محــــــ النقاب بــــة
2009-10-15, 17:33
حين تفتقد الفتاة العاطفة.. يقع المحذور!
http://www.apuali.com/vb/images/0d82580501ez4qs6lx1uz1.gif
http://www.syrianstory.com/images/amal1.jpg
مشكلتي أنني بعد أن أكملت المرحلة الثانوية عشت فراغًا كبيرًا، حيث فقدت جميع صديقاتي، والآن تعبت نفسيتي بسبب الفراغ.. حاولت أعوض هذا الفراغ بصداقات مع أهلي ووالدي، ولكن للأسف أمي جافة معي، ولم أسمع منها كلمة حنان طوال عمري، ولديها تفكير بأن البنت لا ينفع معها اللين واليسر، بل تنفع معها القسوة، وهذا ما تردده دائمًا.. وكلام أمي أثر في تصرف والدي معي، فأنا وأخواتي دائمًا على خطأ برأيه، أما الأولاد فخطؤهم مغفور.. علمًا أني أجد منهما الحنان والعطف عندما أمرض فقط، أما خلاف ذلك فلا أجد إلا القسوة.. وجاءتني الصدمة الكبرى بعدم قبولي بالجامعات مما زاد من فراغي، فلجأت إلى النت لأعوض هذا الفراغ.. ودخلت مواقع الزواج عسى أن أجد زوجًا مناسبًا ولكن أغلبهم يكذبون فقط يريدون التعارف، ومع هذا صرت أكلم العشرات منهم عسى أن أجد فيهم صادقًا يتزوجني.. أرشدوني مأجورين..
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..
ابنتي الغالية.. أسعدني كثيراً رقة إحساسك، وصدق مشاعرك، وصراحتك مع نفسك..
ولكن ما زلتِ صغيرة على أن تعيشي هذه الدوامة والتخطيط في حياتك، و إلقاء اللوم على والديك وإخوتك فيما أنت فيه وما وصلتِ إليه بقراراتك التي اتخذتها بكامل إرادتك ودون علمهم.
تعالي نناقش حالتك وبكل صراحة فقدانك للعاطفة من قبل والديك ربما لا يكون بالشكل الذي ذكرته، وإذا علمتِ أن هذا هو ما يحصل في أكثر البيوت في بلادنا بسبب الجفاف العاطفي الذي نعانيه وتربى عليه أهلنا، لذلك هم لا يستطيعون أن يحضنوا أولادهم أو يعبروا لهم عن مشاعرهم بكل يسر وسهولة، ولكنهم برغم ذلك فمحبتهم لأبنائهم ليس لها حدود وإن لم يستطيعوا أن يعبروا عن ذلك، ولكن الدور عليك أنت الشابة المتعلمة باستطاعتك أن تجعلي والديك يعبران عما في داخلهما من عاطفة فقط اعرفي كيف؟، عوِّدي نفسك على المرح وإشاعة جو البهجة، و أظهري لهم الحب، واسمعيهم كلمات الحب والعاطفة والاحترام قبليهم واحضنيهم وساهمي في عمل ما يرضيهم، واجعلي لك وجودًا قويًا عند كل من في المنزل حتى إذا غبتِ ولو لوقت قصير افتقدوك وسألوا عنك، وبذلك تكسبين رضا الله ثم سعادة نفسك وعائلتك.
كوني إيجابية ومتفائلة في نظرتك للحياة وأقوالك وطريقة تفكيرك وإدارتك للحياة التي تعيشينها، واتركي لوم الآخرين.
لماذا توقفت بعد الثانوية إما الجامعة أو البيت؟ هناك المعاهد التي تمنح شهادات الدبلوم والدورات التدريبية، فيوجد كثير من المهارات التي يتعلمها الإنسان من حاسب ولغة ورسم وخياطة وتجميل، وإذا لم تستطيعي خارج البيت فتعلمي من خلال الإنترنت الذي استخدمته في هدم ذاتك وغضب الله، بدل أن تستخدميه في بناء ذاتك و رضا الله، وما يجلب عليك الفائدة والنفع، ادخلي على مواقع التدريب، وتصفحي الكم الهائل من الدورات التي تقدم لتطوير الذات ورفع شأن الفرد، وتعلمي مهارات الاتصال حتى تعرفي كيف تتعاملي مع من حولك وكسب ودهم واهتمامهم.
عليك بالقراءة النافعة فهي تبني وتصقل الشخصية، وتزيد من ثقافة الشخص وتشغل وقته.
ابنتي الغالية البحر برغم أنه ليس له حدود، ولو شرب منه سكان العالم فإنه لا ينفذ إلا أن ملوحته لا تروي عطشهم، وهذا ما فعلته، فالحرام مثل ماء البحر تحسبينه عذباً ولكن كل ما شربتِ ازددت عطشاً وشربتِ أكثر حتى يدمر صحتك ثم حياتك.
ابنتي الغالية تذكري قول الله "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً" [الطلاق:2]، "وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً" [الطلاق:3]. تقوى الله مفتاح ومخرج لنا من كل همّ وضائقة بسببها يأتي الرزق بالمال والزواج والأبناء والدراسة والوظيفة والصديقات.. وكل شيء تتمنينه.
أكثري من الاستغفار، واتخذي قرارك بعدم العودة إلى السقطات، وانظري لمعالي الأمور، وقدري نفسك وأعلي من شأنها.
أتمنى أن تكوني ممن يبنون مجتمعهم بعد بناء أنفسهم، وأسأل الله أن يوفقك ويكتب لك الخير والسعادة، وكوني بين جنتين بدلاً من نارين. وفق الله الجميع لكل خير.
http://www.apuali.com/vb/images/0d82580501ez4qs6lx1uz1.gif
http://www.syrianstory.com/images/amal1.jpg
مشكلتي أنني بعد أن أكملت المرحلة الثانوية عشت فراغًا كبيرًا، حيث فقدت جميع صديقاتي، والآن تعبت نفسيتي بسبب الفراغ.. حاولت أعوض هذا الفراغ بصداقات مع أهلي ووالدي، ولكن للأسف أمي جافة معي، ولم أسمع منها كلمة حنان طوال عمري، ولديها تفكير بأن البنت لا ينفع معها اللين واليسر، بل تنفع معها القسوة، وهذا ما تردده دائمًا.. وكلام أمي أثر في تصرف والدي معي، فأنا وأخواتي دائمًا على خطأ برأيه، أما الأولاد فخطؤهم مغفور.. علمًا أني أجد منهما الحنان والعطف عندما أمرض فقط، أما خلاف ذلك فلا أجد إلا القسوة.. وجاءتني الصدمة الكبرى بعدم قبولي بالجامعات مما زاد من فراغي، فلجأت إلى النت لأعوض هذا الفراغ.. ودخلت مواقع الزواج عسى أن أجد زوجًا مناسبًا ولكن أغلبهم يكذبون فقط يريدون التعارف، ومع هذا صرت أكلم العشرات منهم عسى أن أجد فيهم صادقًا يتزوجني.. أرشدوني مأجورين..
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد..
ابنتي الغالية.. أسعدني كثيراً رقة إحساسك، وصدق مشاعرك، وصراحتك مع نفسك..
ولكن ما زلتِ صغيرة على أن تعيشي هذه الدوامة والتخطيط في حياتك، و إلقاء اللوم على والديك وإخوتك فيما أنت فيه وما وصلتِ إليه بقراراتك التي اتخذتها بكامل إرادتك ودون علمهم.
تعالي نناقش حالتك وبكل صراحة فقدانك للعاطفة من قبل والديك ربما لا يكون بالشكل الذي ذكرته، وإذا علمتِ أن هذا هو ما يحصل في أكثر البيوت في بلادنا بسبب الجفاف العاطفي الذي نعانيه وتربى عليه أهلنا، لذلك هم لا يستطيعون أن يحضنوا أولادهم أو يعبروا لهم عن مشاعرهم بكل يسر وسهولة، ولكنهم برغم ذلك فمحبتهم لأبنائهم ليس لها حدود وإن لم يستطيعوا أن يعبروا عن ذلك، ولكن الدور عليك أنت الشابة المتعلمة باستطاعتك أن تجعلي والديك يعبران عما في داخلهما من عاطفة فقط اعرفي كيف؟، عوِّدي نفسك على المرح وإشاعة جو البهجة، و أظهري لهم الحب، واسمعيهم كلمات الحب والعاطفة والاحترام قبليهم واحضنيهم وساهمي في عمل ما يرضيهم، واجعلي لك وجودًا قويًا عند كل من في المنزل حتى إذا غبتِ ولو لوقت قصير افتقدوك وسألوا عنك، وبذلك تكسبين رضا الله ثم سعادة نفسك وعائلتك.
كوني إيجابية ومتفائلة في نظرتك للحياة وأقوالك وطريقة تفكيرك وإدارتك للحياة التي تعيشينها، واتركي لوم الآخرين.
لماذا توقفت بعد الثانوية إما الجامعة أو البيت؟ هناك المعاهد التي تمنح شهادات الدبلوم والدورات التدريبية، فيوجد كثير من المهارات التي يتعلمها الإنسان من حاسب ولغة ورسم وخياطة وتجميل، وإذا لم تستطيعي خارج البيت فتعلمي من خلال الإنترنت الذي استخدمته في هدم ذاتك وغضب الله، بدل أن تستخدميه في بناء ذاتك و رضا الله، وما يجلب عليك الفائدة والنفع، ادخلي على مواقع التدريب، وتصفحي الكم الهائل من الدورات التي تقدم لتطوير الذات ورفع شأن الفرد، وتعلمي مهارات الاتصال حتى تعرفي كيف تتعاملي مع من حولك وكسب ودهم واهتمامهم.
عليك بالقراءة النافعة فهي تبني وتصقل الشخصية، وتزيد من ثقافة الشخص وتشغل وقته.
ابنتي الغالية البحر برغم أنه ليس له حدود، ولو شرب منه سكان العالم فإنه لا ينفذ إلا أن ملوحته لا تروي عطشهم، وهذا ما فعلته، فالحرام مثل ماء البحر تحسبينه عذباً ولكن كل ما شربتِ ازددت عطشاً وشربتِ أكثر حتى يدمر صحتك ثم حياتك.
ابنتي الغالية تذكري قول الله "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً" [الطلاق:2]، "وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً" [الطلاق:3]. تقوى الله مفتاح ومخرج لنا من كل همّ وضائقة بسببها يأتي الرزق بالمال والزواج والأبناء والدراسة والوظيفة والصديقات.. وكل شيء تتمنينه.
أكثري من الاستغفار، واتخذي قرارك بعدم العودة إلى السقطات، وانظري لمعالي الأمور، وقدري نفسك وأعلي من شأنها.
أتمنى أن تكوني ممن يبنون مجتمعهم بعد بناء أنفسهم، وأسأل الله أن يوفقك ويكتب لك الخير والسعادة، وكوني بين جنتين بدلاً من نارين. وفق الله الجميع لكل خير.