المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من الجرأة على الفتيا


أم سمية الأثرية
2016-10-08, 13:21
التحذير من الجرأة على الفتيا

للعلامة العثيمين رحمه الله


السؤال:

من المعلوم أن مقاصد الشريعة الكلية تزكية النفوس، ولكن نرى بين أوساط الشباب وخاصة ما يطلق عليهم الدعاة إلى الله يعني: الموجهين للناس، يتعلم العلم الشرعي لا لتزكية النفس، وإنما ليماري به السفهاء، ويجاري به العلماء.
الشيخ: لا حول ولا قوة إلا بالله، إنا لله وإنا إليه راجعون.
السائل: فتكثر وتتغلغل الفتن بكل سهولة بين أوساط الشباب يا شيخ، فالتفرقة واقعة، وأهل الدين الذين يريدون النصر لدين الله والعلو له، يتذمرون من هذا الشيء، فما هو الحل الجذري لهذه المشكلة، إن الناس عندما تتأمل الواقع لا ترى فيها ديناً وإنما أي فتنة تتخللهم وتتغلغل فيهم، فما هو الواقع السليم الذي يجب أن يطبق حتى ترتفع هذه الظاهرة؟

الجواب:

الواقع السليم تقوى الله -عز وجل-، الذي يرفع هذا الأمر هو تقوى الله -عز وجل-، وأن يعلم المفتي أنه أجرؤ الناس على النار، كما جاء في الأثر: "أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار".

وليعلم المفتي أنه يتكلم عن الله -عز وجل-، فليحذر أن يقول على الله ما لا يعلم، لكن المشكل كما تفضلت: أن بعض الناس يريد أن يجاري العلماء، ويماري السفهاء، ويجعل لنفسه منصباً، وكما يقول العوام: (خالف تذكر) وهذه مشكلة، هذا عمله حابط وما تجر فتواه من مخالفة الشريعة فإثمه عليه.

والحمد لله -يا أخي- أنت في سعة في حِلَّ، كان الصحابة يتدافعون الإفتاء حتى ترجع المسألة إلى الأول، وما بالنا نتعجل السيادة، إن أراد الله أن تكون إماماً للمسلمين أو للمتقين سيحصل لك، لكن ثق بأنك لن تكون إماماً للمتقين وأنت تقول على الله ما لا تعلم، أو تسلك بنيات الطريق لتذكر، ويقال: قال فلان، قال فلان، فما أرى حلاً لهذا إلا تقوى الله -عز وجل-، ويعلم الإنسان أن أي كلمة تصدر منه فهي مكتوبة، وأي كلمة يكون بها ضرر الناس فهو مسئول عنها وعليه إثمها وإثم من اتبعها.
السائل: نتيجة هذا الأمر يا شيخ، أن هناك في بعض الإخوان والجماعات الدعوية لا يوجد لديهم كفاية من العلم وكذا تجد منهم التحمس الزائد عن حده الذي يفسد الأمر من أصله، وبعضهم مقصر جداً، وكل ذلك ناتج عن بعض الموجهين أو التمسك بفتاوى من غير أمر يقتضي هذا التمسك، تأتي فتوى على عاتقها فتتمسك بها هذه الجماعات وأخرى تنبذها وهكذا يا شيخ، فما هو الحل؟
الشيخ: كما قلت لك يا أخي، الحل التقوى.
السائل: من الناحية العلمية يا شيخ.
الشيخ: حتى من الناحية العلمية، أما من ناحية الشباب الذين لا يتصدرون لهذا نقول: احذروا أنصاف العلماء، قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في كتابه: الفتوى الحموية يقال: ما أفسد الدنيا والدين إلا نصف متكلم ونصف فقيه ونصف نحوي ونصف طبيب، فنصف المتكلم أفسد الأديان، ونصف الفقيه أفسد البلدان، ونصف النحوي أفسد اللسان، ونصف الطبيب أهلك الأبدان، وهذا صحيح يجب أن يحذر من هؤلاء ويحذر منهم أيضاً ويقال: الحمد الله عندكم علماء راسخون اسألوهم؛ ولهذا قال بعض السلف: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم" ثم إن بعض المتحمسين لو فكرت في أحوالهم لوجدت عندهم تقصيراً كثيراً في أمور كثيرة، وكم من نساء الآن يبكين ندماً حين تزوجن ملتزمين ووجدن أنهم من أسوأ الناس معاملة لزوجاتهم مع أن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» يحتج هذا المسكين يقول: الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن النساء عوان عندكم» والعواني: جمع عانية وهي الأسيرة، ولكن يقال: الرسول قال هذا حثاً على الرفق بهن، لا فتحاً لأبواب الاسترقاق لهن، إلى الله المشتكى يا إخوة، الله المستعان.


المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [227]

العلم والدعوة والاحتساب
القضاء والفتيا

http://zadgroup.net/bnothemen/upload/ftawamp3/.mp3

امة الله5
2016-10-08, 15:11
شكرا على الموضوع المفيد

أم سمية الأثرية
2016-10-09, 09:42
التصدر للفتوى بغير علم

السؤال:

عبد الله محمد من القصيم يقول: بعض الناس يتصدون للفتوى وليس عندهم علم شرعي يؤهلهم لذلك، فما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟ جزاكم الله خيراً.

الجواب:


الشيخ: نصيحتي لهؤلاء أن يقرءوا قول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾. وقول الله تعالى: ﴿وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً﴾. وقوله تعالى: ﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾. فكل إنسان يفتي بغير علم فإنه ظالم لنفسه وظالم لإخوانه ولا يوفق للصواب؛ لأن الله قال: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾. فعلى هؤلاء أن يتقوا الله في أنفسهم وأن يتقوا الله في إخوانهم، وأن لا يتعجلوا، فإن كان الله أراد بهم خيراً ألهمهم رشدهم ورزقهم العلم وصاروا أئمة يقتدى بهم في الفتوى، فلينتظروا وليصبروا، أما بالنسبة للمستفتين فإننا نحذرهم من استفتاء أمثال هؤلاء، ونقول العلماء الموثوق بعلمهم وأمانتهم والحمد لله موجودون، إما في البلاد نفسها وإما في بلد آخر، يمكنهم الاتصال عليهم بالهاتف ويحصل المقصود إن شاء الله.
شكر الله فيكم فضيلة الشيخ وفي علمكم. نفع بكم المسلمين.


المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [319]

القضاء والفتيا
http://zadgroup.net/bnothemen/upload/ftawamp3/Lw_319_33.mp3

أم سمية الأثرية
2016-10-09, 09:45
حكم الفتوى بغير علم


السؤال:

أحسن الله إليكم وبارك فيكم. هذا السائل من الرياض أ. أ. يقول: لدينا أحد الزملاء يفتي الزملاء في العمل في كل صغيرة وكبيرة، ونعلم خطورة الفتوى بغير علم، فحدثونا عن خطر ذلك مأجورين؟

الجواب:


الشيخ: نعم المفتي في أمور شرعية معبر عن الله عز وجل، معبر عن دين الله، فلا يحل لأحد أن يفتي بغير علم فإن ذلك من كبائر الذنوب، قال الله تبارك وتعالى: ﴿قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير حق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون﴾. وقال الله تعالى: ﴿ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً﴾. وقال تعالى: ﴿ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلالٌ وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون متاعٌ قليلٌ ولهم عذاب أليم﴾. ومن أفتى بغير علم فقد وضع نفسه شريكاً مع الله عز وجل في تشريع الأحكام، فنصيحتي لهذا الذي نصب نفسه مفتياً في كل صغير وكبير أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن لا يفتي إلا بما علم أنه من شرع الله عز وجل أو غلب على ظنه أنه من شرع الله بعد الاجتهاد التام، وقد اتخذ بعض الناس الفتوى حرفة يترفع بها على من أفتاه، ويوري الناس أنه ذو علم وهذا خطأ، سفه في العقل، وضلالٌ في الدينن إن الله تعالى قال في كتابه: ﴿يرفع الله الذي آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات﴾. ولم يقل: الذين يفتون، فعلى المرء أن يعرف قدر نفسه، وأن يكل الأمر إلى أهله، وأن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ويذكر الوعيد فيمن قال على الله ما لا يعلم. نعم؟


المصدر: سلسلة فتاوى نور على الدرب > الشريط رقم [352]

القضاء والفتيا
http://zadgroup.net/bnothemen/upload/ftawamp3/Lw_352_24.mp3

أم سمية الأثرية
2016-10-09, 09:50
حكم الإجابة على الأسئلة الشرعية التي يتم تداولها في المجالس العامة


السؤال:

في المجالس أحياناً يسأل الإنسان عن مواضيع يمكن تكون بسيطة لكن خشية الإجابة عليها يدخل حديث للمجالس ومناقشات في أمور الدين، وممكن يتكلم فيها جهال فيخطئون في أشياء كثيرة، فهل نسكت عن هذا؟
الجواب:

أولاً: يسأل يقول: إذا كنا في مجلس وكثرت الأسئلة الموجهة إلى طالب العلم، هل يجب أن يجيب عن كل سؤال؟ هذا سؤالك؟
السائل: أو أي واحد في مجلس أو اجتماع.
الشيخ: لا يجوز أن تستفتي إلا من يغلب على ظنك أنه أهل للفتوى؛ لأن هذا دين فانظر عمن تأخذ دينك، أي واحد يتصدر بين عوام، ثم يتكلم العامي يظن هذا بحر العلوم لا يدريه، لكن لا تتوهم ولا تستفت خصوصاً في وقتنا هذا الذي أصبح كل واحد يفتي إلا من تثق بعلمه ودينه.
السائل: يعني لا يجاوب على الأسئلة البسيطة.
الشيخ: أنت تسأل عن العالم هل يجاوب أم لا يجاوب؟ أو تسأل عن...
السائل: هل يسأل أو ما يسأل؟
الشيخ: أنا لا أدري، هل أنت عالم أو غير عالم؟
السائل: الذي يسألني هل أقول: اسأل العالم الفلاني أم ماذا؟
الشيخ: يجوز أن تحول على إنسان آخر.
السائل: ولو كنت أعرف أنا الجواب؟
الشيخ: ولو كنت تعرف خصوصاً إذا خشيت على نفسك الفتنة؛ لأن الفتوى في الحقيقة سحر، إذا أفتى الإنسان وصار يفتي أصبح لا ينزل عنها أبداً، فهي في الحقيقة تأخذ بلب الإنسان إذا خشيت الفتنة قل: اسأل فلاناً.
السائل: والآية ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ﴾ [النساء:37]؟
الشيخ: نعم ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ﴾ [النساء:37] لكن أنت ما بخلت، أنت أهديته إلى من هو أوثق منك في العلم وأدرى منك، وهذا ليس ببخل؛ ولهذا كان السلف الصالح يتدافعون الفتيا، يقول: اذهب إلى فلان اذهب إلى فلان.


المصدر: سلسلة لقاءات الباب المفتوح > لقاء الباب المفتوح [221]

القضاء والفتيا
http://zadgroup.net/bnothemen/upload/ftawamp3/od_221_10.mp3