تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا المثقف الجزائري كسول جدا؟


le supprimé
2016-12-08, 19:42
أين نحن اليوم، يا ترى، من سلوك وأخلاق وشجاعة ومواقف طه حسين والعقاد وسارتر وفرانتز فانون ومالك بن نبي وأبو القاسم سعدا لله... وغيرهم؟؟
تندلق الألسن هكذا مستسهلة الكلام ومستلذة تقطيع لحم الساسة.
لست هنا لأدافع عن هؤلاء، بل وكثير من هذا النقد صحيح وضروري، ولكن ما رأيكم لو فتحنا ملف المثقفين في بلادنا أو ما يسمى تجاوزا بـ»الأنتلجانسيا«.
أما تساءل أحدكم: لماذا المثقف الجزائري مصاب بكسل وعجز في كل شيء. عجز في الشجاعة، عجز في التحليل، عجز في الرؤية، عجز في المبادرة، عجز في الإقدام، عجز في الاستقلالية، عجز في الموقف وعجز حتى في الرجولة؟
حين أحاول أن أصنع للمثقف الجزائري بورتريه يتمثل لي هكذا: إنه يشبه ذاك التلميذ الكسول، وفي أغلب الأحيان التلميذ الغبي وفي أحسن الظروف التلميذ حافظ الدرس دون فهم أو تساؤل أو سؤال.
المثقف الجزائري تلميذ لا يتحرك إلا بإمرة معلم.
المثقف الجزائري لا يفهم إلا بالعلف أو التبن.
المثقف الجزائري أو هذا التلميذ لا يحسن من الدروس سوى درس واحد هو: درس »الإملاء«.
لكم يحب المثقف عندنا درس »الإملاء« إذ يحرص على ألا يخطئ فيه. لأنه إذا ما أخطأ فيه أخطأه خبز سيده.
وفي »الإملاء« لا يكتب التلميذ إلا ما »يُملى عليه«.
إن »الإملاء« راحة بال، تجعل هذا النوع من المثقف في استراحة وفي لامسؤولية وفي تقاعد مقنع.
شطارته في »الإملاء« طريقه إلى العلف.
يخاف من الأخطاء »الإملائية« الخوف الكبير ولا تهمّه الصيغ ولا المعنى في هذه الصيغ.
المعنى سبب تكسير الرأس.
البحث في المعنى يسبّب ضياع العلف.
والمثقف الجزائري لا يحسن من القراءة سوى »التلاوة« المصحوبة بهز الرأس الفارغ لا يهمه في هذا الفعل سوى الترنيمة ولا تعنيه المعنى.
عجب ما يحدث في هذه البلاد بتاريخها العظيم المتوج بثورة كبيرة وبقوافل مثقفين ومبدعين متميزين: البشير الإبراهيمي، كاتب ياسين، رضا حوحو، مالك بن نبي، الزاهري، أحمد أزقار، مولود قاسم، محمد خدة، نور الدين عبة ومصطفى الأشرف... والتي في أيامها العقيمة هذه لا تنتج ولا تحتفل إلا بالمثقف المخصي، مبتور اللسان.
ليس المطلوب من المثقف القيام بعمل السياسي أو الحلول محله كي يكون ناقدا جريئا. للمثقف طرقه ومسالكه التي بها يصل ويوصل أفكاره وفلسفاته، طرق تختلف عن طرق السياسي، بل قد تتعارض معها حتى ولو كان الهدف واحدا.
إذا كانت السياسة فن المناورات وفضاء الكذب حيث تستعمل جميع الأسلحة والوسائل الأخلاقية واللاّأخلاقية للوصول إلى السلطة، فالمثقف مطلوب منه استعمال طرق الثقافة والفن وهي طرق القيم الإنسانية الكبرى.
لذا فعمل المثقف هو أخلقة السياسي وتنظيف مؤسسات الدولة.
إن عمل المثقف هو تكريس قيم الدولة لا قيم السلطة.
فالمثقف الأصيل حين يتولى إدارة شأن من شؤون البلد عليه أن يعمل في المقام الأول على تركيم وتطوير تقاليد مؤسسة الدولة بعيدا عن الاحتفال بالسلطة السياسية الموسمية، وهذا ما نسميه بالاحترافية أو المهنية.
على المثقف أن ينتج خطابا مختلفا عن خطاب السياسي والإداري البيروقراطي وعليه أن يفرق ما بين الدولة وبين السلطة. هذا الخلط في رأس المثقف الجزائري هو الذي جعل العمل الثقافي عندنا رهين المواسم لا الفلسفات، رهين الولاء للمسئول لا للثقافة والإبداع.
إن الأنظمة والسلطات التي تنتمي إلى فضاء المعاصرة والحداثة السياسية، كي تحفظ استمراريتها وتعدل في كل مرة من تموقعاتها، تراهن على المثقف النقدي وتتصالح معه، على الرغم من كل ما يبدو بينهما من تنافر وتناقض.
إن السلطات السياسية التقليدية والمحافظة بقدر ما تعتمد على المثقف التقليدي الذي يأكل من صحنها بطاعة كاملة ومطلقة فإنها تعلن عن موتها المحتوم والسريع.
والانتهازية مرض تفشى في أوساط الانتلجانسيا الجزائرية وبشكل واضح وفي أوساط ما كان يسمى باليسار المهيكل السري بعد سقوط حائط برلين وانهيار نظام الاتحاد السوفيتي.
نلاحظ اليوم في جزائر الألفية الثالثة ظهور سوق لنخاسة جديدة، سوق يباع فيها المثقفون في كل موسم »ثقافي« أو وليمة »ثقافية«.
سوق النخاسة المعاصرة، حيث يباع الكاتب والصحفي والشاعر والفنان التشكيلي والسينمائي والمسرحي، يباع الجميع، إذ يساقون فرحين مبتهجين إلى السوق كالقطيع.
في بداية الثمانينيات من القرن الماضي ونحن طلبة في الجامعة، كنا نعتقد أن المثقف المعرّب هو وحده الانتهازي، لكننا ومع دخولنا الألفية الثالثة هذه ومن خلال متابعة يومية لواقع الإنتلجانسيا الجزائرية أكتشف الآن أن سوق النخاسة متنوع الأصناف فيه المعرب والمفرنس والمبربر، فيه العجوز و»العجوزة« والكهل و»الكهلة« والشاب و»الشابة«، فيه الأبيض والأسمر وفيه السمين والضعيف والطويل والمربوع والقصير وفيه المريض و»المصح« وفيه الملتحي والأمرد.
أصبحت أنواع المثقفين المعروضة للبيع كأنواع السيارات بجميع الماركات والألوان والأشكال والإكسسوارات.
ولكل رأس سعره.
أكتشف الآن هذه المعادلة العجيبة والمتعلقة بارتباط انفتاح سوق السيارات بتوسع سوق بيع المثقفين، سبحان الله؟؟؟
في البلدان المتقدمة أصبح الكاتب من خلال إبداعه وكتبه وما يترجم له على المستوى العالمي وما يحققه من قروئية وما يسجله من تثبيت قيم فلسفية وسلوكية وأخلاقية في الأمم، أضحى هذا الكاتب اليوم بورصة إبداعية ومركزا حقيقيا لصناعة الرأي وتوجيهيه، أما عندنا فقد تحول المثقف إلى لاعق صحون الحساء البارد.
والغريب في أمر حال المثقف الجزائري أنه يعتبر الانتهازية والخصي »قفزة« سياسة.
يعتبر حصوله على العلف الكبير والكثير وحضوره الزردات مسألة »شطارة« سياسية وأبّهة اجتماعية.
حين نعاين سوق نخاسة المثقفين اليوم، أتساءل أين نحن من تلك الصورة التي صنعها طه حسين للمثقفين بمواقفه وحروبه ضد الجهلة والمتطرفين؟ أو تلك التي شيّدها في مخيالنا جبران خليل جبران، وأين تلك الصورة التي صنعها كاتب ياسين؟ أين نحن من صورة أحمد أمين؟ لكم نحن بعيدون وغريبون عن صورة العقاد؟ وقس على ذلك.
إننا غرباء عن السلوك الثقافي. نحن شيء آخر.
المثقف له رؤية أخرى للسياسة فهو الذي يصنع خطاب النقد ويتمثل سلوك الناقد.
حين أقول النقد فيجب التفريق ما بين النقد والشتم أو القذف. المثقف الأصيل ليس مصنعا للشتائم أو تصفية الحسابات الشخصية المرضية، المثقف قيمة أخلاقية سلوكية وقيمة معرفية.
هناك فرق بين أن تحب وطنك وتسكت عن الخطأ والمفاسد فيه وأن تحبّه ولكن دون أن تتسامح أو تتصالح مع هذا الخطأ أو الذي قد يبدو لك كذلك.
في النقد ليست هناك معاداة لأحد، إنما هي وجهة نظر علينا قبولها ليس للتبني وإنما للنقد ورد الحجة.
فالمثقف من حيث إنه كذلك عليه ولو من داخل بنية مؤسسات الدولة أن يصنع خطاب النقد حيال السلطة ويساهم فيه كجزء من الثقافة اليومية للمثقف.
والمثقف النقدي ليس مصنعا لثقافة الكراهية أو بث المعاداة بين أبناء المجتمع أو بين أطياف السلط والأنظمة السياسية، إنما هو في المقام الأول صانع الهواء الصحي للحياة الجمالية وحياة الأفكار والحرية والمقاومات المؤسسة على سلطة العلم والمعرفة فهو مرآة للمجتمع في شكلها المحلوم.
المثقف من خلال سلوكه وأفكاره وكتاباته ومقاوماته هو المدافع الأول على »الحلم« في المجتمعات والأوطان، لأن مجتمعا دون ثروة من »الحلم« ولو كانت به ثروة مادية كبيرة مجتمع معرضون أبناؤه للانتحار، كل أشكال الانتحارات، وهو ما نراه اليوم في بلادنا مع ظاهرة »الحراقة« مثلا وغيرها كثير.
في الأخير يجب أن ترقى صورة المثقف إلى صورة »النبي«، ذاك النبي غير المبشر به.

الاخ امين الزاوي

still-2
2016-12-08, 23:49
موضوع رائع وبارك الله فيك لكن اخي مادا تتوقع من المثقف وهو نتاج سنوات من "ماتتحركش .صد قدامك ,ريح مليح , اقفل الطابلية ,كي نولي نشرح اسمع واسكت وشبك يديك ,مانحبش الدبانة دور في القسم ,,,,الخ"
تدمير نفساني وليس تربية و تعليم

انا كنت في الجامعة نحوس غير على واحد يرشدني مكانش الاستاد يعرف كلش انت ماتعرف والوا وكي يفتح عليك ربي وتولي تقري معاهم تعرف بلي حتى هوما مكاين والو غير مجرد وهم وحنا صدقناه

كنا نسال الاستاد مادا يجب علينا قراءة لتمكن من المادة الخاصة بك ؟فكان يرد اقرى برك تروح تقرا برك تلقى المصادر بالعرمة بلى مانتحدثوا على البحوث و مايحب انك دز للاستاد بش يرضى ويمدلك نقطة زينة


المثقف صناعة محلية لنظام تعليمي اصلاً فاشل و منهجية في التعليم الله يستر تقوم على الترهيب لا الترغيب

نار الشوق
2016-12-14, 15:51
موضوع رائع وبارك الله فيك لكن اخي مادا تتوقع من المثقف وهو نتاج سنوات من "ماتتحركش .صد قدامك ,ريح مليح , اقفل الطابلية ,كي نولي نشرح اسمع واسكت وشبك يديك ,مانحبش الدبانة دور في القسم ,,,,الخ"
تدمير نفساني وليس تربية و تعليم

انا كنت في الجامعة نحوس غير على واحد يرشدني مكانش الاستاد يعرف كلش انت ماتعرف والوا وكي يفتح عليك ربي وتولي تقري معاهم تعرف بلي حتى هوما مكاين والو غير مجرد وهم وحنا صدقناه

كنا نسال الاستاد مادا يجب علينا قراءة لتمكن من المادة الخاصة بك ؟فكان يرد اقرى برك تروح تقرا برك تلقى المصادر بالعرمة بلى مانتحدثوا على البحوث و مايحب انك دز للاستاد بش يرضى ويمدلك نقطة زينة


المثقف صناعة محلية لنظام تعليمي اصلاً فاشل و منهجية في التعليم الله يستر تقوم على الترهيب لا الترغيب




قلت تقريبا كل ما كنت أنوي قوله

المثقف الجزائري درس على طريقة اسمع واسكت ولا تناقش

بل في كثير من الأحيان يطرد من القسم إذا حاول النقاش، أذكر أن هذا حدث كثيرا في مشواري الدراسي

فما كان منا إلا أن ندع كم الأسئلة يدور في أذهاننا لا نجرؤ على طرحها

وهذا صرنا مثقفين كسولين والله المستعان


هل من مجال للتغيير؟؟
لست أدري !!

Orejenal
2016-12-14, 22:20
المثقف الجزائري ليس كسولا لكنها التكنلوجيا وسرعة التقاط المعلومه عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما جعل كل المثقفين يتجهوا لتويتر والفيس بوك ليكون طرحهم عبارة عن تغريدات ....

متهور
2016-12-15, 19:20
من كان كسولا فلا يصلح أن نطلق عليه صفة المثقف.

om nour elyagine
2016-12-15, 21:32
السلام عليكم ورحمة اللة مثل زملائي اللذين سبقوني ماذا تنتظر من شخص مدمر وصل الى الثلاثين يحلم باستخلاف في الجامعة الابواب مقفلة في وجهه والمشرف حتى في المنام يهدد فيه ولمد ينفي فيه

mounir3400
2016-12-23, 21:27
موضوع رائع وبارك الله فيك

ابو اروى عبد الحميد
2016-12-26, 10:10
السلام عليكم ، أظن أن المثقف كما أطلقت في الإشكالية. يستعمل السلطوية بمعنى
التعامل مع الفرد، ابتداءا من البيت ، المدرسة ، الجامعة ، وسائر المؤسسات الاجتماعية الأخرى يتم في بعض الأحيان بطريقة سلطوية ولا إنسانية ، جامدة ، تقوم على إصدار الأوامر وعرضها من دون مشورة ، أو مناقشة حتى تعودت الأجيال الحديثة في بلادنا على أن يفكر لها آخرون في كل ما يتعلق بحياتها وشؤون مستقبلها .ما مظاهر السلطوية في حياتنا ، وخاصة المهنية .لنثري هذا الموضوع .

ابو اروى عبد الحميد
2016-12-26, 10:27
ومن مظاهر تسلط بعض المثقفين عندنا ، انهم يضفون على مجالات أفكارهم نوع من المناخ يسمى مناخ الخضوع الفكري اي انك تخضع لأفكار بدلا من التركيز على الحرية فمن صور هذا التسلط مثلا عند المثقف في الجامعة استخدام التوبيخ ، التمييز ، تقييد الحركة،إلقاء الأوامر الحرمان من الحقوق ، فالثقافة الحرة تتحقق في ظل مجتمع يستند إلى مقوماته الإسلامية في الانضباط إلى مفهوم مصطلح المثقف.

SAMI SADIKI
2016-12-26, 16:43
موضوع جميل وجيد الطرح

salamsi
2016-12-26, 17:27
أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا

Virgile
2016-12-26, 19:19
لأن الدولة يحكمها العجايز والشيوخ.... فصار للشاب عقل وجسد شيخ .....يا ليتنا كنا أمة متجددة بتجدد أبنائها

فالرئيس فاق السبعين سنة ومراكز البحث والوزرات والمؤسسات الثقافية يسيطر عليها العجزة


لأن الجامعة ملكية عائلية للأصحاب والحلان وابناء الدشرة


لان الصحافة الانتماء اليها بالمعريقة


لان العربية مقهورة والفرنسية مكرمة معززة


لان التفكير ممنوع والابداع ممنوع ...والمفكر شيات


لأن خراب العمران سببه الظلم اذن الظلم لا يخدم المتحايل عليه


لان الدولة هي السبب وكاتب المقال يحمل المواطن سبب الملل


بدون ان ننسى الفكر السوفياتي ....التي مازال يؤثر علينا من زمن جوزيف ستالين وبيروقراطية ومركزية وعشوائية السوفيات

Virgile
2016-12-26, 21:48
الاخ امين الزاوي

من هذا الشخص؟ امين الزاوي الكاتب الجزائري ؟

الجليس الصلح
2016-12-27, 16:53
معذرة المثقف ليس كسول بل مذهول لما يحدث من حوله وغير متفاعل مع مجتمع يجهله ولا يعترف به

عثمان13
2016-12-27, 22:46
شكرا لصاحب الموضوع على هذا الطرح الرائع
صراحة يا إخوان أنا شخصيا أعيش هذا الكسل ومللت من هذا الواقع المرير، وأسعى جاهدا لتخطي الكسل بحيث هو عبارة عن جملة من الأعذار نعطيها لأنفسنا ، فما هو الحل في رأيكم ؟؟؟

Virgile
2016-12-28, 01:50
شكرا لصاحب الموضوع على هذا الطرح الرائع
صراحة يا إخوان أنا شخصيا أعيش هذا الكسل ومللت من هذا الواقع المرير، وأسعى جاهدا لتخطي الكسل بحيث هو عبارة عن جملة من الأعذار نعطيها لأنفسنا ، فما هو الحل في رأيكم ؟؟؟



لو كنت في اوروبا حيث تعطى لك اجرة جيدة لتعبك
فلو كان بلدك يقيم المفكرين والادباء فان سهرت على كتابة كتاب , لاستطعت ان تبيعه وتحقق الربح وهو اجرك ولو كان كتاب تعليم

عثمان13
2016-12-29, 20:55
صحيح يا أخي أوروبا تولي اهتماما كبيرا للعلم والمعرفة وتعطي الباحث حقه وقيمته ومرتبته، فيسعى جاهدا يكلّ ويجدّ، ثم يعود ذلك على بلده باستنباط كنوز المعرفة والإبتكار والإكتشاف، وهذا سبب تقدم الأمم ورقيها.