مشاهدة النسخة كاملة : في ذم الفرقة بين أهل السنة .. ( متجدد )
السلام عليكم
ومرة أخرى ومجددا مثلما وعدتكم ..وتكلمة لسلسلة كلام أقوال كبار أهل العلم الثقاة الذيم منهم من لقي ربه ومنهم من ينتظر ..وامتدادا لنفس الفكرة الضاربة في مسار النحو الى الإعتدال والإنصاف مع الآخر .رغم مخالفته ..مايذهب صوب الجمع ودحض الفرقة والتشتت بين أبناء السنة ..في عصر تكالبت فيه الأمم شرقا وغربا حربا على دين التوحيد ..في وقت أشرع الرافضة سهامهم لغرسها في صدور السنة باستدراج ضعاف النفوس منهم تحت مختلف الإغراءات ومن أهمها مظلومية آل البيت ..فوجد أولئك سبيلا في ظل تراشق أهل السنة بينهم تحذيرا واسقاطا لرموز بينهم تعد ركائز وأعمدة لثبيت بنيان السنة ..في ظل ذلك أعملوا مبضعهم في جسد السنة بالتأثير استدراجا لعقيدة الرافضة أو تصوير الإسلام أنه دين عنف وقتل ودمار ..في ظل ذلك كله وداخل رحى انشغال أهل السنة ببعضهم وجد الفرصة أعداء الأمة ليوجهوا لصدرها الطعنات ..وإن من العلماء ما يستشعر الخطر الداهم فكان بكر أبا زيد رحمة الله عليه وقفة مزلزله بكتابه تصنيف الناس بين الظن واليقين ..ويردف ذلك الشيخ العالم بقية السلف .عبد المحسن العباد ..بمؤلفه رفقا أهل السنة بأهل السنة ..صفحات اطلعت عليها زخرت بدرر كمالجرس منبها الخطر المحدق فكان فيه من التوجيهات عظيمها والنصائح أفيدها ..متابعة طيبة أتمناها لكم ....ودعوة بظهرالغيب أرجوكم ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
مقتطفات من كتاب رفقا باهل السنة للعلامة المحدث العباد حفظه الله الاستاذبالجامعة الاسلامية
والمدرس بالمسجد النبوي الشريف
قال حفظه الله
تحت عنوان فتنة التجريح والهجر من بعض أهل السنة
في هذا العصر، وطريق السلامة منها
حصل في هذا الزمان انشغال بعض أهل السنة ببعض تجريحاً وتحذيراً، وترتب على ذلك التفرق والاختلاف والتهاجر، وكان اللائق بل المتعين التواد والتراحم بينهم، ووقوفهم صفاً واحداً في وجه أهل البدع والأهواء المخالفين لأهل السنة والجماعة، ويرجع ذلك إلى سببين:
أحدهما: أن من أهل السنة في هذا العصر من يكون ديدنه وشغله الشاغل تتبع الأخطاء والبحث عنها، سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة، ثم التحذير ممن حصل منه شيءٌ من هذه الأخطاء، ومن هذه الأخطاء التي يُجرح بها الشخص ويحذر منه بسببها تعاونه مثلاً مع إحدى الجمعيات بإلقاء المحاضرات أو المشاركة في الندوات، وهذه الجمعية قد كان الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله يُلقيان عليها المحاضرات عن طريق الهاتف، ويعاب عليها دخولها في أمر قد أفتاها به هذان العالمان الجليلان، واتهام المرء رأيه أولى من اتهامه رأي غيره، ولا سيما إذا كان رأياً أفتى به كبار العلماء، وكان بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعدما جرى في صلح الحديبية يقول: يا أيها الناس! اتهموا الرأي في الدين .
ومن المجروحين من يكون نفعه عظيماً، سواء عن طريق الدروس أو التأليف أو الخطب، ويُحذر منه لكونه لا يعرف عنه الكلام في فلان أو الجماعة الفلانية مثلاً، بل لقد وصل التجريح والتحذير إلى البقية الباقية في بعض الدول العربية، ممن نفعهم عميم وجهودهم عظيمة في إظهار السنة ونشرها والدعوة إليها، ولا شك أن التحذير من مثل هؤلاء فيه قطع الطريق بين طلبة العلم ومن يمكنهم الاستفادة منهم علماً وخلقاً.
والثاني: أن من أهل السنة من إذا رأى أخطاء لأحد من أهل السنة كتب في الرد عليه، ثم إن المردود عليه يقابل الرد برد، ثم يشتغل كل منهما بقراءة ما للآخر من كتابات قديمة أو حديثة والسماع لما كان له من أشرطة كذلك؛ لالتقاط الأخطاء وتصيد المثالب، وقد يكون بعضها من قبيل سبق اللسان، يتولى ذلك بنفسه، أو يقوم له غيره به، ثم يسعى كل منهما إلى الاستكثار من المؤيدين له المدينين للآخر، ثم يجتهد المؤيدون لكل واحد منهما بالإشادة بقول من يؤيده وثم غيره، وإلزام من يلقاه بأن يكون له موقف ممن لا يؤيده، فإن لم يفعل بدعه تبعاً لتبديع الطرف الآخر، وأتبع ذلك بهجره، وعمل هؤلاء المؤيدين لأحد الطرفين الذامين للطرف الآخر من أعظم الأسباب في إظهار الفتنة ونشرها على نطاق واسع، ويزداد الأمر سوءاً إذا قام كل من الطرفين والمؤيدين لهما بنشر ما يُذم به الآخر في شبكة المعلومات (الانترنت)، ثم ينشغل الشباب من أهل السنة في مختلف البلاد بل في القارات بمتابعة الإطلاع على ما ينشر بالمواقع التي تنشر لهؤلاء وهؤلاء من القيل والقال الذي لا يأتي بخير، وإنما يأتي بالضرر والتفرق، مما جعل هؤلاء وهؤلاء المؤيدين لكل من الطرفين يشبهون المترددين على لوحات الإعلانات للوقوف على ما يجد نشره فيها، ويشبهون أيضاً المفتونين بالأندية الرياضية الذين يشجع كل منهم فريقاً، فيحصل بينهم الخصام والوحشة والتنازع نتيجة لذلك.
وطريق السلامة من هذه الفتن تكون بما يأتي:
أولاً: فيما يتعلَّق بالتجريح والتحذير ينبغي مراعاة ما يلي:
1. أن يتقي الله من أشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم والتحذير منهم، فينشغل بالبحث عن عيوبه للتخلص منها بدلاً من الاشتغال بعيوب الآخرين، ويحافظ على الإبقاء على حسناته فلا يضيق بها ذرعاً، فيوزعها على من ابتلي بتجريحهم والنيل منهم، وهو أحوج من غيره على تلك الحسنات في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
2. أن يشغل نفسه بدلاً من التجريح والتحذير بتحصيل العلم النافع، والجد والاجتهاد فيه ليستفيد ويفيد، وينتفع وينفع، فمن الخير للإنسان أن يشتغل بالعلم تعلماً وتعليماً ودعوة وتأليفاً، إذا تمكن من ذلك ليكون من أهل البناء، وألا يشغل نفسه بتجريح العلماء وطلبة العلم من أهل السنة، وقطع الطريق الموصلة إلى الاستفادة منهم، فيكون من أهل الهدم، ومثل هذا المشتغل بالتجريح لا يخلف بعده إذا مات علماً يُنتفع به، ولا يفقد الناس بموته عالماً ينفعهم، بل بموته يسلمون من شره.
3. أن ينصرف الطلبة من أهل السنة في كل مكان إلى الاشتغال بالعلم، بقراءة الكتب المفيدة وسماع الأشرطة لعلماء أهل السنة مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، بدلاً من انشغالهم بالاتصال بفلان أو فلان، سائلين: ( ما رأيك في فلان أو فلان؟ )، (وماذا تقول في قول فلان في فلان، وقول فلان في فلان ).
4. عند سؤال طلبة العلم عن حال أشخاص من المشتغلين بالعلم، ينبغي رجوعهم إلى رئاسة الإفتاء بالرياض للسؤال عنهم، وهل يرجع إليهم في الفتوى وأخذ العلم عنهم أو لا؟ ومن كان عنده علم بأحوال أشخاص معينين يمكنه أن يكتب إلى رئاسة الإفتاء ببيان ما يعلمه عنهم للنظر في ذلك، وليكون صدور التجريح والتحذير إذا صدر يكون من جهة يعتمد عليها في الفتوى وفي بيان من يؤخذ عنه العلم ويرجع إليه في الفتوى، ولا شك أن الجهة التي يرجع إليها للإفتاء في المسائل هي التي ينبغي الرجوع إليها في معرفة من يُستفتى ويؤخذ عنه العلم، وألا يجعل أحد نفسه مرجعاً في مثل هذه المهمات؛ فإن من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.
ثانيا: فيما يتعلق بالرد على من أخطأ، ينبغي مراعاة ما يلي:
1. أن يكون الرد برفق ولين ورغبة شديدة في سلامة المخطئ من الخطأ، حيث يكون الخطأ واضحاً جلياً، وينبغي الرجوع إلى ردود الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – للاستفادة منها في الطريقة التي ينبغي أن يكون الرد عليها.
2. إذا كان الخطأ الذي رد عليه فيه غير واضح، بل هو من الأمور التي يحتمل أن يكون الراد فيها مصيباً أو مخطئاً، فينبغي الرجوع إلى رئاسة الإفتاء للفصل في ذلك، وأما إذا كان الخطأ واضحاً، فعلى المردود عليه أن يرجع عنه، فإن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل.
3. إذا حصل الرد في إنسان على آخر يكون قد أدى ما عليه، فلا يشغل نفسه بمتابعة المردود عليه، بل يشتغل بالعلم الذي يعود عليه وعلى غيره بالنفع العظيم، وهذه هي طريقة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
4. لا يجوز أن يمتحن أي طالب علم غيره بأن يكون له موقف من فلان المردود عليه أو الراد، فإن وافق سلم، وإن لم يوافق بدع وهجر، وليس لأحد أن ينسب إلى أهل السنة مثل هذه الفوضى في التبديع والهجر، وليس لأحد أيضاً أن يصف من لا يسلك هذا المسلك الفوضوي بأنه مميع لمنهج السلف، والهجر المفيد بين أهل السنة ما كان نافعاً للمهجور، كهجر الوالد ولده، والشيخ تلميذه، وكذا صدور الهجر ممن يكون له منزلة رفيعة ومكانة عالية، فإن هجر مثل هؤلاء يكون مفيداً للمهجور، وأما إذا صدر الهجر من بعض الطلبة لغيرهم، لا سيما إذا كان في أمور لا يسوغ الهجر بسببها، فذلك لا يفيد المهجور شيئاً، بل يترتب عليه وجود الوحشة والتدابر والتقاطع، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى [3/413-414]: في كلام له عن يزيد بن معاوية: " والصواب هو ما عليه الأئمة، من أنه لا يخص بمحبة ولا يلعن، ومع هذا فإن كان فاسقاً أو ظالماً فالله يغفر للفاسق والظالم، ولا سيما إذا أتى بحسنات عظيمة، وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له "، وأول جيش غزاها كان أميرهم يزيد بن معاوية، وكان معه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه...
فالواجب الاقتصاد في ذلك، والإعراض عن ذكر يزيد بن معاوية وامتحان المسلمين به، فإن هذا من البدع المخالفة لأهل السنة " .
وقال [3/415]: " وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ".
وقال [20/164]: " وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته، ويوالي ويعادي عليها غير النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ينصب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة، بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ".
وقال [28/15-16]: " فإذا كان المعلم أو الأستاذ قد أمر بهجر شخص أو بإهداره وإسقاطه وإبعاده ونحو ذلك نظر فيه: فإن كان قد فعل ذنباً شرعياً عوقب بقدر ذنبه بلا زيادة، وإن لم يكن أذنب ذنباً شرعياً لم يجز أن يعاقب بشيء لأجل غرض المعلم أو غيره.
وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا ما يلقي بينهم العداوة والبغضاء، بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى، كما قال الله تعالى: (( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ )) "، قال الحافظ ابن رجب في شرح حديث: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه " من كتابه جامع العلوم والحكم [1/288]: " وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الأدب، وقد حكى الإمام أبو عمرو بن الصلاح عن أبي محمد بن أبي زيد – إمام المالكية في زمانه –
أنه قال جماع آداب الخير وأزمته تتفرع من أربعة أحاديث،
قول النبي صلى الله عليه وسلم: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت }، وقوله صلى الله عليه وسلم: { من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه }، وقوله للذي اختصر له في الوصية: { لا تغضب }، وقوله صلى الله عليه وسلم: { المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه } ".
أقول: ما أحوج طلبة العلم إلى التأدب بهذه الآداب التي تعود عليهم وعلى غيرهم بالخير والفائدة، مع البعد عن الجفاء والفظاظة التي لا تثمر إلا الوحشة والفرقة وتنافر القلوب وتمزيق الشمل.
nesrine rahmani
2016-10-07, 23:14
أستغفر الله و أتوب اليه
قال نبينا صل الله عليه وسلم:
"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ؛ فليقل خيرا أو ليصمت"
بصراحة الموضوع رائع جدا
بارك الله فيك
نحن نتعلم منك الفصاحة و حسن الكلام
بوركت
شكرا اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها و ما بطن
موضوع جميل وكلام رباني لمحدث الحجاز الشيخ العباد حفظه المولى,,, وكتاب الشيخ رفقا اهل السنة بأهل السنة يحذر منه بعض مرضى القلوب واصحاب الفتن نسأل الله لهم الهداية
امة الله5
2016-10-08, 16:39
شكرا اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها و ما بطن
أن من أهل السنة من إذا رأى أخطاء لأحد من أهل السنة كتب في الرد عليه، ثم إن المردود عليه يقابل الرد برد، ثم يشتغل كل منهما بقراءة ما للآخر من كتابات قديمة أو حديثة والسماع لما كان له من أشرطة كذلك؛ لالتقاط الأخطاء وتصيد المثالب، وقد يكون بعضها من قبيل سبق اللسان، يتولى ذلك بنفسه، أو يقوم له غيره به، ثم يسعى كل منهما إلى الاستكثار من المؤيدين له المدينين للآخر، ثم يجتهد المؤيدون لكل واحد منهما بالإشادة بقول من يؤيده وثم غيره، وإلزام من يلقاه بأن يكون له موقف ممن لا يؤيده، فإن لم يفعل بدعه تبعاً لتبديع الطرف الآخر، وأتبع ذلك بهجره، وعمل هؤلاء المؤيدين لأحد الطرفين الذامين للطرف الآخر من أعظم الأسباب في إظهار الفتنة ونشرها على نطاق واسع، ويزداد الأمر سوءاً إذا قام كل من الطرفين والمؤيدين لهما بنشر ما يُذم به الآخر في شبكة المعلومات (الانترنت)، ثم ينشغل الشباب من أهل السنة في مختلف البلاد بل في القارات بمتابعة الإطلاع على ما ينشر بالمواقع التي تنشر لهؤلاء وهؤلاء من القيل والقال الذي لا يأتي بخير، وإنما يأتي بالضرر والتفرق، مما جعل هؤلاء وهؤلاء المؤيدين لكل من الطرفين يشبهون المترددين على لوحات الإعلانات للوقوف على ما يجد نشره فيها، ويشبهون أيضاً المفتونين بالأندية الرياضية الذين يشجع كل منهم فريقاً، فيحصل بينهم الخصام والوحشة والتنازع نتيجة لذلك.
الله أكبر
الشيخ عبد المحسن يرسم الواقع بدقة شديدة مفصلا مبيّنا موطن الداء وصدق ..فإنه يحدث في بعض من أطراف الأرض صراع محتدم بين المنتسبين للسنة .صراع تماما مثلما وصفه الشيخ ..طرف يوالي عالم من العلماء وطرف يوالي آخر .فانقسمت المراكز الإسلامية وانقسمت المساجد فيتلك البلدان بين شد وجذب ..في البرازيل نُقِل عن منتبين جدد للإسلام ارتدوا بعد وقت قصير .وكان ارتدادهم عن الدين بسبب من أدعياء الدعوة حينما أخلطوا عليهم أمرهم بالتحذير فجأة ممن دُعُوا الى اتباعه ..حفظك الله ياشيخ ولاحرم الأمة عطاءك وإفادتك وفضحك لمنهج المتعصبين الغلاة ..
عزيز سلاطنية
2016-10-08, 22:54
بارك الله فيكم
https://www.dztu.be/watch?v=if9zxJhUOw8
صدقت وطيب ما أفدت .فالشيخ حفظه الله آلمه ما يحدث بين الملتزمين من أهل السنة من هجر وتبديع وصراع واخراج من السنة لبعضهم لأجل أخطاء غيرمعتبرة ..أو لهوى أو حسد ..
أرجو ممن يشاركني موضوعي أن يتحلى أدب وأهمه عدم الإبتعاد عن صلبه بدخيل الفكرة .. فلاداعي لتحميله مالايحتمله والنحو به نحو البلبة ..والتشغيب ..فذلك غيرمسموح به هنا في هذا الموضوع أو في غيره من المواضيع بار ك الله فيكم..
القرشي74
2016-10-09, 10:40
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيك على طرح هذه النقطة بالذات او هذا الموضوع الحساس
و في هذا الوقت بالذات
حسب رايي المتواضع لو ناتي نحسب لكل عالم زلاته و سقطاته
ما راح نجد اي عالم فوق الارض
لان العصمة دفنت مع خير البرية عليه الصلاة و السلام منذ اكثر من 14 قرنا
و كل من بقي بعده يؤخذ و يرد منهم
و خاصة في المسائل الخلافية بين العلماء انفسهم
كصلاة الجنازة هل تكون فقط بالوضوء او تجوز من دونه
او من الذبيح اسماعيل ام اسحاق
او الموسيقى ...الخ من القضايا الخلافية بين كبار العلماء انفسهم
المشكلة يا اخي اراها في مسألة التكفير و اخراج المخالف لك من الملة فقط لانه خالفك الراي او لم يشاطرك الراي
فتقوم بكفيره و اخراجه من الدين اصلا ....او تاتي بفتوة انت الوحيد من قال بها عبر كل الازمنة...او تلقي بفتوى يروح ضحيتها دماء ملايين الابرياء .....الله وحده يعلم ما في القلوب و ما تخفي الصدور و هو من يجزي بالجنة من يشاء و يعذب بالنار من يشاء
السلام عليكم
ليس من عوائدي النقل ثم النسخ هنا دونما متابعة له بالنظر في تفاصيله لأجل تعميم الفائدة إنما هو ضيق الوقت ماحال دون ذلك ..
يقول الشخ حفظه الله ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حصل في هذا الزمان انشغال بعض أهل السنة ببعض تجريحاً وتحذيراً، وترتب على ذلك التفرق والاختلاف والتهاجر، وكان اللائق بل المتعين التواد والتراحم بينهم، ووقوفهم صفاً واحداً في وجه أهل البدع والأهواء المخالفين لأهل السنة والجماعة، ويرجع ذلك إلى سببين:
أحدهما: أن من أهل السنة في هذا العصر من يكون ديدنه وشغله الشاغل تتبع الأخطاء والبحث عنها، سواء كانت في المؤلفات أو الأشرطة، ثم التحذير ممن حصل منه شيءٌ من هذه الأخطاء، ومن هذه الأخطاء التي يُجرح بها الشخص ويحذر منه بسببها تعاونه مثلاً مع إحدى الجمعيات بإلقاء المحاضرات أو المشاركة في الندوات، وهذه الجمعية قد كان الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله يُلقيان عليها المحاضرات عن طريق الهاتف، ويعاب عليها دخولها في أمر قد أفتاها به هذان العالمان الجليلان، واتهام المرء رأيه أولى من اتهامه رأي غيره، ولا سيما إذا كان رأياً أفتى به كبار العلماء
لعلكم تلحظون أن ما يقوله هو صورة طبق الأصل عما يحدث في الواقع ..سواء كان في المجالس العامة والخاصة أو خلال المناسبات التي تجمع الناس بين الأقارب والأصدقاء...فقلما تجد مجتمعين يتناولون مسألة فقهية بالمتقاش لتقريب الفهم من تفاصيلها وافادة من جهل ذلك ..إنما ما يحدث هو التراشق بالكلام ..طعنا وتبديعا وتفسيقا ولم لا اخراجا من السنة ...وعلى صفحات الشبكة نعم تحولت صفحات الشبكة الى مايشبه ساح الحرب والنزال ..بل صار للبعض هوسا بذلك ..فإن لم يبت ليلته بعد سهرة من الجدال والمناكفة فإنه يكو نبذلك وحسبه قد ضيع ليلة من عمره ..هباء ..فيبيت إما مسرورا مبتهدجا لأنه نجح في النكاية بفلان والتحذيرمنه بمقاطعته أو تضليله ..أو يبيت منزعجا منكودا لأنه خانته الحجة لأجل تحقيق ذلك ...
الإنتسبا لجميعة ..جمعية باركها العالمين الجليلين ..بن باز العثيمين رحمة الله عليهما ..الإنتساب لتلك الجمعية صار مُلحِقا لصاحبه بأهل البدع والضلالة ..وعجبا ..شيتبع ان شاء الله ..
القرشي74
2016-10-14, 14:47
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا شيخ "ركان" هناك امور
حدثت فعلا في الاسلام و لا يمكنك المرور عليها مرور الكرام
و كانه شيء لم يحدث
هناك معايير و مقاييس و قوانين لا تطبق على الجميع
كمعيار القاتل و المقتول في النار
و معيار للمجتهد المصيب اجران و المخطئ اجر واحد
و معيار القاتل رضي الله عنعه و المقتول رضي الله عنه
و الكثير الكثير من المتناقضات المضاربة مع بعضها البعض ب 180°
حتى واحذ بوذي او هندوسي او عابد للبقر و الحجر
لو تحطيها له يضحك عليك و على عقيدتك هذه
فلا عقل يقبلها و لا منطق و لا اي فكر...
راح اعطيك مثال بسيط....الجعد بن درهم رحمه الله تم ذبحه على منبر رسول الله
في يوم عيد الاضحى المبارك بحجة انه لعه عقيدة مختلفة عن عقيدة الحاكم في ذلك الوقت
فذبحه خالد القسري على منبر رسول الله ....و يقول لك هذا سلفنا
طيب ماشي معك.....
لكن نفس هذه العقيدة (نتاه الجعد بن درهم )تم بها قتل و تعذيب و سجن العديد من العلماء
و محنة خلق القرآن الكل يعرفها و ما لاقاه احمد بن حنبل و جماعته الكل يعرفه و يعلمه
فكيف ضحية البارحة صار جلاد اليوم
و العكس صحيح
اي استهزاء هذا ؟؟ و اي ضحك على الذقون ؟؟
اخبروني على من نضحك ؟؟
فلان رضي الله عنه قتل علان رضي الله عنه
و انت اخي القارئ اصمت و ابلع لسانك
و لا تتكلم في هذا
فتلك امة قد خلت لها ما كسبت و عليكم ما اكتسبتم و لا يسالون عما كانوا يفعلون
و تلك فتنة نجانا الله الخوض فيها بسيوفنا فلا نخوض فيها بالسنتنا
و المشكلة انها اقوال تخالف ما جاء في كتاب الله و احاديث نبيه
ويح عما تقتله الفئة الباغية.........قاتل عمار و سالبه في النار
لكن الذي اعرفه ان قاتل عمار و سالبه صحابي جليل و من اصحاب بيعة الرضوان ...الخ
لكن هنا ينطبق عليه له اجر المجتهد المخطئ
في حين حين ذبح الجعد بن درهم ليس بمجتهد و لا مخطئ
و حين قتل جبير بن سعيد ليس بمجتهد و لا مخطئ
و حين قتا غيلان الدمشقي ليس مجتهد و لا مخطئ
و حين قتل حجر بن عدي ليس مجتهد و لا مخطئ
نفس القصة عن مقتل سيدنا عثمان رضي الله عنه و من قتله اغلبهم صحابة ...الخ
هل فعلا لازمنا السكوت عن ذلك
و نضرب النح
و كانه ما صار والو
و رضي الله عنهم جميعا
و اطوي الملف....
القرشي74
2016-10-14, 14:53
السؤال المطروح
هل الفتنة تعالج بالتستر عليها و ضرب النح عليها و كانه شيء لم يحدث
ام
بالتطرق اليها و شرحها و تبيان الحق من الباطل فيها و اعطاء كل ذي حق حقه
و نزنها بميزان كتاب الله و سنة نبيه
فيتم تشخيصها ليعرف القارئ الحق من الباطل
و الخطا من الصواب
و الضالم من المضلوم
بمعنى
هل الهروب من المشكلة افضل
ام
مواجهته المشكلة و ايجاد حل لها افضل ؟
لكم واسع النظر
أنظر معي يا قرشي..
دعني أفيدك بشيء حول ما تثيره ..موضوعي ياتناول التحذير من الفتن وليس تناول الفتن بالتحليل والتمحيص ..فإن قبلت برأيك فسيخرج الموضوع عن مساره وبدل أن يوقع في النفوس الوعي بخطر الفتنة ووجوب تجنبها ..سيحيي فيها الرغبة للإستزادة من تناول الفتنة ..ثم أن هذا القسم غير قسم النقاش لطلبة العلم ..ثم أضيف ..أن ما تطرحه ..لن نصل الى نتيجة لو تناولناه بالبحث ..على الأقل في الوقت الراهن ..ففئة المنتسبين المساهمين في هذا القسم ..أبدا لم تبلغ مستوى الأخذ والرد العلمي وبتجرد بعيدا عن العاطفة ..سترى بأم عينيك هان لو حدث ما تطلبه ..عيون تفقأ وأسنان تتحطم ..وأرجل تقطع ولم لا رقاب ...ثم أخيرا منتديات الجلفه ليست متخصصة في العلم الشرعي ..فلايجب أن نحملها مالاطاقة لها به الله يبارك فيك ..
القرشي74
2016-10-14, 20:11
نعم يا اخ ركان
انا فاهمك 5/5 و اعرف ما تقصده تماما
و اعرف ان غالبية من في المنتدى ليس لهم الزاد المعرفي
للخوض و النقاش في مثل هذه القضايا الشائكة و الحساسة
انما اردت ان اقول لك
هل هذه الفتن و الواقعة اصلا و حدثت ميدانيا
من الافضل لنا ان نتجنبها و عدم الخوض فيها و نتستر عليها و ننكر وقوعها و لو كذبا
و هنا نكون امام امرين لا ثالث لهما
امام خطر اعادة التاريخ لنفسه و السقوط في نفس الخطأ و المأساة
و من لم يتعض من التاريخ مكتوب عليه ان يعيش مآسيه كما تعلم
او
نقوم بدراسة هذه الفتنة و تشريحها و معرفة مكامن الخطأ و الضرر فيها و من كان محقا و من كان مخطئا ...الخ
كي نتجنب الوقوع فيها مرة اخرى و نتفادها من دون تكبد خسائر و اضرار
لانه نكون محصنين ضدها و نخمذها و هي في مهدها و نجهضها و هي بطن امها
لانه كما تعلم و يعلم الجميع تبقى الفتنة اشد من القتل
و لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق
و بلفظ آخر لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون من قتل مسلم
و قدر المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
كما جاء في الاحاديث
و في كل حال من الاحوال
تبقى الوقاية افضل من العلاج على
و بارك الله فيك اخي الفاضل
صلاح مندور
2016-10-14, 20:47
موضوع هام
سلمت يداااك
نعم يا اخ ركان
انا فاهمك 5/5 و اعرف ما تقصده تماما
و اعرف ان غالبية من في المنتدى ليس لهم الزاد المعرفي
للخوض و النقاش في مثل هذه القضايا الشائكة و الحساسة
انما اردت ان اقول لك
هل هذه الفتن و الواقعة اصلا و حدثت ميدانيا
من الافضل لنا ان نتجنبها و عدم الخوض فيها و نتستر عليها و ننكر وقوعها و لو كذبا
و هنا نكون امام امرين لا ثالث لهما
امام خطر اعادة التاريخ لنفسه و السقوط في نفس الخطأ و المأساة
و من لم يتعض من التاريخ مكتوب عليه ان يعيش مآسيه كما تعلم
اونقوم بدراسة هذه الفتنة و تشريحها و معرفة مكامن الخطأ و الضرر فيها و من كان محقا و من كان مخطئا ...الخ كي نتجنب الوقوع فيها مرة اخرى و نتفادها من دون تكبد خسائر و اضرار
لانه نكون محصنين ضدها و نخمذها و هي في مهدها و نجهضها و هي بطن امها
لانه كما تعلم و يعلم الجميع تبقى الفتنة اشد من القتل
و لزوال الدنيا أهون على الله عز وجل من سفك دم مسلم بغير حق
و بلفظ آخر لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون من قتل مسلم
و قدر المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا
كما جاء في الاحاديث
و في كل حال من الاحوال
تبقى الوقاية افضل من العلاج على
و بارك الله فيك اخي الفاضل
لآاختلف معك في الرأي ..وصحيح .أنه وضع العلاج على الجرح يسبقه معرفة الجرح تحليلا وتوصيفا ..وذلك هو المقصود به منالقشة ماحدث من فتن بين الناس للموعظة ..وليس زيادة احيائها وصب الزيت على نارها ..
هناك من كانت له النية في ذلك .ولكنه جوبه باالقمع باسم الحفاظ على الدين ..
الصمت على الفتن وعدم اثارتها هل هو حادث مفعل ؟؟؟
أبدا فالمواقع والمنتديات تحولت الى ساحات قتال بين أجساد بشرية حاضرة بذهنيات وأسماء تاريخية غاب أثرها حسا ..
شكرا لك ..
ولأكابر العلماء ثقاتهم ما يعين على تجنيب أهل السنة الفتن ..تابعوا واستفيدوا وهل أبخلكم ما تابعت واستفدت ؟؟؟
يقول المنقول .وبأمانة دونام تصرف .
جل المسلمين لا يعرفون فقه الجرح والتعديل.. ونكاد نقول على الإطلاق !
والكثير من المسلمين لا يفهمون لماذا يقع هذا الخلاف بين الملتزمين بمنهج السلف الصالح وأهل السنة وهذا التجريح والتبديع والطعن والطعن المضاد وقد يشتمون منه رائحة الحسد والبغض... وفي الأخير تقع الفرقة والافتراق... وكل يدَّعي وصلاً لليلى ** وليلى لا تقر لهم بذاكا !
هذه أقوال بعض العلماء في هذه الفتنة القائمة ولا ندري كيف الخروج منها إن لم تكون مقصودة كسلاح للتفرقة وتشتيت الأمّة !!؟
تحذير الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله من فتنة الغلو في الجرح والتجريح ، وفتنة الطعن في العلماء والدعاة
http://safeshare.tv/w/gsglEWJRVb
رد الشيخ بن قعود على غلاه التبديع: أنتم تسلطون السنتكم على الملتزمين بدعوي الجرح لكن تنسون الحسنات والواقع
http://safeshare.tv/w/agPekyhFRy
الشيخ عبدالله الغنيمان - حفظه الله - يُحَذِّر من تصنيف الناس بالظنون والغلو في التبديع
http://safeshare.tv/w/cPMTMkGMbY
المصدر ..المجلس العلمي لشبكة الألوكه ..
http://majles.alukah.net/t145815/
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الفتوى رقم ( 16873 )
س : نسمع ونجد أناسا يدعون أنهم من السلفية ، وشغلهم الشاغل هو الطعن في العلماء واتهامهم بالابتداع ، وكأن ألسنتهم ما خلقت إلا لهذا ، ويقولون : نحن سلفية . والسؤال يحفظكم الله :
ما هو مفهوم السلفية الصحيح ، وما موقفها من الطوائف الإسلامية المعاصرة ؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء إنه سميع الدعاء .
ج : إذا كان الحال كما ذكر ، فإن الطعن في العلماء ورميهم بالابتداع واتهامهم مسلك مرد ليس من طريقة سلف هذه الأمة وخيارها ، وإن جادة السلف الصالح هي الدعوة إلى الكتاب والسنة ، وإلى ما كان عليه سلف هذه الأمة من الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعين لهم بإحسان بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، مع جهاد النفس على العمل بما يدعو إليه العبد ، والالتزام بما علم بالضرورة من دين الإسلام من الدعوة إلى الاجتماع والتعاون على الخير ، وجمع كلمة المسلمين على الحق ، والبعد عن الفرقة وأسبابها من التشاحن والتباغض والتحاسد ، والكف عن الوقوع في أعراض المسلمين ، ورميهم بالظنون الكاذبة ، ونحو هذا من الأسباب الجالبة لافتراق المسلمين وجعلهم شيعا وأحزابا يلعن بعضهم بعضا ، ويضرب بعضهم رقاب بعض ،
قال تعالى :
سورة آل عمران الآية 103وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ سورة آل عمران الآية 104وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ سورة آل عمران الآية 105وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أحمد 4 \ 358 ، 363 ، 366 ، والبخاري 1 \ 38 ، 5 \ 126 ، 8 \ 36 ، 91 ، ومسلم 1 \ 82 برقم (65) ، والنسائي 7 \ 127 - 128 برقم (4131) ، وابن ماجه 2 \ 1300 برقم (3942) ، والدارمي 2 \ 69 .
لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ، والآيات والأحاديث في ذم التفرق وأسبابه كثيرة ؛ ولهذا فإن حماية أعراض المسلمين وصيانتها من الضروريات التي علمت من دين الإسلام ، فيحرم هتكها والوقوع فيها ، وتشتد الحرمة حينما يكون الوقوع في العلماء ، ومن عظم نفعه للمسلمين منهم ؛ لما ورد من نصوص الوحيين الشريفين بعظيم منزلتهم ، ومنها : أن الله سبحانه وتعالى ذكرهم شهداء على توحيده ، فقال تعالى :
سورة آل عمران الآية 18شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، والوقوع في العلماء بغير حق تبديعا وتفسيقا وتنقصا وتزهيدا فيهم- كل ذلك من أعظم الظلم والإثم ، وهو من أسباب الفتن ، وصد المسلمين عن تلقي علمهم النافع وما يحملونه من الخير والهدى ، وهذا يعود بالضرر العظيم على انتشار الشرع المطهر ؛ لأنه إذا جرح حملته أثر على المحمول ، وهذا فيه شبه من طريقة من يقع في الصحابة من أهل الأهواء ، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم شهود نبي هذه الأمة على ما بلغه من شريعة الله ، فإذا جرح الشاهد جرح المشهود به .
فالواجب على المسلم التزام أدب الإسلام وهديه وشرائعه ، وأن يكف لسانه عن البذاء والوقوع في أعراض العلماء ، والتوبة إلى الله تعالى من ذلك ، والتخلص من مظالم العباد ، ولكن إذا حصل خطأ من العالم فلا يقضي خطؤه على ما عنده من العلم ، والواجب في معرفة الخطأ الرجوع إلى من يشار إليهم من أهل العلم في العلم والدين وصحة الاعتقاد ، وأن لا يسلم المرء نفسه لكل من هب ودب ، فيقوده إلى المهالك من حيث لا يشعر .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
بكر أبو زيد……. عبدالعزيز آل الشيخ .....صالح الفوزان… عبدالله بن غديان....... عبدالعزيز بن عبد الله بن باز
ليست ثمة قضية أجمع عليها المسلمون قديمًا وحديثًا مثلما أجمعوا على خطورة التفرق والتنازع في دين الله، وأن الاجتماع قوة تتضاءل إلى جانبها كل القوى المتفرقة، ورغم حالة الإجماع هذه إلا أن هناك حالة أخرى من الانفضاض عن هذه الفكرة بشكل يبعث على التساؤل والدهشة، فحالات التنازع والفرقة التي يغرق فيها المسلمون حتى آذانهم تأكل أخضرهم ويابسهم، وتأتي على جهودهم للنهوض والتقدم عن بكرة أبيها، وتُفْشِل كثيرًا من ممارساتهم تجاه محاولات التجمُّع على كلمة سواء.
والمستفيد الأول من حالة التنازع ما بين المسلمين بشكل عام والدعوات الإسلامية بشكل خاص هم أعداء هذا الدين، سواء من الداخل أم من الخارج، فتشتيت الجهود غاية كل أفاق، وأمل كل أفاك، فالضربات المتفرقة غير موجعة، والضربة الصادرة عن أيادٍ مصهورة في يد كبيرة قوية لا شك أنها ضربة قاصمة رادعة، توقف المنافقين ومبتغي الفتن عند حدودهم، وتردعهم عن مزيد من حملات تشويه الصورة وإسقاط الرموز.
لذلك فإن بذرة التفتيت والتفريق يرعاها أعداء هذه الملة وأذنابهم في داخل البلاد، بإيعاز من القوى الظلامية الخارجية، التي تسعى لتطفئ نور الله بأفواهها، ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون، فهذه البذرة تسقى بماء التنازع، ويضاف إليها سماد تضخيم مواطن الخلاف، لتخرج من طينتها نبتة التنابز بالألقاب والسعي بالغيبة والنميمة بين أبناء الدين الواحد والقبلة الواحدة، فتتشتت جهودهم في كيل التهم لبعضهم، والتنظير لإثبات مخالفة فريق ما لقواعد الإسلام وأصوله، حتى يضيع وقت الأمة في قيل وقال، بدلاً من أن تصرف الأوقات للدعوة إلى التوحيد والأخلاق الفاضلة والسعي في الأرض والإنتاج والتقدم والنهضة.
وتعد بذرة التصارع المجتمعي التي زرعها الغرب وأذنابه في بلاد المسلمين نموذجًا مصغرًا من حالة التصارع بين الدول -الإسلامية خاصة-، فالغرب يتصور أن حياته لن تُبنى إلا على أنقاض الإسلام، وأنه ينبغي للدول الإسلامية والعربية أن تكون دويلات تابعة ذليلة للغرب حتى تقوم له قائمة، فإذا قام تكتل عربي وإسلامي قوي فإنه سيؤذن بنهاية الغرب لا محالة، وسينهي سيطرته على مقدرات البلاد والعباد، لذلك يعمل على تكريس هذا المفهوم وتكريس مبادئ الحدود بين الدول واحترام كل منها لسيادة الأخرى والفصل الكامل بين الثروات والسياسات، كل هذا لحساب الدول الغربية التي تتغول يومًا فيومًا وتنشئ كل يوم تكتلات جديدة رغم ما بينها من خلافات عقدية وسياسية ولغوية وجغرافية وأخلاقية، إلا أنهم تكتلوا واجتمعوا ليقينهم بأهمية الاجتماع ونجاعته في دفع العدوان.
لقد كان الافتراق مؤذنًا بانتهاء الخلافة الإسلامية منذ ما يقرب من مائة عام، وقبلها بانتهاء الحضارة الأندلسية بعد أن تفتت إلى طوائف وإمارات متقاتلة، وقبلها بغزو التتار للعالم الإسلامي حينما انشغل كل بلد بنفسه وملذاته وشهواته، ضاربين بالدعوات إلى الوحدة عرض الحائط، بجانب ضياع القدس الشريف والمسجد الأقصى من أيدي المسلمين حيث رزح تحت حكم الصليبيين ما يزيد عن قرنين من الزمان، ولم يعد إلى الحظيرة الإسلامية إلا حينما وحد صلاح الدين الأيوبي بلاد الإسلام مرة أخرى تحت راية واحدة وأعلن الجهاد على الغزاة، واسترد شرف الإسلام مجددًا، ثم ضياعه مرة أخرى في القرن الماضي على أيدي حفنة ضئيلة من اليهود، التي استقت قوتها وتجبرها من ضعف المسلمين وتمزقهم واختلاف راياتهم وسعيهم خلف مصالحهم الشخصية.
إن إعادة قراءة التاريخ الإسلامي، والوقوف على مواطن القوة فيه، والتي كان من أهم أسبابها وحدة المسلمين قلبًا وقالبًا، وانضواؤهم تحت راية واحدة هي راية الإسلام، وعدم تخوين بعضهم بعضًا، هي الاستفادة الحقيقية من التاريخ، فليس التاريخ مجرد قصص وحكايات تُقضى بها الساعات وتُقتل بها الأوقات، وليست عيشًا في الماضي، وإنما هي دروس وعبر تدفع الأمة دفعًا نحو المستقبل، بفكر واعٍ وقلب نابض بالحياة.
وفي مختاراتنا لهذا الأسبوع جمعنا لكم -معاشر الخطباء- مجموعة من الخطب التي تحذر من خطر الفرقة والتنازع، والأسباب التي أدت بالأمة الإسلامية إليها، والعلاجات التي على الأمة أن تسلك مسالكها ليقيها الله -عز وجل- شر هذا البلاء المهلك، وليدفع عنها هذا الداء الوبيل، سائلين الله -عز وجل- أن يعصم الأمة من الافتراق، وأن يوحد كلمتها ويجمعها على قلب رجل واحد، وأن يعينها على التصدي لمخططات أعدائها.
منقول ويتبع بغيره في نفس الإطار
بارك الله فيك على المعلومات
ممكن توضيح بخصوص السطر الثامن
ممكن توضيح بخصوص السطر الثامن
ممكن جدا يا أخي لكن في أي مشاركة يوجد السطر الثامن ؟؟؟؟
فقير إلى الله
2016-11-19, 21:23
اللهم طهر قلوبنا و نقها و أبعد ألسنتنا من آفات اللسان
و إجعلنا مع الصادقين كما قلت هذا يوم ينفع الصادقون صدقهم .. الأية
و إجعلنا منن تنصرهم في الحياة الدنيا و يوم يقوم الأشهاد
السلام عليكم
هذا لقاء مع الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله وأنعم عليه بالصحة ضمن أحد برامج الجزيرة الفضائية الشريعة والحياة يتناول فيه مسألة الفرقة والتحذير منها ..مع الصحفي عبد الصمد ناصر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الصمد ناصر: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج الشريعة والحياة، يقول الله سبحانه وتعالى في مُحْكَمِ كتابه {ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} ويقول أيضاً مخاطباً نَبِيَّه صلى الله عليه وسلم {إنَّ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} صدق الله العظيم. أولت نصوص القرآن والسُنّة النبوية عناية كبيرة لمسائل الوحدة والتحذير من التَفَرُّقِ والاختلاف، صيانة للأمة ووحدتها وحفاظاً على قوتها في وجه المتربصين بها، ففي الفُرْقَة هلاك الأمة وذهاب ريحها وهيبتها، غير أننا اليوم نواجه أزمات شديدة من أبرزها التكتلات الطائفية والعرقية والحزبية وانقسام وحدة الجماعتين الوطنية والمسلمة في سبيل حماية حقوق هذه الطائفة أو تلك أو هذا الفصيل أو ذاك وفي لحظة الانقسام والانكسار والالتفاف حول المصالح الضيقة والخاصة بفئة أو طائفة أو دولة في هذه اللحظة يغدو ضرورياً استدعاء فكرة الألفة بين المسلمين للحديث عن التوحد والائتلاف وخطر التنازع والتفرق، كما استدعينا من قبل في حلقة سابقة فكرة المواطنة هي صيانة الوحدة الوطنية من انقسام في لحظات نعيشها ونعاين فيها انفراط تماسك الاجتماع السياسي، فماذا عن هذا التفريق الذي حصل من الأمة علمائها وأولياء أمورها حتى أصبحت قلوبها شتى؟ وكيف نتعامل مع هذه الانقسامات الداخلية؟ وهل الألفة مسألة خاصة بالمسلمين وبينهم فقط؟ موضوع الألفة بين المسلمين إذا هو موضوع حلقة اليوم من برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة العلامة فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أهلاً بك فضيلة الشيخ.
يوسف القرضاوي: أهلاً بك يا أخ عبد الصمد.
الألفة بين المسلمين في الأحكام الشرعية والعبادات
عبد الصمد ناصر: حياك الله شيخنا يعني ذكرنا آية من الآيات التي تحضُّ وتدعو المسلمين على الوحدة والتآلف والألفة وتأمرهم بنبذ الفرقة وهناك آيات كثيرة طبعاً لا يسعنا الوقت لذكرها التي تكشف اهتمام الشريعة ببناء مجتمعا متحد متآلف، كيف تُجَسِّدُ فضيلة الشيخ الأحكام الشرعية والعبادات هذا المفهوم بمعنى ما أهمية الألفة بين المسلمين في الإسلام؟
"الألفة تعني الاتحاد وعدم الانقسام والمودة والمحبة بين المتحدِين بعضهم بعضا والتفاهم والتعاون فيما بينهم"
يوسف القرضاوي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آلِهِ وصحبه ومن اتبع هداه وبعد، فلابد أن نتحدث عن كلمة.. الألفة.. ما معنى الألفة؟ الألفة تعني جملة أمور؛ الاتحاد وعدم الانقسام والمودة والمحبة بين المتحدِين بعضهم وبعض والتفاهم والتعاون فيما بينهم، هذه المعاني تعني كلمة.. الألفة.. ائتلف وقد امتنَّ الله سبحانه وتعالى على المسلمين بالتأليف بين قلوبهم وقال {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً} وقال مخاطباً الرسول عليه الصلاة والسلام {هُوَ الَذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} فهذا التأليف هو تأليف في الظاهر والباطن يعني هو تأليف الأجسام والقلوب إذا لم تألف القلوب لا يكون هناك شيء اسمه ألفة ولذلك أهم ما في هذا الموضوع القلوب المؤتلفة المتحابة وهذا ما جاء به الإسلام، جاء يزرع الحب بين الناس ويُزيل البغضاء والكراهية، كان المجتمع في الجاهلية يكره بعضه بعضاً ويقاتل بعضه بعضاً ويغير بعضه حتى القبيلة الوحيدة يقول الشاعر.. وأحيانا على بكر أخينا إذا ما لم نجد إلا أخانا.. فجاء الإسلام يزيل هذا التنازع وهذه العصبيات ويجمع الناس على كلمة سواء، على عقيدة الإيمان التي تؤاخي بين الناس جميعاً ولذلك كان مظهر هذا الإيمان الأخوَّة كما عبر القرآن عن ذلك حينما قال {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} هذا التعبير يعني لا يكون المؤمنون إلا أخوَة إذا انتهت الأخوَّة منهم يبقى انتهى الإيمان ويقول النبي عليه الصلاة والسلام "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسْلمه" يعني لا يتخلى عنه "ولا يحقِّره" إلى آخره "بحسب امرئ من الشر أن يحقِّر أخاه المسلم" كان الإسلام يريد أن يُكَوِّن جماعة متراصة لأنها تقاوم باطلاً مدجَّجاً بالسلاح مصمِّماً على مقاومة هذه الدعوة الجديدة ولا يمكن أن تقاوم الباطل وأنت مشتت أو متفرق أو متباغض القلوب لابد أن تجمع صفَّك ولذلك القرآن يقول {إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} لهذا جاءت الآيات والأحاديث تأمر بالأخوَّة وبالوحدة وتنهى عن الفرقة وعن التنازع {واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا}، {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ويندد ببني إسرائيل حينما اختلفوا {ومَا اخْتَلَفَ فِيهِ إلاَّ الَذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ} فجاء ينهى عن التفرق ينهى عن التنازع {ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}، {إنَّ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ} يعني يبرأ رسول الله منهم، يأمره الله أن يبرأ منهم ويقول القرآن {وَلا تَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُم وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} لهذا جاء يَرُصُّ المؤمنين في صف واحد وجاءت عبادات الإسلام تُقَوِّي هذه الوحدة وتُقَوِّي هذه الألفة وتُثَبِّت هذه الأخوَّة، الصلاة صلاة الجماعة أن يقف المسلم بجانب المسلم، القدم بجانب القدم والكتف بجانب الكتف حتى ما يبقاش فيه فرجة بينهم ولأن الشيطان بيدخل، تراصوا هذا المعنى الجماعة الصوم يصومون في وقت واحد ويفطرون في وقت واحد، هذا يعني روح جماعية الزكاة.. ما معنى الزكاة؟ إنها أخذ الفقير حقه من الغني، تؤخذ من أغنيائهم لترد هذا لتؤلف بين الناس حتى لا يحقد الفقير على الغني ولا يستبد الغني بالثروة دون الفقير، كل هذا يؤلف بين المجتمع والحج هو عبارة عن يعني مؤتمر عالمي يجمع المسلمين من كل الأقاليم وكل اللغات وكل الأجناس وكل الألوان ليقفوا جميعاً يعني يحدون بحداء واحد، حداء رباني، نشيد رباني.. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك.. لا فرق بين أبيض وأسود وعربي وأعجمي أوروبي أفريقي كله في هذا كل العبادات والشعائر الإسلامية تهتم حتى المعاملات الإسلامية تَنهى عن كل ما يُفَرِّق، الرسول نهى عن شيء اسمه الغرر.. يعني إيه؟ الغرر المعاملة اللي فيها نوع من الجهالة أمور مش واضحة لأن دي تؤدي إلى التنازع والتنازع.. الآداب الإسلامية المسلم يلتقي بالمسلم يقول.. السلام عليكم.. دي ليؤلف بين الناس الرسول عليه الصلاة والسلام قال يعني "والذي نفسي بيدي لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم" ولذلك اقرأ السلام على من عرفته ومن لم.. كل ده تشميت العاطس الواحد يقول يعطس يقول له.. يرحمك الله.. يعني يقول.. الحمد لله.. يقول له.. يرحمك الله.. والثاني يقول له.. يهديكم الله.. حتى هذه الأمور البسيطة تهادوا تحابوا، الواحد يزور المريض ويعني يعزي فيمَن مات..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: يلبي الدعوة أيضا إذا دُعِيَ..
يوسف القرضاوي [متابعاً]: ويلبي دعوته كل دي للتقريب والتأليف والمؤاخاة بين الناس بعضهم وبعض فهكذا يريد الإسلام من المجتمع أن يصل إلى حد الإيثار شوف أعلى شيء أن يجود بالشيء وهو محتاج إليه {ويُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ ولَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}.
عبد الصمد ناصر: طيب يا فضيلة الشيخ قلت ذكرت قليل الآية التي تقول {إنَّمَا المُؤْمِنُونَ إخْوَةٌ} لكن الملاحظ أن الله سبحانه وتعالى وصف المنافقين وغيرهم بأن {بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وقُلُوبُهُمْ شَتَّى} أليس واقع المسلمين الآن أفراداً ودولاً كذلك هل وصلنا لدرجة أننا نوصف بالنفاق؟
يوسف القرضاوي: أولاً هذا الوصف ليس للمنافقين، هذا وصف لليهود لأن الله سبحانه وتعالى ذكرهم في سورة الحشر قال {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إلاَّ فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن ورَاءِ جُدُرٍ} شأن اليهود دائماً {بَأْسُهُم بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وقُلُوبُهُمْ شَتَّى} حتى هو الآن لما تنظر إلى إسرائيل هم يعني تحسبهم قلوبهم شتَّى ولكن اتفقوا على المصالح، فيه اليهود الأوروبيين واليهود الشرقيين واليهود الفلاشا وبينهم خلافات بعضهم وبعض وخلافات بين العلميين والدينيين وخلافات بين.. ولكن استطاعوا أنهم يداروا هذه الأشياء بحيث تحسبهم جميعاً.. إحنا للأسف أصبح بأسنا بيننا شديداً هذا مع أنه هذا من شر ما يصاب به الناس القرآن جعل هذا من عقوبات الله القدرية يقول القرآن {قُلْ هُوَ القَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ} حجارة من السماء {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} تخسف بكم الأرض {أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ} المهم {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً ويُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ} هذا هو ما حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان ينادي في الناس ويبلغوا الناس عنه "لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض" أن يصبح بأس الأمة بينها ويعادي بعضها بعضاً مع أن أمة كتابها واحد ورسولها واحد وربها واحد وكل أسباب التجميع والتوحيد والتأليف موجودة خصوصاً في أوقات الشدة، يعني ممكن الناس تختلف في أوقات الرخاء إنما أوقات الشدة لا مجال فيها للاختلاف الشاعر العربي قديماً يقول.. عند الشدائد تذهب الأحقاد.. مفيش حقد عند الشدة الواحد ينسى الأحقاد والشاعر أمير الشعراء أحمد شوقي حديثاً يقول يخاطب الحمامة يقل.. الجنس يا ابن الطلح فرَّقنا.. أنت حمام وأنا إنسان.. إن المصائب يجمعنا المصابين.. أنت في غربة وأنا في غربة وأنت تنوح وأنا بأنوح.. فإن المصائب يجمعنا المصابين.. المفروض إن المسلمين الآن وهم في قُربة وفي محنة وفي شدة وتكالب عليهم الأعداء من كل جانب حتى اليهود الذين كانوا يعيشون أهل ذمة بين ظهرانيهم حينما طردتهم أوروبا ولم يجدوا كهفاً يأوون إليه إلا ديار المسلمين، المسلمين هم الذين سعوهم وضمُّوهم تحت جناحهم، قلبوا لهم ظهر المجد وقاموا دولتهم على أنقاضهم وشتتوا الملايين في الأفاق ليقيموا الدولة، حتى هؤلاء تعزز الذليل على المسلمين واجترأ الجبان على المسلمين وأصبح البغاث بأرضنا يستنسل كما قال الشاعر، هذه الشدة هي المفروض تؤلف بين المسلمين لأن لا مجال للخلاف ولا للتفرُّق ولا للبغضاء في وقت الشدة.
أسباب فُرقة المسلمين والفرق بين العصبية والتطرف
عبد الصمد ناصر: نعم هذا منهي عنه حتى في كتاب الله سبحانه وتعالى الآية تقول {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} طيب فضيلة الشيخ إذا دخلنا في الموضوع أكثر يعني تعمقنا أكثر لو نتحدث عن مسألة هذه الفُرقة قبل أي خطوة يعني لغسل قبل أي خطوة لغسل القلوب طبعاً لازم يجب أو يفترض بداية معرفة ودراسة عوامل الفُرقة التي أوصلت المسلمين إلى ما هم عليه الآن من انحدار باختصار ما هي أسباب هذه الفرقة وأنا أعلم أنها موضوع طويل يعني يعود لقرون طويلة طبعاً؟
يوسف القرضاوي: موضوع طويل طبعاً يعني فيه أسباب أخلاقية يعني كما أشار إليها الحديث النبوي "دبَّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين" البغضاء والعداوة بين الناس بعضهم وبعض ومعظم هذا أسبابه حب الدنيا وحب الذات، الناس تحب مصالحها الشخصية وشهواتها وتجري وراء الشهوات ولو كان ذلك ضد الدين وضد الأخلاق وضد الفضائل والمُثل وضد مصلحة الأمة، فحب الدنيا وحب الذات هو الذي يؤدي إلى هذا داء الأمم وهناك العصبيات، العصبية النبي عليه الصلاة والسلام برّأ من العصبية قال "ليس منا من دعا إلى عصبية وليس منا من قاتل على عصبية وليس منا من مات على عصبية" وجعل هذه العصبية من شأن الجاهلية، فالعصبيات حين تكون عصبيات عرقية نجد الآن..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: هل هي الآن مصطلح التطرف ما يسمى الآن بالتطرف؟
يوسف القرضاوي: لا العصبية غير التطرف، العصبية أن يتعصب جماعة لعرقهم وجنسهم، يقول لك دول عرب ودول أكراد، دول عرب وبربر يعني ده عصبية للعرق أو عصبية للإقليم، ده شرقي وده غربي ده كذا وكذا أو عصبية للغة أنا لغتي كذا وده لغته كذا أو عصبية للمذهب هذا سُنِّي وهذا شيعي أو للدين هذا مسيحي وهذا مسلم دي كلها عصبيات، إذا الإنسان يعني استسلم لهذه العصبية تتفرق الأمة فيبقى العرب ضد الأكراد والعرب ضد البربر والسُنَّة ضد الشيعة ويجيء تقسيمات أخرى، اليمين ضد اليسار والليبراليين ضد الراديكاليين والثوريين ضد الرجعيين وتتقسم الأمة إذا استسلمنا لهذه الأشياء تنقسم الأمة، فالعصبيات من أسباب الفرقة ولذلك المفروض إن المسلمين يَدَعُوا هذه العصبيات كلها ويقولون نحن مسلمون {وقَالَ إنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ} حينما أقول.. أنا مسلم.. خلاص انتهت العصبيات دي كلها، كان الصحابة هكذا كانوا يفعلون كان يقول شاعرهم.. أبي الإسلام، لا أب لي سواه إذا افتخروا بقيس أو تميمِ.. كان زمان يفتخروا يقولوا لك لا خلاص لما جاء أحد اليهود يريد أن يؤرث النار ويؤجج النار بين الأوْس والخزرج وذكرهم بأيام الجاهلية ولما انتصر الأوْس على الخزرج ويذكر الشعر حتى هاجوا، قالوا يا للأوْس يا للخزرج وجاء النبي صلى الله عليه وسلم حينما سمع هذا قال "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم" الأوْس والخزرج أنتم أصبحتم أنصار الله نسينا الأوْس والخزرج، فالعصبيات هذه خطيرة جداً. هناك أيضاً من الأشياء اللي فرقت بين المسلمين استيراد المناهج المختلفة لو أن المسلمين اتبعوا الإسلام وشريعة القرآن وجعلوا القرآن منهاجهم ودستورهم يستمدون منه أصول حياتهم لم يختلفوا إنما ناس استوردوا من الشرق وناس استوردوا من الغرب ناس استوردوا مناهج يسارية اشتراكية وناس استوردت مناهج رأسمالية ليبرالية، اختلفت المناهج، القرآن يقول {وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} النبي عليه الصلاة والسلام كان يعلم الصحابة وسائل الإيضاح عن العند ولم يكن فيه سبورة ولا مش عارف إيه إنما على الرمل خط.. خط كده قال "هذا سبيل الله مستقيماً" وبعدين خط عن يمينه وعن شماله خطوط متعرجة وملتوية قال "هذه سبل على رأس كل منها شيطان يدعو إليه" ثم تلا الآية {وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ} إذا استوردنا المذاهب والفلسفات والمناهج من الخارج وتركنا تراثنا وتركنا شريعتنا وتركنا قيمنا وتركنا أصولنا تكون النتيجة إيه؟ ناس يجيبوا من اليمن وناس يجيبوا من اليسار واليمين ليس شيء واحد واليسار ليس شيء.. هناك يمين اليمين ويسار اليمين ووسط اليمين وهكذا وبعدين أيضاً هذا ترتب عليه اختلاف الولاءات ناس ولاءها لواشنطن وناس ولاءها لموسكو وناس ولاءها لباريس وناس ولاءها للندن وناس.. إذا اختلفت الولاءات اختلفت أيضاً التوجهات واختلفت.. وهذا يكون مع ناس وده يكون مع آخرين، أيضاً اختلاف الأهواء والمصالح الخاصة الناس تجعل المصلحة الخاصة ضد المصلحة العليا، إذا كان مصلحتي إن أنا أكون ملك على هذه القطعة من الأرض ولو كان بتأييد الكفار وبتأييد الأجانب وتأييد المستعمرين ضد أخواني اللي هم قريبين مني أعمل هذا لا إذا تغلَّبت الشهوات وتغلبت المصالح على المثل العليا، على الحقائق الكبيرة، على المصالح الكبرى، إذا حدث هذا فهذه كلها من أسباب التفرق الذي نراه بين المسلمين اليوم للأسف.
عبد الصمد ناصر: على كل حال سنعود إلى هذا الموضوع بمزيد من محاور أخرى، كيف يمكن أن نشيع ثقافة التآلف بين المسلمين؟ كيف يمكن أن يعالج هذا الأمر؟ نعود إلى هذا الموضوع بعد هذا الفاصل فضيلة الشيخ، ابقوا معنا سنعود بعد قليل.
كيفية نشر ثقافة الألفة وصون المجتمع ضد التفرقة
عبد الصمد ناصر: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا الكرام إلى برنامج الشريعة والحياة حلقة اليوم حول الألفة بين المسلمين، فضيلة الشيخ كنت تتحدث قبل قليل عن أسباب الفرقة بين المسلمين ويبدو أن المسلمين اليوم هم أحوج ما يكونوا إلى رص الصفوف ونبذ كل أسباب وعوامل التفرُّق والاختلاف ولمواجهة كل التحديات التي تواجههم، عملياً فضيلة الشيخ كيف يمكن أن نشيع ثقافة الألفة بين المسلمين؟ كيف يمكن أن نحصن المجتمع الإسلامي المجتمع المسلم ضد كل أسباب التفرقة والاختلاف؟
"نحن في حاجة إلى توعية فكرية وتربوية وأخلاقية، نريد أن نوعِّيَ الناس ابتداء من النخب إلى الجماهير، بأن الخير كل الخير والنجاح كل النجاح والقوة كل القوَّة إنما تتمثل في الوحدة والألفة والتقارب والتضامن "
يوسف القرضاوي: نحن في حاجة إلى توعية فكرية وتربية أخلاقية، نريد أن نوعِّيَ الناس كل الناس ابتداء من النخب إلى الجماهير، نوعِّيهم أن الخير كل الخير والنجاح كل النجاح والقوة كل القوَّة إنما تتمثل في الوحدة والألفة والتقارب والتضامن وأن الشر كله يأتي من الفُرقة، هذا ما تثبته النصوص الدينية نصوص القرآن ونصوص السُنَّة وما يثبته التاريخ، نحن عرفنا أن المسلمين لا ينال منهم عدوهم إلا بفرقتهم، أول الوهن في الدولة الإسلامية كان بالانفصالات التي حدثت، إن كل واحد أمير كان على بلد في ولاية يحب أن يستأثر بها ويعمل له هو ولاية ينفصل عن الدولة الكبرى فهذا أثَّر، يعني لابد أن تستفيد من التاريخ، لابد أن نُدرِّسَ التاريخ لأبنائنا لازم نرى حتى الواقع الآن، كيف أصبح العالم يتقارب في كل مكان والمسلمون يتباعدون؟ يتقارب على المستوى الديني، اليهود يقتربون من النصارى والنصارى يقتربون من اليهود والفاتيكان يبرئ اليهود من دم المسيح والكاثوليك يقتربون من البروتستانت مع إن المذاهب المسيحية كل مذهب كأنه دين مخالف تماماً، يقتربون بعضهم من بعض على المستوى الأيديولوجي رأينا الاتحاد السوفيتي وأميركا في أيام..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: الصهيونية المسيحية..
يوسف القرضاوي [متابعاً]: التعايش السلمي وبعدين سياسة الوفاق وبعدين.. ورأينا يقتربون من الصين الخطر الأصفر يقتربون.. أوروبا التي عاشت قرون يحارب بعضها بعضاً لأسباب معروفة تاريخياً بعضها ديني وبعضها قومي وبعضها سياسي وبعضها مصلحي وأخرها الحربان العالميتان التي حصدت الملايين حصدت من الأوروبيين بعضهم وبعض الآن وجدوا إنه لا خير في الخلاف ولا خير في الفرقة الخير في التحالف والاتحاد والتحالف..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: التحالف والوحدة..
يوسف القرضاوي [متابعاً]: والتضامن وكوَّنوا الاتحاد الأوروبي، كوَّنوا برلمان واحد، كونوا عملة واحدة، زالت الجمارك وزالت.. لماذا لا نستفيد من هؤلاء ولم يكن بيننا وبينهم مثل هذه الدماء؟ نحن للأسف نحن نمشي في الطريق الغلط ونرتكب الشطط ونرى الرؤوس الطائفية تبرز هنا وهناك تدعو إلى الفرقة.
عبد الصمد ناصر: طيب فضيلة الشيخ ما السبيل للوصول لهذه النتيجة؟ هل في الأعلام؟ هل في التربية؟ هل في الثقافة؟ هل في عمل دعوى؟
يوسف القرضاوي: كل هذه لابد منها لابد الأعلام يقوم بدوره، الجامعات تقوم بدورها، وزارات التربية تقوم بدورها، الأُسَر تقوم بدورها، هناك في بعض الأسر تربي أولادها على الكراهية؛ السُنِّي يكره الشيعي والشيعي يكره السُنِّي وبتاع..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: في المناهج التعليمية أيضا..
يوسف القرضاوي [متابعاً]: ويقتلون أبنائهم مع هذا ما ينفعش ممكن يلتقي إحنا العلماء والمشايخ وندعو إلى التقريب وكذا ولكن عملياً لا يحصل هذا لأن في الأسرة يُزرع شيء آخر ويُغرس شيء في النفوس من منذ نعومة الأطفال.
عبد الصمد ناصر: لكن فضيلة الشيخ هذه الأسرة مِن أين استمدت هذه الثقافة؟ أليس من كتابات التاريخ كتب التاريخ؟ أليس من مناهج التعليم التي تحض عليها؟
يوسف القرضاوي: لازم ننقي هذا يعني لابد أن نكون شجعان ونعرف أين الخير لنا ونحاول، يعني أنا التقيت بالأخوة الشيعة في إيران وفي البحرين وفي أكثر من بلد وتناقشنا وقلنا بصراحة لابد يعني لكي نُحدِث تقريب حقيقي، مش بس تقريب في المؤتمرات لابد من أشياء كذا وكذا وذكرت لهم بعض الأشياء لابد أن يعترف بعضنا بالأخطاء التي وقع فيها ولابد أن نعالج الموضوع بمصارحة ومصارحة بالحكمة ولابد أن يعني نُبْعِد الغُلاة من الطريق، إذا ظل الغُلاة لن يدعونا أبداً يقترب بعضنا من بعض، الغلاة في العصبية المذهبية والغُلاة في العصبية العرقية والغُلاة في العصبية.. هؤلاء لا يمكن أن يقترب بعضهم من بعض إنما الناس المعتدلين هم اللي ممكن يعني إحنا كان فيه قوميين والإسلاميين ظلوا عقود من الأزمان بعضهم يحارب بعض..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: متناثرين..
يوسف القرضاوي [متابعاً]: ويرد على الآخر ويخطئه وكذا وبعدين وجدنا أنه من المصلحة وهناك جماعات تريد أن تطبِّع العلاقات مع إسرائيل وتريد أن تقرب المسافة من إسرائيل والأمة في خطر وجدنا إنه من المصلحة أن يجتمع القوميون والإسلاميون واجتمعنا فعلاً عملنا مؤتمر قومي إسلامي وصار له والحمد لله الاجتماعات ولقاءات وإنجازات، لابد أن نَقْوى على هذه الشهوات وهذه الاعتبارات الجزئية والمحلية.
عبد الصمد ناصر: طيب فضيلة الشيخ لعل من التحديات التي تواجه هذا الفقه الذي يدعو إلى هذه المدرسة مدرسة تقريب المذاهب بين الطوائف بين كل الأفكار ألا تواجَهون بمدرسة أخرى متشائمة ترى بأنه ربما من المستحيل أن يتم لمُّ شتات المسلمين؟ أليست هذه عقبة أمام نجاح هذا المسعى؟
يوسف القرضاوي: موجود هذا هذه يعني سُنّة الله أن يوجد دائماً طرفان ووسط هناك مَن يعني يقول لك مستحيل أن يجتمع العرب ومستحيل أن يجتمع المسلمون، يقول لك.. إيش جمع الشامي على المغربي.. إيش يعني كيف تجمع الباكستاني على العربي، كيف تجمع.. وهذا هو وهم في الحقيقة مقابل هؤلاء فيه ناس يقولوا لك لا الوحدة مافيش أي عقبة أمامها وممكن تقوم خلافة إسلامية غداً أو بعد غد والأسباب غير مهيأة لها إنما الواقع لا داعي للتشاؤم أبداً، أنا أرى المسلمين فيما بينهم يعني الشعوب الإسلامية الجماهير الإسلامية فيما بينها متآلفة متقاربة، يعني اسمع أي خطبة في أي بلد عربي أو أي بلد إسلامي أو اخرج خارج العالم الإسلامي في الأقليات واسمع أي خطبة، الخطيب يتكلم عن قضية كأنما يتكلم في بلده، يدعو للمسلمين في كل مكان والناس تقول آمين، اللهم انصر أهل فلسطين, هو ماهوش في فلسطين هو في بورما ولاّ في الهند ولاّ في نيبال ولا في اليابان حتى يدعو لأهل فلسطين، يدعو للمصابين في الزلزال في كشمير ويدعو الناس إلى أن يتبرعوا لهم والناس يستجيبون له، يعني فيه عاطفة إسلامية ومشاعر إسلامية هذا موجود، إنما المشكلة في الأنظمة والحكام والأهواء التي تحكم الناس والمصالح الخاص التي تُسَيِّرُهم والدسائس، دسائس الأجانب أيضاً لابد ألا نغفل هذا الجانب، شاس بن قيس الذي فرَّق بين الأوْس والخزرج بعد أن رآهم متآلفين متحابين وذكرهم بالجهادية وقاموا ينادون بالسلاح بعضهم ضد بعض، شاس بن قيس ده موجود الآن بأسماء أخرى وبصور أخرى إنما موجود ولذلك القرآن يقول {يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا إن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} أسباب النزول تقول يعني بعد وحدتكم متفرقين وبعد أخوتكم متعادين هم لم يكفروا ولا حاجة إنما قاموا يتنازعون ويريدون أن يقاتل.. اعتبروا القرآن ده كفر {يَرُدُّوكُم بَعْدَ إيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وكَيْفَ تَكْفُرُونَ وأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وفِيكُمْ رَسُولُهُ} فنحن محتاجون إلى هذه المعاني.
عبد الصمد ناصر: فضيلة الشيخ أستسمحك أريد أن أشرك بعض السادة المشاهدين، معي الدكتور سيف الدين عبد الفتاح من مصر تفضل دكتور سيف الدين.
سيف الدين عبد الفتاح- أستاذ النظرية السياسية- مصر: السلام عليكم الشيخ الجليل.
يوسف القرضاوي: عليكم السلام يا دكتور أهلاً وسهلاً بك بارك الله فيك.
سيف الدين عبد الفتاح: أهلاً وسهلاً الله يسلمك ويبارك فيك، أنا يا أستاذنا أريد أن أقوم بمداخلة في هذا الموضوع وعاوز فقط يعني أُلْفِتُ النظر إلى إنه قد يكون الاختلاف سُنَّة إلهية ومن ثم فنحن لا ننكر وجود الاختلاف بالنسبة للناس ولكنه اختلاف وظيفي وهذه الحقيقة وكما تعلَّمنا عليكم أؤكد أن التعدد حقيقة واقعية وأن التعايش من خلال ذلك التعدد ضرورة وأن التعارف بين الناس عملية مهمة وأن الحوار بين هؤلاء المختلفين آلية غاية في الأهمية، الاختلاف كما يقول المواردي في أدب الدنيا والدين قد يكون مدخلاً للائتلاف فعلينا دائماً أن نتعلم كيف يكون الاختلاف مدخلاً للائتلاف وكيف يكون اختلاف التنوع هذا هو اختلاف التكامل والتآلف الذي يؤدي إلى ألفة المسلمين وإلى قوتهم.
عبد الصمد ناصر: طيب أستاذ سيف الدين عبد الفتاح يعني قلتَ بأن الاختلاف قد يكون مدخلاً للائتلاف، كيف يمكن الوصول إلى هذه النتيجة؟
سيف الدين عبد الفتاح: نعم الوصول إلى هذه النتيجة هي أنا أرى إنه يجب أن نتدبر وشيخنا الجليل إن شاء الله يمكن أن يُجَلِّي هذا الموضوع وهو يمكن أن نتدبر ما يسمى بثقافة السفينة..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: ثقافة..؟
سيف الدين عبد الفتاح: ثقافة السفينة هي آتية من حديث السفينة الذي أكد عليه النبي عليه الصلاة والسلام "كمثل قوم استهموا على سفينة" هذا الحديث الذي يؤكد أن الناس يجتمعون على تلك السفينة لابد وأن يكون لديهم قدر من المنافع المشتركة والمصالح المتبادلة والقدرة على تبادل هذه المصالح والمنافع ويجب على صاحب السلطان مَن هو في الأعلى أن يأخذ في اعتباره مَن هو في الأدنى ويجب أن يتواصل معه وتتأكد حركة العلاقة والاتصال الدائم بين مَن هم أعلى ومَن هم في أدنى ولا يحسبنَّ أحد أن كل له موضع على هذه السفينة يفعل فيه ما يشاء فإن السفينة اجتماع وتواصل وحوار وألفة وتآلف وتماسك وعاقبة وتَدَبُّر ومن ثم علينا أن نتدبر تلك السنن التي يؤكد عليها النبي بحديث السفينة هذه السنن إنما تعبر عن المعنى الذي أريد أن أؤكد عليه.
عبد الصمد ناصر: نعم دكتور سيف قد يكون قائل السفينة التي تتحدث عنها ربما تفرَّق ركابها منذ قرون إلى سفن لم تعد هناك سفينة واحدة؟
سيف الدين عبد الفتاح: نعم يا أخي نعم، العالم مملوء بالسفن، فهناك سفينة للأسرة وهناك سفينة للدولة وهناك سفن عدة ولكن علينا دائماً أن نحافظ على هذه السفن جميعاً وأن نجعل منطق السفينة هو الذي يحكم وثقافة السفينة هي التي تشيع في هذا المقام..
مشاركات المشاهدين
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: نعم شكراً لك دكتور سيف عفواً على المقاطعة لضيق الوقت شكراً دكتور سيف الدين عبد الفتاح وهو أستاذ نظرية سياسية بجامعة القاهرة وعلى كل حال معي من السعودية أبو أسامة تفضل أخي أمامك دقيقة واحدة من فضلك.
أبو أسامة- السعودية: السلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله.
أبو أسامة: عزيزي أول شيء ممكن اقتراح يعني تكون حلقة الأسبوع القادم إن شاء الله مفتوحة يعني مع فضيلة الشيخ وأريد من الشيخ أن يوجه كلمة لأخواننا في العراق بما حافل الآن بينهم الفرقة ومن تشردوا وهذا الوضع اللي في العراق يعني يعتبر جهاد أو يعتبر خروج عن العقل والمنطق؟ وما هو سبب فرقة الأمة يعني رغم إمكانياتها المادية والبشرية؟
عبد الصمد ناصر: هو تحدث الشيخ قبل قليل عن موضوع أسباب فرقة الأمة أخ أبو أسامة.
أبو أسامة: يعني هل الحكام يعني سبب في ذلك؟
عبد الصمد ناصر: هو قال الحكام يعني قال باللفظ يعني حدد باللفظ.
أبو أسامة: طيب يعني يوجه كلمة للحكام مثلاً.
عبد الصمد ناصر: إن شاء الله كلمة إلى أهل العراق والحكام شكراً أبو أسامة، محمد الشمري من السعودية تفضل.
محمد الشمري- السعودية: السلام عليكم ورحمة الله.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
يوسف القرضاوي: وعليكم السلام ورحمة الله.
محمد الشمري: مع الامتنان والشكر لفضيلة الشيخ إلا أنه في قلوبنا حسرة وغبن على أن صوت الأمة الإسلامية غير مسموع عالمياً، لا ندري هو تقصير أو تجاهل أو لا حياة لمن تنادي الهولوكوست مع أنها لم تَثْبُت ولكن لها حياة الحدث الحاضر ويحاكَم من يذكرها أو يشكك بها ومجازر المسلمين على الهواء مباشرة.
عبد الصمد ناصر: طيب محمد الشمري ما علاقة الموضوع بالتآلف بين المسلمين؟
محمد الشمري: علاقة الموضوع إن صوت الأمة غير مسموع..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: باختصار..
محمد الشمري [متابعاً]: عالمياً يعني الأعلام..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: نريد نسمع أولاً صوتنا داخل بيتنا الإسلامي قبل أن يسمعه الآخرين أن تكون لنا كلمة موحدة حتى يسمعنا الآخرون.
يوسف القرضاوي: لأنه إذا اختلفت الأمة ضعف صوتها يعني.
محمد الشمري: نعم.
عبد الصمد ناصر: شكراً لك محمد الشمري من السعودية على كل حال فضيلة الشيخ هل تريد أن ترد؟
يوسف القرضاوي: أريد أن أعلق على يعني مداخلة الأخ الكريم الدكتور سيف عبد الفتَّاح وهو تحدث عن الاختلاف وحقيقة إحنا حديثنا كله كان عن التفرُّق، فيه فرق بين التفرق والاختلاف، أنا لي كتاب اسمه الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرُّق المذموم، الاختلاف ليس ممنوعاً بالعكس أنا أيضاً لي بحوث عن التعددية، إن فيه بس واحد وحدانية الخالق وتعدد الخلق كل الخلق متعدد، الواحد هو الله عز وجل فالدعوة إلى التعددية دعوة يعني مطلوبة ومفروضة والاختلاف مطلوب بس الناس تراعي أدب الاختلاف، فيه شيء ندعو إليه اسمه فقه الاختلاف حتى أحد أخواننا يعني ألَّف كتاباً وأنا يعني نَوَّهْت به أكثر من مرة سماه هذا فقه الائتلاف يعني مش حتى فقه الاختلاف لأنه هو اختلاف يؤدي إلى ائتلاف إذا راعى الناس أصول هذا النوع من الفقه والاختلاف في الحقيقة اختلاف في الفروع الفقه أو فروع العقيدة حتى ضرورة ورحمة وسعي وأنا فصَّلت في هذا في كاتبي الاختلاف المشروع والتفرق المذموم ولذلك القرآن لم ينه عن الاختلاف إنما ينهى عنه إذا كان معه التفرق {ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واخْتَلَفُوا} إذا الاختلاف أدى إلى تفرُّق لا تكون من المشركين {الَذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وكَانُوا شِيَعاً} فتفريق الدين هو ده الخطر، إنما لو اختلف الناس في الآراء يتسع الناس بعضهم، اختلف الصحابة بعضهم وصلى بعضهم وراء بعض واختلف الأئمة وكان الاختلاف رحمة واسعة، كان سيدنا عمر بن عبد العزيز يقول ما وددت أن أصحاب رسول الله لم يختلفوا لأنه لما اختلفوا يعني أصبح أمامنا طرق عدة، تتبع ابن عباس هنا أم تتبع ابن مسعود أم تتبع معاذ بن جبل أم عمر، أصبح أمامنا مناهج متعددة وشرعوا للناس الاختلاف اختلاف في الرأي فهذا ليس الخطر منه إنما الخطر التعصُّب وعدم احترام الرأي الآخر وقول بعضهم رأيي صواب لا يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ لا يحتمل الصواب، على حين كان سلفنا يقول رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب، الآن المتعصبين يقول لك لا ويتهم الآخرين ويطعنهم ويؤلف الكتب لأنهم خالفوه في بعض الآراء يجرح الناس وأحيانا يخرجهم من الملة.
عبد الصمد ناصر: بين العلماء فضيلة الشيخ بين العلماء أنفسهم هناك من يكتب كتب يؤلفها يسبُّ هذا العالم ويشتمه أو يتهجم عليه.
يوسف القرضاوي: آه هذا منسوب إلى العلم هو من طلبة العلم وشاغل نفسه بهذه المعارك، الأمة تعيش وراء الأمم أُكِلَتْ حقوقها، ديست يعني كرامتها، انتهِكَتْ حرماتها، سُفِكَ دمها، الدم الإسلامي أصبح أرخص دم في الأرض وهؤلاء مشغولون بمعارك هامشية وقضايا جزئية ويقيم الدنيا ولا يقعدها من أجل الخلاف في هذه الأمور والأصل فيه إساءة الظن إن الناس عنده كلهم سيؤون ويمكن يكفرهم يعني ينتهي الأمر إلى أن يعتبروا.. هذا هو الخطر الأكبر أن يُكَفَّر الإنسان المسلم يخرجه من الملة وهذا أكبر عقوبة بالمسلم فالخلاف ليس شراً إنما الشر..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: والنبي صلى الله عليه وسلم قال" إن المسلم من سلم الناس..
يوسف القرضاوي [متابعاً]: هو التفرق والتعادي الذي يجعل الناس بعضهم أعداء لبعض.
الخلاف بين السُنّة والشيعة في العراق
عبد الصمد ناصر: النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" قبل قليل كان معنا أبو أسامة من السعودية فعلاً أريد أن أعود إلى هذه النقطة مسألة الطائفية وتحدث عن موضوع العراق قال يطلب منك توجيه كلمة لأهالي العراق للتحذير من خطورة الطائفية ونحن نشاهد ما يبدو إرهاصات حرب طائفية كما يقول الكثيرون في العراق.
"حذرت المسلمين سنَّة وشيعة من أن أعداءهم يريدون أن يضربوا بعضهم بعضا، هم لا يحبون الشيعة والسُنّة، هؤلاء أعداء للأمة "
يوسف القرضاوي: والله أنا يعني كتبت في هذا في عدد من كتبي وحذَّرت المسلمين سنَّة وشيعة من أن أعداءهم يريدون أن يضربوا بعضهم ببعض هم لا يحبون لا الشيعة ولا السُنّة، هؤلاء أعداء للأمة جميعها ولكن هم يريدون أن تقوم حرب دينية، قامت حرب بين العراق وإيران إنما كان طابعها قومياً، كانت حرب عرب مع فرس إنهم يريدون حرب سُنّة مع شيعة وهم يتفرجون على هذا ويحركوننا كالأحجار على رقعة الشطرنج ونحن لا ندري إننا محرَّكون وإننا ننفذ أغراضهم، إذا انقسم العراق سنَّة وشيعة سيكون خطراً على الطائفتين على السُنّة وعلى الشيعة جميعاً، يجب أن يكون العراقيون أعقل وأحكم من هؤلاء، هؤلاء يلعبون بالنار إن واحد يروح يقتل لك كم عالم سُنِّي يدخل المسجد ويعمل مش عارف إيه أو اللي يعملوه الناس اللي جايين من خارج العراق هذا كله يعني ليس في مصلحة العراقيين، نحن ندعو العراقيين أن يكونوا شعباً واحداً وصفاً واحداً ووطناً واحداً كما كان العراق دائماً، أما تقسيم العراق هذا ليس في مصلحة أحد ولذلك يعني أنا أرجو أن المؤتمر الذي دعت إليه الجامعة العربية دعا إليه أمين الجامعة العربية أرجو أن ينتهي بأشياء يتفق عليها الجميع ويحترمونها هذا في مصلحة الجميع ولابد أن يكون عند الجميع قدْر من التنازل إنما إذا كان واحد عنده شيء من القوة الآن يقول أستغل قوتي في سحق الآخرين وهذا أو واحد يتقوى بالأميركان أو واحد يتقوى هذا في الحقيقة شر على الجميع يجب أن يعتصم الجميع بحبل الله جميعاً {اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا} {ومَن يَعْتَصِم بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} لن يكون الانقسام لا في صالح الشيعة ولا في صالح السُنَّة سيقولون في يوم من الأيام إنما أكلت يوم أكل الثور الأسود.
عبد الصمد ناصر: فضيلة الشيخ أليس من شأن هذا الاختلاف الآن في العراق لو ركزنا على موضوع العراق أن يعطي لغير المسلمين المبرر لكي يشوِّه صورة الإسلام أو إصدار أحكام ما على الإسلام وتدخل في شؤون العراق وإبقاء العراق تحت وصاية هذا الطرف؟
يوسف القرضاوي: كل الانقسام الذي نراه والتفرق ليس من ورائه خير لأحد، الأخ الذي يقول صوت الأمة غير مسموع صوت الأمة لأن الأمة مختلفة مشغولة بعضها البعض..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: ليس بها صوت واحد.
يوسف القرضاوي [متابعاً]: بدل ما تحاول تسمع صوتها للعالم يضرب بعضها بعضاً، كيف يسمع العالم صوتنا؟ الناس كلها تتجمع وإحنا نتفرق، فأنا أريد الأمة أن تعي رسالتها، هذه الأمة ربنا كلّفها برسالة كبيرة هي رسالة الإسلام، يجب تعتز بإسلامها مش تعتز بطائفيتها أو بمذهبها، عمر بن الخطاب قال كلمة يجب أن نعيها جميعاً حتى الشيعة أيضا نحن كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نلتمس العزة بغيره أذلنا الله، لن يكون لهذه الأمة نصر على أعدائها لن تتحقق لهذه الأمة أمانيها في الاستقرار والرخاء والسيادة والعزة إلا بالتماسك والتلاحم وخصوصاً في هذه الأوقات الرهيبة والعصيبة التي تمر بها أمتنا وهي فترات من تاريخنا لا يُنجي منها إلا الاعتصام بالله والاعتصام بالوحدة.
عبد الصمد ناصر: بارك الله في فضية الشيخ، شكراً لمشاهدينا الكرام لمتابعتهم وفي ختام هذه الحلقة لكم تحيات المخرج منصور طلافيح والمعد معتز الخطيب وإلى لقاء آخر في الحلقة القادمة بحول الله.
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir