عاشق العفة
2009-10-17, 11:11
http://www.rehabmaroc.net/files/3w7o6jo6hiiucnm74ueq.gif
ما تفعله الكلمة
كان تميم بن جميل قد تكلم في الخليفة المعتصم فطلبه الخليفة وقبض عليه وأحضر إلى المعتصم فدعا المعتصم بالنطع والسيف لقتله، فأحضرا؛ فجعل تميم بن جميل ينظر إليهما ولا يقول شيئاً، وجعل
المعتصم يصعد النظر فيه ويصوبه، وكان جسيماً وسيماً، ورأى أن يستنطقه لينظر أين
جنانه ولسانه من منظره؛ فقال: يا تميم، إن كان لك عذر فأت به، أو حجة فأدل بها؛ فقال:
أما إذ قد أذن لي أمير المؤمنين فإني أقول: الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ
خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. يا أمير المؤمنين، إن الذنوب
تخرس الألسنة، وتصدع الأفئدة، ولقد عظمت الجريرة، وكبر الذنب، وساء الظن، ولم يبق إلا
عفوك أو انتقامك، وأرجو أن يكون أقربهما منك وأسرعهما إليك أولاهما بإمامتك،
وأشبههما بخلافتك، ثم أنشأ يقول:
أرى الموت بين السيف والنطع كامناً *** يلاحظني من حيثما أتلفت
وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي *** وأي امرئ مما قضى الله يفلت
ومن ذا الذي يدلى بعذر وحجة *** وسيف المنايا بين عينيه مصلت
يعز على الأوس بن تغلب موقف *** يسل علي السيف فيه وأسكت
وما جزعي من أن أموت وإنني **** لأعلم أن الموت شيء مؤقت
ولكن خلفي صبية قد تركتهم **** وأكبادهم من حسرة تتفتت
كأني أراهم حين أنعى إليهم ****وقد خمشوا تلك الوجوه وصوتوا
فإن عشت عاشوا خافضين بغبطة *** أذود الردى عنهم وإن مت موتوا
فكم من قائل: لا يبعد الله روحه *** وآخر جذلان يسر ويشمت
قال: فتبسم المعتصم، وقال: كاد والله يا تميم أن يسبق السيف العذل، اذهب فقد غفرت لك .
http://www.rehabmaroc.net/files/788sswipjgxgm7gcwjea.gif
ما تفعله الكلمة
كان تميم بن جميل قد تكلم في الخليفة المعتصم فطلبه الخليفة وقبض عليه وأحضر إلى المعتصم فدعا المعتصم بالنطع والسيف لقتله، فأحضرا؛ فجعل تميم بن جميل ينظر إليهما ولا يقول شيئاً، وجعل
المعتصم يصعد النظر فيه ويصوبه، وكان جسيماً وسيماً، ورأى أن يستنطقه لينظر أين
جنانه ولسانه من منظره؛ فقال: يا تميم، إن كان لك عذر فأت به، أو حجة فأدل بها؛ فقال:
أما إذ قد أذن لي أمير المؤمنين فإني أقول: الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ
خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. يا أمير المؤمنين، إن الذنوب
تخرس الألسنة، وتصدع الأفئدة، ولقد عظمت الجريرة، وكبر الذنب، وساء الظن، ولم يبق إلا
عفوك أو انتقامك، وأرجو أن يكون أقربهما منك وأسرعهما إليك أولاهما بإمامتك،
وأشبههما بخلافتك، ثم أنشأ يقول:
أرى الموت بين السيف والنطع كامناً *** يلاحظني من حيثما أتلفت
وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي *** وأي امرئ مما قضى الله يفلت
ومن ذا الذي يدلى بعذر وحجة *** وسيف المنايا بين عينيه مصلت
يعز على الأوس بن تغلب موقف *** يسل علي السيف فيه وأسكت
وما جزعي من أن أموت وإنني **** لأعلم أن الموت شيء مؤقت
ولكن خلفي صبية قد تركتهم **** وأكبادهم من حسرة تتفتت
كأني أراهم حين أنعى إليهم ****وقد خمشوا تلك الوجوه وصوتوا
فإن عشت عاشوا خافضين بغبطة *** أذود الردى عنهم وإن مت موتوا
فكم من قائل: لا يبعد الله روحه *** وآخر جذلان يسر ويشمت
قال: فتبسم المعتصم، وقال: كاد والله يا تميم أن يسبق السيف العذل، اذهب فقد غفرت لك .
http://www.rehabmaroc.net/files/788sswipjgxgm7gcwjea.gif