تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : خاطرة بعنوان: الحب أن لا تحتاج لأن تتأسّف لمن تُحب


زيان.
2016-12-01, 19:16
في ليلة مُرعِدةٍ ومُمْطِرةٍ يَكادُ بَرْقُها يَسْلبُ الأَبصارَ .. ورَعدُهَا يَفْتِـقُ البُطُونَ .. وبينما أنا أتقلَّب يميناً وشِمالاً على فِراشٍ مُريحٍ لِبَدنيْ لكِنْ ليسَ لِذِهنِيْ أَرِقْتُ .. فلَمْ أَذُقْ طَعمَ النّومِ ولا الغَفوه .
إِرْتَأَيْتُ أنْ أقومَ إلى مكتبيْ لِأنظُرَ ماذا أَنْظُرْ .. فجأةً رَاحتِ الِإنارَه مِنْ وَميضِ البرقِ وصَعقِ الرّعدِ ، فَأحيَيْتُ نِصفَ شَمعةٍ كانتْ في دُرجِ مكتبيْ ورُحتُ أنظرُ لإنعِكَاسِ ظِلّيْ وَالأشياءَ بِنُورِها على الجدران وأتأمّلُ وأسمعُ لِطقطقاتِ المطرْ علَى النّوافِذِ والأسطُحِ القِرمِيدِيَّه .. مع إيقاعِ الرّعد لِتُعطِيَ أنغاماً كتِلكَ الّتي في قاعات الأوبرا.
كنتُ أنظُرُ للشّمعةِ وهيَ تبكيْ دُموعاً سَالتْ على جَنبِها حُرقةً نَحَتَتْـها في شكلٍ جميلْ سَحَرَ أَعيُنِيْ وأَلهمَنِيْ نَشوَةً في نثرِ كَلماتٍ عنِ معنى الحبّ.
فسَحبتُ وَرقةً مِنَ الباقةِ التي أَوشَكتْ على الإنتهاءِ .. عَرّفتُهَا بقلَمٍ وَوَسمتُهاَ في أعلى الوسطِ بكلمة الحُبّ بعد أن أَردفْتُهاَ بسطرين أسفلَ منهاَ وإكتفيْتُ بالنَّظرْ ليسَ إلّا ..في نَـفَسٍ طَويلْ وهَادئ تحتَ وَقْعِ المطرْ.
أحسستُ بِبُرودةٍ فَقُمتُ .. وأخذتُ غِطاءَ فَرْشِيْ ، بَسطتُهُ علَى كَتـِفَايْ بعدما رَجعتُ إلى كرسيّ ، استحظرتُ كلامي فلم أجدهُ ، كَلّفتُ نَفْسي فلم أَقدِرْ إذْ أنا بصوتٍ خافتٍ في أُذني لا يكادُ يُسمَعُ قائلاً .. لَنْ تَقدِرْ ..
قلتُ : مَنْ أنتَ ؟ قال : أنا .. قُلتُ : مَنْ ذَاكَ .. قالَ : قَلبُكْ .. قُلتُ : ومتى كان ذاَكَ أَنْ ينطِقَ الفُؤادُ؟ قال : منذ أن تَخطّيتُمُ الحُدودَ و لَبِستُمُ الجُنونَ فَأطّرْتُمْ مُطْلَقاَ وحَجَّرْتُمْ واسعاَ ..
فَقُلتُ : أَعَنِ الحُبِّ هُوْ؟ قالَ هُوَ ذاكَ فقلتُ له : إذن ما هُوْ ؟
فقال : الحُبّ أنْ لا تحتاجَ لِأن تتأسّفَ لِمَنْ تُحبّ.
إِحترْتُ منْ عُمقِ وَصفِه فوضَعتُ قلمي مِنْ يَدِيْ ونَفَخْتُ على شمعتي فأطْفأتُهاَ ، ولَمْ أَفِقْ إلّا عَلَى إِثْرِ زقزقةِ عصافيرَ عندَ نَافذةِ الغُرفةِ في صباحٍ مُشْرِقٍ بِأُولَى خُيوطِ شَمْسٍ وَصَلَتْ هذَا الكَوكَبَ عَقِبَ ليلةٍ مُتعِبةٍ وأنا على كُرسيّ مكتبيْ..
***** قلم زيـــان*****

*سندوسة*
2016-12-01, 21:47
يا ألله كم جميلة هي قصتك بثوب الخاطرة
جميل هو تفصيلك ودقتك فالوصف تجعلنا وكأننا نرا ماترى ادخلتنا بالقصة بأسلوب سلس وجميل
صراحة مبدع واحساسك رائع
ربي يوفقك

زيان.
2016-12-02, 06:48
يا ألله كم جميلة هي قصتك بثوب الخاطرة
جميل هو تفصيلك ودقتك فالوصف تجعلنا وكأننا نرا ماترى ادخلتنا بالقصة بأسلوب سلس وجميل
صراحة مبدع واحساسك رائع
ربي يوفقك


شكرا جزيلا أخيتي سندوسة
إنه لمن دواعي سروري أن أعجبك أسلوبي شكرا مرة أخرى على
إلتفاتتك الطيبة . موفقة إنشاء الله

فاطمة شلف
2016-12-02, 22:10
السلام عليكم
ماشاء الله
تذوقت هذه الكلمات وعشقت حروفها واستمتعت برناتها
وانا جالسة على كرسي اقرا واعاود الكرة ولم امل منها
بل زاد حبي لها
هنيئا لك بهذه التحفة الجملة التي وضعتها بين ايدي القارئ
فعلا استمتعت بها
تقديري اخي زيان
بتوفيق

زيان.
2016-12-02, 23:40
السلام عليكم
ماشاء الله
تذوقت هذه الكلمات وعشقت حروفها واستمتعت برناتها
وانا جالسة على كرسي اقرا واعاود الكرة ولم امل منها
بل زاد حبي لها
هنيئا لك بهذه التحفة الجملة التي وضعتها بين ايدي القارئ
فعلا استمتعت بها
تقديري اخي زيان
بتوفيق


أحييك يا أخيتي فاطمة
إنه لمن دواعي سروري أن تستمتعي بكتاباتي أختي المحترمة
والله تقديرك لي زادني دفعا ونفسا قويا للإجتهاد أكثر
شكرا على زيارتك المعتادة الطيبة البناءة
تقديري ..