أم عاكف ( الأم المعلمة )
2016-09-18, 20:47
يصعب علينا اليوم تقبل مدى التأثير السلبي للتكنولوجيا على كافة فئات المجتمع، إذا ما لبثنا نعد وسائلها التي تفتح بيوتنا على العالم وحيثياته، حتى وجدنا الصغير كالكبير، قد جرفه تيار التقليد الأعمى، وهو ما بات يتجلى في مدارسنا من سوء تربية وانقياد وراء ما تعرضه شاشات التلفزيون ومواقع الأنترنت، حيث انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة، ذات أبعاد ونتائج فتاكة بالمجتمع، وهي انتشار العلاقات العاطفية بين الجنسين من تلاميذ المدارس.
التكنولوجيا وراء ذلك
ظهور الهوائيات قبل سنوات من الآن، وما انجر عنه من آفات اجتماعية كالطلاق، كان قد أثار الكثير من المخاوف عن المنعرج الذي سيسلكه المجتمع الجزائري بعدها، ثم تلت هذه المخاوف تحذيرات شديدة من قبل الأخصائيين الاجتماعيين من امكانية الوقوع في شراك الخيال الذي تروج له المسلسلات والأفلام، وانعكاسها على تربية الأجيال القادمة، وهو ما حدث بالفعل، خاصة بعد ظهور وسائل جديدة كالأنترنت، والتي قربت الخطر من أطفالنا أكثر فأكثر، إذ بات بإمكان الطفل صاحب الست سنوات أن يتابع رفقة والدته مسلسلا تركيا جل لقطاته رومنسية، ثم ما إن يفرغ من ذلك حتى تجده، قد شغل ألعاب الفيديو التي تحتوى في الكثير من الأحيان على مقاطع مخلة، أو قابعا أمام القنوات الأجنبية المتعددة، تعرض له سلسلات الرسوم المتحركة، التي لم تسلم هي الأخرى من طيش المشاهد الرومنسية، والتي سريعا ما تترسخ في ذهن الطفل الشبيه بالورقة البيضاء، فتجده شديد التأثر بالقصص الغرامية التي يتلقاها على صغره، فيحاول بطبيعته التي تستدعي تجريب كل ما يمر عليه، بأن يُكون علاقة عاطفية باختيار طرف من الجنس الآخر، ولا أحسن مجال لذلك كالوسط التربوي، وهو ما يفسر انتشار هذه الظاهرة في المدارس، حتى الابتدائية منها، أما تتمة المهمة، فالهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت متاحة لدى الصغار دون رقابة، كفيلة بتوسيع الخطر وتسهيل انتشاره.
الأولياء يشجعون
لا شك أن التربية السليمة تنعكس في السلوكيات السوية لأبنائنا، والعكس بالعكس، فلا أحد في جميع الأحوال مسؤول على ما يبديه الأبناء غير أوليائهم، فالتلميذ في الابتدائي وفي جميع مراحله بمثابة مغناطيس كما تصوره الأخصائية في علم النفس الدكتورة هجيرة حرزلاوي، مستعد لاستقطاب كل ما يمر من حوله، و"على الأولياء انتقاء هذه الأخيرة، بمراقبته عن المضامين الإعلامية والترفيهية السيئة وتوجيهه، وإعطائه منذ صغره الثقافة الجنسية المناسبة لسنه والتي يرغب الأولياء في أن ينشأ عليها"، فمن الغريب جدا أن الأم صاحبة الـ28 سنة تكتشف أنها تؤيد بعضا من العلاقات العاطفية التي يقيمها التلاميذ في المدارس، بحجة أنها مبنية على (النية) وأساسها الزمالة، ولا يمكن تفسيرها بغير ذلك، لأن النقص سيكون فينا نحن، ثم لتأتي صديقة لها وهي أم لتوائم بنات في الصف الثالث الابتدائي، تقول: "كثيرا ما تخبرني بناتي عن تقرب زملائهم في المدرسة منهن بسبب جمالهن وتفوقهن في الدراسة، فلا أعطي الأمر اي أهمية، لأن الزمن الذي نعيش فيه اليوم غير الماضي، وهناك انفتاح على طبيعة العلاقات"، وفي هذا تحذر الأخصائية النفسية الدكتورة هجيرة حرزلاوي من تنامي الظاهرة بسبب السكوت والتجاهل أو التشجيع، وإنما من الضروري أن ينبه كل ولي أبناءه ويحسن تربيتهم، وفي حال غفلته علينا أن نبلغ على هذه العلاقات المدمرة لإدارة المدرسة التي تتولى مسؤوليتها، فاللقاءات القائمة على الزمالة أو تلك التي تقام بدافع العاطفة المبهمة والفطرية، قد تتعدى حدود المعقول إلى ممارسات غير شرعية تهوي بالمجتمع....منقول
http://magazine.echoroukonline.com/dzstatic/thumbnails/article/2014/inch_805259982.jpg
التكنولوجيا وراء ذلك
ظهور الهوائيات قبل سنوات من الآن، وما انجر عنه من آفات اجتماعية كالطلاق، كان قد أثار الكثير من المخاوف عن المنعرج الذي سيسلكه المجتمع الجزائري بعدها، ثم تلت هذه المخاوف تحذيرات شديدة من قبل الأخصائيين الاجتماعيين من امكانية الوقوع في شراك الخيال الذي تروج له المسلسلات والأفلام، وانعكاسها على تربية الأجيال القادمة، وهو ما حدث بالفعل، خاصة بعد ظهور وسائل جديدة كالأنترنت، والتي قربت الخطر من أطفالنا أكثر فأكثر، إذ بات بإمكان الطفل صاحب الست سنوات أن يتابع رفقة والدته مسلسلا تركيا جل لقطاته رومنسية، ثم ما إن يفرغ من ذلك حتى تجده، قد شغل ألعاب الفيديو التي تحتوى في الكثير من الأحيان على مقاطع مخلة، أو قابعا أمام القنوات الأجنبية المتعددة، تعرض له سلسلات الرسوم المتحركة، التي لم تسلم هي الأخرى من طيش المشاهد الرومنسية، والتي سريعا ما تترسخ في ذهن الطفل الشبيه بالورقة البيضاء، فتجده شديد التأثر بالقصص الغرامية التي يتلقاها على صغره، فيحاول بطبيعته التي تستدعي تجريب كل ما يمر عليه، بأن يُكون علاقة عاطفية باختيار طرف من الجنس الآخر، ولا أحسن مجال لذلك كالوسط التربوي، وهو ما يفسر انتشار هذه الظاهرة في المدارس، حتى الابتدائية منها، أما تتمة المهمة، فالهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت متاحة لدى الصغار دون رقابة، كفيلة بتوسيع الخطر وتسهيل انتشاره.
الأولياء يشجعون
لا شك أن التربية السليمة تنعكس في السلوكيات السوية لأبنائنا، والعكس بالعكس، فلا أحد في جميع الأحوال مسؤول على ما يبديه الأبناء غير أوليائهم، فالتلميذ في الابتدائي وفي جميع مراحله بمثابة مغناطيس كما تصوره الأخصائية في علم النفس الدكتورة هجيرة حرزلاوي، مستعد لاستقطاب كل ما يمر من حوله، و"على الأولياء انتقاء هذه الأخيرة، بمراقبته عن المضامين الإعلامية والترفيهية السيئة وتوجيهه، وإعطائه منذ صغره الثقافة الجنسية المناسبة لسنه والتي يرغب الأولياء في أن ينشأ عليها"، فمن الغريب جدا أن الأم صاحبة الـ28 سنة تكتشف أنها تؤيد بعضا من العلاقات العاطفية التي يقيمها التلاميذ في المدارس، بحجة أنها مبنية على (النية) وأساسها الزمالة، ولا يمكن تفسيرها بغير ذلك، لأن النقص سيكون فينا نحن، ثم لتأتي صديقة لها وهي أم لتوائم بنات في الصف الثالث الابتدائي، تقول: "كثيرا ما تخبرني بناتي عن تقرب زملائهم في المدرسة منهن بسبب جمالهن وتفوقهن في الدراسة، فلا أعطي الأمر اي أهمية، لأن الزمن الذي نعيش فيه اليوم غير الماضي، وهناك انفتاح على طبيعة العلاقات"، وفي هذا تحذر الأخصائية النفسية الدكتورة هجيرة حرزلاوي من تنامي الظاهرة بسبب السكوت والتجاهل أو التشجيع، وإنما من الضروري أن ينبه كل ولي أبناءه ويحسن تربيتهم، وفي حال غفلته علينا أن نبلغ على هذه العلاقات المدمرة لإدارة المدرسة التي تتولى مسؤوليتها، فاللقاءات القائمة على الزمالة أو تلك التي تقام بدافع العاطفة المبهمة والفطرية، قد تتعدى حدود المعقول إلى ممارسات غير شرعية تهوي بالمجتمع....منقول
http://magazine.echoroukonline.com/dzstatic/thumbnails/article/2014/inch_805259982.jpg