〆 بٰٰاولو 乄
2016-12-20, 11:34
لاشك أن هناك مميزات كثيرة للحياة في بيت العائلة، كعمق الصلة مع الوالدين، وسهولة ويسر الاطمئنان عليهما، والاحتفاظ بعلاقة قوية وفعالة بين الإخوة، والوقوف معا في مواجهة أي أزمة يمر بها أحدهم، ونشأة الأطفال في جو حميمي فيتعمق في نفوسهم حب الأقارب وترسخ قيمة صلة الرحم في نفوسهم، وهي من الأمور التي افتقدناها كثيرا في زماننا هذا الذي سادت فيه قيم الأنانية والمصلحة الفردية، وأصبحت صلة الرحم ترفا وكماليات..
وأصبح الوالدان يجلسان في حالة انتظار يعدان الساعة التي يرفع فيها أحد الأبناء سماعة الهاتف ليطمئن عليهما.. وأصبحنا نسمع عن مسنين أصابتهم مصيبة الموت ولم يعلم بشأنهم أحد، حتى انتشرت الرائحة وعرف الجيران.. هؤلاء المسنون غالبا ما يكون لهم أبناء منقطعين عنهم، غائبين في لجة الحياة يلاطمون أمواجها فنسوا أن لهم والدين عليهم برهما.
شروط ثلاثة
إلا أن ذلك كله يرتبط بثلاثة شروط وإلا تحول بيت العائلة إلى جحيم:
الشرط الأول- التزام حدود الله:
ينبغي الحفاظ على حدود الله تعالى في التعاملات، فتلتزم النساء بشروط الحجاب في وجود إخوة زوجها، ولا يدخل أي منهم عليها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "الحمو الموت". (رواه البخاري).
فللأسف تتساهل بعض الأسر في هذه الأمور لدرجة أن إحدى الزوجات كانت تشكو من أنها منبوذة بغيضة؛ لإصرارها على ارتداء الحجاب الكامل، فمرة يتهمونها بسوء الظن، ومرة بالتعقيد، فعدم التزام هذا الشرط، وكثرة الاختلاط والضحك والتبسط قد يؤدي لكوارث خفية.
الشرط الثاني- العدالة:
يجب تحقيق العدالة بين الأسر المختلفة في حال اشتراكهم في نظام معيشي واحد، فبعض الأسر خاصة في الريف تجتمع العائلة جميعا على الطعام الذي يكون في بيت رب العائلة، وتحدث مشاحنات كثيرة بين النساء؛ بسبب سوء توزيع المهام بينهن، وتدليل امرأة، والقسوة على أخرى، وقد يكون الظلم بين الأبناء، فيطالب البعض بفوق طاقته أو بأكثر مما يطلب من إخوته من الناحية المالية، فتزرع بذور الشقاق بدلا من الحب.
الشرط الثالث: عن اقتناع وود
أن يكون نظام المعيشة المشترك باقتناع جميع الأطراف، وعن حب وود، فكثيرا ما تجبر الزوجات - في الريف خاصة - على هذا النظام، فنجد الزوجة الشابة لا تجد راحتها وهي في منزل ضخم مليء بالغرباء، فتقوم بأعمالها المنزلية وهي ترتدي حجابها بصعوبة، وتجد أم الزوج جالسة لا تفعل شيئا، بل تقوم بتقديم قائمة من الطلبات التي لا تنتهي من التنظيف.. للطهي.. لغسيل الأطباق.. لتقديم الشاي والحلوى للضيوف الكثيرين الذين يترددون على بيت العائلة..
مظالم أسرية
تشكو إحدى الزوجات أن حماتها لا تأخذ رأيها في شيء، ولو قالت لها أتـمنى أن نأكل كذا، تقول لها: لا.. سوف نأكل شيئا آخر.
وهناك حالات صارخة من الانتهاك، يتم فيها استغلال حاجة الزوجين للمعيشة في بيت العائلة، ويتم فيها ممارسات بالغة الظلم.. تحكي إحدى الزوجات الريفيات أنها على الرغم من كونها مرضعا وبحاجة لمزيد من الغذاء، فإن حماتها تغلق باب المطبخ بالمفتاح، ولا يسمح لها بتناول شيء من الطعام ولو كان قطعة من الجبن القديم، وذلك بعد أن تتناول العائلة طعامها..
وعندما شكت هذه الزوجة لأمها من هذه القسوة منحتها الأم بعض الطعام الجاف لتحتفظ به في حجرتها وتتناوله عندما تشعر بالجوع أثناء ليل الشتاء الطويل.. ولكن الحماة المتسلطة عندما علمت بالأمر اتهمت زوجة الابن بأنها سارقة، تسرق الطعام من مطبخها، وهي تعلم كذب كلامها، وعلى الرغم من أن لفظ سرقة لا ينطبق نهائيا على هذه الحالة، وأنها لا تريد في بيتها سارقة، كناية عن رغبتها في طلاقها.
هذه القصة الصارخة موجودة بتنويعات كثيرة يجمعها حب التسلط والعناد الذي ربما يكون بسبب تعرض هؤلاء المتسلطين لتجربة الظلم قديما، فهم يعيدون إنتاجها، والنتيجة واحدة، بيوت هجرها الحب وعشش فيها النكد ومشاعر الانتقام الموحشة، واستمرت فقط تحت وطأة الاضطرار، وهي قابلة للانفجار في أي لحظة.
ضد العولمة
أستطيع القول إن العودة لبيت العائلة هو أمر حميد، ومواجهة مجتمعية فذة لثقافة العولمة التي تدعو للأسرة النووية، بشرط مراعاة أوامر الشرع، وتحقيق العدالة، ومنح مساحة مناسبة للحرية الفردية، والرضا بفلسفة الحياة على مثل هذا النمط.
يبقى أن أقول إن اختيار نمط الحياة هو أمر خاص بكل زوجين، فلم يكن الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعيشون في بيوت ضخمة مشتركة، ولكنهم كانوا يعيشون بالقرب من بعضهم البعض، ويعرفون جيدا معنى ومغزى صلة الرحم، وقد يختار الزوجان الحياة منفردين، ويحفظان صلة الرحم، وقد يعيشون في بيت العائلة حياة مشتركة في حالة من القطيعة النفسية والمشاحنات المستمرة.
وأصبح الوالدان يجلسان في حالة انتظار يعدان الساعة التي يرفع فيها أحد الأبناء سماعة الهاتف ليطمئن عليهما.. وأصبحنا نسمع عن مسنين أصابتهم مصيبة الموت ولم يعلم بشأنهم أحد، حتى انتشرت الرائحة وعرف الجيران.. هؤلاء المسنون غالبا ما يكون لهم أبناء منقطعين عنهم، غائبين في لجة الحياة يلاطمون أمواجها فنسوا أن لهم والدين عليهم برهما.
شروط ثلاثة
إلا أن ذلك كله يرتبط بثلاثة شروط وإلا تحول بيت العائلة إلى جحيم:
الشرط الأول- التزام حدود الله:
ينبغي الحفاظ على حدود الله تعالى في التعاملات، فتلتزم النساء بشروط الحجاب في وجود إخوة زوجها، ولا يدخل أي منهم عليها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "الحمو الموت". (رواه البخاري).
فللأسف تتساهل بعض الأسر في هذه الأمور لدرجة أن إحدى الزوجات كانت تشكو من أنها منبوذة بغيضة؛ لإصرارها على ارتداء الحجاب الكامل، فمرة يتهمونها بسوء الظن، ومرة بالتعقيد، فعدم التزام هذا الشرط، وكثرة الاختلاط والضحك والتبسط قد يؤدي لكوارث خفية.
الشرط الثاني- العدالة:
يجب تحقيق العدالة بين الأسر المختلفة في حال اشتراكهم في نظام معيشي واحد، فبعض الأسر خاصة في الريف تجتمع العائلة جميعا على الطعام الذي يكون في بيت رب العائلة، وتحدث مشاحنات كثيرة بين النساء؛ بسبب سوء توزيع المهام بينهن، وتدليل امرأة، والقسوة على أخرى، وقد يكون الظلم بين الأبناء، فيطالب البعض بفوق طاقته أو بأكثر مما يطلب من إخوته من الناحية المالية، فتزرع بذور الشقاق بدلا من الحب.
الشرط الثالث: عن اقتناع وود
أن يكون نظام المعيشة المشترك باقتناع جميع الأطراف، وعن حب وود، فكثيرا ما تجبر الزوجات - في الريف خاصة - على هذا النظام، فنجد الزوجة الشابة لا تجد راحتها وهي في منزل ضخم مليء بالغرباء، فتقوم بأعمالها المنزلية وهي ترتدي حجابها بصعوبة، وتجد أم الزوج جالسة لا تفعل شيئا، بل تقوم بتقديم قائمة من الطلبات التي لا تنتهي من التنظيف.. للطهي.. لغسيل الأطباق.. لتقديم الشاي والحلوى للضيوف الكثيرين الذين يترددون على بيت العائلة..
مظالم أسرية
تشكو إحدى الزوجات أن حماتها لا تأخذ رأيها في شيء، ولو قالت لها أتـمنى أن نأكل كذا، تقول لها: لا.. سوف نأكل شيئا آخر.
وهناك حالات صارخة من الانتهاك، يتم فيها استغلال حاجة الزوجين للمعيشة في بيت العائلة، ويتم فيها ممارسات بالغة الظلم.. تحكي إحدى الزوجات الريفيات أنها على الرغم من كونها مرضعا وبحاجة لمزيد من الغذاء، فإن حماتها تغلق باب المطبخ بالمفتاح، ولا يسمح لها بتناول شيء من الطعام ولو كان قطعة من الجبن القديم، وذلك بعد أن تتناول العائلة طعامها..
وعندما شكت هذه الزوجة لأمها من هذه القسوة منحتها الأم بعض الطعام الجاف لتحتفظ به في حجرتها وتتناوله عندما تشعر بالجوع أثناء ليل الشتاء الطويل.. ولكن الحماة المتسلطة عندما علمت بالأمر اتهمت زوجة الابن بأنها سارقة، تسرق الطعام من مطبخها، وهي تعلم كذب كلامها، وعلى الرغم من أن لفظ سرقة لا ينطبق نهائيا على هذه الحالة، وأنها لا تريد في بيتها سارقة، كناية عن رغبتها في طلاقها.
هذه القصة الصارخة موجودة بتنويعات كثيرة يجمعها حب التسلط والعناد الذي ربما يكون بسبب تعرض هؤلاء المتسلطين لتجربة الظلم قديما، فهم يعيدون إنتاجها، والنتيجة واحدة، بيوت هجرها الحب وعشش فيها النكد ومشاعر الانتقام الموحشة، واستمرت فقط تحت وطأة الاضطرار، وهي قابلة للانفجار في أي لحظة.
ضد العولمة
أستطيع القول إن العودة لبيت العائلة هو أمر حميد، ومواجهة مجتمعية فذة لثقافة العولمة التي تدعو للأسرة النووية، بشرط مراعاة أوامر الشرع، وتحقيق العدالة، ومنح مساحة مناسبة للحرية الفردية، والرضا بفلسفة الحياة على مثل هذا النمط.
يبقى أن أقول إن اختيار نمط الحياة هو أمر خاص بكل زوجين، فلم يكن الصحابة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يعيشون في بيوت ضخمة مشتركة، ولكنهم كانوا يعيشون بالقرب من بعضهم البعض، ويعرفون جيدا معنى ومغزى صلة الرحم، وقد يختار الزوجان الحياة منفردين، ويحفظان صلة الرحم، وقد يعيشون في بيت العائلة حياة مشتركة في حالة من القطيعة النفسية والمشاحنات المستمرة.