلاثاء) جمع لقاء بين أحمد أويحيى والشيخ علي الصلابي في هذا الإطار للبحث عن تسوية ليبية، وتعهد الشيخ الصلابي بأن يقوم ويضع كل جهوده للترويج لهذه المبادرة، وإقناع كافة الأطراف الليبية بمسعى الوئام المدني.
هل نفهم أن هناك مبادرة تتبلور بين الجزائر وتونس ومصر، وهل هناك في الأفق قمة بين الرؤساء الثلاثة بوتفليقة والسيسي والسبسي؟
هناك اجتماع بين وزراء الخارجية الثلاثة، الجزائر وتونس ومصر، متوقع أن يكون في تونس قريبا، ليمهد، إذا سارت الأمور كما هو مأمول ومنتظر، للتتويج بقمة تعقد في الجزائر بين الرؤساء الثلاثة.
لكن الجزائر وتونس متوافقتان على أكثر من مستوى بشأن الأزمة الليبية، هل تعتقد أن مصر وارتباطاتها المعروفة، تقبل بهذه المبادرة؟
أعتبر أن مصر من مصلحتها إطفاء الحريق الليبي، وهي متضررة من الأزمة الليبية، عدد من رعاياها ذبحوا في ليبيا، وعدد كبير من اليد العاملة المصرية، ما يقارب المليون، غادروا ليبيا وعادوا إلى مصر، ولا أعتقد أن لمصر أو لأي طرف آخر مصلحة في أن تستمر الأزمة في ليبيا، عدا من يريد أن يبيع السلاح، وأعتقد أن مصلحة دول الجوار العربي لليبيا في إنهاء الأزمة وعودة الاستقرار وليس العكس.
لكن مصر في ظل ظروف وملابسات نظامها السياسي لديها مشكلة مع أطراف ليبية، أقصد الإسلاميين؟
أعتقد أن كافة الأطراف بدأت تقبل بحقائق الأمور، صحيح أن مصر لديها مشكلة مع الإسلاميين، ولا تريد لطرف إسلامي أن يكون طرفا في حل الأزمة الليبية، ولكن نحسب أن الجزائر نجحت في إقناع المصريين بأن أي معادلة حل في ليبيا لا ينبغي أن تقصي أحدا، والمسألة أن التجاذبات السياسية بين النظام والإسلاميين في مصر تبقى في مصر، لكل بلد منطقه وظروفه.
هل كان هذا طلبك من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عندما التقيته مؤخرا، أي الضغط على مصر للقبول بالواقع الليبي كما هو وبأطرافه بمختلف توجهاتهم؟
اعتبر الجزائر تمارس هذا الدور بما تتمتع له من ثقل وعلاقات مفتوحة مع كافة الأطراف، وبما تملكه من تجربة في علاقتها مع الإسلاميين، الجزائر تحررت ولم يكن ذلك سهلا بعد أزمة التسعينيات الدامية، من التمييز بين إسلامي وإسلامي، هذه الصعوبة مازالت موجودة في مصر. عدم التمييز بين من هم داخل خريطة العمل السياسي السلمي وبين غيرهم، لكن الجزائر تجاوزت هذه المرحلة.
عندما جاء السيسي إلى الجزائر ليقنع بإدراج الإسلاميين (يقصد الإخوان) في قائمة الإرهاب، أجيب أن هؤلاء خدموا معنا في الدولة، وتصدوا معنا للإرهاب، فكيف ندرجهم في قائمة الإرهاب؟ ولديهم ضحايا، أكثر من 500 من القيادات الإسلامية كانت ضحية للإرهاب، أحسب أن التجربة الجزائرية تمثل ثقلا وعنصر إقناع قويا، لعدم وضع كل الإسلاميين في كيس واحد ويكتب عليه إرهاب.
هذا كان طلبكم من الرئيس بوتفليقة، بالمقابل ما الذي طلبه الأخير في هذا السياق؟
أن أبذل ما أستطيع من المساعي بهذا الشأن، خاصة بعلاقاتي مع الإسلاميين في ليبيا، حتى يقوموا بدور إيجابي لدعم مبادرات حل الأزمة الليبية وتقديم التنازلات الممكنة.
على ذكر تجربة الوئام المدني والمصالحة في الجزائر، الجزائر استعادت المقاتلين من الجبال وأرسلت كبار قيادات جهاز المخابرات والجيش للتفاوض معهم، هل تعتبر أن تونس مؤهلة في الوقت الحالي لاستنساخ نفس التجربة في التعامل مع المسلحين المغرر بهم، والراغبين في العودة إلى أحضان المجتمع؟ -
أتمنى أن لا تصاب تونس بما أصيبت به الجزائر، الجزائر وصلت إلى هذه المرحلة بعد بحر من الدماء، وصلت إلى قناعة أنه لابد من التضحيات، حتى وإن كانت ثقيلة لأجل عودة السلم والوئام المدني، وقبلت بعودة أناس كانوا يقاتلون الجيش والأمن إلى أحضان المجتمع، وقبلت منهم الحوار، وذهبت إليهم إلى الجبال لتجلس معهم وتفتح طريق العودة إلى السلم، وعودتهم إلى بيوتهم، والحياة المدنية، ولم يكن ذلك يسيرا، ودفعت الجزائر ثمنا كبيرا، ولا أعتبر أن تونس تحتاج إلى أن تدفع ثمنا مشابها حتى تصل إلى هذه القناعة، قناعة أن تفتح باب السلم والعودة إلى الرشد أمام من يريد ذلك، وأن نشجع من يريد العودة إلى الرشد وعزل الفئة الباغية والأكثر تشددا، والتي ترفض رفضا مطلقا التعايش مع الآخرين، في تونس حتى الآن هذه اللغة مازالت لأن الدماء التونسية مازالت خضراء من سيّاحنا وحرسنا وجنودنا وشبابنا، والكرامة التونسية مازالت جريحة في بلد لم يتعود على العنف، هؤلاء يمثلون تحديا للشعور والكرامة الوطنية والحس العام، ولكن في النهاية بعد تطبيق القانون على الجميع لا بد من التفكير، وبعد أن تخضب شوكة هؤلاء وييأسوا من مغالبة الدولة وتنكسر شوكتهم، قد يفتح مجال التوبة أمام من عنده إرادة، لكن الآن الرأي العام غير مهيأ لهذه المرحلة التي وصلتها الجزائر بعد تضحيات كبيرة واحتاجت إلى شجاعة من نوع شجاعة الرئيس بوتفليقة، الذي يعرف ماذا يعني القتال والاقتتال الداخلي، وحمل على نفسه وحمل على شعبه وقال ”بركات من الدماء”.
بعض التقارير تحدثت عن طلبك من مسؤولين سعوديين وساطة تقوم بها السعودية، إصلاح ذات البين بين النظام المصري وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، هل يمكن توضيح ذلك؟
حدث هذا فعلا خلال لقاءاتي مع مسؤولين سعوديين، وخلال لقائي بالأمير محمد ولي العهد السعودي، فقد طلبت هذا منه، أي الوساطة لإطفاء الحريق، لما تتمتع به السعودية من ثقل روحي، ومصر قلب المنطقة العربية، وإذا أصيب هذا القلب أصيبت المنطقة كلها بالعطب، هناك اختلال في التوازن، يكفي أنه مثلا في أزمة سوريا عندما تجتمع الأطراف الدولية لحل الأزمة، لا يوجد بينها طرف عربي، معنى ذلك أن العالم العربي على الهامش، والسبب الرئيسي هو وضع مصر، ولذلك معالجة الوضع المصري والحالة المصرية ستساعد في معالجة أوضاع العلم العربي، ولذلك رغبت في أن تقوم السعودية بدور في إصلاح ذات البين في مصر، انطلاقا من استبعاد منطق الإقصاء، واعتبار أنه لا سلم ولا استقرار في مصر، إلا باحترام كامل المكونات الأساسية لهذا الشعب الكبير واحترام مكانة الجيش، لأنه لا سياسة في مصر بعيدا عن الجيش، واحترام المكون الإسلامي والمكون الإخواني، باعتباره مكونا عريقا لا يمكن استبعاده إلى جانب المكونات الأخرى.
هل تعتقد أن هذه الوساطة يمكن أن تنجح في الظروف الحالية في مصر؟
لا يبدو أن الأمور قد نضجت بعد للأسف، أحيانا تسأل الناس كم تحتاجون من وقت لحل الأزمة، وهذا ما قلته للأطراف في ليبيا، قلت لبعض الليبيين كم دفعتم من ثمن لأجل ما تطمحون إليه من أهداف، أحدهم قال لي دفعنا 10 آلاف ليبي، قلت دفعتم 10 آلاف ولم تصلوا إلى تحقيق أهدافكم، كم تحتاجون إذن وكم أنتم مستعدون لدفعه؟
يجب أن يقتنع الليبيون بأن ليبيا لكل الليبيين، إسلاميين وديمقراطيين وقذافيين وغيرهم، كما مصر أيضا هي مصر للجميع، للأسف المتحاربون لا يضعون رقما أو كلفة معينة للحرب، وهكذا يستمر الحريق في مصر وليبيا وفي اليمن وسوريا التي توجد في نهاية النفق، بعد تدخل قوى عظمى كروسيا، التي أصبحت هي التي تضع الدستور لسوريا، وهناك صحف روسية تحدثت عن مقترح لإقامة كونفدرالية بين روسيا وسوريا، أين العرب إذن؟ وكأن سوريا قطعة من عالم آخر أو دولة من دول القوقاز.
في تصريحاتك الأخيرة انتقلت من مصطلح الإسلام السياسي، وطرحت مفهوم الإسلام الغاضب كتوصيف لـ”داعش”، ما المقصود بالإسلام الغاضب؟
الإسلام الغاضب هو تعبير مأخوذ من علم الاجتماع، هناك عالم اجتماع تونسي معروف هو عبد الباقي الهرماسي، كتب عن الإسلام الاحتجاجي في تونس، مثل الإسلام الاقتصادي والإسلام الصوفي، لا يحمل دلالات أكبر من هذا، كلمة الإسلام الغاضب جاءت في سياق حديث قلت فيه إن السنّة في العراق في حالة غضب وتعمّق لديها الشعور بالهامشية والإقصاء، ولذلك ولدت ”داعش” في العراق من هذا الغضب، حيث هناك بحيرة وبركان من الغضب من التهميش والإقصاء، ولذلك من أراد أن يقضي على ”داعش” عليه أن يقضي على ينبوع الغضب في السنّة العراقية والسنّة السورية، ويعطى للناس حقهم، وهي عملية تفسيرية وليست عملية تبرير.
بعد المؤتمر الأخير لحركة النهضة والمراجعات السياسية، بدأت تؤسس لمفهوم الإسلام الديمقراطي، كيف يمكن فهم هذه المفاهيم الجديدة؟
بالنسبة للإسلام الديمقراطي هو وصف للتمييز والتمايز عن السلام السياسي، المقصود بالإسلام السياسي هو الرؤية الشمولية للإسلام في مواجهة رؤى شمولية علمانية، والشمولية هي حالة غير ديمقراطية، كانت بلادنا تحكم بشمولية الحزب الحاكم، والحزب الواحد يحتوي تحت أجنحته الدولة والمجتمع والسياسة والاقتصاد والفن والأدب والرياضة، ولذلك كرد فعل ولدت شموليات أخرى، شمولية إسلامية وشمولية يسارية، وكان مشروعنا يضم سابقا كل المشروع الإسلامي بكل أجنحته وبكل فروعه، من العمل الدعوي والعمل السياسي والعمل الخيري، وهذه مرحلة كانت رد فعل على شمولية الدكتاتوريات والنظام، واعتبر أن هذا انتهى مع الثورة، وولدت مرحلة جديدة، والثورة جاءت بالديمقراطية بما لا يجعل هناك حاجة إلى هذه الشمولية.
السياسة مثلا في ظل الدكتاتورية كانت ممنوعة، فمن أراد أن يشتغل بالسياسية فعليه أن يتخفى تحت مظلة النقابة أو مظلة الفن أو العمل الحقوقي أو الخيري، بينما في الديمقراطية فهذه الأنشطة تتمايز، وكل نشاط يعمل تحت لافتة خاصة به، من أراد أن يعمل السياسة يؤسس حزبا، ومن أرد أن يعمل صحافة يفتح صحيفة، ومن أراد أن يعمل نشاطا حقوقيا فهو متاح له، ولم يعد هناك ما يدعو إلى تخفي نشاط تحت آخر، نحن نقصد بالإسلام الديمقراطي أن نتفرغ للعمل السياسي من أجل الوصول للدولة سبيلا لإصلاح أوضاع المجتمع التعليمية والثقافية والصحية والاجتماعية والاقتصادية.
نريد بالإسلام الديمقراطي التمايز عن العنف، لأن الإسلام السياسي مصطلح أطلقه مستشرقون على العاملين في الحقل الإسلامي ووصفهم بالمتعصبين والعنيفين، والإسلام السياسي يحتوي في داخله كل أنواع الاستراتيجيات التي تعلن عنها لخدمة الإسلام، ومن ذلك استراتيجية العنف، وأيضا نرى أن الإسلام الديمقراطي أن نكون جزءا من هذا العالم ونخاطبه بمفاهيمه ولغته وأدواته التي يؤمن بها، نحن نريد أن نعطي رسالة للعالم أن الإسلام فيه حرية وديمقراطية ومدنية وحقق الإنسان، نريد أن ندخل إلى العقل الحديث من خلال نفس القنوات التي يفهمها ونرسل من خلالها أن هناك ديمقراطية إسلامية، مثلما هناك ديمقراطية مسيحية مثلا، فلماذا لا ندخل من هذه البــــوابات للعقل الحديث؟
بعد المراجعات التي قمتم بها في حركة النهضة، بحيث تم الفصل بين الدعوي والسياسي، مازالت بعض الأطراف تشكك في نوايا حركة النهضة، كيف يمكن تفسير هذه الشكوك؟
كن متأكدا أن هذه الأطرف لن تتوقف عن التشكيك مادامت حركة النهضة قوية، وتمثل منافسا في العمل السياسي، يوم أن تخرج حركة النهضة من العمل السياسي باعتبارها منافسا لهم، ستتوقف هذه الحملة.
بهذا المنطق هم يريدون للنهضة أن تكون في السجون والمنافي أو الجبال مثلا؟
نعم، هم يتمنون ذلك، وكانوا سيكونون سعداء لو كنا في الجبال، كانوا سيكونون سعداء أفضل من أن تكون تتحدث اليوم عن الإسلام الديمقراطي، يغيضهم هذا جدا لأنه يعصر استراتيجيتهم في استئصالنا وتبرير إقصائنا، هؤلاء استئصاليون، ولذلك هم منافسون يعتمدون على شيطنة حركة النهضة. هم منزعجون أيضا من دور سياسي وإقليمي أقوم به لصالح تونس أو لصالح حل الأزمة في ليبيا، من خلال حديثهم عن دبلوماسية موازية، اعتبر أن ذلك ضم سياقات التنافس السياسي، هناك استحقاقات انتخابية في الأفق، انتخابات محلية وبلدية، وهناك تنافس حزبي حتى وإن تجاوز الحدود المعقولة من الاتهامات.
هل تشعر أن هناك تقديرا في الغرب لدوركم ودور وإسهامات حركة النهضة في نجاح تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس؟
أنا حضرت منتدى دافوس للمرة الثالثة، وأنا من الإسلاميين القلائل الذين يحضرون هذا المنتدى الذي يجمع قادة الاقتصاد والفكر والسياسة، ورأيت مدى التقدير الذي تحظى به التجربة التونسية وحركة النهضة لدى المجتمع الغربي وكل الأطراف التي تراقب هذه التجربة.
بعد سنة من إقرار المراجعات السياسية والفصل بين الدعوي والسياسي في حركة النهضة، هل تشعر أن هناك تفهما للنخبة التونسية لهذه المراجعات؟
هناك تطور في النخبة السياسية التونسية، صحيح أننا نسجل السلبيات، لكن نحن ننظر أيضا للجزء الملآن من الكأس، يحسب للنخبة التونسية أنها صنعت الاستثناء التونسي في الربيع العربي الذي غرق في بحر من الفتن وتحول إلى برك من الدماء حتى صار عهد مبارك الآن مثلا في مصر أملا بعيد المنال، بينما تونس تنعم بالحرية بفضل الله وبفضل نجاح النخبة التونسية في إدارة الحوار بينهم وحل المشكلات حول طاولة، لك أن تذهب إلى بعض الفنادق التونسية والمصحات الخاصة سترى مظاهر مقضة للمضاجع وموجعة، ترى عشرات الشباب الليبي المعطوب الذي جاء للعلاج كضحايا حرب، هؤلاء جناية النخبة الليبية التي فشلت في إدارة الحوار بينها، والذي دفع الثمن هو الشباب والشعب الليبي، لكن النخبة التونسية لم تدفع الشباب التونسي إلى الحرڤة، ونجحت تونس وحلت مشكلاتها بالحوار وتنازل البعض للبعض، والنهضة تعتز بأن تكون أكبر من تنازل، حتى سمانا بعض الإخوة بدل النهضة حركة التنازلات، ونحن قلنا كما يقول المثل التونسي، لم تسقط في بطن عدو، ليس مهما لأننا تنازلنا لتونس ولأبناء وطننا ولأحزاب تونسية، المهم أن تونس ربحت، خسرنا السلطة لفترة لكن ربحنا الوطن.
قدمتم في الحركة تنازلات كبيرة، هل كانت التجربة الجزائرية في المأساة والوئام جزءا من قراءتكم الاستباقية للحالة التونسية؟
بالتأكيد استفدنا كثيرا من تجربة التوافق والوئام في الجزائر، لأن الانتقال في الجزائر من الدم إلى الوئام، لذلك يبقى انتقال الجزائر من الحرب إلى السلم نقلة كبيرة ودرسا لكل عاقل.
أنت تراقب المشهد السياسي في الجزائر، كيف يمكن تقييم دور الإسلاميين في الجزائر في العقود الأخيرة؟
دور القوى الإسلامية في الجزائر كان إيجابيا، وهذه مناسبة لأترحم على الشيخ محفوظ نحناح، وهو رجل عظيم، والحقيقة أننا لم نقدّره حق قدره في وقته وظلم حتى من قبل الإسلاميين وأسيء الظن به، والحقيقة أن التجربة والتاريخ مدرسة لاستخلاص العبر، وديوان للعبر، التاريخ شهد للشيخ محفوظ ببعد النظر والدور الريادي الذي قام به مع إخوانه والقيادة السياسية الجزائرية والرئيس بوتفليقة، والدور الذي قام به دور مشهود في الإسهام الفاعل في إطفاء الحريق الجزائري وفي إنقاذ إخوانه في حركة مجتمع السلم من أن ينزلقوا ويقعوا في هذا المستنقع أو يقعوا في الحرب المجنونة، وأنقذ فريقا واسعا من الشباب الإسلامي من أن يتردى في هذا، وأنقذ وحفظ التيار الإسلامي من أن تجرفه رياح الفتنة، وأنا في كل لقاءاتي مع الرئيس بوتفليقة ووزير الخارجية وكل المسؤولين الجزائيين الذين قابلتهم، لا يكاد حديث معهم يخلو من ذكر الشيخ محفوظ نحناح والترحم عليه، وذكر خصاله وجهوده وإسهامه الكبير في حماية الجزائر.
هناك تجربة إعادة توحد للأحزاب الإسلامية في الجزائر، بِمَ تنصح الإسلاميين والبلد مقبل على استحقاقات سياسية واجتماعية؟
هؤلاء مجربون وقد عركتهم التجارب، واليوم هم يتجهون إلى وحدة الصف ولمّ الشمل وهذا اتجاه جيد، لأن هذا يجعل مشاركتهم في خدمة الدولة والجزائر والسلم والتنمية، وتقديري أنهم يسيرون في وجهة صحيحة، بعد أن جربوا وتوصلوا إلى أن يديروا اختلافاتهم بطريقة حضارية، لأن الحضارة هي كيف يمكن أن نجمع بين وحدة الصف وحرية الرأي، وكنت كتبت في الثمانينات مقالة صغيرة نشرت في كتاب صغير عن واجب الاختلاف ووحدة الصف، وأعتقد أن التيار الإسلامي يتجه إلى الاتجاه الصحيح في الجزائر.
المصدر : الخبر
إجتماع فى تونس بين أحمد أويحي و الصلابي بمنزل الغنوشي
عقد رئيس الديوان برئاسة الجمهورية اجتماعا غير معلن مع القيادي الإسلامي الليبي البارز علي الصلابي الثلاثاء الماضي، في بيت رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي في تونس، ما يؤشر على رمي الجزائر بكامل ثقلها السياسي في الأزمة الليبية.
سلم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الملف الليبي لرئيس ديوانه أحمد أويحيى الذي انتقل الثلاثاء الماضي إلى تونس للقاء علي الصلابي الذي يعد أبرز قيادات تيار الإخوان المسلمين في ليبيا، ويملك تأثيرا سياسيا على حكومة طرابلس، وأبلغ أويحيى الصلابي بتصور الجزائر لحل توافقي للأزمة الليبية بناءً على تنازلات مشتركة تقدمها كل الأطراف الليبية، سواء حكومة طرابلس أو حكومة طبرق أو الجنرال حفتر، والتي يمكن التأسيس عليها لوضع إطار سياسي لدفع الأزمة الليبية باتجاه الحل.
وطرح أويحيى على الصلابي تجربة التوافق السياسي والوئام المدني التي أنهت الأزمة الأمنية في الجزائر، وكذا تحليل الجزائر لصورة الوضع في ليبيا في حال استمر الانزلاق السياسي والأمني في البلد الجار. وقال رئيس حركة النهضة، في حوار مع "الخبر" ،
إن لقاء أويحيى مع الصلابي يدخل في سياق دفع هذا الأخير للعب دور إيجابي في دفع الأطراف الليبية المشكلة لحكومة طرابلس لتقديم تنازلات، تمهيدا لطرح مقترح حل سياسي في إطار إقليمي تمثل الجزائر ومصر وتونس أضلعه الثلاثة، وكشف الغنوشي عن اجتماع سياسي مرتقب يعقد بين وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر في الجزائر، وفي حال نجاح هذه الخطوة سيتم التوافق على عقد قمة بين الرؤساء الثلاثة التونسي الباجي قايد السبسي والمصري عبد الفتاح السيسي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة في الجزائر.
وكان أويحيى قد زار يوم الثلاثاء تونس في زيارة خاطفة كُشف عنها النقاب من قِبل مستشار العلاقات الخارجية بحركة النهضة، كرد للزيارة التي أداها وفد من حركة النهضة للتجمع الوطني الديمقراطي في الجزائر قبل شهرين، لكن لقاءً كان قد حدث الأحد الماضي في الجزائر بين أويحيى والغنوشي، خلال زيارة هذا الأخير إلى الجزائر والتقى خلالها الرئيس بوتفليقة، لا يعطي مبررا لزيارة ذات طابع حزبي لأويحيى إلى تونس بعد ذلك بيومين، ما يؤشر على وجود ظروف وملابسات أخرى لهذه الزيارة. وثمة ما يشير إلى أن رمي الجزائر لثقلها السياسي والإقليمي وسعيها للاستعانة بكل الأطراف والشخصيات التي يمكن أن تساعد على إطفاء الحريق الليبي ينطوي على جهد سياسي استباقي، يستهدف منع أطراف دولية وعربية من دفع وتشجيع الجنرال حفتر إلى حسم الصراع مع حكومة طرابلس عسكريا، ما يفتح الباب أمام حمام دم، ومنع هذه الأطراف من الدفع بالأزمة الليبية إلى مزيد من التوتر والانفجار وخلق حالة فوضى تتيح فتح مسارات لانتقال المقاتلين التونسيين والليبيين من سوريا إلى ليبيا، وهو ما ينطوي على مخاطر أمنية جدية على أمن الجزائر وتونس أكثر من أي بلد آخر. -
الخبر
ملف المصالحة الليبية يجب ألا يخرج من أيدي الجزائر وتونس
قال عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، الداعية الليبي علي الصلابي، إنه لا يجب أن يخرج ملف المصالحة الوطنية في ليبيا من يدي الجزائر وتونس، وبدرجة أقل مصر، وأكد أنه يضع يده في يد جهود الدولة الجزائرية لاستقرار ليبيا وحقن دماء مواطنيها.
وأبدى الصلابي، بعض التحفظ على كشف فحوى اللقاء الذي جمعه بحر الأسبوع الماضي، مع مدير ديوان الرئاسة، أحمد أويحيى، الذي تم ببيت رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، والذي يصب في إيجاد حل للأزمة الليبية وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وذكر لـ"الشروق" أمس: "أعتقد أن الوقت الحالي غير مناسب لسرد الحديث الذي تم مع السيد أحمد أويحيى، لكن ما يجب تأكيده أننا مع المصالحة، ومع الجهود الخيَّرة التي تقوم بها الجزائر وتونس، ودور أي دولة تعمل لحل الأزمة الليبية وحقن دماء الليبيين وتحقيق الاستقرار".
وقال بشأن ما دار بينه وبين أويحيى: "الدولة الجزائرية في توجهها مع المصالحة الليبية، وحقن الدماء واستقرار البلاد، هذا توجهها.. مواقف الجزائر صريحة وواضحة، فهي ضد التدخل الأجنبي ومع الحوار الليبي الليبي، واستقرار البلد لأن استقرار ليبيا جزء من استقرار المنطقة".
وفي هذا الخصوص، شدد الصلابي "الجزائر لديها حيادية مع الجميع وعلاقتها متميزة مع جميع الأطراف، وأتمنى أن ملف الحوار والمصالحة لا يخرج من أيدي الجزائر وتونس، ولا مانع أن تكون مصر مساندة للأمر".
ودافع المتحدث عن المسعى الذي يقوم به بمعية الشيخ راشد الغنوشي، لحلحلة الأزمة الليبية، رغم عدم حيازتهما مناصب رسمية "الجهد الذي يسعى إلى حقن الدماء وإرساء المصالحة مرحب به من أي جهة، حتى أنتم كإعلاميين منوط لكم المساهمة".
وقدم صاحب مؤلف "كفاح الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي وسيرة الأمير عبد القادر"، الخطوات العملية لمسعى المصالحة الذي ينادي به، الذي يتم عبر احتضان مؤتمر سلام ترعاه دول الجوار، خاصة ليبيا وتونس، ولا يتم من خلاله تغييب أحد من القوى الليبية سواء السياسية أم العسكرية أم الاجتماعية، بما في ذلك رموز النظام السابق ومن يوصفون بالانقلابيين، وقال "دعوتنا واضحة، لا يجب إقصاء أي قوى ليبية، من لديه الرغبة في الحضور من أبناء ليبيا مرحب به لإحقاق الصلح وحقن الدماء، إن كان من النظام السابق أم من قوى فبراير". وحذر الصلابي، من "مؤامرات" جهات أجنبية رفض تحديدها صراحة.
الشروق
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir