تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكايا وعبر من تاريخنا الإسلامي .


رَكان
2016-09-16, 15:46
السلام عليكم
صفحات بيضاء من تاريخناالإسلامي ..زخرف عليها بخطوط من ذهب حكايا أحداث ومواقف ..مسجلة بمقولات مفتاحية ...تعيد الثقة بالنفس لكل مسلم ..فتجعل نظرته للمستقبل نظرة الثابت المتيقن المطمئن ..الى أنه لاخيار سوى لخيار سيادة هذا الدين وعودة مجده وتألقه ...هي مقولات ارتبطت بحكايا ..لكبار في الحكم والعلم والحرب ..هلا أفدتمونا بما لديكم نجعل منها تذكرة فتعيها آذان واعية ..
سأبتدئ بسم الله ...
كتب الجراح بن عبد الله، والي خراسان، إلى خامس الراشدين عمر بن عبد العزيز: «سلام عليك، أما بعد، فإن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلا السوط والسيف، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك فعلت». فرد عليه عمر: «أما بعد فقد بلغني كتابك، تذكر فيه أن أهل خراسان قد ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلا السيف والسوط، وتسألني أن آذن لك! فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق».

NEWFEL..
2016-09-16, 18:39
بارك الله فيك .............

الأمازيغي52
2016-09-19, 07:00
يصلحهم العدل والحق.
الناس لا يصلحهم الكلام المنافق وإنما يصلحهم تطبيق العدل فيما بينهم دون تمييز .
قول جميل يكتب بماء الذهب .

رَكان
2016-09-22, 21:24
حوار معارض

حكي ان خالد بن الوليد لما توجه من الحجاز الى أطراف العراق دخل عليه عبدالمسيح بن عمرو بن نفيلة، فقال له خالد: أين أقصى أثرك؟ قال: ظهر أبي، قال: ومن أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: علام أنت؟ قال: على الأرض، قال: فيم أنت؟ قال: في ثيابي، قال: فمن أين أقبلت؟ قال: من خلفي، قال: وأين تريد؟ قال: أمامي، قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال: أتعقل؟ قال: نعم واقيَّد، قال: احرب أنت أم سلم؟ قال: سلم، قال: فما بال الحصون؟ قال: بنيناها لسفيه حتى يجيء حليم فينهاه.

رَكان
2016-09-22, 21:26
دع الخلق للخالق

من حسن اسلام المرء وكمال دينه تركه ما لا يعنيه من أمور الآخرين فلا يبحث عن زلاتهم ويتتبع عوراتهم لما في ذلك من فضول ولانه تصرف مذموم يتنافى مع خلق المسلم، فلا يتدخل المرء فيما لا ضرورة فيه ولا مضرة في تركه، وقد بين لنا الحديث الشريف: (حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) رواه الترمذي، انه مما يزيد اسلام المرء حسنا ان يدع ما لا يعنيه ولا يفيده في امر دنياه وآخرته، ومن سوء الخلق شغل النفس واهتمامها بأمور الناس دون حاجة لذلك، يقول الامام الغزالي رحمه الله: «حد ما لا يعنيك في الكلام ان تتكلم بما لو سكت عنه لم تأثم ولم تتضرر حالا ومالا، قال: فان شغلت بما لا يعنيك فإنك مضيع لزمانك ومحاسب على عمل لسانك» انتهى.
فالانسان يوجه نفسه لما ينفعها، ويهتم بما يعنيه من امور حياته وينشغل بما يخصه، والنفس ان لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، ومن اشتغل بالناس نسي تهذيب نفسه وتزكيتها، ومن رفعة اخلاق المرء تجنب الفضول وترك ما لا يحتاج اليه في دينه ودنياه، يقول الامام الشافعي رحمه الله: «ثلاثة تزيد في العقل: مجالسة العلماء ومجالسة الصالحين وترك الكلام في ما لا يعني، وقال: من أراد ان ينور الله قلبه فليترك الكلام فيما لا يعنيه» انتهى.
ولا يعني ذلك ان تعرض عن النصيحة والموعظة ان رأيت المعاصي ظاهرة امام عينيك ظنا منك انها خصوصيات بل ان المسلم يقدم النصيحة لمن اساء ليرشده الى طريق الصواب، عملا بالحديث الشريف: (الدين النصيحة) رواه مسلم، والمؤمن يأخذ بتوجيهات النبي صلى الله عليه وسلم ويجمع بينها فإنه ينصح برفق ولين ان رأى من يجاهر بالمعصية والفعل السيئ، فإن رأيت المنكرات من حولك كن ناصحا مذكرا واجعل نصيحتك بتلطف وحدود، ولابد من الفن والذكاء والحلم ان كانت نصيحتك لمن لا يقبلها كمن اصابه الغرور وظن انه لا يزل ولا يقع في الخطأ، او كان خطابك مع سليط اللسان الذي لا يحكم عقله فيما يقول، فإن كنت من اهل الفن في النصيحة فابدأ بالنصح والكلام وان لم تكن فعليك بالصمت واجعل انكارك في قلبك فالسكوت في كثير من الاحوال خير وأفضل من النطق والكلام.

رَكان
2016-09-23, 15:06
غضبة الخليفة هارون الرشيد صفحة مشرقة من تاريخنا الإسلامي المجيد
نقض الروم المعاهدة مع المسلمين, فكان الرد مزلزلا من طرف هارون الرشيد رحمه الله , فانثنى عليه ولم يبرحه الا مكسورا مدحورا يجر أذيال الخيبة والقهر .....

ففي عام 187 هـ نقض ملك الروم الصلح الذي كان جرى بين الذي قبله الملكة "ريني"وبين المسلمين، وكتب إلى الرشيد قائلاً:

من نقفور ملك الروم، إلى هارون ملك العرب؛ أما بعد؛ فإن الملكة "ريني"التي كانت قبلي، أقامتك مقام الرخ، وأقامت نفسها مقام البيدق، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقاً بحمل أمثالها إليها؛ لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن؛ فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك بما يقع به المصادرة لك، وإلا فالسيف بيننا وبينك.

فلما قرأ الرشيد الكتاب، استفزه الغضب حتى لم يمكن أحداً أن ينظر إليه دون أن يخاطبه؛ وتفرق جلساؤه خوفاً من زيادة قول أو فعل يكون منهم؛ فدعا بدواة وكتب على ظهر الكتاب: " بسم الله الرحمن الرحيم " :

من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم؛ قد قرأت كتابك يابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه. والسلام.

ثم شخص من يومه، وسار حتى أناخ بباب هرقلة، ففتح وغنم، واصطفى وأفاد، وخرب وحرق، واصطلم. فطلب نقفور الموادعة على خراج يؤديه في كل سنة، فأجابه إلى ذلك.
(للإفادة راجع هذه الحادثة في كتب: تاريخ الرسل والملوك للطبري, والكامل في التاريخ لابن الأثير, والبداية والنهاية لإبن كثير, وغيرها من كتب التاريخ الإسلامي في عام: 187 هـ)

عباس عرفان
2016-09-23, 20:04
مشكور على الموضوع

رَكان
2016-10-29, 23:08
الصـوم والحـر

كان الحجاج بن يوسف الثقفي، على ما به من صلف وتجبر وحب لسفك الدماء، جواداً كريماً، لا تخلو موائده كل يوم من الآكلين، وكان يرسل إلى مستطعميه الرسل، ولما شق عليه ذلك، قال لهم: رسولي إليكم الشمس إذا طلعت، فاحضروا للفطور، وإذا غربت، فاحضروا للعشاء.‏ ‏ وحدث أن خرج يوماً للصيد، وكان معه أعوانه وحاشيته، ولما حضر غداؤه، قال لأصحابه، التمسوا من يأكل معنا، فتفرقوا كل إلى جهة، فلم يجدوا إلا أعرابياً، فأتوا به، فقال له الحجاج: هلم يا أعرابي فَكُلْ، قال الأعرابي: لقد دعاني من هو أكرم منك فأجبته، قال الحجاج: ومن هو؟ قال الأعرابي: الله سبحانه وتعالى، دعاني إلى الصوم فأنا صائم.‏ ‏ قال الحجاج: صوم في مثل هذا اليوم على حره؟ قال الأعرابي: صمتُ ليوم هو أحرُّ منه، قال الحجاج: فأفطر اليوم وصم غداً، فقال الأعرابي: أَوَيضمن لي الأمير أن أعيش إلى غد؟ قال الحجاج: ليس لي إلى ذلك سبيل. قال الأعرابي: فكيف تطلب مني عاجلاً بآجل ليس إليه سبيل؟‏ ‏ قال الحجاج: إنه طعام طيب. قال الأعرابي: والله ما طيَّبه خبازك ولا طباخك، ولكن طيبته العافية.‏ ‏ قال الحجاج: أبعدوه عني.

عباس عرفان
2016-10-30, 19:47
ما أجمل العودة إلى تراثنا