توحيد الجزائرية
2016-08-29, 22:01
جوهرة لابُدّ أن تُصَان!
إن من الأسباب التي تزيد من المودّة، وتُثبِّت أركان المحبة بين الإخوان والأصحاب -وما أكثر من يغفل عنها- هو الاعتراف للصاحب بالتقصير في حقّه -مهما بلغت درجة المحبة المتبادلة- وإعلامه بالتفريط في جنابه، فإن من ذاق طعم الأخوة قامت به حقوق صاحبه لإدراك حجم التهاون في قضاء حوائجه الدنيوية والأخروية.
وإن للشيطان مداخل عديدة ينفذ منها لميدان الأخوة فيزرع فيه من علقم المكائد وضريع التحريش ما يجعل تلك الأخوة تاريخا يُذكر وماضيا يَحنّ إليه أصحابها.
ومن أخس تلكم المداخل وأخفاها على النفس: أن يأتي شيطان -الجن أو الإنس- في ثوب الناصح المشفق ويأخذ بمسامع الرجل ويلقي في روعه أن صاحبك خذلك في الموطن الفلاني، ولم يقف معك في مصابك، ولم يسأل عنك يوم مرضت وأصبت بذاك البلاء! فتميل نفس الضعيف وترضخ مشاعره لنصيحة الماكر! ثم تنبني عليها مواقف تعكّر صفو الأخوة.
وعليه:
فلا يضرّك أخي أن تعترف لأخيك -بين الفينة والأخرى- بما تعرفه من نفسك من تقصير في حقه، وتواجهه بكل شجاعة وتعلمه بأنك قصرت في حقه مثلا: يوم أن كان مقبلا على الزواج! ويوم أن ضاقت به الدنيا ولم يجد عملا! فبهذا تقطع الطريق على نوّاب إبليس على الأرض، ثم اعلم -رحمك الله- أن صاحبك المقصر في حقه له من عزة النفس وكرامة الشخصية ما يجعله يلحظ تقصيرك في حقه، فلا تحسن الظن بنفسك وتقول هو يعرفني ولا أظنه ينزعج من هذه المواقف، فهذا ضرب من السفَه فالمحبّ يعاتب حبيبه أكثر من معاتبته البعيد عنه، ويجد من صاحبه ما لا يجده من غيره، لاسيما إذا وافق ذلك معرفته بانزعاجك من عتابه، فللأسف الكثير منها لا يعرف أن عتاب الأحبة هو دواء الأحقاد.
فتنبهوا رحمكم الله إلى هذا السرّ الخطير! فالأخوة جوهرة لابدّ أن تُصان والا تترك في أيادي العابثين، والحمد لله رب العالمين
ابو معاذ محمد مرابط
إن من الأسباب التي تزيد من المودّة، وتُثبِّت أركان المحبة بين الإخوان والأصحاب -وما أكثر من يغفل عنها- هو الاعتراف للصاحب بالتقصير في حقّه -مهما بلغت درجة المحبة المتبادلة- وإعلامه بالتفريط في جنابه، فإن من ذاق طعم الأخوة قامت به حقوق صاحبه لإدراك حجم التهاون في قضاء حوائجه الدنيوية والأخروية.
وإن للشيطان مداخل عديدة ينفذ منها لميدان الأخوة فيزرع فيه من علقم المكائد وضريع التحريش ما يجعل تلك الأخوة تاريخا يُذكر وماضيا يَحنّ إليه أصحابها.
ومن أخس تلكم المداخل وأخفاها على النفس: أن يأتي شيطان -الجن أو الإنس- في ثوب الناصح المشفق ويأخذ بمسامع الرجل ويلقي في روعه أن صاحبك خذلك في الموطن الفلاني، ولم يقف معك في مصابك، ولم يسأل عنك يوم مرضت وأصبت بذاك البلاء! فتميل نفس الضعيف وترضخ مشاعره لنصيحة الماكر! ثم تنبني عليها مواقف تعكّر صفو الأخوة.
وعليه:
فلا يضرّك أخي أن تعترف لأخيك -بين الفينة والأخرى- بما تعرفه من نفسك من تقصير في حقه، وتواجهه بكل شجاعة وتعلمه بأنك قصرت في حقه مثلا: يوم أن كان مقبلا على الزواج! ويوم أن ضاقت به الدنيا ولم يجد عملا! فبهذا تقطع الطريق على نوّاب إبليس على الأرض، ثم اعلم -رحمك الله- أن صاحبك المقصر في حقه له من عزة النفس وكرامة الشخصية ما يجعله يلحظ تقصيرك في حقه، فلا تحسن الظن بنفسك وتقول هو يعرفني ولا أظنه ينزعج من هذه المواقف، فهذا ضرب من السفَه فالمحبّ يعاتب حبيبه أكثر من معاتبته البعيد عنه، ويجد من صاحبه ما لا يجده من غيره، لاسيما إذا وافق ذلك معرفته بانزعاجك من عتابه، فللأسف الكثير منها لا يعرف أن عتاب الأحبة هو دواء الأحقاد.
فتنبهوا رحمكم الله إلى هذا السرّ الخطير! فالأخوة جوهرة لابدّ أن تُصان والا تترك في أيادي العابثين، والحمد لله رب العالمين
ابو معاذ محمد مرابط