المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اسراحة في حكاية قصيرة


نسبة هراقمي
2016-11-15, 09:59
علمه الرماية كل يومٍ
فلما استد ساعده رماني

جاء (مالك بن فهم الدوسي الزهراني الأزدي) وعشيرته من أرض اليمن إلى منطقة في عُمان وكان أول من قدم إلى عُمان و له عشر من الذكور وعند نزوله قاتل الفرس وكان عدد مالك وقومه حينئذ ستة ألاف شخص والفرس كان عددهم عشر ألاف ولكن لم يكتب النصر لمالك، ولكنه عاد وقاتل بجيش قوامه عشر ألاف وكان الفرس عددهم أربعين ألف فطرد الفرس منها وحكمها مع أولاده وعشيرته. ولما علم الملك (عثمان بن عمران) ملك عُمان حين ذاك، وعلم شجاعته وسيرة أسرته وتغلبه على الفرس فعرض عليه الزواج من ابنته بشرط إن ابنه الذي سيأتي من ابنة الملك عثمان هو من سوف يحكم عُمان وليس أبنائه الآخرين، وتزوجها وأنجب منها سليمة بن مالك وكان مالك بن فهم يُعلم ابنه سليمة في صغره الرمي والفروسية إلى إن تعلم وكبر، واشتد عضده فكان يحرس في نوبته.

⭕️قتل سليمة لأبيه مالك بن فهم :

🔺اتخذ من أولاده حرساً له حيث كان يحرسه في كل ليلة واحداً منهم وكان يحب أصغر أولاده سليمة ويخصه بالعناية ويعلمه الرماية لما بلغ حسد أخوته مكانة كبيرة قام نفر منهم إلى أبيهم، فقالوا: يا أبانا إنك قد جعلت أولادك يحرسون بالنوبة وما أحد منهم إلا قائم بما عليه ما خلا سليمة، فإنه اضعف همة وأعجز منة وإنه إذا جنه الليل في ليلته يعتزل عن الفرسان ويتشاغل بالنوم والغفول عما يلزمه، إلا ان مالك لم يقتنع بذلك، ورد الأبناء المحاولة حتى ملأ الشك قلبه. فقرر مالك بمراقبة أبنه في نوبته، وقد كان سليمة على رأس الفرسان يحرس إلى ان جنهم الليل فبينما هو كذلك إذ أقبل مالك في جوف الليل متخفيا لينظر فعل سليمة، فأنتبه سليمة من صهيل خيله وهي تصهل بقدوم دخيل ففوق سهمه في كبد قوسه، فأحس مالك بذلك فنادى يا بني لا ترم أنا أبوك. فقال سليمة يا أبت قد ملك السهم قصده، فأصاب مالكاً في قلبه، فقال مالك قبيل موته جراء تلك الرمية :

فَيا عجباً لمن ربَّيت طفلاً
ألقمه بأطراف البَنان
ِأُعلّمهُ الرِّماية كل يوم
فلمَّا استدَّ ساعِدهُ رَماني
وكم علَّمْتهُ نظم القوافي
فلمَّا قال قافيهُ هجاني
أُعلّمه الفُتوَّة كل وقت
ٍفلمَّا طرَّ شاربُهُ جفاني
رمَى عَيني بِسَهم أشقذيّ
حديدٍ شفرتَاهُ لهذمَانِ
توخَّاني بقدح شكَّ قلبي
دقيق قد برَته الراحَتان
فلا ظفرت يداهُ حين يرمِي
وشُلت منه حامِلة البَنان
ِفيكوا يابنيَّ عليَّ حولا
ورثوني وجازوا من رماني
جـزاه الله من ولد جزاء
سليمة إنه شراً ماجزاني

🔻والحكمة من ذلك أن مالكا أراد أن يعطي سليمة فرصة للهروب من عقاب إخوانه عندما طلب رثائه حولا كاملا ثم محاسبة سليمه.

🔺وقال سليمة في ذلك ندما على رمايته لأبيه:

إني رميت بغـير ثائرة
بيت المكارم من بني غنم
ما كنت فيما قلت تعلم
من قد أحاطت من ذوي الفهم
ــــــــــــــــ
*في رواية البيت المشهور فيها
(فلما استد ساعده رماني )
روي اشتد وهو خطأ الصواب استد
( اسْتَـدَّ ) بِالسَّينِ المهمَلَةِ ، مِن السَّدادِ بمعنَى : الاستِقَامةِ ، والمرادُ : السَّدادُ في المرمَى ،
وقد نبَّه إلى هذا كثيرٌ مِن أهلِ اللُّغةِ في مصنَّفاتِهم ، كالخليلِ بنِ أحمدَ في ( العَين ) ، والجوهريُّ في ( الصَّحَاح ).

*وتنسب هذه القصيدة في بعض الروايات : لمعن بن أوس:19:

أم أولادي
2016-11-24, 20:15
استراحة جميلة بوركت ياختي