رَكان
2016-10-02, 19:16
السلام عليكم
في يوم ليس مثله كالأيام . ..بلغني أن احد اقاربي انتقل الى جوار ربه ..قرابته شديدة ..أذكر أنه كلفه والدي رحمة الله عليه ليتكفل باصطحابي الى المتوسطة بغية تسجيلي بعامي الأول فيها كان وقتها في الخامسة والعشرين وكنت في ال 12 تقريبا ..طوال مدة سفرنا ال 100 كلمتر بحكم أن وقتها كانت أقرب مؤسسة تربوية لي ..طوال الطريق كان يحدثني عن الدنيا وحالها فكنت أراه وقتها كبيرا كبيرا جدا ..تبا وللزمن وتقلبه صرت اليوم أرى ابن الخامسة والعشرين غِرّا..مناسبات كثيرة جمعتني به كان طيبا خلوقا متسامحا طيبا لحد التنازل عن حقوقه ..
بعد صلاة العصر على مقربة من سكنه ..وضعناه في سيارة كبيرة ..فكنت أجلس في الخلف قرابة رأسه جهة النعش ..وعادت بي الذاكرة الى الوراء بعيدا وفي عجالة كان ذلك استرجعت شريطها ..ثم انتقلت فجأة الى وضع آخر ..صرت أراني موضعه ممددا في النعش .واستغرقت ..كانت السيارة تتنقل ببطء شديد وسيل من السيارات المرافقة وراءها ..أصابني ما يصيب الرائي في منامه أنظر الى الشارع الطويل هي المحلات التي أعرفها ..وأتبضع منها ..هذا اعرفه ..إيه لن أطلب منه شيئا بعد يومي هذا قهوة أو سكرا أو حليبا ..وبرغم كوني ممن لايتعاملون بمؤجل الدفع عنده الا اني توجست ..قد أكون له مدانا بشيء لربما سهوت عنه ..ليته يغفر لي ذلك .هذا مفترق الطرق الذي فيه يوما صرخت في وجه أحدهم أطالبه الحذر لأنه تعجل المرور أمامي بسيارته مخالفا قانون المرور ..كنت قد وبخته وقتها توبيخا شديدا ..مع أني لم اسبه ولم أشتمه لكنني ضيقت عليه ..حتى أن وجهه لحظتها امتقع ورد علي بكلام المتذمر .. أتراه لايزال يذكر ذلك ..ليتني لم أكن قد عنفته ..هل كنت أنا مسؤولا عن تطبيق قوانين المرور ومن يدري فقد أكون تجاوزت معه حد حقي عليه ...هاهي دارنا انظرها من بعيد ..وددت لو عادت الى الحياة لأعرج على ساكنيها فأودعهم وأوصيهم ..وأنى لي ذلك وأنا على هذا الحال من موات جسدي وتصلبه ...ثم بلغنا .طرف المدينة أين هناك ساحة عظيمة لصلاة العيدين والجنائز ..تلك الساحة يقربها ملعب ..لكرة القدم أذكر ليست بعيدة عن حافة الوادي .المسمى وادي جدي ..والمعروف بواد مزي عند أهل لأغواط ...ولجنا الساحة فتوقفت بنا السيارة رأيت الناس يتعجلون النزول .. الفصل الأخير من الرحلة كان يمر سريعا أمام ناظري..تلك الساحة.. عادت بي الذاكرة مرة أخرى الى سني الطفولة حينما كنت ألعب مع أحد اترابي من اقاربي بكرة صفراء اللون خفيفة لاتثبت في مكان .جمعنا بعد لأي ثمنها كنا نجري وراءها تتلهف قذفها وقلوبنا تسبق أقدامنا اليها ...نظرت ليس ببعيد حافة الوادي فذكرت يوم أن كدت أفقد حياتي بعد قفزة من مكان مشرف جدا كنا نتبارى من يلقي بنفسه من أعلى مكان بجوف الوادي الذي كان يهدر غضبا بأمواجه ..كان حظي أن ارتطمت ركبتي بصخرة مغمورة بالماء ..جرفني الماء الى مكان بعيد عن موقع القفزة فكان وضعي كوضع من يغالب الغرق تفطن أقراني لذلك فتبعوني جريا في البر ..على الحافة ..وخرجت بنصف وعي مني .منهارا على الأرض لاأكاد أميز وجوه من حولي ..برغم سابق معرفتي بهم ..كنت أسمع كلاما كأنه يأتيني من بعيد ..التقط سمعي قول أحدهم ..لقد مات ...كان ذلك مر وصارمطويا في بطن الزمن ..وها أنا أرحل تاركا كل شيء ورائي .بحلوه ومره برخائه ونصبه ..لم انتبه الى من حولي يهمون النزول ربت أحدهم كان قربي على كتفي هامسا ..راك لباس ؟؟؟ ألاننزل ..؟؟؟ .............
في يوم ليس مثله كالأيام . ..بلغني أن احد اقاربي انتقل الى جوار ربه ..قرابته شديدة ..أذكر أنه كلفه والدي رحمة الله عليه ليتكفل باصطحابي الى المتوسطة بغية تسجيلي بعامي الأول فيها كان وقتها في الخامسة والعشرين وكنت في ال 12 تقريبا ..طوال مدة سفرنا ال 100 كلمتر بحكم أن وقتها كانت أقرب مؤسسة تربوية لي ..طوال الطريق كان يحدثني عن الدنيا وحالها فكنت أراه وقتها كبيرا كبيرا جدا ..تبا وللزمن وتقلبه صرت اليوم أرى ابن الخامسة والعشرين غِرّا..مناسبات كثيرة جمعتني به كان طيبا خلوقا متسامحا طيبا لحد التنازل عن حقوقه ..
بعد صلاة العصر على مقربة من سكنه ..وضعناه في سيارة كبيرة ..فكنت أجلس في الخلف قرابة رأسه جهة النعش ..وعادت بي الذاكرة الى الوراء بعيدا وفي عجالة كان ذلك استرجعت شريطها ..ثم انتقلت فجأة الى وضع آخر ..صرت أراني موضعه ممددا في النعش .واستغرقت ..كانت السيارة تتنقل ببطء شديد وسيل من السيارات المرافقة وراءها ..أصابني ما يصيب الرائي في منامه أنظر الى الشارع الطويل هي المحلات التي أعرفها ..وأتبضع منها ..هذا اعرفه ..إيه لن أطلب منه شيئا بعد يومي هذا قهوة أو سكرا أو حليبا ..وبرغم كوني ممن لايتعاملون بمؤجل الدفع عنده الا اني توجست ..قد أكون له مدانا بشيء لربما سهوت عنه ..ليته يغفر لي ذلك .هذا مفترق الطرق الذي فيه يوما صرخت في وجه أحدهم أطالبه الحذر لأنه تعجل المرور أمامي بسيارته مخالفا قانون المرور ..كنت قد وبخته وقتها توبيخا شديدا ..مع أني لم اسبه ولم أشتمه لكنني ضيقت عليه ..حتى أن وجهه لحظتها امتقع ورد علي بكلام المتذمر .. أتراه لايزال يذكر ذلك ..ليتني لم أكن قد عنفته ..هل كنت أنا مسؤولا عن تطبيق قوانين المرور ومن يدري فقد أكون تجاوزت معه حد حقي عليه ...هاهي دارنا انظرها من بعيد ..وددت لو عادت الى الحياة لأعرج على ساكنيها فأودعهم وأوصيهم ..وأنى لي ذلك وأنا على هذا الحال من موات جسدي وتصلبه ...ثم بلغنا .طرف المدينة أين هناك ساحة عظيمة لصلاة العيدين والجنائز ..تلك الساحة يقربها ملعب ..لكرة القدم أذكر ليست بعيدة عن حافة الوادي .المسمى وادي جدي ..والمعروف بواد مزي عند أهل لأغواط ...ولجنا الساحة فتوقفت بنا السيارة رأيت الناس يتعجلون النزول .. الفصل الأخير من الرحلة كان يمر سريعا أمام ناظري..تلك الساحة.. عادت بي الذاكرة مرة أخرى الى سني الطفولة حينما كنت ألعب مع أحد اترابي من اقاربي بكرة صفراء اللون خفيفة لاتثبت في مكان .جمعنا بعد لأي ثمنها كنا نجري وراءها تتلهف قذفها وقلوبنا تسبق أقدامنا اليها ...نظرت ليس ببعيد حافة الوادي فذكرت يوم أن كدت أفقد حياتي بعد قفزة من مكان مشرف جدا كنا نتبارى من يلقي بنفسه من أعلى مكان بجوف الوادي الذي كان يهدر غضبا بأمواجه ..كان حظي أن ارتطمت ركبتي بصخرة مغمورة بالماء ..جرفني الماء الى مكان بعيد عن موقع القفزة فكان وضعي كوضع من يغالب الغرق تفطن أقراني لذلك فتبعوني جريا في البر ..على الحافة ..وخرجت بنصف وعي مني .منهارا على الأرض لاأكاد أميز وجوه من حولي ..برغم سابق معرفتي بهم ..كنت أسمع كلاما كأنه يأتيني من بعيد ..التقط سمعي قول أحدهم ..لقد مات ...كان ذلك مر وصارمطويا في بطن الزمن ..وها أنا أرحل تاركا كل شيء ورائي .بحلوه ومره برخائه ونصبه ..لم انتبه الى من حولي يهمون النزول ربت أحدهم كان قربي على كتفي هامسا ..راك لباس ؟؟؟ ألاننزل ..؟؟؟ .............