المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا فجأة لا نجد أمامنا من كان أنيسا لنا؟!


الهادي عبادلية
2016-10-05, 21:06
السّلام عليكم ورحمة الله ،
.." السّلام عليكم" تحيّة أهل الجنّة ، وقد اعتدت في كلّ مرّة أستانس فيها مع ولدي ،خاصّة عندما أتوجّه الى العمل ، وهو الى المدرسة، وأستمتع حقّا بذلك، رغم خشيتي من لفظة مستهجنة منّي أو من الآخرين ، أو حركة طائشة تحسب عليّ،
وكنّا حينما نمرّ على جماعة أو فردا ، أن أسلّم عليهم أو عليه ، بما أنّها أسعد وأبسط طريقة للسّعادة التي نشارك بها غيرنا ، بينما تبدو غريبة نوعا ما لولدي، لأنّه يراني أسلّم على أناس بالنسبة له غرباء ! ؟
..ولمّا اعتاد ولدي على ذلك من تلقاء نفسه ، لم يكن أحيانا يجد ردّا لسلامه !
فأيّن كان السّبب ، فلم يكن ليصمت ، بل كان يعيد عليهم السّلام الى أن يجيبوه، أو ألفت نظرهم اليه ليحيّوه ، بما أنّ ردّها فرض ،
.. انّ سطوة الآخرين من مجتمعنا على أولادنا يدركها الأولاد كما ندركها ، تبكيهم كما تبكينا ، وتحزنهم كما تحزننا ، رغم أنّنا نترجّاهم ألاّ يخافوهم أو يخشوهم ، وليبقوا أطفالا.
فمن منّا لا يفتخر بولده وهو يراه مقلّدا ايّاه ، يجلب اليه نظرات الاستحسان ، والدّعاء له بالصّلاح والاصلاح ، غير أنّ الغريب هو عدم انتباهنا الى المذبحة التي نشاركها مع بعض أولئك الوحوش البشريّة، حيث نعلّمهم حيل الكبار في التّعامل مع بعضهم في الغشّ والكذب ، وربّما السّرقة ، نعلّهم هراء لن يفهموه الآن ، بيد أنّ الأيّام ستولّى، ويكبر الأولاد، ويزدادون ادراكا لما حولهم، وهناك ربّما تكون المأساة !!؟
لقد طفت في الأزقّة طفلا وشابّا وكهلا ، وقرأت عمّن طارد " المتنبّي" لقتله ، وكان له ذلك،
وعن " السّندباد" ، لكن هجرتنا الحقيقيّة لم تكن بدأت بعد ، لأنّنا لازلنا نسكن في فضاء مسكون بالرّحيل، والاحزان العميقة ، وصرخات الأرامل والفقراء والمستضعفين، نعيش على قلق كأنّ الرذيح تحتنا ، ومع شعورنا بخيبات أمل كثيرة، نرى فيها بؤس الأولاد، مع عدم ادراكنا بالانسانيّة العميقة من رأفة ورحمة ، وبعد نظر ، وما زاد عليها من بؤس الطّبيعة والانسانيّة "الحيوانيّة المتوحّشة" ، التي ما فتئت تفسد في الأرض شرّ الفساد، في خطف الأولاد أو قتلهم،
مخلّفة صرخات لا يمحيها الزّمن ، تولّد بعدها رعبا سيبقى كامنا في أكباد الأوليّاء ، كأنها خارجة من جوف العصور المظلمة !؟
..اذن، فكيف لأولادنا أن يسلّموا مرّة أخرى على أحد ما، سواء كان قريبا أو بعيدا أو غريبا ، وهم ينظرون اليه على أنّه ربّما يكون خاطفه يوما ما !!؟
..فلماذا فجأة لا نجد أمامنا من كان أنيسا لنا ،على وحشتنا وهمومنا وأشجاننا؟؟ !
الله المستعان، وقدّر وما شاء فعل.

فاطمة شلف
2016-10-07, 09:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
موضوع رائع
جزاك الله كل الخير
تحياتي وتقديري

فاطمة شلف
2016-10-07, 09:59
كلما يخرج اولادنا تخرج ارواحنا معهم
تبقى قلوبنا معلقة الى حين عودتهم
الله يجيب الخير

الهادي عبادلية
2016-10-07, 11:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
موضوع رائع
جزاك الله كل الخير
تحياتي وتقديري


.. وفيك بارك الله أختنا الفاضلة الكريمة "فاطمة".

الهادي عبادلية
2016-10-07, 11:27
كلما يخرج اولادنا تخرج ارواحنا معهم
تبقى قلوبنا معلقة الى حين عودتهم
الله يجيب الخير


..صدّقيني أختي فاطمة لي ولدان ،
25سنة و18 سنة ،
ما من يوم يمر،
و حينما يخرجان من المنزل أو يتأخران ،
رغم أنّ الأوّل متزوّج ويزاول عمله ، والثانية تزاول دراستها ،
الاّ أنّني كما قلت تخرج روحي ، فلا تعود حتّى يرجعا الى البيت ،
فما بالك بأطفال صغار كالصورة التي أرفقتها مع المنشور.
الله المستعان.
بوركت وحفظك الله وأولادك ورعاكم.

فاطمة شلف
2016-10-09, 09:23
اللهم امين يااخي الكريم
الهادي عبادلية
نسال الله العفو والعافية