فريد الفاطل
2016-10-14, 10:29
http://orient-news.net/news_images/16_10/1476358310.jpg
تتصاعد حدة الخلافات بين مصر والسعودية لتلامس مستوى القطيعة السياسية والاقتصادية، والتي بلغت ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن فوجئت الرياض بموقف القاهرة المؤيد لمشروع القرار الروسي بشأن حلب في مجلس الأمن، لتتبعها بعد ذلك سلسلة اجراءات سعودية عقابية من وقف إمداد مصر باحتياجاتها البترولية المتفق عليها، مروراً بمغادرة "مؤقتة" للسفير السعودي في القاهرة، بالتزامن مع خروج وسائل الإعلام المصرية بوصلات من الردح والشتائم ضد المملكة، عبر التطاول على الملك وابنه، واتهام الرياض بأنها تدعم "الإرهاب" في سوريا.
"موقعة" مجلس الأمن
يوم الإثنين الماضي، خرج مسؤول مصري ليعلن أن شركة النفط السعودية "أرامكو" أبلغت الهيئة المصرية العامة للبترول شفهياً في مطلع الشهر الجاري بالتوقف عن إمدادها بالمواد البترولية.
وكانت السعودية قد قررت إمداد مصر بمنتجات بترولية بمقدار سبعمئة ألف طن شهرياً لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول، جرى توقيعه خلال زيارة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام، وبموجب الاتفاق تشتري مصر شهرياً منذ مايو/أيار الماضي أربعمئة ألف طن من السولار (الديزل) ومئتي ألف طن من البنزين ومئة ألف طن من زيت الوقود، وأبرم الاتفاق بخط ائتمان بفائدة 2%، على أن يسدد بمدى 15 عاماً.
قرار شركة أرامكو السعودية بوقف شحنات الوقود لمصر، أدى إلى هبوط البورصة المصرية، التي أغلقت في ذات اليوم على خسارة كبيرة في تعاملاتها، حيث خسر رأس المال السوقي 5.7 مليارات جنيه ما يعادل 641 مليون دولار.
ويأتي القرار العقابي السعودي نتيجة تصويت مصر لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن، وهو المشروع الذي يصب في صالح إيران ونظام بشار الأسد وترفضه المملكة، وهو ما دفع السفير السعودي لدى المنظمة الأممية إلى توجيه انتقاد علني للقاهرة يقول فيه إنه "من المؤسف أن يكون موقف كل من ماليزيا والسنغال أقرب إلى العرب من الموقف المصري.
وصلات ردح وشتائم في الإعلام المصري
في المقابل، أصدرت أجهزة الاستخبارات المصرية تعليماتها إلى الأذرع الإعلامية للهجوم على السعودية عبر شاشات الفضائيات، لتخرج وسائل الإعلام المصرية بوصلات من الردح والشتائم ضد المملكة، عبر التطاول على الملك وابنه، واتهام الرياض بأنها تدعم "الإرهاب" في سوريا.
فقد دشن الإعلامي أحمد موسى وسم "مصر لن تركع"، قائلاً في برنامجه المُذاع بفضائية "صدى البلد"، إن مصر لن تنهار، وستظل قوية برغم ضغوط بعض الدول العربية التي "اغتنت بعد جوع"، معتبراً أن بقاء مصر هو بقاء للأمة العربية، وانهيارها يعني انهيار المملكة السعودية وزوالها، بحسب صحيفة العربي الجديد.
اتهام السعودية بدعم الإرهاب
كما أفردت صحيفة "الوطن"، ملفاً مطولاً في عددها الصادر صباح الأربعاء، تحت عنوان: "السعودية تدفع ثمن احتضانها للإرهاب وجماعات العنف المسلح"، هاجمت فيه سياسات الملك سلمان بن عبد العزيز، وقالت إنه حوّل استراتيجية السعودية من محاربة الإرهاب، إلى دعمه، ممثلاً في جماعات "القاعدة" و"الإخوان المسلمين" في سورية واليمن.
وقالت الصحيفة إن "السعودية قدمت في عهد سلمان دعماً عسكرياً ومادياً لجبهة النصرة في الشام (جبهة فتح الشام حالياً) للإطاحة بنظام بشار الأسد، وسهلت دخول القوات التركية إلى سورية.
الإعلامي "أحمد أبو هشيمة" طالب من جهته بوقف رحلات الحج والعمرة من مصر لمدة عام واحد، بدعوى توفير ستة مليارات دولار للخزانة المصرية، واستضاف في برنامجه بعض رجال الدين، الذين "شرعنوا" ذلك لأسباب دينية واقتصادية.
مواقف السعودية تهدف إلى تدمير سورية
بدوره هاجم الإعلامي إبراهيم عيسى، السعودية، قائلاً إنها "لا تطيق موقفاً سيادياً مستقلاً لمصر، وتسعى لأن يكون موقف القاهرة متماشياً مع موقف الرياض، بعد تخلي الأولى عن دورها وقيادتها الدينية في الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة، وسيرها مغمية العينين، منساقة القدمين خلف السلفية الوهابية".
وأضاف عيسى، في برنامجه المُذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أن "مواقف السعودية تهدف إلى تدمير سورية، لا لشيء سوى لتحالف الأسد مع إيران الشيعية، وأن ما تشهده ليبيا واليمن والعراق وسورية نتيجة لسياسات المملكة"، منتقداً حديث الأخيرة عن استبداد النظام السوري، لأنها "ليست واحة للديمقراطية حتى تتحدث عن الاستبداد".
وقال الكاتب الصحافي عبد الله السناوي، المُقرب من دوائر السلطة، إن السعودية ليست في وضع إملاء شروط على أحد، وأن موقفها الأخير أنهى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وجعل جزيرتي "تيران وصنافير" مصريتين إلى الأبد، مؤكداً أن انفجار الأزمة بين القاهرة والرياض كان متوقعاً لتباين موقفيهما من الأزمة السورية.
والرياض تلوح بإجراءات إضافية
في المقابل قرر السفير السعودي في القاهرة، أحمد القطان، أمس الأربعاء بالعودة إلى الرياض، وذلك في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، يستعرض خلالها ملف العلاقات المصرية السعودية، بالتزامن مع شن إعلاميون وسياسيون سعوديون هجوماً مضاداً على النظام المصري، وقالوا إنه حصل على مليارات الدولارات من المملكة لكنه عض اليد التي ساعدته، وسط مطالبات بوقف استثمارات المملكة في مصر، حيث تعد السعودية ثاني أكبر مستثمر في الاقتصاد المصري بحجم استثمارات يقدر بنحو ستة مليارات دولار، في حين كشفت وسائل إعلام سعودية أن المملكة تدرس حالياً، تقليل نسبة العمالة الوافدة إلى أراضيها في إطار محاربة البطالة، بترحيل من تتجاوز أعمارهم الـ40 عاماً، وهو القرار الذي سيضر بشكل كبير بالعمالة المصرية.
يشار أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت العلاقات المصرية السعودية تطوراً لافتاً منذ بيان القوات المسلحة(الإنقلاب العسكري)، في الثالث من تموز2013، لتغدق السعودية النظام المصري بمليارات الدولارت، قبل أن تبلغ العلاقة أوجها مع تنازل الجانب المصري، عن ملكية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، في أبريل الماضي.
وكالات
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرج المسلمين من بين ايديهم سالمين غانمين
تتصاعد حدة الخلافات بين مصر والسعودية لتلامس مستوى القطيعة السياسية والاقتصادية، والتي بلغت ذروتها خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن فوجئت الرياض بموقف القاهرة المؤيد لمشروع القرار الروسي بشأن حلب في مجلس الأمن، لتتبعها بعد ذلك سلسلة اجراءات سعودية عقابية من وقف إمداد مصر باحتياجاتها البترولية المتفق عليها، مروراً بمغادرة "مؤقتة" للسفير السعودي في القاهرة، بالتزامن مع خروج وسائل الإعلام المصرية بوصلات من الردح والشتائم ضد المملكة، عبر التطاول على الملك وابنه، واتهام الرياض بأنها تدعم "الإرهاب" في سوريا.
"موقعة" مجلس الأمن
يوم الإثنين الماضي، خرج مسؤول مصري ليعلن أن شركة النفط السعودية "أرامكو" أبلغت الهيئة المصرية العامة للبترول شفهياً في مطلع الشهر الجاري بالتوقف عن إمدادها بالمواد البترولية.
وكانت السعودية قد قررت إمداد مصر بمنتجات بترولية بمقدار سبعمئة ألف طن شهرياً لمدة خمس سنوات بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية والهيئة المصرية العامة للبترول، جرى توقيعه خلال زيارة لملك السعودية سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام، وبموجب الاتفاق تشتري مصر شهرياً منذ مايو/أيار الماضي أربعمئة ألف طن من السولار (الديزل) ومئتي ألف طن من البنزين ومئة ألف طن من زيت الوقود، وأبرم الاتفاق بخط ائتمان بفائدة 2%، على أن يسدد بمدى 15 عاماً.
قرار شركة أرامكو السعودية بوقف شحنات الوقود لمصر، أدى إلى هبوط البورصة المصرية، التي أغلقت في ذات اليوم على خسارة كبيرة في تعاملاتها، حيث خسر رأس المال السوقي 5.7 مليارات جنيه ما يعادل 641 مليون دولار.
ويأتي القرار العقابي السعودي نتيجة تصويت مصر لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن، وهو المشروع الذي يصب في صالح إيران ونظام بشار الأسد وترفضه المملكة، وهو ما دفع السفير السعودي لدى المنظمة الأممية إلى توجيه انتقاد علني للقاهرة يقول فيه إنه "من المؤسف أن يكون موقف كل من ماليزيا والسنغال أقرب إلى العرب من الموقف المصري.
وصلات ردح وشتائم في الإعلام المصري
في المقابل، أصدرت أجهزة الاستخبارات المصرية تعليماتها إلى الأذرع الإعلامية للهجوم على السعودية عبر شاشات الفضائيات، لتخرج وسائل الإعلام المصرية بوصلات من الردح والشتائم ضد المملكة، عبر التطاول على الملك وابنه، واتهام الرياض بأنها تدعم "الإرهاب" في سوريا.
فقد دشن الإعلامي أحمد موسى وسم "مصر لن تركع"، قائلاً في برنامجه المُذاع بفضائية "صدى البلد"، إن مصر لن تنهار، وستظل قوية برغم ضغوط بعض الدول العربية التي "اغتنت بعد جوع"، معتبراً أن بقاء مصر هو بقاء للأمة العربية، وانهيارها يعني انهيار المملكة السعودية وزوالها، بحسب صحيفة العربي الجديد.
اتهام السعودية بدعم الإرهاب
كما أفردت صحيفة "الوطن"، ملفاً مطولاً في عددها الصادر صباح الأربعاء، تحت عنوان: "السعودية تدفع ثمن احتضانها للإرهاب وجماعات العنف المسلح"، هاجمت فيه سياسات الملك سلمان بن عبد العزيز، وقالت إنه حوّل استراتيجية السعودية من محاربة الإرهاب، إلى دعمه، ممثلاً في جماعات "القاعدة" و"الإخوان المسلمين" في سورية واليمن.
وقالت الصحيفة إن "السعودية قدمت في عهد سلمان دعماً عسكرياً ومادياً لجبهة النصرة في الشام (جبهة فتح الشام حالياً) للإطاحة بنظام بشار الأسد، وسهلت دخول القوات التركية إلى سورية.
الإعلامي "أحمد أبو هشيمة" طالب من جهته بوقف رحلات الحج والعمرة من مصر لمدة عام واحد، بدعوى توفير ستة مليارات دولار للخزانة المصرية، واستضاف في برنامجه بعض رجال الدين، الذين "شرعنوا" ذلك لأسباب دينية واقتصادية.
مواقف السعودية تهدف إلى تدمير سورية
بدوره هاجم الإعلامي إبراهيم عيسى، السعودية، قائلاً إنها "لا تطيق موقفاً سيادياً مستقلاً لمصر، وتسعى لأن يكون موقف القاهرة متماشياً مع موقف الرياض، بعد تخلي الأولى عن دورها وقيادتها الدينية في الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة، وسيرها مغمية العينين، منساقة القدمين خلف السلفية الوهابية".
وأضاف عيسى، في برنامجه المُذاع على فضائية "القاهرة والناس"، أن "مواقف السعودية تهدف إلى تدمير سورية، لا لشيء سوى لتحالف الأسد مع إيران الشيعية، وأن ما تشهده ليبيا واليمن والعراق وسورية نتيجة لسياسات المملكة"، منتقداً حديث الأخيرة عن استبداد النظام السوري، لأنها "ليست واحة للديمقراطية حتى تتحدث عن الاستبداد".
وقال الكاتب الصحافي عبد الله السناوي، المُقرب من دوائر السلطة، إن السعودية ليست في وضع إملاء شروط على أحد، وأن موقفها الأخير أنهى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وجعل جزيرتي "تيران وصنافير" مصريتين إلى الأبد، مؤكداً أن انفجار الأزمة بين القاهرة والرياض كان متوقعاً لتباين موقفيهما من الأزمة السورية.
والرياض تلوح بإجراءات إضافية
في المقابل قرر السفير السعودي في القاهرة، أحمد القطان، أمس الأربعاء بالعودة إلى الرياض، وذلك في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، يستعرض خلالها ملف العلاقات المصرية السعودية، بالتزامن مع شن إعلاميون وسياسيون سعوديون هجوماً مضاداً على النظام المصري، وقالوا إنه حصل على مليارات الدولارات من المملكة لكنه عض اليد التي ساعدته، وسط مطالبات بوقف استثمارات المملكة في مصر، حيث تعد السعودية ثاني أكبر مستثمر في الاقتصاد المصري بحجم استثمارات يقدر بنحو ستة مليارات دولار، في حين كشفت وسائل إعلام سعودية أن المملكة تدرس حالياً، تقليل نسبة العمالة الوافدة إلى أراضيها في إطار محاربة البطالة، بترحيل من تتجاوز أعمارهم الـ40 عاماً، وهو القرار الذي سيضر بشكل كبير بالعمالة المصرية.
يشار أن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت العلاقات المصرية السعودية تطوراً لافتاً منذ بيان القوات المسلحة(الإنقلاب العسكري)، في الثالث من تموز2013، لتغدق السعودية النظام المصري بمليارات الدولارت، قبل أن تبلغ العلاقة أوجها مع تنازل الجانب المصري، عن ملكية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، في أبريل الماضي.
وكالات
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرج المسلمين من بين ايديهم سالمين غانمين