تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إنه واعظ لا ينطق واعظ صامت وكفى به من واعظ


abedalkader
2016-11-02, 23:16
إنها لَحْظَة لا بدَّ أنْ تلاقينا، إلى أين مِن هذه اللَّحظة المَهربُ؟ وإلى أين منها المَفرُّ؟ إلى الأمام تلاقينا، إلى اليمين تلاقينا، والشمال تلاقينا، إلى أعلى إلى أسفل تلاقينا، إلى الوراء تلاقينا، لا تمنع منه جنود، ولا يُتَحَصَّن منه في حصون، مُدركنا أينما كنا، إنه واعظ لا ينطق، واعظ صامت يأخذ الغنيَّ والفقير، والصحيح والسقيم، والشريف والوضيع، والمُقِرَّ والجاحد، والزاهد والعابد، والصغير والكبير، والذكر والأنثى.

كلُّ نفْس ستذوقُه شاءتْ أم أبَتْ، لعلَّكم عرفتموه، لا أظن أحداً يجهله، أمَّا حقيقته فالكلُّ يجهلها، إنه الموت؛ قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران: 185].

الموت، ما الموت؟ أمرٌ كُبَّار، وكاس يُدار، فيمَن أقام وسار، يخرج بصاحبه إلى الجنةِ أو إلى النار، ما زال لأهل اللذات مكدرًا، ولأصحاب العقول مغيِّرًا ومُحيِّرًا، ولأرباب القلوب عن الرغبةِ فيما سوى الله زاجرًا، كيف ووراءه قبرٌ وحساب، وسؤال وجواب، ومِن بعده يومٌ تُدهش فيه الألباب، فيُعدم فيه الجواب.

السَكَرات، ما أدراكم ما السكرات؟ عانَى منها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يقول: ((لا إله إلا الله، إنَّ للموت لسَكرات، اللهم هوِّن علينا سكرات الموت))، سكرات وأي سكرات؟
يقول العلماء: كل سكرة منها أشد من ألف ضربة بالسيف.

كفى بالموت طامَّة، وكفى وبه واعظا

فالله المستعان على تلك اللحظات، واللهم هوِّن علينا السكرات، واجعلها لنا كفَّارات، وآخِر المعاناة، وهي كذلك - بإذن الله - للمؤمنين والمؤمنات، ولغَيْرِهم بداية المُعَانَاة.
وفي تلك اللحظات الحرِجة ينقسم الناس إلى فريقَيْن: شقي وسعيد،
فريق السعداء: تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت: 30 - 32].

ولذلك كان الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلم - أرْحَم الناسِ بالأَمْوات، يقول عوف بن مالك: صلَّى بنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم - على جنازة رجل من الأنصار،
يقول: فتخطيت الصفوف، حتى اقتربت منه فسمعته يبكي،
ويقول: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسِّع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد،
يقول عوف: والذي لا إله إلا هو، لوددتُ أني أنا الميت من حُسن دعائه له.

ومِن رحمته بالأموات - صلَّى الله عليه وسلم - أنه كان يذهب بالليل ليقف على مقبرة البقيع، فيدعو لهم طويلاً، ويترحَّم عليهم طويلاً
- صلوات الله وسلامه عليه - فما أرسله الله إلا رحمةً للعالَمين.

وأصحابه رضي الله عنهم كذلك كانوا ، ابن عمر رضي الله عنه كان إذا قرأ قوله تعالى: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ [سبأ: 54]،
بكى وأبكى ودعا للأموات،
وقال: اللهم لا تحل بيني وبين ما أشتهي، قالوا: ما تشتهي؟
قال: أن أقول: لا إله إلا الله،
فلا إله إلا الله،
ما من ميت إلا ويودُّ أن يسجل في صحيفته لا إله إلا الله،
وجاءت سكرة الموت ....وبقي الجزاء والحساب.

فرحم الله امرئ قدَّم منَ الصالحات لتلك الحُفر، ورحم الله امرأً حاسَبَ نفسَه قبل ذلك اللحد الذي لا أنيس فيه، ولا صاحب إلا العمل، وكفى بالموت واعظًا.

تَجَهَّزِي بَجَهَازٍ تَبْلُغِينَ بِهِ ****يَا نَفْسُ قَبْلَ الرَّدَى لَمْ تُخْلَقِي عَبَثًا
نعم

كفى بالموت واعظًا، لمن كان له قلب أو ألقى السَّمع.

abedalkader
2016-11-03, 21:13
حتى ســليمان ما تم الخلود له والريح تخدمه والبدو والحضر

دانت له الأرض والأجناد تحرسه فزاره الموت لا عين ولا أثر


أبداً تصرُّ على الذنوب ولا تعـ وتكثر العصيان منك وتدَّعي

أبـداً ولا تـبكي كأنـك خالدٌ وأراك بين مـودِّعٍ ومشـيِّعِ

المهاجرة 50
2016-11-04, 19:35
ربي يرزقنا حسن الخاتمة

جزاكم الله خيرا

جعلها الله في ميزان حسناتكم

abedalkader
2016-11-04, 19:55
اللهم آمييين
و
جزاكم الله خيرا

بنتك يآأقصى
2016-11-04, 20:53
قال الله تعالى < كل نفس ذائقة الموت >

كلنا نرد الى الله لا أحد سيخلد في هذه الأرض فالرئيس يموت والوزير يموت والفقير يموت والغني يموت مرجعنا أخيرا الى الله تعالى
لا أحد فينا يعلم متى يموت

ربما الآن و في هذه اللحظات ربما غدا ربما بعد شهرين ربما بعد سنة وحده الله يعلم

ولكن ما أصابالانسان اليوم و للأسف الشديد هو تأجيل أعمال الخير فكل مرة يعد نفسه بغدا غدا غدا غدا

حتى يحين الغد الذي يأتي فيه ملك الموت و يبدأ بالحسرة و يقول < يا ليتني كنت ترابا >
جزاكم الله خيراا أستاذنا الفاضل على الموضوع القيم
في ميزان حسناتكم

abedalkader
2016-11-04, 21:57
حتى يحين الغد الذي يأتي فيه ملك الموت و يبدأ بالحسرة و يقول < يا ليتني كنت ترابا >

اللهم آمييين
و
جزاكم الله خيرا

ولكم منا كل الاحترام

sasa-09
2016-11-04, 21:58
جزاكم الله خيرا

و جعلها الله في ميزان حسناتكم

abedalkader
2016-11-04, 23:05
جزاكم الله خيرا

و جعلها الله في ميزان حسناتكم

اللهم ىمييين
وجزاك الله خيرا وبارك فيك
اللهم ثبتنا واخوة لنا هنا

abedalkader
2016-11-05, 17:02
بارك الله فيك .....


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ
كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ
اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ
كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ


نشكرك اخي على مرورك واضافتك هذه
نعم نذكر انفسنا وغيرنا عن امر لا يجب ان نغفل عنه
كلُّ نفْس ستذوقُه شاءتْ أم أبَتْ، و لا أظن أحداً يجهله،
أمَّا حقيقته فالكلُّ يجهلها، إنه الموت؛
قال تعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [آل عمران: 185].

naila166
2016-11-05, 17:34
يا رب ارزقنا حسن الخاتمة و سهل علينا سكرات الموت

abedalkader
2016-11-05, 20:20
يا رب ارزقنا حسن الخاتمة و سهل علينا سكرات الموت

اللهم آمييين

messi18
2016-11-06, 13:34
شكراااا لكمممم

abedalkader
2016-11-06, 16:24
شكراااا لكمممم

والشكر موصوووول