الوطن اغلى
2016-08-25, 21:01
مقال بعنوان: (قنوات التضليل والإعلام العربي المأزوم) بقلم د. صادق أحمد علي النفيش
إن إعلامنا العربي يذبحنا من الوريد إلى الوريد ألف مرة ومرة أمام الدجل والتضليل الذي يمارسه كل يوم .
الذي يبعث الأسى في النفس هو: أن جرائم الحرب في اليمن ضد المدنيين التي تأتي ضمن سلسلة من المجازر التي يقوم بها طيران التحالف السعودي خلال سنة وسبعة أشهر من القصف المتواصل لم تشكل أي خبر مهم بالنسبة لوسائل الإعلام العربية فقد تجاهلت معظم القنوات هذه الجرائم وامتنعت أغلب الصحف العربية عن إيراد أية معلومة عن الضحايا وتجاهلت المأساة في انحياز مثير للسخرية. ويمكن القول أن حالة الانحياز هذه وتشويه الحقائق لإعلام يطلق على نفسه تسمية إعلام عربي في تغطية أحداث اليمن أساسها الخضوع والذل أمام مال النظام الملكي السعودي وحربه المدمرة على اليمن, فظهرت معظم وسائل الإعلام العربية من خلال أخبارها وتحليلاتها مسلوبة الإرادة تماما تجاه من يقتل المدنيين اليمنيين بأحدث الصواريخ والطائرات ويظهر هذا الخضوع بأقبح وجه في الأسلوب التبريري لهذا العدوان واستخدامه القوة الهائلة ضد أهداف مدنية وقتل الأطفال والنساء وتدمير المدن والمنشآت المدنية ودك المستشفيات والمدارس والمساجد والمصانع والطرق والبنى التحتية والآثار اليمنية العريقة المصنفة ضمن الآثار الإنسانية العالمية بقوة نارية مدمرة, واستخدام أسلحة محرمة دوليا وقنابل انشطارية وفوسفورية – وقنابل فراغية ضخمة, وأصيح أسلوب التضليل هذا أسلوب شبه موحد لجميع القنوات والاعلام العربي إلا ما ندر منها.
فلقد وقف الإعلام العربي غير مبالٍ أمام الحصار الجوي والبري والبحري الجائر على اليمن وتجاهل آثاره الكارثية على المدنيين, ولم يشر إلى عدم وجود تفويض دولي من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لشن هذه الحرب, وتجاهل أيضاً آراء ومواقف الدول والمنظمات التي وقفت ضد العدوان, ولم يرد أي خبر عما يقوم به تنظيم القاعدة وداعش من عمليات في اليمن بالتزامن مع القصف السعودي, كما تجاهل هذا الاعلام تدمير الطيران لمحطات الإذاعة والتلفزيون ولم يعلق حتى على إيقاف بث القنوات اليمنية ومنعها من الوصول للمشاهدين والمستمعين عبر العالم.
ومن يتابع وسائل الإعلام العربية لن يستطيع معرفة ما يحدث في اليمن فمعظم قنوات التلفزيون العربية أصبحت تبث أخباراً مستنسخة عن وسائل الإعلام السعودية وبات من الصعوبة معرفة ما يحصل بدقة إلا من وجهة النظر السعودية بحيث اصبحت القضية اليمنية مجهولة ومغيبة تماماً بالنسبة للمواطن العربي وللعالم أجمع, وتم اختصار الرسالة الإعلامية في أن هذه الحرب على الحوثيين وما أسموه بقوات صالح فقط , وغاب أي ذكر لأي مدني أو طفل أو أمرأه واختفت الإحصاءات اليومية لعدد القتلى وتحول كل ذلك بفعل استسلام معظم وسائل الإعلام للمال الخليجي إلى مجرد أهداف من الحوثيين ورجال صالح ولا أحد يعلم أي شيء عن بقية اليمنيين.
ماذا يحدث : يريد حفنة من جهلاء حكام الخليج أن يحولوا بلادنا إلى صومال جديد وعراق وأفغانستان بائس وأفكار متطرفة يزرعونها في عقول الشباب الصغار, حالمين بالسيطرة على مقدرات اليمن وثرواته المخزونة وموقعه الاستراتيجي طامحين أن يحولوا بلادنا إلى مرتعاً لهم ولأسيادهم مستغلين في ذلك الخونة لوطنهم.
وحدهم المواطنون البسطاء المكتوون بنار هذه الفتنة والحرب وهم الغالبية العظمى في المناطق المختلفة من هذا الوطن لأن ويلات هذا العدوان تنعكس على واقع حياتهم مباشرة بالموت والخراب والدمار, وتعطل مصالحهم وتقطع أرزاقهم, فلا أحد أحق ولا أصدق منهم في التعبير عن هول المعاناة وحجم المأساة التي بات يعرفها واقعنا, فدمعة واحدة حارة تنحدر من عين طفل أو أرملة أو شيخ مسن على خد مكلوم أو مظلوم, أصدق من خطب كل الخطباء، وأبلغ من كل التقارير المكتوبة والاستطلاعات المصورة الملفقة في وسائل الاعلام المعادة التهيئة والإخراج الممل.
لذا يجب على العالم أن يفهم أن رجال اليمن لن يتركوا هؤلاء في البلاد طائحين لن ندعهم يدمروننا باسم الدين المتطرف و ملاحقة ايران في كل شبر يمني وان كانت ايران غير موجودة في اليمن إلا في أذهانهم, وأقولها اليوم والآن والأمس وغداً وفى كل مكان لا يجب أن نتراجع عن طريق التحول بالبلاد من التبعية وسيطرت الطاغوت, ولا يمكن أن ندعهم يدمرون أحلامنا وماضينا ويومنا ومستقبلنا وارتكاب المزيد من الحماقات.
بقلم د. صادق أحمد علي النفيش
باحث أكاديمي
إن إعلامنا العربي يذبحنا من الوريد إلى الوريد ألف مرة ومرة أمام الدجل والتضليل الذي يمارسه كل يوم .
الذي يبعث الأسى في النفس هو: أن جرائم الحرب في اليمن ضد المدنيين التي تأتي ضمن سلسلة من المجازر التي يقوم بها طيران التحالف السعودي خلال سنة وسبعة أشهر من القصف المتواصل لم تشكل أي خبر مهم بالنسبة لوسائل الإعلام العربية فقد تجاهلت معظم القنوات هذه الجرائم وامتنعت أغلب الصحف العربية عن إيراد أية معلومة عن الضحايا وتجاهلت المأساة في انحياز مثير للسخرية. ويمكن القول أن حالة الانحياز هذه وتشويه الحقائق لإعلام يطلق على نفسه تسمية إعلام عربي في تغطية أحداث اليمن أساسها الخضوع والذل أمام مال النظام الملكي السعودي وحربه المدمرة على اليمن, فظهرت معظم وسائل الإعلام العربية من خلال أخبارها وتحليلاتها مسلوبة الإرادة تماما تجاه من يقتل المدنيين اليمنيين بأحدث الصواريخ والطائرات ويظهر هذا الخضوع بأقبح وجه في الأسلوب التبريري لهذا العدوان واستخدامه القوة الهائلة ضد أهداف مدنية وقتل الأطفال والنساء وتدمير المدن والمنشآت المدنية ودك المستشفيات والمدارس والمساجد والمصانع والطرق والبنى التحتية والآثار اليمنية العريقة المصنفة ضمن الآثار الإنسانية العالمية بقوة نارية مدمرة, واستخدام أسلحة محرمة دوليا وقنابل انشطارية وفوسفورية – وقنابل فراغية ضخمة, وأصيح أسلوب التضليل هذا أسلوب شبه موحد لجميع القنوات والاعلام العربي إلا ما ندر منها.
فلقد وقف الإعلام العربي غير مبالٍ أمام الحصار الجوي والبري والبحري الجائر على اليمن وتجاهل آثاره الكارثية على المدنيين, ولم يشر إلى عدم وجود تفويض دولي من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لشن هذه الحرب, وتجاهل أيضاً آراء ومواقف الدول والمنظمات التي وقفت ضد العدوان, ولم يرد أي خبر عما يقوم به تنظيم القاعدة وداعش من عمليات في اليمن بالتزامن مع القصف السعودي, كما تجاهل هذا الاعلام تدمير الطيران لمحطات الإذاعة والتلفزيون ولم يعلق حتى على إيقاف بث القنوات اليمنية ومنعها من الوصول للمشاهدين والمستمعين عبر العالم.
ومن يتابع وسائل الإعلام العربية لن يستطيع معرفة ما يحدث في اليمن فمعظم قنوات التلفزيون العربية أصبحت تبث أخباراً مستنسخة عن وسائل الإعلام السعودية وبات من الصعوبة معرفة ما يحصل بدقة إلا من وجهة النظر السعودية بحيث اصبحت القضية اليمنية مجهولة ومغيبة تماماً بالنسبة للمواطن العربي وللعالم أجمع, وتم اختصار الرسالة الإعلامية في أن هذه الحرب على الحوثيين وما أسموه بقوات صالح فقط , وغاب أي ذكر لأي مدني أو طفل أو أمرأه واختفت الإحصاءات اليومية لعدد القتلى وتحول كل ذلك بفعل استسلام معظم وسائل الإعلام للمال الخليجي إلى مجرد أهداف من الحوثيين ورجال صالح ولا أحد يعلم أي شيء عن بقية اليمنيين.
ماذا يحدث : يريد حفنة من جهلاء حكام الخليج أن يحولوا بلادنا إلى صومال جديد وعراق وأفغانستان بائس وأفكار متطرفة يزرعونها في عقول الشباب الصغار, حالمين بالسيطرة على مقدرات اليمن وثرواته المخزونة وموقعه الاستراتيجي طامحين أن يحولوا بلادنا إلى مرتعاً لهم ولأسيادهم مستغلين في ذلك الخونة لوطنهم.
وحدهم المواطنون البسطاء المكتوون بنار هذه الفتنة والحرب وهم الغالبية العظمى في المناطق المختلفة من هذا الوطن لأن ويلات هذا العدوان تنعكس على واقع حياتهم مباشرة بالموت والخراب والدمار, وتعطل مصالحهم وتقطع أرزاقهم, فلا أحد أحق ولا أصدق منهم في التعبير عن هول المعاناة وحجم المأساة التي بات يعرفها واقعنا, فدمعة واحدة حارة تنحدر من عين طفل أو أرملة أو شيخ مسن على خد مكلوم أو مظلوم, أصدق من خطب كل الخطباء، وأبلغ من كل التقارير المكتوبة والاستطلاعات المصورة الملفقة في وسائل الاعلام المعادة التهيئة والإخراج الممل.
لذا يجب على العالم أن يفهم أن رجال اليمن لن يتركوا هؤلاء في البلاد طائحين لن ندعهم يدمروننا باسم الدين المتطرف و ملاحقة ايران في كل شبر يمني وان كانت ايران غير موجودة في اليمن إلا في أذهانهم, وأقولها اليوم والآن والأمس وغداً وفى كل مكان لا يجب أن نتراجع عن طريق التحول بالبلاد من التبعية وسيطرت الطاغوت, ولا يمكن أن ندعهم يدمرون أحلامنا وماضينا ويومنا ومستقبلنا وارتكاب المزيد من الحماقات.
بقلم د. صادق أحمد علي النفيش
باحث أكاديمي