إيلافْ وَ سلافْ
2016-11-06, 18:37
كـلُّ ابـنِ آدم مقـهـور بـعـادات للشاعر معروف الرصافي
كـلُّ ابـنِ آدم مقـهـور بـعـادات** لهـنّ يَنقـاد فـي كــل الارادات
قد يَستلِذّ الفتى ما أعتاد مـن ضـرر** حتى يرى فـي تعاطيـه المسـرّات
عادات كل امرىءٍ تأبى عليـه بـأن **تـكـون حاجـاتـه إلاّ كثـيـرات
أنّي لفي أسْر حاجاتي ومـن عَجـبِ**تَعـوُّدي مـا بـه تـزداد حاجاتـي
كـل الحيـاة افتقـار لا يفارقـهـا**حتـى تنـال ِغنـاهـا بالمنـيّـات
لو لم تكـن هـذه العـادات قاهـرةُ** لما أسيغـت بحـالٍ بنـت حانـات
ولا رأيـت ِسـكـارات يدخّنـهـا ** قـوم بوقـت انفـراد واجتماعـات
أن الدخـان لثـانٍ فـي البـلاء إذا ** ما عُدّتِ الخمر أولـى فـي البليّـات
وربّ بيضاءِ قيدِ الأصبـع احترقـت ** في الكفّ وهي احتراق في الحشاشات
ان مَرّ بيـن ِشفـاه القـوم أسودهـا**ألقي اصفراراً على بيـض الثنيّـات
وليتهـا كـان هـذا حـظُّ شاربهـا** بـل قـد تفُـتّ بكفّيـه المـرارات
عوائـد عمّـت الدنيـا مصائبُـهـا ** وإنمـا أنـا فـي تلـك المصيبـات
إن كلّفَتْني السكاري شُربَ خمرتهـم ** شربت لكن دخانـاً مـن سكاراتـي
واخترت أهون شـرّ بالدخـان وإن**أحرقـت ثَوبـي منـه بالشـرارات
وقلت يـا قـوم تكفيكـم مشاركتـي** أياكـم فـي الـتـذاذ بالمُـضِـرّات
إنّي لأمتصَ جمـراً ُلـفَّ فـي وَرَق ** إذ تشربـون لَهيبـاً مـلء كاسـات
كلاهما حُمُـق يَفتّـر عـن ضـرر ** يَسُـمّ مـن دمنـا تلـك الكُـرَيّـات
حسبي من الحمـق المُعتـاد أهونـه** إن كان لابد مـن هـذي الحماقـات
يا مَـن يدخّـن مثلـي كـل آوِنـةٍ ** لُمْني أَلُمْـك ولا تَـرض َاعتذاراتـي
إن العوائـد كـالأغـلال تَجمعـنـا** علـى قُلـوب لنـا منهـنّ أشتـات
مقيَّديـن بهـا نمشـي علـى حَـذَر ** مـن العيـون فنأتـي بالمـداجـاة
قد نُنكِر الفعـل لـم تألفـه عادتنـا ** وإن علمناه مـن بعـض المُباحـات
وربّ شَنعاء مـن عاداتنـا حَسُنـت ** في زعمنا وهي من أجلَى الشناعـات
عناكب الجهـل كـم ألقـت بأدمغـة ** من الأنـام نسيجـاً مـن خرافـات
فحرّمـوا وأحَلّـوا حسـب عادتهـم**وشَوّهـوا وَجـه أحكـام الديانـات
حتى تراهم يـرون العلـم مَنقَصـةٌ** عنـد النسـاء وإن كـنّ العفيفـات
كـلُّ ابـنِ آدم مقـهـور بـعـادات** لهـنّ يَنقـاد فـي كــل الارادات
قد يَستلِذّ الفتى ما أعتاد مـن ضـرر** حتى يرى فـي تعاطيـه المسـرّات
عادات كل امرىءٍ تأبى عليـه بـأن **تـكـون حاجـاتـه إلاّ كثـيـرات
أنّي لفي أسْر حاجاتي ومـن عَجـبِ**تَعـوُّدي مـا بـه تـزداد حاجاتـي
كـل الحيـاة افتقـار لا يفارقـهـا**حتـى تنـال ِغنـاهـا بالمنـيّـات
لو لم تكـن هـذه العـادات قاهـرةُ** لما أسيغـت بحـالٍ بنـت حانـات
ولا رأيـت ِسـكـارات يدخّنـهـا ** قـوم بوقـت انفـراد واجتماعـات
أن الدخـان لثـانٍ فـي البـلاء إذا ** ما عُدّتِ الخمر أولـى فـي البليّـات
وربّ بيضاءِ قيدِ الأصبـع احترقـت ** في الكفّ وهي احتراق في الحشاشات
ان مَرّ بيـن ِشفـاه القـوم أسودهـا**ألقي اصفراراً على بيـض الثنيّـات
وليتهـا كـان هـذا حـظُّ شاربهـا** بـل قـد تفُـتّ بكفّيـه المـرارات
عوائـد عمّـت الدنيـا مصائبُـهـا ** وإنمـا أنـا فـي تلـك المصيبـات
إن كلّفَتْني السكاري شُربَ خمرتهـم ** شربت لكن دخانـاً مـن سكاراتـي
واخترت أهون شـرّ بالدخـان وإن**أحرقـت ثَوبـي منـه بالشـرارات
وقلت يـا قـوم تكفيكـم مشاركتـي** أياكـم فـي الـتـذاذ بالمُـضِـرّات
إنّي لأمتصَ جمـراً ُلـفَّ فـي وَرَق ** إذ تشربـون لَهيبـاً مـلء كاسـات
كلاهما حُمُـق يَفتّـر عـن ضـرر ** يَسُـمّ مـن دمنـا تلـك الكُـرَيّـات
حسبي من الحمـق المُعتـاد أهونـه** إن كان لابد مـن هـذي الحماقـات
يا مَـن يدخّـن مثلـي كـل آوِنـةٍ ** لُمْني أَلُمْـك ولا تَـرض َاعتذاراتـي
إن العوائـد كـالأغـلال تَجمعـنـا** علـى قُلـوب لنـا منهـنّ أشتـات
مقيَّديـن بهـا نمشـي علـى حَـذَر ** مـن العيـون فنأتـي بالمـداجـاة
قد نُنكِر الفعـل لـم تألفـه عادتنـا ** وإن علمناه مـن بعـض المُباحـات
وربّ شَنعاء مـن عاداتنـا حَسُنـت ** في زعمنا وهي من أجلَى الشناعـات
عناكب الجهـل كـم ألقـت بأدمغـة ** من الأنـام نسيجـاً مـن خرافـات
فحرّمـوا وأحَلّـوا حسـب عادتهـم**وشَوّهـوا وَجـه أحكـام الديانـات
حتى تراهم يـرون العلـم مَنقَصـةٌ** عنـد النسـاء وإن كـنّ العفيفـات