امبراطور البحر1
2016-09-23, 22:43
les Zouaves et la colonisation française de l’Algérie – الزواف وإحتلال فرنسا للجزائر
جيش الزوافا وإحتلال الجزائر
هل إحتلت فرنسا الجزائر، بجيش من الفرنسيين – أم – بجيش الزوافا الجزائريين؟
لعل من أهم القضايا التاريخية التي عادت لتطرح من جديد على الساحة الجزائرية هو جيش الزوافا الذي كونته فرنسا مباشرة بعد نزولها على الشواطئ الجزائرية وإستعملته لاحقا لاحتلال مدن ومناطق الجزائر الكثيرة التي قاومتها كالعاصمة ودالي براهيم والمدية ووهران وتيارت وقسنطينة ، وقمعت به عدة ثورات داخلية كثورة الحاج أحمد باي في قسنطينة ومقاومة الأمير عبد القادر وأولاد سيدي الشيخ بالغرب الجزائري وثورة الزعاطشة في الجنوب وثورة الشرفاء الرحمانيين بجبال جرجرة وغيرها من المقاومات الشعبية .
الأغلبية الساحقة من الجزائريين يعتقدون أن الجيش الفرنسي هو الذي قام بمفرده باحتلال الجزائر في سنة 1830
إلا أن الحقيقة أبعد من ذللك، تشير جميع المصادر الفرنسية المؤرخة للفترة الأولى لإستعمار الجزائر بالدور الكبير والجبار الذي قام به جيش آخر يدعى جيش الزواف المتحالف مع الجيش الفرنسي في إخضاع مختلف مدن ومناطق الجزائر تباعا لفرنسا وفي ارتكاب فضائع الإبادة الجماعية والتصفية العرقية وفي بناء الجزائر الفرنسية، وعلى عكس الرأي السائد فإن فرنسا لم تستطع إحتلال الجزائر إلا بإنضمام جزء من التشكيلة الاجتماعية الجزائرية في صفوف جيشها المحتل ، في عملية تشبه ما قام به الأمريكان من تجنيد للشيعة العراقيين في إحتلالهم للعراق سنة 2003 ، فكان أول من انضم للجيش الاستعماري من الجزائريين هم ما يعرف تاريخيها بجيش الزوافا ، وهي سياسية صرح بها الكثير من الساسة الفرنسيين
فمن هم الزوافا ؟
ﺍﻟﺰﻭﺍﻑ ﻫﻮ ﺟﻴﺶ ﺗﻢ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ 1830 , ﻳﺸﺘﻖ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻦ " ﺯﻭﺍﻭﺓ " ﻭ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺠﺎﻳﺔ ﻭ ﺗﻴﺰﻱ ﻭﺯﻭ ﻭ ﺍﻟﺒﻮﻳﺮﺓ . ﺳﺎﻫﻢ " ﺍﻟﺰﻭﺍﻑ " ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ , ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺮﺍﻧﻲ ﻭ ﺑﻮﻋﻤﺎﻣﺔ , ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﻛﺎﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ . ﺗﻢ ﺣﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ 1962
ومهما يكن فهؤلاء لا يمثلون كل إخواننا القبائل المسلمين الأحرار الأشراف (وحتي أنا من أصول قبائلية) ، ما هي إلا حقبة تمثل خيانة البعض من الكل ، والدليل هو تقتيلهم وتشريدهم لبني عمومتهم في جرجرة كما سوف يأتي .
ﻭحسب الأرشيف الفرنسي (شاهد الصورة) فإن جيش الزوافا قد تشكل رسميا بتاريخ 15 أوت 1830 أي بعد شهر واحد فقط من سقوط العاصمة بيد الفرنسيين فهو يعتبر بذلك أول جيش من المرتزقة –الخونة– الجزائريين الذين باعوا ذمتهم للمحتل – فرنسا وخانوا الجزائر ، وكان مكونا في بدايته من 15 ألف جندي ينحدرون جُلهم من قبيلة الزواوا المنتشرة في تيزي وزو ومعظم مناطق القبائل الصغري ومن إسم هذه القبيلة أشتقت تسمية هذا الجيش المحلي ( زوافا = زواوا )
وعن نشأة جيش الزوافا في الجزائر كتبت أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة باتنة الدكتورة ليلى تيتة :
لقد بدأ التفكير في الاستفادة من خدمات هاته القوات المكونة من السكان المحليين في عهد الماريشال دي بورمون في نهاية أوت 1830 إذ كتب إلى وزير الحرب بسماعه بسقوط الملكية والملك شارل العاشر يقول بأنه قد تلقى الوعد بخدمات 2000 فرد من الزواوة (قبايل)، 500 منهم هم الآن في الجزائر. غير أنه ترك أمر الإستفادة من خدمات هؤلاء إضافة إلى خدمات 120 شخص كانوا تحت تصرف يوسف المملوك إلى خليفته كلوزيل حسب ما تذهب إليه جل المصادر الذي نفذ الفكرة في 01 أكتوبر 1830 إذ ألف هذا الأخير من الزواوة -والذين أصبحوا يعرفون حسب التعبير الفرنسي بالزواف- قوة (عسكرية) تميزت بارتدائها اللون الأحمر تحت إمرة قائد عسكري بسترة زرقاء. شارك الزواف المشاة في الهجوم (احتلال) على محلة باي التيطري (المدية) بعدما شكل منهم كلوزيل فوجين ، كما شكل منهم في 08 أكتوبر 1830 فوجا ثالثا من الزواف الخيالة هذه المرة شاركوا في المعارك التوسعية لفرنسا بالممر الجبلي لموزاية في 21 نوفمبر 1830 .أطلق على المشاة والخيالة بعدها بموجب قانون 09 مارس 1831 وقد أعتبر هذا الفيلق أول هيكل عسكري Les chasseurs algériens الذي ألحق به في 21 مارس 1831 إسم قناصة الجزائر مكون من أهالي (زواوة)، أوكلت مهمة تسييره إلى فرنسي برتبة عقيد. شارك هذا الهيكل في المعركة الثانية بموزاية في 03 جويلية 1831 ، والحملة على بونة(احتلال عنابة) في 27 مارس1830
كيف استطاعت فرنسا تجنيد الزوافا
إستغرب كثير من المؤرخين ، كيف إستطاع الفرنسيون تجنيد هؤلاء الزوافا ( الذين هم في الأخير جزء من الجزائريين ) في صفوهم وجعلوهم يقاتلون باقي إخوانهم الجزائريين بل والتنكيل بهم وإرتكاب إبادات جماعية ومساعدة فرنسا في إحتلال باقي مناطق الجزائر ؟
حاول البعض الإجابة عن هذا السؤال بالقول أن فرنسا إستغلت حالة العداء التي كانت بين إمارة كوكو في منطقة قبايل وهي إمارة شبه مستقلة ، مع الكراغلة ( مصطلح يطلق على الجزائريين ذو الأصول العثمانية ) و السلطة التركية العثمانية التي كانت تحكم الجزائر ، وهو عداء تاريخي كان قائما على النفوذ والسلطة في منطقة زواوا ( القبائل اليوم ) ، ولكن الحقيقة هي أن السلطة العثمانية هي أول من شكل النواة الأولى لما عرف في عهد الاستعمار الفرنسي بالزوافا ، فكتائب الزوافا كانت موجودة قبل قدوم الفرنسيين بشكل آخر والفرنسييون هم من قاموا بتحويلها إلى نخبة عسكرية لاحتلال مناطق الجزائر ، كانت النواة الأولى من الزوافا قد تشكلت بأمر من الحكام العثمانيين للجزائر وأوكلت لهم السلطات العثمانية مهمة جمع الضرائب وجباية المكوس في داخل اقليمهم داخل القبيلة (زواوا – زواغا) أي حكم شبه ذاتي داخل مناطقهم وهي سياسية كانت تتبعها الدولة العثمانية في تسيير شؤون مختلف القبائل الجزائرية (عربية أو امازيغية ) ، لاحظ الفرنسيون وجود هذا التشكيل فحاولوا استغلاله وإعطائه بُعد عسكري لاستعماله لاحقا في بسط نفوذهم على باقي المناطق الجزائرية (أي استعماله خارج منطقة زواوا) ، وهو الأمر الذي نُفذ حرفيا ، ففي 31 مار س 1831 قامت السلطات الفرنسية بإعادة هيكلة الزوافا الزواويين في فيلقين كبيرين بعد تأهيلهم حربيا ونفسيا من طرف الضباط الفرنسيين على عقيدة عسكرية لإستعمار باقي مناطق الجزائر وتخليصها من الحكم العثماني بإسم السلطة الجديدة ( السلطة الفرنسية )
ويتحدث الأمير الفرنسي “نيكولا بيبسكو” سنة 1864 في هذا الخصوص :
” لدينا الحق في القول بأن سكان القبائل -قاصدا الزوافا- هم أفضل من ساعدنا في تأثيرنا الأخلاقي، السياسي، التجاري، والجنود الأكثر وفاءا لسيطرتنا…”.
“on aura le droit de se dire que les Kabyles nous promettent à la fois de meilleurs pionniers pour notre influence morale, politique, commerciale, et ,de plus fidèles soldats “pour notre domination
ما هي المهام التي قام بها هذا الجيش ( زوافا ) ؟
تمثلت مهام الزوافا الأساسية في مساندة القوات الفرنسية في احتلال باقي المناطق الجزائرية الرافضة للسلطة الفرنسية ، فكانت أول إنجازات جيش الزوافا المحليين تتمثل في إسقاط مدينة دالي براهيم حيث كان كراغلة (الجزائريون ذو الأصول العثمانية ) العاصمة يتمركزون ، وقد كانت المدينة المتحصنة في أعالي العاصمة والرافضة للإستعمار الفرنسي ، فقام الزواف بإبادة سكانها عن بكرة أبيهم
ثم توجه جزء منهم إلى مدينة المدية لمواجهة عائلات الكراغلة مجددا ( مصطلح يطلق على كل من جاء مع العثمانيين الأتراك طيلة 3 قرون من الحكم العثماني للجزائر وقد كانوا يمثلون نسبة كبيرة من سكان مدينة المدية ) وأحدثوا مقتلة كبيرة فيهم ومحرقة رهيبة في سهلهم ثم توجه هذا الجيش بإمر من الفرنسيين إلى مدينة مليانة المتمردة ، فواجه سكانها وأحدث فيهم مقتلة عظيمة وضمها إلى السيادة الفرنسية ثم توجه إلى جبل الونشريس وضمه بعد أن أحرق جميع القرى التي في سفوحه وحاصر سكانه في الجبال حتى استسلموا جوعا وموتا كل هذا بعد 3 سنوات فقط من إنشائه! وساعد الزوافا الفرنسيين في احتلال مناطق سطيف وبرج بوغرريج وقسنطينة وعنابة وغيرها من المدن الجزائرية .،كما شاركوا في احتلال مدينة تونس خارج الجزائر
وبعد غزوه لجبال الشريعة (البليدة والمدية ) وسفوحها وجبال الونشريس وسفوحها ، أوكل الفرنسيون لجيش الزوافا مهمة جديدة تتمثل في قمع ثورة الأميرعبد القادر التي كانت رقعتها تتسع يوما بعد يوم ، وهو ما تم بالفعل ، فكانوا في الصفوف الأولى لجيوش الفرنسيين وكانت معركة تيارت بداية سنة 1834 أول معركة مباشرة يخوضها جيش الأمير مع هذا الجيش من المرتزقة الجزائريين الذين خانوا العهد وانضموا لفرنسا ، أما قبل هذه المعركة فقد إستولى الزوافا على حامية عسكرية على تلة في سفوح الونشريس كان قد وضعها الأمير عبد القادر كمركز رباط ، رابط بها المسلمون كخط دفاع أولي ينذر بسقوط عاصمة دار الإسلام زمالة تيارت -قبل انتقالها- بسقوطها ولما وصل إليها جيش الزوافا أخذها في لمح البصر وهجم على العاصمة وأخدث بقراها التي استبسلت دفاعا عنها مقتلة عظيمة لم يسبق لها مثيل ونهب ما فيها من مؤونة .
جيش الزوافا الزواوي ومقاومة أولاد سيدي الشيخ بالغرب الجزائري :
بعد احتلال الشمال الجزائري من طرف القوات الفرنسية الغازية وأحلافها الزواف ، و عند وصول هذه القوات إلى مشارف الجنوب الجزائري، و في أثناء ظهور بوادر انتهاء المقاومة التي كان يقودها الأمير عبد القادر بن محي الدين، ظهرت حركة مقاومة جديدة لقبيلة أولاد سيدي الشيخ (البيض) للمد الاستعماري الفرنسي الزوافي ، في أول معركة بالمكان المسمى الشريعة بنواحي البَيَض، بقيادة الأمير الشيخ بن الطيب زعيم قبيلة أولاد سيدي الشيخ الغرابة في 2 ماي 1845م فتوقف التمدد الزوافي بسبب استدعائه لإخماد ثورة الأمراء الرحمانيين في جرجرة ليُستأنف الغزو من جديد بالهجوم على مدينة البيض مركز قبائل أولاد سيدي الشيخ و التي سقطت في 1864 ، ثما ما لبثت وعادت مقاومة أمراء قبائل أولاد سيدي الشيخ العربية من جديد غير أن المستعمر نجح في جلب جيش الزوافا من جرجرة واستوطنهم ناحية فرندة بتيارت وزج بهم في حربه ضد عرب أولاد سيدي الشيخ وحلفائهم من باقي قبائل المنطقة ( كالحميان والشعانبة وغيرهم ) وبدعمه المادي الكبير كانت لهم الغلبة بعد حصار دام 4 سنوات كانت نتيجته هلاك 800 ألف شخص بين سنتي 1864 و 1869 بالمجــــــاعة وهو ما يمثل حسب المصادر الفرنسية 43 بالمئة من سكان المنطقة وكل هذا بفضل خدمات الزواف الذين استقدمتهم فرنسا من قبيلة زواوا بمنطقة القبائل واحتلت بهم الجزائر غير أن أولاد سيدي الشيخ واصلوا معارك الكر والفر حتى سنة 1902 تحد قيادات جديدة مختلفة من أبرزها الأمير الشيخ بوعمامة !
جيش الزوافا و قمع ثورات الزوايا الرحمانية بمنطقة قبايل ، جبال جرجرة ؟
وبينما عاد جيش الزوافا مجددا للغرب الجزائري وأوكلت له مهمة نهب غنائم دولة الأمير المتهاوية وتثبيت أركان الحكم الفرنسي في ربوعها ومعاقبة القبائل المشاركة في الثورة كانت الجيوش الفرنسية تغزو قلاع شرق العاصمة وما إن وصلوا إلى ناحية سيدي سليمان حتى اعترضهم مقاومة الرحمانيين وهم أمراء من بني العباس المقرانيين ورثة الحماديين الأشراف الأدارسة من نسل الحسن إبن علي ابن أبي طالب الهاشمي القرشي العربي (مقران لفظ تعظيم بربري يعني السلطان عظيم الشأن)
حاولت الزوايا الرحمانية تحريض بقية القبايل ضد هذا الجيش من الخونة وإستطاعت فعلا بسبب نفوذها في جبال جرجرة من إشعال العديد من الثورات لكن جيش الزواف ( هم أيضا قبايل ) إستطاع القضاء على معظم تلك الثورات بسبب مساندة فرنسا لهم بالعدة والسلاح ، ومن أشهر تلك الثورات المحلية داخل جبال جرجرة نذكر :
كان الأمير محمد الأمجد بن عبد المالك الشريف الادريسي ، المدعو الشريف بوبغلة أول من واجه الجيش الفرنسي في صور الغزلان (البويرة) سنة 1849 ولما هزموه لجأ إلى أبناء عمه الرحمانيين في أعالي جرجرة فاحتضن أمراء بني العباس والقبائل البربرية الكبرى التابعة لنفوذهم (المتدييني بالطريقة -الزاوية- الرحمانية ) الثورة وأعلنوا جهاد الدفع ضد الفرنسيين والخونة من أبناء المنطقة -جيش الزوافا – وكانت أول مواجه لهم معهم في عين الحمام سنة 1851 أين قاد الشريف بوبغلة وأبناء عمه أحمد الرجال بينما قادت الشريفة الرحمانية فاطمة بنت سيدي أحمد الرحماني المدعوة لالة فاطمة نسومر (سومر إسم القرية التي تقيم فيها) في جيش قوامه 7000 جندي تمكنوا خلالها من إلحاق هزيمة منكرة بالعدو.
فهم الجيش الفرنسي أن وعورة وجهله بتضاريس جرجرة الموحشة هي سبب هزيمته فعاد واستدعى باقي جيشه الاحتياطي من أهل البلد جيش الزوافا الزواوي وحشدهم كلهم في المنطقة وأوكل له مهمة القضاء على ثورات الزوايا الرحمانية ، باعتبارهم أدرى بشعاب المنطقة لكونهم من ابنائها (قبيلة زواوا قبايلية ) وأعادهم من مهمة قمع الثورة في الغرب إلى قمع ثورة الشرفاء الرحمانيين وأحلافهم الأمازيغ في بلاد القبائل فتواجه الجيشان مرة ثانية وكان الجنيرال يوسف قائدا على جيش الزوافا في المنطقة بينما قاد زوج الشريفة الرحمانية لالا فاطمة الأمير يحي بويخلف رفقة الأمير الشريف بوحمارة جيش المسلمين وبعد حصار طويل وكر وفر انتصر جيش الزوافا الزواوي المحالف للفرنسيين على جيش شرفاء الزوايا الرحمانية وأفناهم عن بكرة أبيهم ودخلوا جرجرة عنوة وأنتقموا من أهلها شر إنتقام وقتلوا جميع رجالها حتى لم يبق في جرجرة غير النساء فقاتلوهم بالرصاص في نايت عنسو وقتلوا منهن خلقا كثيرا وسبو خلقا أعظم وأسروا الشريفة الرحمانية لالا فاطمة بعدما دخل الجنيرال يوسف إلى ملجئها في الجبال من ناحية أقمون إيزم بالأربعاء وسلمها سنة 1857 إلى الجنيرال الفرنسي روندون الذي أسرها في زاوية تابلاط حتى ماتت … وخضعت بلاد القبائل لحكم الفرنسيين بفضل خدمات جيش الزواف ( القبايليين هم أيضا ) كما خضعت بلاد الغرب الجزائري وبلاد الوسط من قبلها …
جيش الزوافا الزواوي ومقاومة المقراني :
بعد استيلائهم على جبال الشريعة (البليدة) ومليانة والونشريس وإخمادهم ثورة الأمير عبد القادر في جبال الظهرة وثورة الأمراء الرحمانيين في جبال جرجرة وأولاد سيدي الشيخ في البيض وبسط نفوذ الجيش الفرنسي على كامل منطقة الوسط والغرب توجه جيش الزوافا الزواوي مع أواخر سنة 1869إلى جبال الحضنة في منطقة مجانة قاصدين قلعة بني العباس بعد ظهور بوادر العصيان والرغبة في الإنتقام في سلوك الأمير محمد بن أحمد المقراني أحد ملوك بني العباس الخراشفة أبناء الحسن بن على بن أبي طالب وأخوه الأمير أبو مرزاق المقراني وابن عمه أبو زيد المقراني وأبن عمه الأخر الشيخ الأمير محمد بن علي الحداد المنصوري الرحماني
على خلفية المجازر التي ارتكبها الزواف في منطقة جرجرة والمجاعة التي أتت على نصف سكان الغرب الجزائري ومع بداية أفريل 1871 أعلن جيش المسلمين بقيادة المقراني الحرب على فرنسا وبسط نفوذه على مدينة برج بوعريريج وبينما أشعل الحداد منطقة صدوق بالقرب من بجاية (المنصورة سابقا ) توجه جيش الزوافا الزواوي بعد أن سلم منطقة البيض للجيش الفرنسي إلى قمع ثورة المقرانيين في مجانة وبجاية بحكم أنهم أدرى بالمنطقة من غيرهم ( أهل مكة أدرى بشعابها ) وما إن وصل إلى مدينة صدوق حتى أسقطها عنوه بعد أن قتل من ثار من أهلها خمسين ألفا واسر أميرها الشيخ الحداد وسلمه للجنيرال لالمان في 24 جوان 1871 الذي سجنه في بارال في بيجاية أين مات بعد عام من الأسر بينما واصل الأمراء المقرانيين الصمود في وجه الزوافا بدون قائدهم الأمير محمد المقراني الذي استشهد بطعنة من أحد خدمه في ماي 1871 ودفن بنفس القلعة وأخمد جيش الزوافا ثورة المقراني في بيجاية والحضنة وواصل التقدم إلى أن احتل قلب مدينة سطيف نهاية جانفي من سنة 1872 بعد مقاومة شرسة من أهاليها (قبيلة بني عامر الرياحية ) الذين سقط منهم 10 ألاف إنسان ونفي المئات منهم إلى كاليدونيا الجديدة وسوريا !
الزواف و قمع ثورة الزعاطشة بالجنوب الجزائري :
ولم تكن الصحراء الجزائرية إستثناءا فقد طالتها يد الاجرام ( الزوافي ) خدمة للمستعمر ، فأرسلت فرنسا قواتها العسكرية تتقدمها قوات من الزواف لقمع ثورة واحة الزعاطشة بالصحراء ، وكانت آثار هذه القوات كارثية ، حيث عملت ابادة جماعية لأهل هذه الواحة ، وفي هذا الخصوص ، يتحدث المؤرخان (روبرت فوهر وباسكال توراس ) عن الدور الكبير الذي قام به الزوافا في اخماد ثورة الزعاطشة في الصحراء الجزائرية والقضاء على أهل تلك الواحة حينما كتبا :
الزوافا و احتلال مدينة قسنطينة :
يذكر المؤرخ الفرنسي صاحب كتاب تاريخ الجزائر في صفحة 25 : الدور الذي لعبته كتائب الزوافا رفقة كتائب الاحتلال في اسقاط دفاعات مدينة قسنطينة ودحر سلطة ومقاومة حاكمها العثماني الشيخ أحمد باي
Renard, Abel (Charles Abel). Histoire de l’Algérie 1910 page 25
دورهم الفعال في مساعدة فرنسا في احتلال جميع مدن ومناطق شمال افريقيا :
وعن دورهم الفعال في مساعدة فرنسا في احتلال جميع مدن ومناطق شمال افريقيا ( حتى خارج الجزائر = فقد شارك الزواف في احتلال مدينة تونس ولحد اليوم توجد “” زنقة الزواف فيها “” ) يقول عالم الاجتماع الفرنسي وواحد من أدمغة المخابرات الفرنسية جون موريزو Jean Morizot في كتاب صدر له سنة 1961 بعنوان “زوفنة الجزائر Kabyliser l’Algerie” عن الزواف في الصفحة 134 ما يلي:
“كنا نلاحظهم يفعلون ومن صلب إرادتهم ما لم تكن تفعله كل مكونات سكان المغرب الأخرى..ليس فقط أنهم كانوا مقاتلين مرتزقة أوفياء في صفوفنا تحت العلم الفرنسي كما كانوا مع الترك في تثبيت الاحتلال بالجزائر ولكن ساعدونا في اخضاع كل المغرب العربي لنا من اقصى غربه الى اقصى شرقه . بعضهم لم يتواني في ترك دينه والتحول الى المسيحية..وبعضهم تخلى عن هويته كاملة واستبدلها بالفرنسية..هؤلاء الجبليون الذين كثيرا منهم جاب العالم في قتاله مع فرنسا لهم قدرة عجيبة على الانسلاخ …لاحظنا منهم من له قدرة عجيبة على تقمص هويتنا لدرجة تجعلك تعتقد انهم فرنسيون اكثر من الفرنسيين كانهم يبرهنون لنا انهم جاهزون للاندماج معنا”….
وبصفة مختصرة فإن أهم وأكبر وأشرس المعارك الحاسمة التي خاضها جيش الزواف المحلي مع الجيش الفرنسي ضد الشعب الجزائري في العشرية الأولى من إنشاء فيالقهم حسب ما هو مذكور في كتاب ، تاريخ الزواف ،إصدار وزارة الدفاع الفرنسية 8 أكتوبر 1950
هي بالترتيب الزماني :
معركة المدية سنة 1830
معركة حجوط سنة 1835
معركة موزاية سنة 1836
معركة قسنطينة سنة 1837
معركة موزاية الثانية 1840
معركة قارة مصطفى سنة 1840
معركة مليانة سنة 1840
معركة شرشال سنة 1840
معركة معسكر سنة 1841
معركة الشلف سنة 1843
معركة عين توجين سنة 1843
معركة إزلي مع المغرب سنة 1844
جيش الزوافا وإحتلال الجزائر
هل إحتلت فرنسا الجزائر، بجيش من الفرنسيين – أم – بجيش الزوافا الجزائريين؟
لعل من أهم القضايا التاريخية التي عادت لتطرح من جديد على الساحة الجزائرية هو جيش الزوافا الذي كونته فرنسا مباشرة بعد نزولها على الشواطئ الجزائرية وإستعملته لاحقا لاحتلال مدن ومناطق الجزائر الكثيرة التي قاومتها كالعاصمة ودالي براهيم والمدية ووهران وتيارت وقسنطينة ، وقمعت به عدة ثورات داخلية كثورة الحاج أحمد باي في قسنطينة ومقاومة الأمير عبد القادر وأولاد سيدي الشيخ بالغرب الجزائري وثورة الزعاطشة في الجنوب وثورة الشرفاء الرحمانيين بجبال جرجرة وغيرها من المقاومات الشعبية .
الأغلبية الساحقة من الجزائريين يعتقدون أن الجيش الفرنسي هو الذي قام بمفرده باحتلال الجزائر في سنة 1830
إلا أن الحقيقة أبعد من ذللك، تشير جميع المصادر الفرنسية المؤرخة للفترة الأولى لإستعمار الجزائر بالدور الكبير والجبار الذي قام به جيش آخر يدعى جيش الزواف المتحالف مع الجيش الفرنسي في إخضاع مختلف مدن ومناطق الجزائر تباعا لفرنسا وفي ارتكاب فضائع الإبادة الجماعية والتصفية العرقية وفي بناء الجزائر الفرنسية، وعلى عكس الرأي السائد فإن فرنسا لم تستطع إحتلال الجزائر إلا بإنضمام جزء من التشكيلة الاجتماعية الجزائرية في صفوف جيشها المحتل ، في عملية تشبه ما قام به الأمريكان من تجنيد للشيعة العراقيين في إحتلالهم للعراق سنة 2003 ، فكان أول من انضم للجيش الاستعماري من الجزائريين هم ما يعرف تاريخيها بجيش الزوافا ، وهي سياسية صرح بها الكثير من الساسة الفرنسيين
فمن هم الزوافا ؟
ﺍﻟﺰﻭﺍﻑ ﻫﻮ ﺟﻴﺶ ﺗﻢ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﺣﺘﻼﻟﻬﺎ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ 1830 , ﻳﺸﺘﻖ ﺍﺳﻤﻪ ﻣﻦ " ﺯﻭﺍﻭﺓ " ﻭ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮﻩ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺑﺠﺎﻳﺔ ﻭ ﺗﻴﺰﻱ ﻭﺯﻭ ﻭ ﺍﻟﺒﻮﻳﺮﺓ . ﺳﺎﻫﻢ " ﺍﻟﺰﻭﺍﻑ " ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ , ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺩﻭﺭ ﻓﻌﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﺮﺍﻧﻲ ﻭ ﺑﻮﻋﻤﺎﻣﺔ , ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻡ ﺑﺄﻋﻤﺎﻝ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﻛﺎﻹﺑﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﺰﺍﺋﺮﻳﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ . ﺗﻢ ﺣﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﺠﺰﺍﺋﺮ ﺳﻨﺔ 1962
ومهما يكن فهؤلاء لا يمثلون كل إخواننا القبائل المسلمين الأحرار الأشراف (وحتي أنا من أصول قبائلية) ، ما هي إلا حقبة تمثل خيانة البعض من الكل ، والدليل هو تقتيلهم وتشريدهم لبني عمومتهم في جرجرة كما سوف يأتي .
ﻭحسب الأرشيف الفرنسي (شاهد الصورة) فإن جيش الزوافا قد تشكل رسميا بتاريخ 15 أوت 1830 أي بعد شهر واحد فقط من سقوط العاصمة بيد الفرنسيين فهو يعتبر بذلك أول جيش من المرتزقة –الخونة– الجزائريين الذين باعوا ذمتهم للمحتل – فرنسا وخانوا الجزائر ، وكان مكونا في بدايته من 15 ألف جندي ينحدرون جُلهم من قبيلة الزواوا المنتشرة في تيزي وزو ومعظم مناطق القبائل الصغري ومن إسم هذه القبيلة أشتقت تسمية هذا الجيش المحلي ( زوافا = زواوا )
وعن نشأة جيش الزوافا في الجزائر كتبت أستاذة العلوم الإنسانية في جامعة باتنة الدكتورة ليلى تيتة :
لقد بدأ التفكير في الاستفادة من خدمات هاته القوات المكونة من السكان المحليين في عهد الماريشال دي بورمون في نهاية أوت 1830 إذ كتب إلى وزير الحرب بسماعه بسقوط الملكية والملك شارل العاشر يقول بأنه قد تلقى الوعد بخدمات 2000 فرد من الزواوة (قبايل)، 500 منهم هم الآن في الجزائر. غير أنه ترك أمر الإستفادة من خدمات هؤلاء إضافة إلى خدمات 120 شخص كانوا تحت تصرف يوسف المملوك إلى خليفته كلوزيل حسب ما تذهب إليه جل المصادر الذي نفذ الفكرة في 01 أكتوبر 1830 إذ ألف هذا الأخير من الزواوة -والذين أصبحوا يعرفون حسب التعبير الفرنسي بالزواف- قوة (عسكرية) تميزت بارتدائها اللون الأحمر تحت إمرة قائد عسكري بسترة زرقاء. شارك الزواف المشاة في الهجوم (احتلال) على محلة باي التيطري (المدية) بعدما شكل منهم كلوزيل فوجين ، كما شكل منهم في 08 أكتوبر 1830 فوجا ثالثا من الزواف الخيالة هذه المرة شاركوا في المعارك التوسعية لفرنسا بالممر الجبلي لموزاية في 21 نوفمبر 1830 .أطلق على المشاة والخيالة بعدها بموجب قانون 09 مارس 1831 وقد أعتبر هذا الفيلق أول هيكل عسكري Les chasseurs algériens الذي ألحق به في 21 مارس 1831 إسم قناصة الجزائر مكون من أهالي (زواوة)، أوكلت مهمة تسييره إلى فرنسي برتبة عقيد. شارك هذا الهيكل في المعركة الثانية بموزاية في 03 جويلية 1831 ، والحملة على بونة(احتلال عنابة) في 27 مارس1830
كيف استطاعت فرنسا تجنيد الزوافا
إستغرب كثير من المؤرخين ، كيف إستطاع الفرنسيون تجنيد هؤلاء الزوافا ( الذين هم في الأخير جزء من الجزائريين ) في صفوهم وجعلوهم يقاتلون باقي إخوانهم الجزائريين بل والتنكيل بهم وإرتكاب إبادات جماعية ومساعدة فرنسا في إحتلال باقي مناطق الجزائر ؟
حاول البعض الإجابة عن هذا السؤال بالقول أن فرنسا إستغلت حالة العداء التي كانت بين إمارة كوكو في منطقة قبايل وهي إمارة شبه مستقلة ، مع الكراغلة ( مصطلح يطلق على الجزائريين ذو الأصول العثمانية ) و السلطة التركية العثمانية التي كانت تحكم الجزائر ، وهو عداء تاريخي كان قائما على النفوذ والسلطة في منطقة زواوا ( القبائل اليوم ) ، ولكن الحقيقة هي أن السلطة العثمانية هي أول من شكل النواة الأولى لما عرف في عهد الاستعمار الفرنسي بالزوافا ، فكتائب الزوافا كانت موجودة قبل قدوم الفرنسيين بشكل آخر والفرنسييون هم من قاموا بتحويلها إلى نخبة عسكرية لاحتلال مناطق الجزائر ، كانت النواة الأولى من الزوافا قد تشكلت بأمر من الحكام العثمانيين للجزائر وأوكلت لهم السلطات العثمانية مهمة جمع الضرائب وجباية المكوس في داخل اقليمهم داخل القبيلة (زواوا – زواغا) أي حكم شبه ذاتي داخل مناطقهم وهي سياسية كانت تتبعها الدولة العثمانية في تسيير شؤون مختلف القبائل الجزائرية (عربية أو امازيغية ) ، لاحظ الفرنسيون وجود هذا التشكيل فحاولوا استغلاله وإعطائه بُعد عسكري لاستعماله لاحقا في بسط نفوذهم على باقي المناطق الجزائرية (أي استعماله خارج منطقة زواوا) ، وهو الأمر الذي نُفذ حرفيا ، ففي 31 مار س 1831 قامت السلطات الفرنسية بإعادة هيكلة الزوافا الزواويين في فيلقين كبيرين بعد تأهيلهم حربيا ونفسيا من طرف الضباط الفرنسيين على عقيدة عسكرية لإستعمار باقي مناطق الجزائر وتخليصها من الحكم العثماني بإسم السلطة الجديدة ( السلطة الفرنسية )
ويتحدث الأمير الفرنسي “نيكولا بيبسكو” سنة 1864 في هذا الخصوص :
” لدينا الحق في القول بأن سكان القبائل -قاصدا الزوافا- هم أفضل من ساعدنا في تأثيرنا الأخلاقي، السياسي، التجاري، والجنود الأكثر وفاءا لسيطرتنا…”.
“on aura le droit de se dire que les Kabyles nous promettent à la fois de meilleurs pionniers pour notre influence morale, politique, commerciale, et ,de plus fidèles soldats “pour notre domination
ما هي المهام التي قام بها هذا الجيش ( زوافا ) ؟
تمثلت مهام الزوافا الأساسية في مساندة القوات الفرنسية في احتلال باقي المناطق الجزائرية الرافضة للسلطة الفرنسية ، فكانت أول إنجازات جيش الزوافا المحليين تتمثل في إسقاط مدينة دالي براهيم حيث كان كراغلة (الجزائريون ذو الأصول العثمانية ) العاصمة يتمركزون ، وقد كانت المدينة المتحصنة في أعالي العاصمة والرافضة للإستعمار الفرنسي ، فقام الزواف بإبادة سكانها عن بكرة أبيهم
ثم توجه جزء منهم إلى مدينة المدية لمواجهة عائلات الكراغلة مجددا ( مصطلح يطلق على كل من جاء مع العثمانيين الأتراك طيلة 3 قرون من الحكم العثماني للجزائر وقد كانوا يمثلون نسبة كبيرة من سكان مدينة المدية ) وأحدثوا مقتلة كبيرة فيهم ومحرقة رهيبة في سهلهم ثم توجه هذا الجيش بإمر من الفرنسيين إلى مدينة مليانة المتمردة ، فواجه سكانها وأحدث فيهم مقتلة عظيمة وضمها إلى السيادة الفرنسية ثم توجه إلى جبل الونشريس وضمه بعد أن أحرق جميع القرى التي في سفوحه وحاصر سكانه في الجبال حتى استسلموا جوعا وموتا كل هذا بعد 3 سنوات فقط من إنشائه! وساعد الزوافا الفرنسيين في احتلال مناطق سطيف وبرج بوغرريج وقسنطينة وعنابة وغيرها من المدن الجزائرية .،كما شاركوا في احتلال مدينة تونس خارج الجزائر
وبعد غزوه لجبال الشريعة (البليدة والمدية ) وسفوحها وجبال الونشريس وسفوحها ، أوكل الفرنسيون لجيش الزوافا مهمة جديدة تتمثل في قمع ثورة الأميرعبد القادر التي كانت رقعتها تتسع يوما بعد يوم ، وهو ما تم بالفعل ، فكانوا في الصفوف الأولى لجيوش الفرنسيين وكانت معركة تيارت بداية سنة 1834 أول معركة مباشرة يخوضها جيش الأمير مع هذا الجيش من المرتزقة الجزائريين الذين خانوا العهد وانضموا لفرنسا ، أما قبل هذه المعركة فقد إستولى الزوافا على حامية عسكرية على تلة في سفوح الونشريس كان قد وضعها الأمير عبد القادر كمركز رباط ، رابط بها المسلمون كخط دفاع أولي ينذر بسقوط عاصمة دار الإسلام زمالة تيارت -قبل انتقالها- بسقوطها ولما وصل إليها جيش الزوافا أخذها في لمح البصر وهجم على العاصمة وأخدث بقراها التي استبسلت دفاعا عنها مقتلة عظيمة لم يسبق لها مثيل ونهب ما فيها من مؤونة .
جيش الزوافا الزواوي ومقاومة أولاد سيدي الشيخ بالغرب الجزائري :
بعد احتلال الشمال الجزائري من طرف القوات الفرنسية الغازية وأحلافها الزواف ، و عند وصول هذه القوات إلى مشارف الجنوب الجزائري، و في أثناء ظهور بوادر انتهاء المقاومة التي كان يقودها الأمير عبد القادر بن محي الدين، ظهرت حركة مقاومة جديدة لقبيلة أولاد سيدي الشيخ (البيض) للمد الاستعماري الفرنسي الزوافي ، في أول معركة بالمكان المسمى الشريعة بنواحي البَيَض، بقيادة الأمير الشيخ بن الطيب زعيم قبيلة أولاد سيدي الشيخ الغرابة في 2 ماي 1845م فتوقف التمدد الزوافي بسبب استدعائه لإخماد ثورة الأمراء الرحمانيين في جرجرة ليُستأنف الغزو من جديد بالهجوم على مدينة البيض مركز قبائل أولاد سيدي الشيخ و التي سقطت في 1864 ، ثما ما لبثت وعادت مقاومة أمراء قبائل أولاد سيدي الشيخ العربية من جديد غير أن المستعمر نجح في جلب جيش الزوافا من جرجرة واستوطنهم ناحية فرندة بتيارت وزج بهم في حربه ضد عرب أولاد سيدي الشيخ وحلفائهم من باقي قبائل المنطقة ( كالحميان والشعانبة وغيرهم ) وبدعمه المادي الكبير كانت لهم الغلبة بعد حصار دام 4 سنوات كانت نتيجته هلاك 800 ألف شخص بين سنتي 1864 و 1869 بالمجــــــاعة وهو ما يمثل حسب المصادر الفرنسية 43 بالمئة من سكان المنطقة وكل هذا بفضل خدمات الزواف الذين استقدمتهم فرنسا من قبيلة زواوا بمنطقة القبائل واحتلت بهم الجزائر غير أن أولاد سيدي الشيخ واصلوا معارك الكر والفر حتى سنة 1902 تحد قيادات جديدة مختلفة من أبرزها الأمير الشيخ بوعمامة !
جيش الزوافا و قمع ثورات الزوايا الرحمانية بمنطقة قبايل ، جبال جرجرة ؟
وبينما عاد جيش الزوافا مجددا للغرب الجزائري وأوكلت له مهمة نهب غنائم دولة الأمير المتهاوية وتثبيت أركان الحكم الفرنسي في ربوعها ومعاقبة القبائل المشاركة في الثورة كانت الجيوش الفرنسية تغزو قلاع شرق العاصمة وما إن وصلوا إلى ناحية سيدي سليمان حتى اعترضهم مقاومة الرحمانيين وهم أمراء من بني العباس المقرانيين ورثة الحماديين الأشراف الأدارسة من نسل الحسن إبن علي ابن أبي طالب الهاشمي القرشي العربي (مقران لفظ تعظيم بربري يعني السلطان عظيم الشأن)
حاولت الزوايا الرحمانية تحريض بقية القبايل ضد هذا الجيش من الخونة وإستطاعت فعلا بسبب نفوذها في جبال جرجرة من إشعال العديد من الثورات لكن جيش الزواف ( هم أيضا قبايل ) إستطاع القضاء على معظم تلك الثورات بسبب مساندة فرنسا لهم بالعدة والسلاح ، ومن أشهر تلك الثورات المحلية داخل جبال جرجرة نذكر :
كان الأمير محمد الأمجد بن عبد المالك الشريف الادريسي ، المدعو الشريف بوبغلة أول من واجه الجيش الفرنسي في صور الغزلان (البويرة) سنة 1849 ولما هزموه لجأ إلى أبناء عمه الرحمانيين في أعالي جرجرة فاحتضن أمراء بني العباس والقبائل البربرية الكبرى التابعة لنفوذهم (المتدييني بالطريقة -الزاوية- الرحمانية ) الثورة وأعلنوا جهاد الدفع ضد الفرنسيين والخونة من أبناء المنطقة -جيش الزوافا – وكانت أول مواجه لهم معهم في عين الحمام سنة 1851 أين قاد الشريف بوبغلة وأبناء عمه أحمد الرجال بينما قادت الشريفة الرحمانية فاطمة بنت سيدي أحمد الرحماني المدعوة لالة فاطمة نسومر (سومر إسم القرية التي تقيم فيها) في جيش قوامه 7000 جندي تمكنوا خلالها من إلحاق هزيمة منكرة بالعدو.
فهم الجيش الفرنسي أن وعورة وجهله بتضاريس جرجرة الموحشة هي سبب هزيمته فعاد واستدعى باقي جيشه الاحتياطي من أهل البلد جيش الزوافا الزواوي وحشدهم كلهم في المنطقة وأوكل له مهمة القضاء على ثورات الزوايا الرحمانية ، باعتبارهم أدرى بشعاب المنطقة لكونهم من ابنائها (قبيلة زواوا قبايلية ) وأعادهم من مهمة قمع الثورة في الغرب إلى قمع ثورة الشرفاء الرحمانيين وأحلافهم الأمازيغ في بلاد القبائل فتواجه الجيشان مرة ثانية وكان الجنيرال يوسف قائدا على جيش الزوافا في المنطقة بينما قاد زوج الشريفة الرحمانية لالا فاطمة الأمير يحي بويخلف رفقة الأمير الشريف بوحمارة جيش المسلمين وبعد حصار طويل وكر وفر انتصر جيش الزوافا الزواوي المحالف للفرنسيين على جيش شرفاء الزوايا الرحمانية وأفناهم عن بكرة أبيهم ودخلوا جرجرة عنوة وأنتقموا من أهلها شر إنتقام وقتلوا جميع رجالها حتى لم يبق في جرجرة غير النساء فقاتلوهم بالرصاص في نايت عنسو وقتلوا منهن خلقا كثيرا وسبو خلقا أعظم وأسروا الشريفة الرحمانية لالا فاطمة بعدما دخل الجنيرال يوسف إلى ملجئها في الجبال من ناحية أقمون إيزم بالأربعاء وسلمها سنة 1857 إلى الجنيرال الفرنسي روندون الذي أسرها في زاوية تابلاط حتى ماتت … وخضعت بلاد القبائل لحكم الفرنسيين بفضل خدمات جيش الزواف ( القبايليين هم أيضا ) كما خضعت بلاد الغرب الجزائري وبلاد الوسط من قبلها …
جيش الزوافا الزواوي ومقاومة المقراني :
بعد استيلائهم على جبال الشريعة (البليدة) ومليانة والونشريس وإخمادهم ثورة الأمير عبد القادر في جبال الظهرة وثورة الأمراء الرحمانيين في جبال جرجرة وأولاد سيدي الشيخ في البيض وبسط نفوذ الجيش الفرنسي على كامل منطقة الوسط والغرب توجه جيش الزوافا الزواوي مع أواخر سنة 1869إلى جبال الحضنة في منطقة مجانة قاصدين قلعة بني العباس بعد ظهور بوادر العصيان والرغبة في الإنتقام في سلوك الأمير محمد بن أحمد المقراني أحد ملوك بني العباس الخراشفة أبناء الحسن بن على بن أبي طالب وأخوه الأمير أبو مرزاق المقراني وابن عمه أبو زيد المقراني وأبن عمه الأخر الشيخ الأمير محمد بن علي الحداد المنصوري الرحماني
على خلفية المجازر التي ارتكبها الزواف في منطقة جرجرة والمجاعة التي أتت على نصف سكان الغرب الجزائري ومع بداية أفريل 1871 أعلن جيش المسلمين بقيادة المقراني الحرب على فرنسا وبسط نفوذه على مدينة برج بوعريريج وبينما أشعل الحداد منطقة صدوق بالقرب من بجاية (المنصورة سابقا ) توجه جيش الزوافا الزواوي بعد أن سلم منطقة البيض للجيش الفرنسي إلى قمع ثورة المقرانيين في مجانة وبجاية بحكم أنهم أدرى بالمنطقة من غيرهم ( أهل مكة أدرى بشعابها ) وما إن وصل إلى مدينة صدوق حتى أسقطها عنوه بعد أن قتل من ثار من أهلها خمسين ألفا واسر أميرها الشيخ الحداد وسلمه للجنيرال لالمان في 24 جوان 1871 الذي سجنه في بارال في بيجاية أين مات بعد عام من الأسر بينما واصل الأمراء المقرانيين الصمود في وجه الزوافا بدون قائدهم الأمير محمد المقراني الذي استشهد بطعنة من أحد خدمه في ماي 1871 ودفن بنفس القلعة وأخمد جيش الزوافا ثورة المقراني في بيجاية والحضنة وواصل التقدم إلى أن احتل قلب مدينة سطيف نهاية جانفي من سنة 1872 بعد مقاومة شرسة من أهاليها (قبيلة بني عامر الرياحية ) الذين سقط منهم 10 ألاف إنسان ونفي المئات منهم إلى كاليدونيا الجديدة وسوريا !
الزواف و قمع ثورة الزعاطشة بالجنوب الجزائري :
ولم تكن الصحراء الجزائرية إستثناءا فقد طالتها يد الاجرام ( الزوافي ) خدمة للمستعمر ، فأرسلت فرنسا قواتها العسكرية تتقدمها قوات من الزواف لقمع ثورة واحة الزعاطشة بالصحراء ، وكانت آثار هذه القوات كارثية ، حيث عملت ابادة جماعية لأهل هذه الواحة ، وفي هذا الخصوص ، يتحدث المؤرخان (روبرت فوهر وباسكال توراس ) عن الدور الكبير الذي قام به الزوافا في اخماد ثورة الزعاطشة في الصحراء الجزائرية والقضاء على أهل تلك الواحة حينما كتبا :
الزوافا و احتلال مدينة قسنطينة :
يذكر المؤرخ الفرنسي صاحب كتاب تاريخ الجزائر في صفحة 25 : الدور الذي لعبته كتائب الزوافا رفقة كتائب الاحتلال في اسقاط دفاعات مدينة قسنطينة ودحر سلطة ومقاومة حاكمها العثماني الشيخ أحمد باي
Renard, Abel (Charles Abel). Histoire de l’Algérie 1910 page 25
دورهم الفعال في مساعدة فرنسا في احتلال جميع مدن ومناطق شمال افريقيا :
وعن دورهم الفعال في مساعدة فرنسا في احتلال جميع مدن ومناطق شمال افريقيا ( حتى خارج الجزائر = فقد شارك الزواف في احتلال مدينة تونس ولحد اليوم توجد “” زنقة الزواف فيها “” ) يقول عالم الاجتماع الفرنسي وواحد من أدمغة المخابرات الفرنسية جون موريزو Jean Morizot في كتاب صدر له سنة 1961 بعنوان “زوفنة الجزائر Kabyliser l’Algerie” عن الزواف في الصفحة 134 ما يلي:
“كنا نلاحظهم يفعلون ومن صلب إرادتهم ما لم تكن تفعله كل مكونات سكان المغرب الأخرى..ليس فقط أنهم كانوا مقاتلين مرتزقة أوفياء في صفوفنا تحت العلم الفرنسي كما كانوا مع الترك في تثبيت الاحتلال بالجزائر ولكن ساعدونا في اخضاع كل المغرب العربي لنا من اقصى غربه الى اقصى شرقه . بعضهم لم يتواني في ترك دينه والتحول الى المسيحية..وبعضهم تخلى عن هويته كاملة واستبدلها بالفرنسية..هؤلاء الجبليون الذين كثيرا منهم جاب العالم في قتاله مع فرنسا لهم قدرة عجيبة على الانسلاخ …لاحظنا منهم من له قدرة عجيبة على تقمص هويتنا لدرجة تجعلك تعتقد انهم فرنسيون اكثر من الفرنسيين كانهم يبرهنون لنا انهم جاهزون للاندماج معنا”….
وبصفة مختصرة فإن أهم وأكبر وأشرس المعارك الحاسمة التي خاضها جيش الزواف المحلي مع الجيش الفرنسي ضد الشعب الجزائري في العشرية الأولى من إنشاء فيالقهم حسب ما هو مذكور في كتاب ، تاريخ الزواف ،إصدار وزارة الدفاع الفرنسية 8 أكتوبر 1950
هي بالترتيب الزماني :
معركة المدية سنة 1830
معركة حجوط سنة 1835
معركة موزاية سنة 1836
معركة قسنطينة سنة 1837
معركة موزاية الثانية 1840
معركة قارة مصطفى سنة 1840
معركة مليانة سنة 1840
معركة شرشال سنة 1840
معركة معسكر سنة 1841
معركة الشلف سنة 1843
معركة عين توجين سنة 1843
معركة إزلي مع المغرب سنة 1844