مراقب الافكار
2016-09-24, 19:09
وصلني استدعاء من مديرية التشغيل يطلبون مني الحضور على الساعة الثامنة صباحا إلى مقر المديرية بصفة عاجلة لأمر يخصني و قد تلقيت الاستدعاء عن طريق البريد السريع فتيقنت أن هناك أمرا متربطا بما تقوم به اللجنة المراقبة الخاصة بمديرية التشغيل خصوصا و أن زملائي العاملين في المؤسسة التي اعمل فيها ابلغوني أن اللجنة المراقبة مرت بالمؤسسة و سجلت غيابي غير مبرر و قد تأكدت أن الاستدعاء مرتبط بالغياب الذي غبت فيه.
في صبيحة اليوم الذي طلب مني الحضور إلى مديرية التشغيل نهضت باكرا متوجها إلى مديرية التشغيل مرفوقا بالاستدعاء استوقفني الحارس فقلت له لدي استدعاء في مديرية التشغيل حينها سمح لي الحارس بالدخول بعد استظهار الاستدعاء و بطاقة التعريف الوطنية بعد أن سألته عن المكتب الذي أتوجه إليه فأشار لي قائلا أن اذهب إلى مكتب الأمانة العامة الموجودة في الطابق الرابع صعدت إلى الطابق الرابع حيث أجد مكتب الأمانة العامة التي وجهني إليها الحارس و وصلت إلى الأمانة العامة فوجدت امرأة عاملة جالسة بالمكتب فقلت لها لدي استدعاء من مديرية التشغيل و أعطيتها ورقة الاستدعاء حينها نهضت من الكرسي و طلبت مني مرافقتها فتوجهت بي إلى إحدى مكاتب المديرية في إحدى الأروقة و قالت لي انتظر هنا حتى يأتي الموظف المكلف بهذا.
بقيت في الرواق الأيمن أين يوجد المكتب الذي تم توجيهي إليه فرأيت خارج المكتب خمسة فتيات و ثلاث شبان كل واحد منهم يحمل ورقة عرفت انها استدعاءات لكني أردت قطع الشك باليقين فسألتهم اخبروني أنهم من عمال عقود ماقبل التشغيل و أنهم غابوا عن مقرات عملهم حين زارت لجنة المراقبة مؤسسات عملهم و أن استدعاءات وصلتهم تطلب منهم الحضور إلى مديرية التشغيل فقلت لهم أنا كذلك من عمال عقود ماقبل التشغيل و قد وصلني الاستدعاء بسبب غياب غير مبرر بعد 30 دقيقة من الانتظار خرج من المكتب شخص قال انه سينطلق من المناداة على الأسماء و كل من يسمع اسمه عليه الدخول إلى المكتب بعد لحظات انطلق في المناداة حيث ناداني بسمي و لقبي و كنت بذلك أنا أول من يدخل إلى المكتب الذي اعد للمساءلة و كنت أول من يخضع إلى المساءلة من بين ثمانية الأشخاص و حين دخلت إلى المكتب كان في المكتب موظف و فتاة مساعدة له جالسين في نفس المكتب الرجل هو الموظف و الفتاة مساعدة له و الملاحظ أن في جهة الفتاة كانت توجد كومة من الأوراق المعدة للكتابة لا اعرف ماهيتها بعد دخولي إلى المكتب و قد ألقيت تحية السلام عليكم ردوا علي بتحية وعليكم السلام حينها دعاني ذلك الموظف إلى الجلوس على الكرسي الذي يقابل مباشرة الموظف و الفتاة في المكتب جلست فرحب بي الموظف مبتسما قائلا ''مرحبا بيك واش حالك لاباس بخير'' فقلت له لاباس و الحمد لله و بعد جلوسي قال لي الموظف سوف أسألك أسئلة معينة و أنت عليك الإجابة فبدأ بمسائلتي عن اسمي و لقبي و سكني و هل أنا متزوج أم لا و هل عملت من قبل و متى أنهيت الدراسة في الجامعة و ماهو تخصصي الجامعي و بعد أن أجبته على تلك الأسئلة قال لي * هل تعلم لماذا نحن استدعيناك إلى هنا * فقلت له لا اعلم يا سيدي * فقال لي * لقد ثبت غيابك غير مبرر عن العمل مساءا يوم 5 فيفري 2016 حين جابت أفراد المراقبة لمؤسستك في الصباح فلم تكن أنت في مقر عملك حين جاءت اللجنة فهل أنت غبت في ذلك اليوم * فقلت له نعم ياسيدي فقال لي * هل لك مبرر لهذا الغياب * فقلت له ليس لي مبرر أنا غبت لأنه كانت لي بعض الأمور العائلية في ذلك اليوم و بعدها قال لي هل أنت متعود على الغياب في عملك فقلت له أحيانا و ليس دائما فقال لي * لقد سجلنا غياب آخر غير مبرر يوم 25 جانفي 2016 * فقلت له نعم غبت كذلك لأمور عائلية خاصة و بعدها قال لي الموظف * لقد أرسلنا فيما سبق مند حوالي سنة تعليمات إلى جميع المؤسسات نطلب فيها من جميع عمال عقود ماقبل التشغيل الحضور الدائم اليومي إلى مقرات العمل و تجنب الغيابات و أنت قد وقعت في مخالفات يتوجب عليك تصحيحها فالعقد ماقبل التشغيل بيننا و بينك و بين مديرية التربية هو أن تكون عاملا يوميا وفق العقد المبرم الذي تعتبر عاملا تتلقى الأجرة و أنت أمضيت على العقد موقعا لكي تكون عاملا و ليس شيء آخر * و بعدها طرح علي سؤال ماقبل الأخير و الذي يبدوا سؤالا أكثر إحراجا حين سألني * هل ورقة الحضور الشهري التي تسلم إلى مديرية التشغيل في اليوم 20 من كل شهر هل أنت كنت تمضي على الأيام التي تغيب فيها على أساس انك حاضر * فقلت له بشيء من الإحراج نعم ياسيدي امضي فيها في الأيام التي أغيب فيها على أساس أني حاضر بعدها طرح سؤال أخير أوقعني في الإحراج شديد محرج أكثر من السؤال الذي قبله * هل المدير يعلم بكونك تغيب و هو يوقع على ورقة الحضور الشهري على أساس انك حاضر في الأيام التي تغيب فيها * فقلت له نعم يوقع على ورقة الحضور الشهري و هو يعلم بغيابي ..بعد ان انتهى الموظف من طرح الأسئلة و الاستجواب ليقوم بعدها بحمل الورقة التي ملئتها مساعدته و التي نقلت معلومات بطاقة تعريفي الوطنية و هنا شعرت بصدمة و رعشة في جسمي لدرجة أن قلبي خفق خفقان متواصل لاني شعرت بالفزع و الخوف لاني فكرت في أن تلك الورقة التي حملها الموظف ليعطيها لي تحمل قرارا بطردي من عمل ماقبل التشغيل و فسخ عقدي بصفة رسمية لكن بعد أن وضع ثلاث أوراق بألوان مختلفة لكن بنفس العنوان و المضمون حيث ظهر من عنوانها الذي كان مكتوبا بنبط عريض تصريح شرفي بعدم الغياب و قال لي الموظف أني سوف أوقع على تلك الأوراق الثلاثة مع بصمة الأصبع بتصريح شرفي بعدم الغياب و أن أتحمل كامل مسؤوليتي في حالة تكرار الغياب الغير مبرر ولو للمرة الواحدة وقال لي انه لو تكتشف لجنة المراقبة لغياب غير مبرر مرة أخرى سوف نقوم باستدعائك مرة ثانية لفسخ عقدك عمل ماقبل التشغيل طالبا مني تحمل مسؤوليتي و ختم الموظف حديثه إن هذا يعتبر إنذار أخير و حذرني من عواقب الغياب مرة أخرى و ختم حديثه مازحا يقول '' قد وجه لك الحكم البطاقة الصفراء بسبب مخالفة ممنوعة و حذاري من البطاقة الصفراء الثانية و بالتالي إشهار البطاقة الحمراء التي تخرجك من الميدان ثم دعاني إلى الانصراف مبتسما قائلا انتهى لان يمكنك الانصراف شكرا لك '' بعد أن سلمني نسخة من أوراق الثلاث المتعلقة بالتعهد بعدم الغياب التي طبع فيها الموظف بختم مديرية التشغيل و أمضى فيها و التي أنا بدوري أمضيت فيها جميعا و بصمت ببصمة الأصبع و الورقة هي على ثلاث نسخ بألوان مختلفة بيضاء و زرقاء و وردية فالنسخة البيضاء تحتفظ بها مديرية التشغيل و نسخة الزرقاء موجهة إلى مديرية التربية و أما النسخة الوردية موجهة إلي كما قال لي الموظف ..
حين خرجت من مكتب الاستجواب رأيت عدد معتبر من عمال ماقبل التشغيل ينتظرون دورهم للدخول إلى المكتب و قد ظهر منهم علامات الخوف و الفزع من خلال ملامح وجوههم الشاحبة الحزينة تتخوف من مصير مجهول ينتظرهم حتى أن الكثير منهم لمجرد خروجي من مكتب الاستجواب استوقفني الكثير منهم شبان و فتيات عند خروجي يسألونني كل واحد يريد أن أجيبه بسرعة على استفساره ماذا قالوا لك و لماذا استدعوك و ماذا فعلوا لك و إحدى الفتيات و هي طويلة القامة و ذات بنية قوية حيث يظهر منها الخوف و قالت بصوت حزين ماذا فعلوا لك يا أخي هل فسخوا عقدك لكني أجبتهم و قلت لهم لقد خضعت إلى الاستجواب و المسائلة و بعدها أمضيت على أوراق التعهد بعدم الغياب مع البصمة على ثلاث أوراق تعهدت فيها بعدم الغياب مرة ثانية و في حالة تكرار الغياب يتم الطرد و فسخ العقد بعد أن أنهيت من كلامي قالت لي إحدى الفتيات هل أنت تدرس في الجامعة أم لا فقلت لها أنا لست طالب جامعي و قالت لي و علامات لخوف و الفزع على ملامحها و هل سيفسخون عقود الطلبة الجامعيين فقلت لها أنا الذي خضعت إلى الاستجواب قد استدعيت بسبب الغياب عن العمل الغير قانوني و أنا لست طالب جامعي لم يفسخون عقدي لكن إن غبت ثانية سوف يفسخون عقدي و لا ادري أن كان الطلبة الجامعيين يفسخون عقودهم أم لا ..و بعدها خرجت من مديرية التشغيل و تركت عمال عقود ماقبل التشغيل المستدعيين الذين تم استدعائهم ينتظرون دورهم في الاستجواب في حالة من الخوف و الفزع و الترقب أما أنا فرجعت إلى بيتي و علامات الحيرة و الخوف تملئ قلبي من فرط الإحراج الذي وقعت فيه بسبب وقوعي في فخ لجنة المراقبة التي سجلت غيابي و قد عزمت على عدم تكرار الغياب حتى لا اطرد و لا يتم فسخ عقدي لاني لا أجد بعدها فرصة عمل و قد ادخل بعدها في نفق مظلم في دوامة البطالة..
في صبيحة اليوم الذي طلب مني الحضور إلى مديرية التشغيل نهضت باكرا متوجها إلى مديرية التشغيل مرفوقا بالاستدعاء استوقفني الحارس فقلت له لدي استدعاء في مديرية التشغيل حينها سمح لي الحارس بالدخول بعد استظهار الاستدعاء و بطاقة التعريف الوطنية بعد أن سألته عن المكتب الذي أتوجه إليه فأشار لي قائلا أن اذهب إلى مكتب الأمانة العامة الموجودة في الطابق الرابع صعدت إلى الطابق الرابع حيث أجد مكتب الأمانة العامة التي وجهني إليها الحارس و وصلت إلى الأمانة العامة فوجدت امرأة عاملة جالسة بالمكتب فقلت لها لدي استدعاء من مديرية التشغيل و أعطيتها ورقة الاستدعاء حينها نهضت من الكرسي و طلبت مني مرافقتها فتوجهت بي إلى إحدى مكاتب المديرية في إحدى الأروقة و قالت لي انتظر هنا حتى يأتي الموظف المكلف بهذا.
بقيت في الرواق الأيمن أين يوجد المكتب الذي تم توجيهي إليه فرأيت خارج المكتب خمسة فتيات و ثلاث شبان كل واحد منهم يحمل ورقة عرفت انها استدعاءات لكني أردت قطع الشك باليقين فسألتهم اخبروني أنهم من عمال عقود ماقبل التشغيل و أنهم غابوا عن مقرات عملهم حين زارت لجنة المراقبة مؤسسات عملهم و أن استدعاءات وصلتهم تطلب منهم الحضور إلى مديرية التشغيل فقلت لهم أنا كذلك من عمال عقود ماقبل التشغيل و قد وصلني الاستدعاء بسبب غياب غير مبرر بعد 30 دقيقة من الانتظار خرج من المكتب شخص قال انه سينطلق من المناداة على الأسماء و كل من يسمع اسمه عليه الدخول إلى المكتب بعد لحظات انطلق في المناداة حيث ناداني بسمي و لقبي و كنت بذلك أنا أول من يدخل إلى المكتب الذي اعد للمساءلة و كنت أول من يخضع إلى المساءلة من بين ثمانية الأشخاص و حين دخلت إلى المكتب كان في المكتب موظف و فتاة مساعدة له جالسين في نفس المكتب الرجل هو الموظف و الفتاة مساعدة له و الملاحظ أن في جهة الفتاة كانت توجد كومة من الأوراق المعدة للكتابة لا اعرف ماهيتها بعد دخولي إلى المكتب و قد ألقيت تحية السلام عليكم ردوا علي بتحية وعليكم السلام حينها دعاني ذلك الموظف إلى الجلوس على الكرسي الذي يقابل مباشرة الموظف و الفتاة في المكتب جلست فرحب بي الموظف مبتسما قائلا ''مرحبا بيك واش حالك لاباس بخير'' فقلت له لاباس و الحمد لله و بعد جلوسي قال لي الموظف سوف أسألك أسئلة معينة و أنت عليك الإجابة فبدأ بمسائلتي عن اسمي و لقبي و سكني و هل أنا متزوج أم لا و هل عملت من قبل و متى أنهيت الدراسة في الجامعة و ماهو تخصصي الجامعي و بعد أن أجبته على تلك الأسئلة قال لي * هل تعلم لماذا نحن استدعيناك إلى هنا * فقلت له لا اعلم يا سيدي * فقال لي * لقد ثبت غيابك غير مبرر عن العمل مساءا يوم 5 فيفري 2016 حين جابت أفراد المراقبة لمؤسستك في الصباح فلم تكن أنت في مقر عملك حين جاءت اللجنة فهل أنت غبت في ذلك اليوم * فقلت له نعم ياسيدي فقال لي * هل لك مبرر لهذا الغياب * فقلت له ليس لي مبرر أنا غبت لأنه كانت لي بعض الأمور العائلية في ذلك اليوم و بعدها قال لي هل أنت متعود على الغياب في عملك فقلت له أحيانا و ليس دائما فقال لي * لقد سجلنا غياب آخر غير مبرر يوم 25 جانفي 2016 * فقلت له نعم غبت كذلك لأمور عائلية خاصة و بعدها قال لي الموظف * لقد أرسلنا فيما سبق مند حوالي سنة تعليمات إلى جميع المؤسسات نطلب فيها من جميع عمال عقود ماقبل التشغيل الحضور الدائم اليومي إلى مقرات العمل و تجنب الغيابات و أنت قد وقعت في مخالفات يتوجب عليك تصحيحها فالعقد ماقبل التشغيل بيننا و بينك و بين مديرية التربية هو أن تكون عاملا يوميا وفق العقد المبرم الذي تعتبر عاملا تتلقى الأجرة و أنت أمضيت على العقد موقعا لكي تكون عاملا و ليس شيء آخر * و بعدها طرح علي سؤال ماقبل الأخير و الذي يبدوا سؤالا أكثر إحراجا حين سألني * هل ورقة الحضور الشهري التي تسلم إلى مديرية التشغيل في اليوم 20 من كل شهر هل أنت كنت تمضي على الأيام التي تغيب فيها على أساس انك حاضر * فقلت له بشيء من الإحراج نعم ياسيدي امضي فيها في الأيام التي أغيب فيها على أساس أني حاضر بعدها طرح سؤال أخير أوقعني في الإحراج شديد محرج أكثر من السؤال الذي قبله * هل المدير يعلم بكونك تغيب و هو يوقع على ورقة الحضور الشهري على أساس انك حاضر في الأيام التي تغيب فيها * فقلت له نعم يوقع على ورقة الحضور الشهري و هو يعلم بغيابي ..بعد ان انتهى الموظف من طرح الأسئلة و الاستجواب ليقوم بعدها بحمل الورقة التي ملئتها مساعدته و التي نقلت معلومات بطاقة تعريفي الوطنية و هنا شعرت بصدمة و رعشة في جسمي لدرجة أن قلبي خفق خفقان متواصل لاني شعرت بالفزع و الخوف لاني فكرت في أن تلك الورقة التي حملها الموظف ليعطيها لي تحمل قرارا بطردي من عمل ماقبل التشغيل و فسخ عقدي بصفة رسمية لكن بعد أن وضع ثلاث أوراق بألوان مختلفة لكن بنفس العنوان و المضمون حيث ظهر من عنوانها الذي كان مكتوبا بنبط عريض تصريح شرفي بعدم الغياب و قال لي الموظف أني سوف أوقع على تلك الأوراق الثلاثة مع بصمة الأصبع بتصريح شرفي بعدم الغياب و أن أتحمل كامل مسؤوليتي في حالة تكرار الغياب الغير مبرر ولو للمرة الواحدة وقال لي انه لو تكتشف لجنة المراقبة لغياب غير مبرر مرة أخرى سوف نقوم باستدعائك مرة ثانية لفسخ عقدك عمل ماقبل التشغيل طالبا مني تحمل مسؤوليتي و ختم الموظف حديثه إن هذا يعتبر إنذار أخير و حذرني من عواقب الغياب مرة أخرى و ختم حديثه مازحا يقول '' قد وجه لك الحكم البطاقة الصفراء بسبب مخالفة ممنوعة و حذاري من البطاقة الصفراء الثانية و بالتالي إشهار البطاقة الحمراء التي تخرجك من الميدان ثم دعاني إلى الانصراف مبتسما قائلا انتهى لان يمكنك الانصراف شكرا لك '' بعد أن سلمني نسخة من أوراق الثلاث المتعلقة بالتعهد بعدم الغياب التي طبع فيها الموظف بختم مديرية التشغيل و أمضى فيها و التي أنا بدوري أمضيت فيها جميعا و بصمت ببصمة الأصبع و الورقة هي على ثلاث نسخ بألوان مختلفة بيضاء و زرقاء و وردية فالنسخة البيضاء تحتفظ بها مديرية التشغيل و نسخة الزرقاء موجهة إلى مديرية التربية و أما النسخة الوردية موجهة إلي كما قال لي الموظف ..
حين خرجت من مكتب الاستجواب رأيت عدد معتبر من عمال ماقبل التشغيل ينتظرون دورهم للدخول إلى المكتب و قد ظهر منهم علامات الخوف و الفزع من خلال ملامح وجوههم الشاحبة الحزينة تتخوف من مصير مجهول ينتظرهم حتى أن الكثير منهم لمجرد خروجي من مكتب الاستجواب استوقفني الكثير منهم شبان و فتيات عند خروجي يسألونني كل واحد يريد أن أجيبه بسرعة على استفساره ماذا قالوا لك و لماذا استدعوك و ماذا فعلوا لك و إحدى الفتيات و هي طويلة القامة و ذات بنية قوية حيث يظهر منها الخوف و قالت بصوت حزين ماذا فعلوا لك يا أخي هل فسخوا عقدك لكني أجبتهم و قلت لهم لقد خضعت إلى الاستجواب و المسائلة و بعدها أمضيت على أوراق التعهد بعدم الغياب مع البصمة على ثلاث أوراق تعهدت فيها بعدم الغياب مرة ثانية و في حالة تكرار الغياب يتم الطرد و فسخ العقد بعد أن أنهيت من كلامي قالت لي إحدى الفتيات هل أنت تدرس في الجامعة أم لا فقلت لها أنا لست طالب جامعي و قالت لي و علامات لخوف و الفزع على ملامحها و هل سيفسخون عقود الطلبة الجامعيين فقلت لها أنا الذي خضعت إلى الاستجواب قد استدعيت بسبب الغياب عن العمل الغير قانوني و أنا لست طالب جامعي لم يفسخون عقدي لكن إن غبت ثانية سوف يفسخون عقدي و لا ادري أن كان الطلبة الجامعيين يفسخون عقودهم أم لا ..و بعدها خرجت من مديرية التشغيل و تركت عمال عقود ماقبل التشغيل المستدعيين الذين تم استدعائهم ينتظرون دورهم في الاستجواب في حالة من الخوف و الفزع و الترقب أما أنا فرجعت إلى بيتي و علامات الحيرة و الخوف تملئ قلبي من فرط الإحراج الذي وقعت فيه بسبب وقوعي في فخ لجنة المراقبة التي سجلت غيابي و قد عزمت على عدم تكرار الغياب حتى لا اطرد و لا يتم فسخ عقدي لاني لا أجد بعدها فرصة عمل و قد ادخل بعدها في نفق مظلم في دوامة البطالة..