إيلافْ وَ سلافْ
2016-10-25, 10:44
بسم الله الرحمن الرحيم
إذا جن الليل وأقبل الظلام فإن للآباء والأمهات مواقف عدة مع أبنائهم وبناتهم ، ذاك البيت المؤمن الملئ بالسعادة والطمأنينة إذا أسدل الليل ستاره ضوى ابنهم إلى داره يخاف من هوام الليل وطوامه ويأنس بالقرب من والديه .. ثم إذا دنا ثلث الليل الأخير قام على صوت والده يقرأ القرآن وعلى صوت والدته تتهجد بآيات عظيمه ، لم يهنأ بنوم ولا تقر له عين .. نهض من فراشه الوثير وصف قدميه واقفا يصلي ، ثم إذا خر ساجداً غلبته الدمعة وارتفع بكاؤه فيسارع إلى إخفائه !
أجمل به من بيت فيه السكينة والرحمة ، وصوت القرآن يرتفع وآيات الله تتلى وأحسب أنهم ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع .. أما الفتاة فهي صوامة قوامة لا ترد صوتاً لأمها .. غلبها البر حتى أصبحت كالمملوكة بين يدي والدتها ، تنهض قبل أن تؤمر ، وتقوم قبل أن يصل الصوت ، حياتها عفاف وليلها دعاء ! ثم هي حنون عطوف على والدها .. تحكي له وتحدثه بهمومها وآمالها ، تتلهف بشوق متى يعود ليقبلها ..
وإذا أخذ مكانه واستوى في جلسته دنت منه تسمع كلماته وتطرب لقصصه وأحاديثه ..
أما البيت الآخر إذا غربت الشمس وأرخى الليل سدوله سارع الأب إلى الزملاء والأحباب وترك الرعية ـ فالاستراحات تنتظره ، والصحب يستبطئون مجيئه ولا تطيب السهرة إلا بهم ومعهم! ، والأم بدت لها حاجة في السوق .. وهي كلّ يوم هكذا خرّاجة ولاجة لا يقرّ لها قرار في بيتها! .. وإذا بقي نصف الليل اجتمع الأب والأم بعد فراق ليتفقدوا أبناءهم .. فهذه بيدها سماعة الهاتف مغلقه الابواب تهمس همسا! ... والشاب غائب لا يعود إلا بعد قدوم الثلث الأخير من الليل يترنح غواية و ضلالاً .. فيكون ليلهم ترقباً وحسرة وخوفاً وقلقاً! .... لا يهنئون بعيش ولا يعرفون للسعادة معنى .
وإن سألت عن السبب ولماذا هذا البيت تصدّع وتفرّق ، وجدت أن سوء التربيه مربط الفرس ! فالأب لا يحادث ابنه ولا يتفقد صحبته ، ولم يسر به إلى المسجد ، ولم يوجهه إلى حلق التحفيظ لينهل من كتاب الله - عز وجل -، فسارع هو أو سارع إليه شباب الفراغ ، يجمعهم إهمال الآباء ، وقصور التربية طريق يجمعهم.
فخرج هذا الإبن المسكين الذي يزجي ليله في استراحة أو مقهى أو في شارع وسوق يجوبه ساعات طوال وربما انحدر به الطريق إلى الهاوية !.
أما الفتاة فقد استوحشها الشيطان ،وفقدت صوت الأب وحنان الام، ولم تؤمر بعفة ولم تصن عن حرام فما أسرع الذئاب إليها ، كل يتلون بصوت ويصبّ في أذنها سما زعافا حتى خلا قلبها من ذكر الله -عز وجل- فأصبح همه متى تسمع صوته ومتى تراه !.
غالب البيوت لا يخرج حالها عن حال ما يعرف الجميع ، والأساس في هذا التباين هو التربيه الصحيحه ليفوز المربي بأجري الدنيا والآخره ..
يكون ابنته وابنه فرحا لا هما .. وسعادة لا شقاء .. ونعمه لا نقمة!... فما أجمل بيتا يقال فيه للابن : كم حفظت من القرآن اليوم يا بني؟ ، وتنادى الفتاة: كم جزءا راجعت اليوم يا ابنتي ؟
ومن شقاوة المرء أن يتعب ويكد ليتابع بناء منزل ! ويكد ويتعب لمراقبة التنفيذ والتأثيث ! وهو مع هذا يضيع أعظم بناء وأكبر استثمار ! وليته يترك دون سؤال وحساب ،
بل السؤال وارد والجواب مطلوب
( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... )
أبوعبد الملك القاسم
إذا جن الليل وأقبل الظلام فإن للآباء والأمهات مواقف عدة مع أبنائهم وبناتهم ، ذاك البيت المؤمن الملئ بالسعادة والطمأنينة إذا أسدل الليل ستاره ضوى ابنهم إلى داره يخاف من هوام الليل وطوامه ويأنس بالقرب من والديه .. ثم إذا دنا ثلث الليل الأخير قام على صوت والده يقرأ القرآن وعلى صوت والدته تتهجد بآيات عظيمه ، لم يهنأ بنوم ولا تقر له عين .. نهض من فراشه الوثير وصف قدميه واقفا يصلي ، ثم إذا خر ساجداً غلبته الدمعة وارتفع بكاؤه فيسارع إلى إخفائه !
أجمل به من بيت فيه السكينة والرحمة ، وصوت القرآن يرتفع وآيات الله تتلى وأحسب أنهم ممن تتجافى جنوبهم عن المضاجع .. أما الفتاة فهي صوامة قوامة لا ترد صوتاً لأمها .. غلبها البر حتى أصبحت كالمملوكة بين يدي والدتها ، تنهض قبل أن تؤمر ، وتقوم قبل أن يصل الصوت ، حياتها عفاف وليلها دعاء ! ثم هي حنون عطوف على والدها .. تحكي له وتحدثه بهمومها وآمالها ، تتلهف بشوق متى يعود ليقبلها ..
وإذا أخذ مكانه واستوى في جلسته دنت منه تسمع كلماته وتطرب لقصصه وأحاديثه ..
أما البيت الآخر إذا غربت الشمس وأرخى الليل سدوله سارع الأب إلى الزملاء والأحباب وترك الرعية ـ فالاستراحات تنتظره ، والصحب يستبطئون مجيئه ولا تطيب السهرة إلا بهم ومعهم! ، والأم بدت لها حاجة في السوق .. وهي كلّ يوم هكذا خرّاجة ولاجة لا يقرّ لها قرار في بيتها! .. وإذا بقي نصف الليل اجتمع الأب والأم بعد فراق ليتفقدوا أبناءهم .. فهذه بيدها سماعة الهاتف مغلقه الابواب تهمس همسا! ... والشاب غائب لا يعود إلا بعد قدوم الثلث الأخير من الليل يترنح غواية و ضلالاً .. فيكون ليلهم ترقباً وحسرة وخوفاً وقلقاً! .... لا يهنئون بعيش ولا يعرفون للسعادة معنى .
وإن سألت عن السبب ولماذا هذا البيت تصدّع وتفرّق ، وجدت أن سوء التربيه مربط الفرس ! فالأب لا يحادث ابنه ولا يتفقد صحبته ، ولم يسر به إلى المسجد ، ولم يوجهه إلى حلق التحفيظ لينهل من كتاب الله - عز وجل -، فسارع هو أو سارع إليه شباب الفراغ ، يجمعهم إهمال الآباء ، وقصور التربية طريق يجمعهم.
فخرج هذا الإبن المسكين الذي يزجي ليله في استراحة أو مقهى أو في شارع وسوق يجوبه ساعات طوال وربما انحدر به الطريق إلى الهاوية !.
أما الفتاة فقد استوحشها الشيطان ،وفقدت صوت الأب وحنان الام، ولم تؤمر بعفة ولم تصن عن حرام فما أسرع الذئاب إليها ، كل يتلون بصوت ويصبّ في أذنها سما زعافا حتى خلا قلبها من ذكر الله -عز وجل- فأصبح همه متى تسمع صوته ومتى تراه !.
غالب البيوت لا يخرج حالها عن حال ما يعرف الجميع ، والأساس في هذا التباين هو التربيه الصحيحه ليفوز المربي بأجري الدنيا والآخره ..
يكون ابنته وابنه فرحا لا هما .. وسعادة لا شقاء .. ونعمه لا نقمة!... فما أجمل بيتا يقال فيه للابن : كم حفظت من القرآن اليوم يا بني؟ ، وتنادى الفتاة: كم جزءا راجعت اليوم يا ابنتي ؟
ومن شقاوة المرء أن يتعب ويكد ليتابع بناء منزل ! ويكد ويتعب لمراقبة التنفيذ والتأثيث ! وهو مع هذا يضيع أعظم بناء وأكبر استثمار ! وليته يترك دون سؤال وحساب ،
بل السؤال وارد والجواب مطلوب
( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته... )
أبوعبد الملك القاسم