رَكان
2016-10-25, 21:12
السلام عليكم
مررت بموقف سيء اليوم ..فوجودتني أهرع لكتابة هذا الموضوع فاعذروا ما قد يتخلله من زلل لعجلة في طرحه الله يرحم والديكم ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
ظاهرة الكذب مستشرية في مجتمعنا كما هي كذلك لصيقة بكل مجتمع متخلف تدنت فيه أكثر الخلال الكريمة ..فنعم فبهذه المجتمعات تكثر الحاجة الى تحقيق المصالح الفردية وقد يكون الغالب فيها الحاجة الى أدنى متطلبات سيرورة الحياة اليومية ..لتدني المستوى المعيشي لدى الأفراد ..كما يغلب على هذه المجتمعات عدم الطمأنينة والشعور بالخوف من كل ما يحيط به في عمله في السوق وحيال تعامله مع من استوجب عليهم تحصيل حقوقه ..
إنه الخوف أو الطمع دافعان للشخص أن يمارس هذه الصفة القبيحة بل من أقبح الأوصاف التي يمكن أن تلتصق بطبيعة الكائن الإنساني .ولافرق بين الأفراد في الإتيان عليها سواء كان من علية القوم أو من كان من دني مراتبهم.. فلم يتورع عنها لاالطفل الصغير ولامن كان في السن كبير . امرأة كان أو رجلا ..متدينا كان أو من ساءت علاقته بخالقه الا من رحم ربك ..
إن كان لسقط الأخلاق قمة فإن الكذب تربع أعلاها ..فالشرائع السماوية قبل الإسلام حرمته ..وماجاء الإسلام الا بالتشنيع على االكاذب وتعظيم مغبة سلوكه ..وجعله من افضع الصفات . فقد يكون للرجل طباع تأصلت فيه ومع التحذير من دونيتها كالبخل والجبن الا أن الكذب فاقها سفالة وانحطاطا ..
وقد روى الإمام مالك في موطئه .ورغم أن الحديث مرسل ولعل الإرسال جاءه من سقوط راو أو راويان من الإسناد من غير الصحابي فإن معناه حسن ..
عن صفوان بن سليم أَنَّهُ قَالَ : " قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا ).
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا .
وقد ذكر في القرآن في ما يفوق المئتي موضع فضحا للكذب والمشتغلين به .وهو خصلة من خصال ..من خلُص نفاقه ..ومما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما كان لاخلق أبغض إليه من خلق الكذب ، وما اطلع منه على شيء عند أحد من أصحابه ، فيبخل له من نفسه ، حتى يعلم أن ( قد ) أحدث توبة
ولم يأت في الشرع جواز الكذب ..إلا في أمور معينة لا يترتب عليها أكل.حقوق ولا سفك دماء ولا طعن في أعراض
وأن يكون ذلك في أضيق الحدود
ويكون في هذه الحالة من الوسائل المشروعة دون الوقوع في الكذب فيم يسمى بالمعاريض حيث يستعمل المسلم كلمة تحتمل معنيين أراد بأحدهما معنى صحيحا ليفهم السامع معنى مخالفا له .عند الضرورة كأن يسأل أحدهم عن الأب فيُجاب
بأنه غير موجود وفي ذهن المُجيب أنه غير موجود أمامه ..
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم القول في شأن اباحة الكذب حين الضرورة بتحديد مناسباته ..
فيما رواه البخاري ومسلم عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. وفي رواية: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها. ، والمراد بالحديث بين الزوجين هو عن الحب الذي يساعد على دوام العشرة،
وأية قدوة لنا غيرقدوة رسولنا صلى الله عله وسلم ..وقد لقِب بالأمين لصدقه وأمانته من طرف قومه قبل البعثة وقد روي في الأثر عن هرقل ملك الروم حينما سأل عن بعض من صفاته صلى الله عليه وسلم متحققا من صدق دعوته ..فكان من أهم ما سأل عنه صدقه فيم دار بينه وبين أبي سفيان ..
" هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال : لا ، فقال هرقل : فما كان ليدع الكذب على الناس
ويذهب فيكذب على الله عز وجل .
فلنتعض يا إخوتاه ونعمل جاهدين إن كنا قد ابتلينا على تجنب هذا السلوك الآثم المشين ..فإنه ما هدى الا الى الفجور ..
وأي خلق يهدي صاحبه الى الفجور ..كخلق الكذب .فكم هدم أواصر قرابة وكم فرق بين الأزواج وكم قطع من أرزاق وحُزت به أعناق .وزج بأبرياء في السجون ..بجرائر لم يرتكبوها ..وكم أسقط به كبار وألبس به عفيفات العار ..ورُفِع به للسفلة مقامات ..
ومع ذلك لانقيم له وزنا نتخبط في حضيضه نرى كل يوم من عجيبه .نستقبحه في نفوسنا ولا نصرح ولانصرخ ولانشنع سلوكه على غيرنا ..نراه ينشأ كماالزرع في أطفالنا فلانضجر منه وقد يكون مدعاة لتندرنا وتسلينا ..ناسين أن الزرع ذاك لابد وأن يكبر ويصير يوما شحنا لرصيد المجتمع آفة زيادة ..فأي زرع اعتنينا وأي ثمر جنيناه ..فياإخوتاه .راعوا من أوكلتم رعايته وحمِلتم رهق القيام عليه ..بحسن التأديب ترهيبا طورا وطورا ترغيب .فلاتغفلوا صغائر اليوم لتصير غدا كبائر أتمنى طيب افادتكم ...وبارك الله في طيب متابعتكم ..
بقلم ركان
مررت بموقف سيء اليوم ..فوجودتني أهرع لكتابة هذا الموضوع فاعذروا ما قد يتخلله من زلل لعجلة في طرحه الله يرحم والديكم ..
ـــــــــــــــــــــــــــ
ظاهرة الكذب مستشرية في مجتمعنا كما هي كذلك لصيقة بكل مجتمع متخلف تدنت فيه أكثر الخلال الكريمة ..فنعم فبهذه المجتمعات تكثر الحاجة الى تحقيق المصالح الفردية وقد يكون الغالب فيها الحاجة الى أدنى متطلبات سيرورة الحياة اليومية ..لتدني المستوى المعيشي لدى الأفراد ..كما يغلب على هذه المجتمعات عدم الطمأنينة والشعور بالخوف من كل ما يحيط به في عمله في السوق وحيال تعامله مع من استوجب عليهم تحصيل حقوقه ..
إنه الخوف أو الطمع دافعان للشخص أن يمارس هذه الصفة القبيحة بل من أقبح الأوصاف التي يمكن أن تلتصق بطبيعة الكائن الإنساني .ولافرق بين الأفراد في الإتيان عليها سواء كان من علية القوم أو من كان من دني مراتبهم.. فلم يتورع عنها لاالطفل الصغير ولامن كان في السن كبير . امرأة كان أو رجلا ..متدينا كان أو من ساءت علاقته بخالقه الا من رحم ربك ..
إن كان لسقط الأخلاق قمة فإن الكذب تربع أعلاها ..فالشرائع السماوية قبل الإسلام حرمته ..وماجاء الإسلام الا بالتشنيع على االكاذب وتعظيم مغبة سلوكه ..وجعله من افضع الصفات . فقد يكون للرجل طباع تأصلت فيه ومع التحذير من دونيتها كالبخل والجبن الا أن الكذب فاقها سفالة وانحطاطا ..
وقد روى الإمام مالك في موطئه .ورغم أن الحديث مرسل ولعل الإرسال جاءه من سقوط راو أو راويان من الإسناد من غير الصحابي فإن معناه حسن ..
عن صفوان بن سليم أَنَّهُ قَالَ : " قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا ).
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوله إياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا .
وقد ذكر في القرآن في ما يفوق المئتي موضع فضحا للكذب والمشتغلين به .وهو خصلة من خصال ..من خلُص نفاقه ..ومما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ما كان لاخلق أبغض إليه من خلق الكذب ، وما اطلع منه على شيء عند أحد من أصحابه ، فيبخل له من نفسه ، حتى يعلم أن ( قد ) أحدث توبة
ولم يأت في الشرع جواز الكذب ..إلا في أمور معينة لا يترتب عليها أكل.حقوق ولا سفك دماء ولا طعن في أعراض
وأن يكون ذلك في أضيق الحدود
ويكون في هذه الحالة من الوسائل المشروعة دون الوقوع في الكذب فيم يسمى بالمعاريض حيث يستعمل المسلم كلمة تحتمل معنيين أراد بأحدهما معنى صحيحا ليفهم السامع معنى مخالفا له .عند الضرورة كأن يسأل أحدهم عن الأب فيُجاب
بأنه غير موجود وفي ذهن المُجيب أنه غير موجود أمامه ..
وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم القول في شأن اباحة الكذب حين الضرورة بتحديد مناسباته ..
فيما رواه البخاري ومسلم عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا. وفي رواية: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث: تعني الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها. ، والمراد بالحديث بين الزوجين هو عن الحب الذي يساعد على دوام العشرة،
وأية قدوة لنا غيرقدوة رسولنا صلى الله عله وسلم ..وقد لقِب بالأمين لصدقه وأمانته من طرف قومه قبل البعثة وقد روي في الأثر عن هرقل ملك الروم حينما سأل عن بعض من صفاته صلى الله عليه وسلم متحققا من صدق دعوته ..فكان من أهم ما سأل عنه صدقه فيم دار بينه وبين أبي سفيان ..
" هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قال : لا ، فقال هرقل : فما كان ليدع الكذب على الناس
ويذهب فيكذب على الله عز وجل .
فلنتعض يا إخوتاه ونعمل جاهدين إن كنا قد ابتلينا على تجنب هذا السلوك الآثم المشين ..فإنه ما هدى الا الى الفجور ..
وأي خلق يهدي صاحبه الى الفجور ..كخلق الكذب .فكم هدم أواصر قرابة وكم فرق بين الأزواج وكم قطع من أرزاق وحُزت به أعناق .وزج بأبرياء في السجون ..بجرائر لم يرتكبوها ..وكم أسقط به كبار وألبس به عفيفات العار ..ورُفِع به للسفلة مقامات ..
ومع ذلك لانقيم له وزنا نتخبط في حضيضه نرى كل يوم من عجيبه .نستقبحه في نفوسنا ولا نصرح ولانصرخ ولانشنع سلوكه على غيرنا ..نراه ينشأ كماالزرع في أطفالنا فلانضجر منه وقد يكون مدعاة لتندرنا وتسلينا ..ناسين أن الزرع ذاك لابد وأن يكبر ويصير يوما شحنا لرصيد المجتمع آفة زيادة ..فأي زرع اعتنينا وأي ثمر جنيناه ..فياإخوتاه .راعوا من أوكلتم رعايته وحمِلتم رهق القيام عليه ..بحسن التأديب ترهيبا طورا وطورا ترغيب .فلاتغفلوا صغائر اليوم لتصير غدا كبائر أتمنى طيب افادتكم ...وبارك الله في طيب متابعتكم ..
بقلم ركان