بوشريف
2016-08-25, 22:15
نحن 191 ألف إستاذ تعليم إبتدائي . نعمل أكثر من بقية عمال قطاع التربية بلا إستثناء وأتحدى من يقول العكس . ولنا نفس الشهادة وبنفس معايير القبول لإجتياز المسابقة . لكننا مصنفون في ذيل الترتيب صنف 11 مع أن القانون واضح نفس الشهادة = نفس الصنف .
ليس لدينا تمثيل نقابي (unpef) مثلا غسلت يديها بالتراب سبعا وتبرأت منا ، ورمتنا إلى مصير مجهول ، تتقاذفنا أمواج الكذبة من الإعلاميين ( النهار وأخواتها ) . ففي كل يوم خبر محبط للمعنويات وفي كل أونة خرجة تفقأ المرارة وتجيب مغص . والذي زاد الطين بلة هو تنكر أولياء التلاميذ (المجتمع ) لتضحياتنا وثالثة الأثافي أن الاساتذة المحترمين في الطورين متوسط وثانوي يصمون آذانهم عن معاناتنا في أنانية . وهاهي الوزارة تخترع مشكلا جديدا لألهاء الغوغاء حتى أنهم أرجعوه مشكل العصر ( مشكل التقاعد) وكأننا مهددون . تركوا المشاكل الآنية ليقفزوا إلى مشاكل قد لا نرى نتائجها إلا بعد 10 سنوات على الأقل وحتما سيكون منا من وراوه الثرى إلى مثواه الأخير بربكم أي سخافة هذه التي صدعتم رؤوسنا بها .
نشتغل اكثر من 30 ساعة أسبوعيا - بجهد مضاعف مع تلاميذ تخشى أن تعطس أمامهم بصوت مرتفع حتى لا تزعجهم ويزعجوك بعدها بجرجرتك في أروقة المحاكم كونك ركبت لهم عقدة نفسية لأنك عطست بصوت مرتفع ما تسبب لهم في الكوابيس . والأرق .
تحضير يومي بمعدل 5 مذكرات يوميا . كل مذكرة عليها أن تكون منسقة بالألوان حتى يعجب بها المفتش والمدير . ناهيك عن محتواها الذي ينبغي أن يكون مدروسا بدقة .
عليك أن ترافق التلاميذ إلى المطعم ، وأن تقعدهم على مقاعدهم وأن تتلوا عليهم أدعية الغذاء - وأنت لا تملك نفسا لتسترجعه حتى يدق جرس الواحدة . و ماأدراك ما الواحدة زوالا في عز الحر . طفل مرهق إن غفلت عليه هنيهة نام فوق المنضدة . ويا ويلك إن أيقضته بصوت مزعج . فترقب الجحيم . وكأنك أنت من تسبب ثقب الأوزن أو من أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى والثانية .
تخرج في نهاية الدوام مرهقا - في منطقة نائية تنعدم فيها وسائل المواصلات . فتضطر للإنتظار على حافة الطريق ربما تمر سيارة أحدهم لتقلك . تصل إلى بيتك مع حلول غروب الشمس . فما إن تحاول أن تسترجع انفاسك حتى تبدأ في تحضير دروس الغد . حتى أنك تنسى مرات حقك في الأكل أو ربما تتغاضى عنه . فلا تتعشى إلا على مضض بالإضافة إلى أنك تنسى نهايا واجباتك نحو الاسرة والدين وزوجة وأبناء ... بل تجدهم في أحيان كثيرة هم من يساعدونك في الإعداد والتحضير نضرا لكونك شفيتهم . ويا ويله وسواد ليله طفلك إذا صرخ أو لعب أمامك فسيكون ليله نهارا ونهاره نار - ثم تهوي إلى الوسادة فتنام نومة ميت لبرهة لتستيقض مرة أخرى إنه وقت الفجر والمنطقة النائية التي تشتغل فيها تتطلب 30 دقيقة من الطريق إن وجدت سيارة تقلك اما إن لم تجد فعليك أن تعمل حساب الخروج من البيت أربع ساعات قبل بداية العمل .
ترى هل تحسب هذه 3 ساعات منذ الخروج من البيت للوصول إلى المدرسة يوميا والعودة منها في العمل . لو كانت تحسب لكنا نشتغل 5 ساعات يوميا إنتظار أي وسيلة نقل ولو كانت جرار . + 6 ساعات يوميا دوام داخل القسم + ساعة ونصف بين حراسة في الساحة ومرافقة في المطعم . 3 ساعات يوميا تحضير ..مع التفكير في الوسائل المعينة وتشتريها من مالك الخاص + بعض التحفيزات كالحلوى والبطاقات و القصاصت + الإختبارات والتصحيحات وكراسات القسم ....إلخ
وهكذا طيلة الموسم الدراسي هذا فضلا عن الندوات و النشاطات اللاصفية وأمور أخرى .
أستحلفكم بالله هل يمكن لأستاذ يقوم بكل هذه المهام - و يمر بهذه المحن والفتن والملاحم . أن يكمل 10 سنوات من العمل - فكيف بمن لا يفقه واقع معاناة استاذ الإبتدائي في المناطق النائية خاصة أن يحدثك عن الأحلام الوردية من تقاعد وغيره .
والله ما نعانيه في الإبتدائي لا يعلمه إلا الله . والنقابات ورب الكعبة لن تستشعر حجم المعانات ولن تغير من واقعنا مادامت تتحدث من غرف مكيفة . و صالونات مجهزة . والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل مسؤول بيده أن يرفع عنا الغبن ولم يفعل . وعند الله تلتقي الخصوم . وترد المظالم
ليس لدينا تمثيل نقابي (unpef) مثلا غسلت يديها بالتراب سبعا وتبرأت منا ، ورمتنا إلى مصير مجهول ، تتقاذفنا أمواج الكذبة من الإعلاميين ( النهار وأخواتها ) . ففي كل يوم خبر محبط للمعنويات وفي كل أونة خرجة تفقأ المرارة وتجيب مغص . والذي زاد الطين بلة هو تنكر أولياء التلاميذ (المجتمع ) لتضحياتنا وثالثة الأثافي أن الاساتذة المحترمين في الطورين متوسط وثانوي يصمون آذانهم عن معاناتنا في أنانية . وهاهي الوزارة تخترع مشكلا جديدا لألهاء الغوغاء حتى أنهم أرجعوه مشكل العصر ( مشكل التقاعد) وكأننا مهددون . تركوا المشاكل الآنية ليقفزوا إلى مشاكل قد لا نرى نتائجها إلا بعد 10 سنوات على الأقل وحتما سيكون منا من وراوه الثرى إلى مثواه الأخير بربكم أي سخافة هذه التي صدعتم رؤوسنا بها .
نشتغل اكثر من 30 ساعة أسبوعيا - بجهد مضاعف مع تلاميذ تخشى أن تعطس أمامهم بصوت مرتفع حتى لا تزعجهم ويزعجوك بعدها بجرجرتك في أروقة المحاكم كونك ركبت لهم عقدة نفسية لأنك عطست بصوت مرتفع ما تسبب لهم في الكوابيس . والأرق .
تحضير يومي بمعدل 5 مذكرات يوميا . كل مذكرة عليها أن تكون منسقة بالألوان حتى يعجب بها المفتش والمدير . ناهيك عن محتواها الذي ينبغي أن يكون مدروسا بدقة .
عليك أن ترافق التلاميذ إلى المطعم ، وأن تقعدهم على مقاعدهم وأن تتلوا عليهم أدعية الغذاء - وأنت لا تملك نفسا لتسترجعه حتى يدق جرس الواحدة . و ماأدراك ما الواحدة زوالا في عز الحر . طفل مرهق إن غفلت عليه هنيهة نام فوق المنضدة . ويا ويلك إن أيقضته بصوت مزعج . فترقب الجحيم . وكأنك أنت من تسبب ثقب الأوزن أو من أشعل فتيل الحرب العالمية الأولى والثانية .
تخرج في نهاية الدوام مرهقا - في منطقة نائية تنعدم فيها وسائل المواصلات . فتضطر للإنتظار على حافة الطريق ربما تمر سيارة أحدهم لتقلك . تصل إلى بيتك مع حلول غروب الشمس . فما إن تحاول أن تسترجع انفاسك حتى تبدأ في تحضير دروس الغد . حتى أنك تنسى مرات حقك في الأكل أو ربما تتغاضى عنه . فلا تتعشى إلا على مضض بالإضافة إلى أنك تنسى نهايا واجباتك نحو الاسرة والدين وزوجة وأبناء ... بل تجدهم في أحيان كثيرة هم من يساعدونك في الإعداد والتحضير نضرا لكونك شفيتهم . ويا ويله وسواد ليله طفلك إذا صرخ أو لعب أمامك فسيكون ليله نهارا ونهاره نار - ثم تهوي إلى الوسادة فتنام نومة ميت لبرهة لتستيقض مرة أخرى إنه وقت الفجر والمنطقة النائية التي تشتغل فيها تتطلب 30 دقيقة من الطريق إن وجدت سيارة تقلك اما إن لم تجد فعليك أن تعمل حساب الخروج من البيت أربع ساعات قبل بداية العمل .
ترى هل تحسب هذه 3 ساعات منذ الخروج من البيت للوصول إلى المدرسة يوميا والعودة منها في العمل . لو كانت تحسب لكنا نشتغل 5 ساعات يوميا إنتظار أي وسيلة نقل ولو كانت جرار . + 6 ساعات يوميا دوام داخل القسم + ساعة ونصف بين حراسة في الساحة ومرافقة في المطعم . 3 ساعات يوميا تحضير ..مع التفكير في الوسائل المعينة وتشتريها من مالك الخاص + بعض التحفيزات كالحلوى والبطاقات و القصاصت + الإختبارات والتصحيحات وكراسات القسم ....إلخ
وهكذا طيلة الموسم الدراسي هذا فضلا عن الندوات و النشاطات اللاصفية وأمور أخرى .
أستحلفكم بالله هل يمكن لأستاذ يقوم بكل هذه المهام - و يمر بهذه المحن والفتن والملاحم . أن يكمل 10 سنوات من العمل - فكيف بمن لا يفقه واقع معاناة استاذ الإبتدائي في المناطق النائية خاصة أن يحدثك عن الأحلام الوردية من تقاعد وغيره .
والله ما نعانيه في الإبتدائي لا يعلمه إلا الله . والنقابات ورب الكعبة لن تستشعر حجم المعانات ولن تغير من واقعنا مادامت تتحدث من غرف مكيفة . و صالونات مجهزة . والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل مسؤول بيده أن يرفع عنا الغبن ولم يفعل . وعند الله تلتقي الخصوم . وترد المظالم