سعيد هرماس
2016-08-29, 18:45
وقفة مع الفقه المالكي
الحمد لله على كلّ حال، و في كلّ وقت و حين، و الصّلاة و السّلام الأتمّان الأكملان على مبعوثه إلى البشريّة هداية و رحمة محمّد، و على آله و صحبه و من سار على طريقة و اتّبع نهجه و هديه. ثمّ أمّا بعد :
فقد عرفت الأمة الإسلامية ثلاثة مناهج في فهم مُراد الله و مُراد رسوله الكريم محمّد ( صلّى الله عليه و سلّم)، كانت هي مبدأ ظُهور الفرق و نشأتها :
01) ـ المنهج الأوّل : منهج الأخذ بالنّصوص المعصومة من الكتاب و السّنة مُباشرة دُون العودة إلى فُهوم أهل العلم الموثوقين فيها، وفق القواعد العلميّة.
02) ـ المنهج الثّاني : منهج الأخذ بكلام أهل العلم و أقوالهم دُون ربطها بالأصول؛ الكتاب و السُّنّة و إجماع الصّحابة، و المُغالاة في ذلك حتّى التّقليد الأصمّ، بل إلى حّد العصمة، فجعلوا كلام غير المعصوم أصلا و كلام الله و رسوله فرعا.
03) ـ المنهج الثّالث : منهج الأخذ بالنّصوص ( الكتاب و السُّنّة) الّتي تُوافق العقل و ترك الّتي تُخالفه.
أمّا منهج أهل السّنة ، و هو المنهج الحقّ؛ فهو الأخذ بالكتاب و السُّنّة و الإجماع ـــ إذا وقع ـــ و الأقيسة الصّحيحة، مع مُراعاة كلام أهل العلم الموثوقين و فُهومهم، في كلّ عصر و مصر، و فُهوم الصحابة مُقدّمة على غيرها من الفُهوم، و فُهوم خيرة التّابعين مُقدّمة على غيرها عدا فُهوم الصّحابة و هكذا...، دُون تقليد أعمى أو مُغالاة أو مُجافاة أو مُخالفة صريحة، و هذا هو منهج الأئمّة الأربعة؛ أبي حنيفة و مالك و الشّافعي و أحمد، و غيرهم ممّن اندثرت مذاهبهم كالأوزاعي و اللّيث و السّفيانين و ابن أبي ليلى و ابن مهدي و ابن المُبارك و ابن شُبرمة و ابن أبي ذئب و ابن راهويه و أبي ثور و أبي عُبيد و ابن أبي شيبة و ابن خُزيمة و العنبري و ابن المُنذر و الطّبري.
و المذهب المالكي هو من صميم منهج أهل السّنّة و الجماعة؛ فإمامه مالك بن أنس ( ت 179 هـ) هو أحد رُؤوس السُّنّة في زمانه، و أحد أوعية الحديث و الأثر و الفقه في المئة الهجريّة الثّانية باتّفاق، و أُصوله و قواعده كُلّها مرضيّة (1)، و قد أصبح مُتّبعا و مُقلّدا في كثير من الأقطار الإسلاميّة، و منها دُول المغرب العربي الكبير ( ليبيا و تُونس و الجزائر المغرب و مُوريتانيا). و لا يخفى أنّ هذا المذهب هو من بين المذاهب الفقهيّة السُّنّيّة المُعتبرة الّتي أخذت لها طابع التّدوين؛ و يظهر هذا جليّا في كتاب المُوطّأ الّذي أملاه الإمام مالك على طلبته في مجالس، و قد وصلنا بروايات أشهرها رواية يحيى بن يحيى اللّيثي المصموديّ الأندلسي الطّنجي الأصل ( ت 234 هـ)، و كان طابع هذا التّدوين حديثيًّا (2)، ثمّ صار فقهيّا؛ تمثّل في المُدوّنة الكُبرى للإمام سحنون الأفريقي ( ت 240 ه ـ)، رواية عن الإمام ابن القاسم المصري ( ت 191 هـ)، و في غيرها، ثمّ اختصرت المُدوّنة إلى عدّة اختصارات؛ جاءت كما يلي :
المدوّنة للإمام سحنون الأفريقي ( ت 240 هـ)
الإمام ابن أبي زيد القيرواني ( ت 386 هـ)
الإمام أبو سعيد البراذعي ( ت 443 هـ)
الإمام أبو عمرو بن الحاجب ( ت 646 هـ)
الإمام خليل بن إسحاق ( ت 776 هـ )
و من الواضح أنّ الفقه المالكي جمع بين كثرة النّصوص و كثرة الاستنباط، على غرار المذهب الشّافعي، و هو بخلاف المذهب الحنفي ( كثرة الاستنباط و قلّة النّصوص)، و المذهب الحنبلي ( كثرة النّصوص و قلّة الاستنباط)،
و من مُقرّراته في الحفظ و التّدريس:
01) ـ الأسديّة للإمام أسد بن الفرات النّيسابوري ثمّ القيرواني التُّونسي ( ت 213 هـ).
02) ـ الواضحة للإمام ابن حبيب (3) الأندلسي ( ت 238 هـ).
03) ـ المُدوّنة للإمام سحنون الأفريقي ( ت 240 هـ).
04) ـ العُتبيّة ( المُستخرجة) للإمام أبي عبد الله العُتبي الأندلسي ( ت 254 هـ)، أو ( ت 255 هـ).
05) ـ الموّازيّة للإمام ابن الموّاز المصري ( ت 269 هـ)، أو ( ت 281 هـ) .
06) ـ التّفريع للإمام عُبيد الله بن الجلّاب البصري ( ت 378 هـ).
07) ـ الرّسالة للإمام ابن أبي زيد القيرواني ( ت 386 هـ).
08) ـ التّهذيب للإمام أبي سعيد البراذعي التّونسي ثمّ الأصبهاني ( ت 443 هـ)، أو ( ت 372 هـ).
09) ـ المُختصر الفرعي للإمام أبي عمرو بن الحاجب المصري ( ت 646 هـ).
10) ـ المُختصر للإمام خليل بن إسحاق المصري ( ت 776 هـ).
11) ـ الشّامل للإمام بهرام بن عبد الله المصري ( ت 805 هـ).
12) المُرشد المُعين للإمام عبد الواحد بن عاشر المغربي ( ت 1040 هـ)(4) .
و من كُتبه المُعتمدة في الشّرح و التّأصيل و الفُتيا :
01) ـ النّوادر و الزّيادات لابن أبي زيد القيرواني ( ت 386 هـ).
02) ـ التّمهيد للحافظ ابن عبد البرّ ( ت 463 هـ).
03) ـ الاستذكار للحافظ ابن عبد البر ( ت 463 هـ).
04) ـ البيان و التّحصيل لابن رشد الجدّ ( ت 520 هـ).
05) ـ الذّخيرة لشهاب الدّين القرافي ( ت 684 هـ).
06) ـ شُروح الإمام ابن ناجي على المُدوّنة و على الرّسالة ( ت 837هـ).
07) ـ شرح الإمام زرّوق على الرّسالة ( ت 899 هـ).
08) مواهب الجليل لشرح مُختصر خليل للإمام الحطّاب ( ت 954 هـ).
09) ـ شرح الإمام الخرشي على مُختصر خليل ( ت 1101 هـ).
10) ـ الشّرح الكبير للإمام الدّردير على مُختصر خليل ( ت 1201 هـ).
11) ـ حاشية الإمام الدّسوقي على الشّرح الكبير ( ت 1230 هـ) .
12) ـ منح الجليل شرح على مُختصر خليل للإمام عُليش ( ت 1299 هـ).
و من كتب النّوازل فيه :
01) ـ الأعلام بنوازل الأحكام للإمام القاضي عيسى بن سهل الأسدي القُرطبي المُتوفّى 486 هـ، و تُعرف بنوازل ابن سهل.
02)ـ النّهاية و التّمام في معرفة الوثائق والأحكام للإمام القاضي أبي الحسن عليّ بن عبد الله المتيطي الفاسي المغربي المُتوفّى 570 هـ، و تُعرف بنوازل المتيطي.
03) ـ الشّافي فيما وقع من الخلاف بين التّبصرة و الكافي للإمام القاضي أبي محمّد عبد الله بن سلمون الغِرناطي المُتوفّى 741 هـ، و تُعرف بنوازل ابن سلمون.
04) ـ مختصر المتيطيّة للإمام القاضي أبي عبد الله محمّد بن هارون التُّونسي المُتوفّى 750 هـ، و تُعرف بنوازل ابن هارون.
05) ـ تبصرة الحكّام في أصول الأقضية و مناهج الأحكام للإمام القاضي برهان الدِّين إبراهيم بن فرحون المدني المُتوفّى 799 هـ و تُعرف بالتّبصرة لابن فرحون.
06) ـ الحاوي في النّوازل للإمام القاضي أبي القاسم البُرْزُلي التُّونسي المُتوفّى 841 هـ أو 842 هـ أو 844 هـ و تُعرف بنوازل البُرْزُلي.
07) ـ الدُّرر المكنونة في نوازل مازونة للإمام القاضي أبي زكريا يحيى المازوني الجزائري المُتوفّى 883 هـ، و تُعرف بنوازل مازونة.
08) ـ المعيار المُعرب للإمام القاضي أبي العبّاس أحمد الونشريسي الجزائري المُتوفّى 914 هـ، و تعرف بنوازل الونشريسي.
و زيادة في الفائدة أذكر هنا الرّموز الّتي يستعملها شُرّاح خليل :
01) ـ بب..... أحمد التُّنبكتي ( التُّمبُكتي) السُّوداني ( ت 1032هـ). 02) ـ بن..... محمّد بن الحسن البناني الفاسي ( ت 1194هـ). 03) ـ ت..... محمّد التّاودي الفاسي ( ت 1207هـ).
04) ـ تت..... شمس الدِّين التّتائي المصري ( ت 937هـ).
05) ـ ج..... قاسم بن ناجي التّونسي ( ت 837هـ)، و قيل ( ت 838 هـ).
06) ـ ح..... محمّد الحطّاب الرّعيني ( ت 954هـ).
07) ـ خش..... محمّد بن عبد الله الخرشي ( ت 1101هـ).
08) ـ د..... أحمد بن أحمد زرّوق الفاسي ( ت 899 هـ).
09) ـ ز..... محمّد بن أحمد القرشي التّلمساني ( ت 759 هـ).
10) ـ س..... محمّد بن عبد السّلام التُّونسي( ت 749 هـ).
11 ) ـ شب..... إبراهيم بن مرعي الشُّبرخيتي ( ت 1106 هـ).
12) ـ طفى..... مصطفى الرّماحي ( مُحشّي التّتائي)، المعروف بالرُّماصي الجزائري ( ت 1136 هـ ).
13 ) ـ غ..... يوسف بن عمر الفاسي ( ت 761 هـ).
14 ) ـ عبق..... عبد الباقي بن يوسف الزُّرقاني (5)( ت 1099 هــ).
15 ) ـ عج..... نور الدِّين عليّ بن محمّد بن عبد الرّحمان الأجهوري ( ت 1066 هـ).
16 ) ـ ق..... جمال الدِّين عبد الله بن مقداد الأقفاصي ( الأقفهسي) المصري ( ت 823 هـ).
17 ) ـ ك..... تاج الدِّين عمر بن عليّ اللّخمي الإسكندراني الفَاكِهاني ( ت 731 هـ).
18) ـ م..... تاج الدِّين بهرام بن عبد الله الدّميري القاهري ( ت 805 هـ).
19) ـ مج..... شمس الدِّين محمد بن محمّد السّنباوي الأمير القاهري ( ت 1232 هـ).
و يُضيف بعضهم :
20) ـ بج..... سليمان بن خلف الباجي الأندلسي ( ت 474 هـ).
21) ـ بر..... يُوسف بن عبد الله بن عبد البرّ الأندلسي ( ت 463 هـ).
22) ـ بز..... عبد الله بن أبي زيد عبد الرّحمان القيرواني التُّونسي ( ت 386 هـ).
23) ـ بش..... محمّد بن أحمد بن رُشد الجدّ الأندلسي ( ت 520 هـ).
24) ـ بع..... محمّد بن عبد الله بن العربي الأندلسي ( ت 543 هـ).
25 ) ـ جز..... محمّد بن أحمد بن جُزي الكلبي الأندلسي ( ت 741 هـ).
26) ـ حا..... جمال الدّين عثمان بن عمر بن الحاجب المصري ( ت 646 هـ).
27) ـ حب..... عبد الملك بن حبيب السّلمي الأندلسي ( ت 238 هـ).
28) ـ حل..... أحمد بن عبد الرّحمان حُلولو التُّونسي ( ت 898 هـ).
29) ـ حن..... عبد السّلام سحنون بن سعيد التُّونسي ( ت 240 هـ).
30) ـ خ..... خليل بن إسحاق الجُندي المصري ( ت 776 هـ)، و قيل ( ت 767 هـ)، و قيل ( ت 769 هـ).
31) ـ در..... أحمد بن محمّد الدّردير العدوي المصري ( ت 1201 هـ).
32) ـ دس..... محمّد بن أحمد بن عرفة الدُّسُوقي المصري ( ت 1230 هـ).
33) ـ ذع..... خلف بن أبي القاسم محمّد البراذعي، أو البرادعي التُّونسي ثمّ الأصبهاني ( ت 443 هـ)، و قيل ( ت 372 هـ).
34) ـ زق..... عليّ بن قاسم الزّقّاق المغربي اليمني الأصل ( ت 912 هـ).
35 ) ـ س..... محمّد بن عبد السّلام الهوّاري التُّونسي ( ت 749 هـ).
36) ـ سي..... أحمد بن يحيى الونشريسي الجزائري ( ت 914 هـ).
37) ـ ش..... أشهب بن عبد العزيز القيسي المصري ( ت 204 هـ).
38) ـ شا..... عبد الله بن محمّد بن شاس المصري، المعروف بالجلال ( ت 610 هـ).
39) ـ شر..... محمّد بن أحمد العلويني الشّريف التّلمساني الجزائري ( ت 771 هـ).
40) ـ شط..... أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشّاطبي الأندلسي ( ت 790 هـ).
41) ـ شل..... عبد الحقّ بن عبد الرّحمان الأزدي الإشبيلي الأندلسي ثمّ البجائي الجزائري ( ت 581 هـ).
42) ـ صغ..... أصبغ بن الفرج بن سعيد المصري ( ت 225 هـ).
43) ـ صم..... محمّد بن محمّد بن عاصم الغرناطي الأندلسي ( ت 829 هـ).
44) ـ ط..... قاسم بن عبد الله بن الشّاط المغربي ( ت 723 هـ).
45) ــ ع..... محمّد بن أحمد عُليش اللّيبي ثمّ المصري ( ت 1299 هـ).
46) ـ عا..... عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأنصاري المغربي الأندلسي الأصل ( ت 1040 هـ).
47) ـ عبد..... محمّد بن يوسف العبدري، أو العبدوسي الموّاق الأندلسي ( ت 897 هـ).
48) ـ عت..... محمّد بن أحمد العُتبي الأندلسي ( ت 254 هـ)، أو ( ت 255 هـ).
49) ـ عر..... محمّد بن عرفة الورغمي التّونسي ( ت 803 هـ).
50) ـ عط..... عبد الحقّ بن أبي بكر بن عطيّة الأندلسي ( ت 542 هـ)، أو ( ت 541 هـ).
51) ـ عه..... القاضي عبد الوهّاب بن عليّ بن نصر العراقي ( ت 422 هـ)، أو ( ت 421 هـ).
52) ـ قر..... شهاب الدّين أحمد بن إدريس القرافي المصري ( ت 684 هـ).
53) ـ قس..... عبد الرّحمان بن القاسم العُتقي المصري ( ت 191 هـ).
54) ـ قض..... القاضي عياض بن موسى اليحصبي المغربي ( ت 544 هـ).
55) ـ قط..... محمّد بن أحمد الأنصاري القُرطبي المُفسّر الأندلسي ( ت 671 هـ).
56) ـ كه..... أبو بكر محمّد بن عبد الله الأبهري العراقي ( ت 395 هـ )، أو ( ت 375 هـ).
57) ـ كو..... خلف بن عبد الله بن بشكوال الأنصاري الأندلسي ( ت 578 هـ).
58) ـ ل..... أبو القاسم أحمد البُرزلي البلوي التُّونسي ( ت 841 هـ)، أو ( ت 843 هـ)، أو ( ت 844 هـ).
59) ـ لب..... فرج بن قاسم بن لبّ الأندلسي ( ت 782 هـ).
60) ـ مر1..... شمس الدّين محمّد بن أحمد بن مرزوق الجدّ التّلمساني، ثمّ القاهري المصري ( ت 781 هـ).
61) ـ مر2..... محمّد بن أحمد بن مرزوق الحفيد التّلمساني الجزائري ( ت 842 هـ).
62) ـ مز..... محمّد بن عليّ المازري ثمّ التُّونسي ( ت 536 هـ).
63) ـ مش..... عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون(6) التّيمي الحجازي ( ت 212 هـ)، و قيل ( ت 213 هـ)، و قيل (ت 214 هـ).
64) ـ من..... محمّد بن أحمد بن خويز منداد العراقي ( ت 390 هـ تقريبا)، و بعضهم يرمز إليه بــ خز.
65) ـ مو..... محمّد بن إبراهيم بن الموّاز المصري ( ت 269 هـ)، و قيل ( ت 281 هـ).
66) ـ وغ..... عبد الرّحمان الوغليسي البجائي الجزائري ( ت 786 هـ).
و غيرهم من الفُقهاء المالكيين، المُعتمدين و الغير المُعتمدين، و هذه الرُّموز ليست توقيفيّة، إنّما هي اجتهاديّة آنيّة (7) ، قد تتغيّر في أيّ حين. و الله أعلم.
و يُعتبر المذهب المالكي من أكبر المذاهب الفقهيّة دراسة و توسّعا، فعنايته بأحكام القضاء و المواثيق، و تقريره للمصالح المُرسلة، أو ما يُعبّر عنها عند الأصوليين بالقياس المُرسل لدليل قاطع على ذلك.
و الّذي أعطى نظرة غير مقبولة عن هذا المذهب، هو ما التصق من البدع بطائفة من أئمّته، و خُصوصا بالمُتأخّرين منهم، و لاسيما منها بدعة الطّرائق، الّتي انتشرت انتشارا واسع النّطاق، و لا يخفى أنّ بلادنا الجزائر شهدت هذا الأمر من أيّام سُقوط دولة عبد المُؤمن بن عليّ، إلى عهدنا هذا. و قد انعكس هذا الانتشار سلبا على دراسته، و توضيحه للنّاس، ممّا جعل الكثير من دارسي الفقه الإسلامي يبتعدون عن دراسة هذا الفقه، و في أذهانهم الرّبط الوثيق بينه و بين اتّباع الطّرائق، و هذا غير صحيح؛ لأنّ هذا المذهب كغيره من المذاهب الفقهيّة السُّنيّة المُعتبرة و المُقلّدة، إذ هو من أكبرها و أوسعها انتشارا في العالم الإسلامي، له قواعده و مناهجه الخاصّة في استنباط الأحكام الشّرعيّة، تختلف عن المذاهب الفقهيّة الأخرى من ناحيتين، هما:
01) تقدير بعض المصادر التّشريعيّة.
02) ـتطبيق القواعد اللّغويّة في استنباط الأحكام الشّرعيّة.
و لا علاقة له بالبدع و الضّلالات الّتي شابت ـــــ بعد ظُهور الفرق و نشأتها ــــ عقيدة التّوحيد الصّافية، الّتي جاء بها الإسلام، تارة بالتّأويل و تارة بالتّفويض و تارة بالتّعطيل، و تارة بالتّشبيه، و تارة بغيرها، و لا ببدعة الطّرائق الّتي انتشرت بين المسلمين في أيّام الانحطاط و الابتعاد عن المنهج السّويّ، و الدّليل على ذلك الكُتب الّتي حاربت البدع المُجرّدة ( الأصليّة) منها و الإضافيّة، المُتعلّقة بالسّماعات أو بالأحكام، منها ـــ مثلا لا حصرا ــ كتاب الاعتصام لأبي إسحاق الشّاطبي المالكي ( ت 790 ه).
و بعيدًا عن التّقليد و مُراعاة للدّليل الصّحيح الصّريح (8) ، يبقى الفقه المالكي يتخبّط بين معاول كلام المُقلّدة الّذين جعلوا منه فقها جامدا بعيدا عن الأدلّة و القواعد، و نحن إذ نرى وجوب العودة إلى الأدلّة المعصومة، و إلى فهم الشّرب الأوّل من الصّحابة و خيرة التّابعين و الأئمّة المُجتهدين، من القُرون المُفضّلة بالخيريّة بالنّصّ الصّحيح الصّريح، لا نُطالب بإلغاء المذاهب الفقهيّة السُّنّيّة المُعتبرة، فهي موروث علميّ يجب الحفاظ عليه و إصلاحه، إنّما نُطالب بنبذ التّقليد الأعمى و التّعصب المَقيت و مُجانفة الحقّ، و وجوب الاحتكام إلى الأدلّة، و الانقياد لها، و هذه حقيقة و جوهر دعوة شيخ الإسلام ابن تيميّة، و العلّامة ابن القيّم، و الإمام الشّوكاني، و الإمام جمال الدِّين القاسمي، و المُجدّد محمّد رشيد رضا، و العلّامة محمّد ناصر الدِّين الألباني، و كُلّهم قد توفّرت فيهم شروط الاجتهاد و زيادة .
و الحقيقة الّتي يجبّ قولها هو أنّ الفقه المالكي منذ وفاة العلّامة ابن رشد الحفيد ( ت 595 هـ) عرف ترهّلا و رُكودا تامًّا؛ جرّاء ما فعله بعد ذلك أئمّة المذهب؛ من الاقتصار الجافي و الاختصار المُخلّ، و الاعتكاف بعد المئة الثّامنة الهجريّة، على متن مُختصر خليل، و من بعده على متن عبد الواحد بن عاشر، و كأنّه لا يُوجد لهذا الفقه إلّا هذان المتنان، و لا نعني هنا النّقص في فضل هذين العالمين، و التّنقيص من قوّة هذين المتنين كلّا. كلّا. بل نُريد عدم الاقتصار عليهما؛ لأنّ هذا في حدّ ذاته تنقيص لهذا الفقه الأصيل.
و في ظلّ هذا الجُمود و الرُّكود، يجب على طلبة الفقه التّحرير في هذه المواضيع، من تحقيق و تقعيد رصين للفقه المالكي، حتّى يكون فقها مُراعيا لصحّة النّصوص، و مُقرّرا لقواعد الاستدلال، و مُقدّما للرّاجح بين الأقوال، و خاليا من التّقليد الأصمّ، و ناظرًا لمآلات الأحكام، و مُسايرا لمُستجدّات كلّ عصر، و قد رأينا و لمسنا نهضة شبيهة بما ذكرنا، في العُقود الأربعة الأخيرة، تمثّلت في كتاب مواهب الجليل من أدلّة خليل للشّيخ أحمد بن أحمد المُختار الجكني الشّنقيطي ( أربعة أجزاء)، و كتاب مُدوّنة الفقه المالكي و أدلّته للدّكتور الصّادق بن عبد الرّحمان الغرياني اللّيبي (05 أجزاء)، و كتاب فتح الرّحيم على فقه الإمام مالك بالأدلّة للشّيخ محمّد بن أحمد المُلقّب بالدّاه الشّنقيطي المُوريتاني (جزء واحد)، عسى أن تستمرّ و تُثمر . و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا . و الله وليّ التّوفيق. و صلّى الله و سلّم على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين.
بقلم أبي محمّد سعيد هرماس
الجلفة المدينة، يوم الجُمعة 23 / 11 / 1437 هـ، المُوافق 26 / 08 / 2016 م
الحمد لله على كلّ حال، و في كلّ وقت و حين، و الصّلاة و السّلام الأتمّان الأكملان على مبعوثه إلى البشريّة هداية و رحمة محمّد، و على آله و صحبه و من سار على طريقة و اتّبع نهجه و هديه. ثمّ أمّا بعد :
فقد عرفت الأمة الإسلامية ثلاثة مناهج في فهم مُراد الله و مُراد رسوله الكريم محمّد ( صلّى الله عليه و سلّم)، كانت هي مبدأ ظُهور الفرق و نشأتها :
01) ـ المنهج الأوّل : منهج الأخذ بالنّصوص المعصومة من الكتاب و السّنة مُباشرة دُون العودة إلى فُهوم أهل العلم الموثوقين فيها، وفق القواعد العلميّة.
02) ـ المنهج الثّاني : منهج الأخذ بكلام أهل العلم و أقوالهم دُون ربطها بالأصول؛ الكتاب و السُّنّة و إجماع الصّحابة، و المُغالاة في ذلك حتّى التّقليد الأصمّ، بل إلى حّد العصمة، فجعلوا كلام غير المعصوم أصلا و كلام الله و رسوله فرعا.
03) ـ المنهج الثّالث : منهج الأخذ بالنّصوص ( الكتاب و السُّنّة) الّتي تُوافق العقل و ترك الّتي تُخالفه.
أمّا منهج أهل السّنة ، و هو المنهج الحقّ؛ فهو الأخذ بالكتاب و السُّنّة و الإجماع ـــ إذا وقع ـــ و الأقيسة الصّحيحة، مع مُراعاة كلام أهل العلم الموثوقين و فُهومهم، في كلّ عصر و مصر، و فُهوم الصحابة مُقدّمة على غيرها من الفُهوم، و فُهوم خيرة التّابعين مُقدّمة على غيرها عدا فُهوم الصّحابة و هكذا...، دُون تقليد أعمى أو مُغالاة أو مُجافاة أو مُخالفة صريحة، و هذا هو منهج الأئمّة الأربعة؛ أبي حنيفة و مالك و الشّافعي و أحمد، و غيرهم ممّن اندثرت مذاهبهم كالأوزاعي و اللّيث و السّفيانين و ابن أبي ليلى و ابن مهدي و ابن المُبارك و ابن شُبرمة و ابن أبي ذئب و ابن راهويه و أبي ثور و أبي عُبيد و ابن أبي شيبة و ابن خُزيمة و العنبري و ابن المُنذر و الطّبري.
و المذهب المالكي هو من صميم منهج أهل السّنّة و الجماعة؛ فإمامه مالك بن أنس ( ت 179 هـ) هو أحد رُؤوس السُّنّة في زمانه، و أحد أوعية الحديث و الأثر و الفقه في المئة الهجريّة الثّانية باتّفاق، و أُصوله و قواعده كُلّها مرضيّة (1)، و قد أصبح مُتّبعا و مُقلّدا في كثير من الأقطار الإسلاميّة، و منها دُول المغرب العربي الكبير ( ليبيا و تُونس و الجزائر المغرب و مُوريتانيا). و لا يخفى أنّ هذا المذهب هو من بين المذاهب الفقهيّة السُّنّيّة المُعتبرة الّتي أخذت لها طابع التّدوين؛ و يظهر هذا جليّا في كتاب المُوطّأ الّذي أملاه الإمام مالك على طلبته في مجالس، و قد وصلنا بروايات أشهرها رواية يحيى بن يحيى اللّيثي المصموديّ الأندلسي الطّنجي الأصل ( ت 234 هـ)، و كان طابع هذا التّدوين حديثيًّا (2)، ثمّ صار فقهيّا؛ تمثّل في المُدوّنة الكُبرى للإمام سحنون الأفريقي ( ت 240 ه ـ)، رواية عن الإمام ابن القاسم المصري ( ت 191 هـ)، و في غيرها، ثمّ اختصرت المُدوّنة إلى عدّة اختصارات؛ جاءت كما يلي :
المدوّنة للإمام سحنون الأفريقي ( ت 240 هـ)
الإمام ابن أبي زيد القيرواني ( ت 386 هـ)
الإمام أبو سعيد البراذعي ( ت 443 هـ)
الإمام أبو عمرو بن الحاجب ( ت 646 هـ)
الإمام خليل بن إسحاق ( ت 776 هـ )
و من الواضح أنّ الفقه المالكي جمع بين كثرة النّصوص و كثرة الاستنباط، على غرار المذهب الشّافعي، و هو بخلاف المذهب الحنفي ( كثرة الاستنباط و قلّة النّصوص)، و المذهب الحنبلي ( كثرة النّصوص و قلّة الاستنباط)،
و من مُقرّراته في الحفظ و التّدريس:
01) ـ الأسديّة للإمام أسد بن الفرات النّيسابوري ثمّ القيرواني التُّونسي ( ت 213 هـ).
02) ـ الواضحة للإمام ابن حبيب (3) الأندلسي ( ت 238 هـ).
03) ـ المُدوّنة للإمام سحنون الأفريقي ( ت 240 هـ).
04) ـ العُتبيّة ( المُستخرجة) للإمام أبي عبد الله العُتبي الأندلسي ( ت 254 هـ)، أو ( ت 255 هـ).
05) ـ الموّازيّة للإمام ابن الموّاز المصري ( ت 269 هـ)، أو ( ت 281 هـ) .
06) ـ التّفريع للإمام عُبيد الله بن الجلّاب البصري ( ت 378 هـ).
07) ـ الرّسالة للإمام ابن أبي زيد القيرواني ( ت 386 هـ).
08) ـ التّهذيب للإمام أبي سعيد البراذعي التّونسي ثمّ الأصبهاني ( ت 443 هـ)، أو ( ت 372 هـ).
09) ـ المُختصر الفرعي للإمام أبي عمرو بن الحاجب المصري ( ت 646 هـ).
10) ـ المُختصر للإمام خليل بن إسحاق المصري ( ت 776 هـ).
11) ـ الشّامل للإمام بهرام بن عبد الله المصري ( ت 805 هـ).
12) المُرشد المُعين للإمام عبد الواحد بن عاشر المغربي ( ت 1040 هـ)(4) .
و من كُتبه المُعتمدة في الشّرح و التّأصيل و الفُتيا :
01) ـ النّوادر و الزّيادات لابن أبي زيد القيرواني ( ت 386 هـ).
02) ـ التّمهيد للحافظ ابن عبد البرّ ( ت 463 هـ).
03) ـ الاستذكار للحافظ ابن عبد البر ( ت 463 هـ).
04) ـ البيان و التّحصيل لابن رشد الجدّ ( ت 520 هـ).
05) ـ الذّخيرة لشهاب الدّين القرافي ( ت 684 هـ).
06) ـ شُروح الإمام ابن ناجي على المُدوّنة و على الرّسالة ( ت 837هـ).
07) ـ شرح الإمام زرّوق على الرّسالة ( ت 899 هـ).
08) مواهب الجليل لشرح مُختصر خليل للإمام الحطّاب ( ت 954 هـ).
09) ـ شرح الإمام الخرشي على مُختصر خليل ( ت 1101 هـ).
10) ـ الشّرح الكبير للإمام الدّردير على مُختصر خليل ( ت 1201 هـ).
11) ـ حاشية الإمام الدّسوقي على الشّرح الكبير ( ت 1230 هـ) .
12) ـ منح الجليل شرح على مُختصر خليل للإمام عُليش ( ت 1299 هـ).
و من كتب النّوازل فيه :
01) ـ الأعلام بنوازل الأحكام للإمام القاضي عيسى بن سهل الأسدي القُرطبي المُتوفّى 486 هـ، و تُعرف بنوازل ابن سهل.
02)ـ النّهاية و التّمام في معرفة الوثائق والأحكام للإمام القاضي أبي الحسن عليّ بن عبد الله المتيطي الفاسي المغربي المُتوفّى 570 هـ، و تُعرف بنوازل المتيطي.
03) ـ الشّافي فيما وقع من الخلاف بين التّبصرة و الكافي للإمام القاضي أبي محمّد عبد الله بن سلمون الغِرناطي المُتوفّى 741 هـ، و تُعرف بنوازل ابن سلمون.
04) ـ مختصر المتيطيّة للإمام القاضي أبي عبد الله محمّد بن هارون التُّونسي المُتوفّى 750 هـ، و تُعرف بنوازل ابن هارون.
05) ـ تبصرة الحكّام في أصول الأقضية و مناهج الأحكام للإمام القاضي برهان الدِّين إبراهيم بن فرحون المدني المُتوفّى 799 هـ و تُعرف بالتّبصرة لابن فرحون.
06) ـ الحاوي في النّوازل للإمام القاضي أبي القاسم البُرْزُلي التُّونسي المُتوفّى 841 هـ أو 842 هـ أو 844 هـ و تُعرف بنوازل البُرْزُلي.
07) ـ الدُّرر المكنونة في نوازل مازونة للإمام القاضي أبي زكريا يحيى المازوني الجزائري المُتوفّى 883 هـ، و تُعرف بنوازل مازونة.
08) ـ المعيار المُعرب للإمام القاضي أبي العبّاس أحمد الونشريسي الجزائري المُتوفّى 914 هـ، و تعرف بنوازل الونشريسي.
و زيادة في الفائدة أذكر هنا الرّموز الّتي يستعملها شُرّاح خليل :
01) ـ بب..... أحمد التُّنبكتي ( التُّمبُكتي) السُّوداني ( ت 1032هـ). 02) ـ بن..... محمّد بن الحسن البناني الفاسي ( ت 1194هـ). 03) ـ ت..... محمّد التّاودي الفاسي ( ت 1207هـ).
04) ـ تت..... شمس الدِّين التّتائي المصري ( ت 937هـ).
05) ـ ج..... قاسم بن ناجي التّونسي ( ت 837هـ)، و قيل ( ت 838 هـ).
06) ـ ح..... محمّد الحطّاب الرّعيني ( ت 954هـ).
07) ـ خش..... محمّد بن عبد الله الخرشي ( ت 1101هـ).
08) ـ د..... أحمد بن أحمد زرّوق الفاسي ( ت 899 هـ).
09) ـ ز..... محمّد بن أحمد القرشي التّلمساني ( ت 759 هـ).
10) ـ س..... محمّد بن عبد السّلام التُّونسي( ت 749 هـ).
11 ) ـ شب..... إبراهيم بن مرعي الشُّبرخيتي ( ت 1106 هـ).
12) ـ طفى..... مصطفى الرّماحي ( مُحشّي التّتائي)، المعروف بالرُّماصي الجزائري ( ت 1136 هـ ).
13 ) ـ غ..... يوسف بن عمر الفاسي ( ت 761 هـ).
14 ) ـ عبق..... عبد الباقي بن يوسف الزُّرقاني (5)( ت 1099 هــ).
15 ) ـ عج..... نور الدِّين عليّ بن محمّد بن عبد الرّحمان الأجهوري ( ت 1066 هـ).
16 ) ـ ق..... جمال الدِّين عبد الله بن مقداد الأقفاصي ( الأقفهسي) المصري ( ت 823 هـ).
17 ) ـ ك..... تاج الدِّين عمر بن عليّ اللّخمي الإسكندراني الفَاكِهاني ( ت 731 هـ).
18) ـ م..... تاج الدِّين بهرام بن عبد الله الدّميري القاهري ( ت 805 هـ).
19) ـ مج..... شمس الدِّين محمد بن محمّد السّنباوي الأمير القاهري ( ت 1232 هـ).
و يُضيف بعضهم :
20) ـ بج..... سليمان بن خلف الباجي الأندلسي ( ت 474 هـ).
21) ـ بر..... يُوسف بن عبد الله بن عبد البرّ الأندلسي ( ت 463 هـ).
22) ـ بز..... عبد الله بن أبي زيد عبد الرّحمان القيرواني التُّونسي ( ت 386 هـ).
23) ـ بش..... محمّد بن أحمد بن رُشد الجدّ الأندلسي ( ت 520 هـ).
24) ـ بع..... محمّد بن عبد الله بن العربي الأندلسي ( ت 543 هـ).
25 ) ـ جز..... محمّد بن أحمد بن جُزي الكلبي الأندلسي ( ت 741 هـ).
26) ـ حا..... جمال الدّين عثمان بن عمر بن الحاجب المصري ( ت 646 هـ).
27) ـ حب..... عبد الملك بن حبيب السّلمي الأندلسي ( ت 238 هـ).
28) ـ حل..... أحمد بن عبد الرّحمان حُلولو التُّونسي ( ت 898 هـ).
29) ـ حن..... عبد السّلام سحنون بن سعيد التُّونسي ( ت 240 هـ).
30) ـ خ..... خليل بن إسحاق الجُندي المصري ( ت 776 هـ)، و قيل ( ت 767 هـ)، و قيل ( ت 769 هـ).
31) ـ در..... أحمد بن محمّد الدّردير العدوي المصري ( ت 1201 هـ).
32) ـ دس..... محمّد بن أحمد بن عرفة الدُّسُوقي المصري ( ت 1230 هـ).
33) ـ ذع..... خلف بن أبي القاسم محمّد البراذعي، أو البرادعي التُّونسي ثمّ الأصبهاني ( ت 443 هـ)، و قيل ( ت 372 هـ).
34) ـ زق..... عليّ بن قاسم الزّقّاق المغربي اليمني الأصل ( ت 912 هـ).
35 ) ـ س..... محمّد بن عبد السّلام الهوّاري التُّونسي ( ت 749 هـ).
36) ـ سي..... أحمد بن يحيى الونشريسي الجزائري ( ت 914 هـ).
37) ـ ش..... أشهب بن عبد العزيز القيسي المصري ( ت 204 هـ).
38) ـ شا..... عبد الله بن محمّد بن شاس المصري، المعروف بالجلال ( ت 610 هـ).
39) ـ شر..... محمّد بن أحمد العلويني الشّريف التّلمساني الجزائري ( ت 771 هـ).
40) ـ شط..... أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الشّاطبي الأندلسي ( ت 790 هـ).
41) ـ شل..... عبد الحقّ بن عبد الرّحمان الأزدي الإشبيلي الأندلسي ثمّ البجائي الجزائري ( ت 581 هـ).
42) ـ صغ..... أصبغ بن الفرج بن سعيد المصري ( ت 225 هـ).
43) ـ صم..... محمّد بن محمّد بن عاصم الغرناطي الأندلسي ( ت 829 هـ).
44) ـ ط..... قاسم بن عبد الله بن الشّاط المغربي ( ت 723 هـ).
45) ــ ع..... محمّد بن أحمد عُليش اللّيبي ثمّ المصري ( ت 1299 هـ).
46) ـ عا..... عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأنصاري المغربي الأندلسي الأصل ( ت 1040 هـ).
47) ـ عبد..... محمّد بن يوسف العبدري، أو العبدوسي الموّاق الأندلسي ( ت 897 هـ).
48) ـ عت..... محمّد بن أحمد العُتبي الأندلسي ( ت 254 هـ)، أو ( ت 255 هـ).
49) ـ عر..... محمّد بن عرفة الورغمي التّونسي ( ت 803 هـ).
50) ـ عط..... عبد الحقّ بن أبي بكر بن عطيّة الأندلسي ( ت 542 هـ)، أو ( ت 541 هـ).
51) ـ عه..... القاضي عبد الوهّاب بن عليّ بن نصر العراقي ( ت 422 هـ)، أو ( ت 421 هـ).
52) ـ قر..... شهاب الدّين أحمد بن إدريس القرافي المصري ( ت 684 هـ).
53) ـ قس..... عبد الرّحمان بن القاسم العُتقي المصري ( ت 191 هـ).
54) ـ قض..... القاضي عياض بن موسى اليحصبي المغربي ( ت 544 هـ).
55) ـ قط..... محمّد بن أحمد الأنصاري القُرطبي المُفسّر الأندلسي ( ت 671 هـ).
56) ـ كه..... أبو بكر محمّد بن عبد الله الأبهري العراقي ( ت 395 هـ )، أو ( ت 375 هـ).
57) ـ كو..... خلف بن عبد الله بن بشكوال الأنصاري الأندلسي ( ت 578 هـ).
58) ـ ل..... أبو القاسم أحمد البُرزلي البلوي التُّونسي ( ت 841 هـ)، أو ( ت 843 هـ)، أو ( ت 844 هـ).
59) ـ لب..... فرج بن قاسم بن لبّ الأندلسي ( ت 782 هـ).
60) ـ مر1..... شمس الدّين محمّد بن أحمد بن مرزوق الجدّ التّلمساني، ثمّ القاهري المصري ( ت 781 هـ).
61) ـ مر2..... محمّد بن أحمد بن مرزوق الحفيد التّلمساني الجزائري ( ت 842 هـ).
62) ـ مز..... محمّد بن عليّ المازري ثمّ التُّونسي ( ت 536 هـ).
63) ـ مش..... عبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون(6) التّيمي الحجازي ( ت 212 هـ)، و قيل ( ت 213 هـ)، و قيل (ت 214 هـ).
64) ـ من..... محمّد بن أحمد بن خويز منداد العراقي ( ت 390 هـ تقريبا)، و بعضهم يرمز إليه بــ خز.
65) ـ مو..... محمّد بن إبراهيم بن الموّاز المصري ( ت 269 هـ)، و قيل ( ت 281 هـ).
66) ـ وغ..... عبد الرّحمان الوغليسي البجائي الجزائري ( ت 786 هـ).
و غيرهم من الفُقهاء المالكيين، المُعتمدين و الغير المُعتمدين، و هذه الرُّموز ليست توقيفيّة، إنّما هي اجتهاديّة آنيّة (7) ، قد تتغيّر في أيّ حين. و الله أعلم.
و يُعتبر المذهب المالكي من أكبر المذاهب الفقهيّة دراسة و توسّعا، فعنايته بأحكام القضاء و المواثيق، و تقريره للمصالح المُرسلة، أو ما يُعبّر عنها عند الأصوليين بالقياس المُرسل لدليل قاطع على ذلك.
و الّذي أعطى نظرة غير مقبولة عن هذا المذهب، هو ما التصق من البدع بطائفة من أئمّته، و خُصوصا بالمُتأخّرين منهم، و لاسيما منها بدعة الطّرائق، الّتي انتشرت انتشارا واسع النّطاق، و لا يخفى أنّ بلادنا الجزائر شهدت هذا الأمر من أيّام سُقوط دولة عبد المُؤمن بن عليّ، إلى عهدنا هذا. و قد انعكس هذا الانتشار سلبا على دراسته، و توضيحه للنّاس، ممّا جعل الكثير من دارسي الفقه الإسلامي يبتعدون عن دراسة هذا الفقه، و في أذهانهم الرّبط الوثيق بينه و بين اتّباع الطّرائق، و هذا غير صحيح؛ لأنّ هذا المذهب كغيره من المذاهب الفقهيّة السُّنيّة المُعتبرة و المُقلّدة، إذ هو من أكبرها و أوسعها انتشارا في العالم الإسلامي، له قواعده و مناهجه الخاصّة في استنباط الأحكام الشّرعيّة، تختلف عن المذاهب الفقهيّة الأخرى من ناحيتين، هما:
01) تقدير بعض المصادر التّشريعيّة.
02) ـتطبيق القواعد اللّغويّة في استنباط الأحكام الشّرعيّة.
و لا علاقة له بالبدع و الضّلالات الّتي شابت ـــــ بعد ظُهور الفرق و نشأتها ــــ عقيدة التّوحيد الصّافية، الّتي جاء بها الإسلام، تارة بالتّأويل و تارة بالتّفويض و تارة بالتّعطيل، و تارة بالتّشبيه، و تارة بغيرها، و لا ببدعة الطّرائق الّتي انتشرت بين المسلمين في أيّام الانحطاط و الابتعاد عن المنهج السّويّ، و الدّليل على ذلك الكُتب الّتي حاربت البدع المُجرّدة ( الأصليّة) منها و الإضافيّة، المُتعلّقة بالسّماعات أو بالأحكام، منها ـــ مثلا لا حصرا ــ كتاب الاعتصام لأبي إسحاق الشّاطبي المالكي ( ت 790 ه).
و بعيدًا عن التّقليد و مُراعاة للدّليل الصّحيح الصّريح (8) ، يبقى الفقه المالكي يتخبّط بين معاول كلام المُقلّدة الّذين جعلوا منه فقها جامدا بعيدا عن الأدلّة و القواعد، و نحن إذ نرى وجوب العودة إلى الأدلّة المعصومة، و إلى فهم الشّرب الأوّل من الصّحابة و خيرة التّابعين و الأئمّة المُجتهدين، من القُرون المُفضّلة بالخيريّة بالنّصّ الصّحيح الصّريح، لا نُطالب بإلغاء المذاهب الفقهيّة السُّنّيّة المُعتبرة، فهي موروث علميّ يجب الحفاظ عليه و إصلاحه، إنّما نُطالب بنبذ التّقليد الأعمى و التّعصب المَقيت و مُجانفة الحقّ، و وجوب الاحتكام إلى الأدلّة، و الانقياد لها، و هذه حقيقة و جوهر دعوة شيخ الإسلام ابن تيميّة، و العلّامة ابن القيّم، و الإمام الشّوكاني، و الإمام جمال الدِّين القاسمي، و المُجدّد محمّد رشيد رضا، و العلّامة محمّد ناصر الدِّين الألباني، و كُلّهم قد توفّرت فيهم شروط الاجتهاد و زيادة .
و الحقيقة الّتي يجبّ قولها هو أنّ الفقه المالكي منذ وفاة العلّامة ابن رشد الحفيد ( ت 595 هـ) عرف ترهّلا و رُكودا تامًّا؛ جرّاء ما فعله بعد ذلك أئمّة المذهب؛ من الاقتصار الجافي و الاختصار المُخلّ، و الاعتكاف بعد المئة الثّامنة الهجريّة، على متن مُختصر خليل، و من بعده على متن عبد الواحد بن عاشر، و كأنّه لا يُوجد لهذا الفقه إلّا هذان المتنان، و لا نعني هنا النّقص في فضل هذين العالمين، و التّنقيص من قوّة هذين المتنين كلّا. كلّا. بل نُريد عدم الاقتصار عليهما؛ لأنّ هذا في حدّ ذاته تنقيص لهذا الفقه الأصيل.
و في ظلّ هذا الجُمود و الرُّكود، يجب على طلبة الفقه التّحرير في هذه المواضيع، من تحقيق و تقعيد رصين للفقه المالكي، حتّى يكون فقها مُراعيا لصحّة النّصوص، و مُقرّرا لقواعد الاستدلال، و مُقدّما للرّاجح بين الأقوال، و خاليا من التّقليد الأصمّ، و ناظرًا لمآلات الأحكام، و مُسايرا لمُستجدّات كلّ عصر، و قد رأينا و لمسنا نهضة شبيهة بما ذكرنا، في العُقود الأربعة الأخيرة، تمثّلت في كتاب مواهب الجليل من أدلّة خليل للشّيخ أحمد بن أحمد المُختار الجكني الشّنقيطي ( أربعة أجزاء)، و كتاب مُدوّنة الفقه المالكي و أدلّته للدّكتور الصّادق بن عبد الرّحمان الغرياني اللّيبي (05 أجزاء)، و كتاب فتح الرّحيم على فقه الإمام مالك بالأدلّة للشّيخ محمّد بن أحمد المُلقّب بالدّاه الشّنقيطي المُوريتاني (جزء واحد)، عسى أن تستمرّ و تُثمر . و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا . و الله وليّ التّوفيق. و صلّى الله و سلّم على سيّدنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين.
بقلم أبي محمّد سعيد هرماس
الجلفة المدينة، يوم الجُمعة 23 / 11 / 1437 هـ، المُوافق 26 / 08 / 2016 م