أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-25, 07:17
بـــسم الله الرّحمن الرّحيـــم
... كَانَ اسْمُهُ ( زَائِلْ ) ، قَرَّرَ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَن يَسْتَمْتِعَ بِشَبَابِه ، قَبْلَ انْصِرَامِ أَوَانِه ، وَ إِدْبَارِ أَقْرَانِه
فَجَمَعَ مِنَ المَالِ قَدْراً ، وَ أَزْمَعَ أَن يُرْهِقَهُ هَدْراً ، ثُمَّ أَلْقَى عَصَاهُ عَلَى عَاتِقِه ، وَ أَرْخَى حَبْلَ سَفَرِهِ عَلَى غَارِبِه
فَطَوَّفَ فِي البِلَاد ، وَ أَمْعَنَ فِي البِعَاد ، وَ اسْتَعْبَرَ بِالعِبَاد
فَأَلْقَاهُ النَّوَى إِلَى بِلَادٍ عَامِرَة ، وَ نَعْمَةٍ غَامِرَة ، وَ دُنْيا حَاضِرَة
فَاسْتَشْرَفَتْ لَهَا نَفْسُه ، وَ شَخَصَتْ لِحُسْنِهَا عَيْنَاه ، وَ فُغِرَ لِبَرِيقِهَا فَاه
فَعَزَمَ المُقَامَ حِيناً مِنَ الدَّهْر ، لِيَنْفِيَ عَنْهُ الغَمَّ وَ القَهْر
http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/160755855.png
فَعَمَدَ إِلَى أَحَدِ الخَانَات ، فَاكْتَرَى فِيهِ أَيَّاماً وَ لَيَالِيَ ثَلَاث ، اسْتَبْدَلَ بِهِ المَبِيتَ بِالفَيَافِي وَ الفَلَوَات
وَ افْتِرَاشَ السِّدْرِ ، وَ الالتِحَافَ بالأَثَلَات
وَ عَقَّدَ الأَيْمَانَ عَلَى أَن يُغْرِقَ فِي المَسَرَّات ، وَ يُسْرِفَ فِي هَوَاهُ المَرَّاتِ وَ المَرَّات
وَ مَا إِنْ أَمْكَنَهُ المُكَارِي مِنْ مِفْتَاحِ البَاب ، وَ أَرْخَى دُونَهُ السِّتْرَ وَ الحِجَاب
حَتَّى أَجَالَ النَّظَرَ فِي تِلْكَ الحُجْرَةِ الضَّيِّقَةِ الأَرْكَان ، المُسْوَدَّةِ الأَرْضِ وَ الحِيطَان
فَعَنَّ لَهُ أَنَّ هَذَا مِنَ المُكَدِّرَات ، وَ خُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَوْئِلٌ لأَهْلِ المُخَدِّرَات
فَطَلَبَ أَغْلَى الغُرَفِ وَ أَفْخَمَهَا ، وَ بَذَلَ فِيهَا مِنَ الأَمْوَالِ أَجْزَلَهَا وَ أَضْخَمَهاَ
لَكِنَّ نَفْسَهُ لَمْ تَسْعَدْ بِهَا كُلَّ السَّعَادَة ، فَأَلْغَبَ رَأْسَهُ بِالإِبْدَاءِ و الإِعَادَة
فَأَلَحَّتْ نَفْسُهُ مُنَاهَا ، وَ أَرْخَصَتْ لَهُ البَذْلَ فِي مُشْتَهَاهَا ، فَآتَاهَا مُرَامَهَا وَ مُبْتَغَاهَا
فَنَزَلَ إِلَى السُّوُقِ عَلَى عَجَل ، وَ بَدَّدَ الأَمْوَالَ بِلَا وَجَلْ ، وَ تَحَمَّلَ الأَحْمَالَ مِنْ غَيْرِ خَجَل
فَأَثَّثَ الحُجْرَةَ بِالنَّفِيس ، وَ أَضْرَبَ صَفْحاً عَنْ كُلِّ رَخِيص ، وَ أَنْفَقَ إِنْفَاقَ العَرِيس
فَلَمَّعَ الجُدْرَان ، و زَيَّنَ الأَرْكَان ، بالرِّيشِ وَ الوَرْشَان ، ثُمَّ أَتْحَفَ الجِيرَان ، بِالمِسْكِ وَ الرَّيْحَان
وَ أَنْثَرَ النَّرْجِسَ و الأُقْحُوَان ، و اليَاسَمِينَ وَ النُّعْمَان
فَزَهَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ ، وَ افْرَنْقَعَ عَنْهُ يَأْسُه
فَحَاكَى مِشْيَةَ الطَّاوُوس ، وَ أَشَعَّ إِشْعَاعَ الفَانُوس ...
... لَكِن مَا لَبِثَ أَنْ عَاوَدَهُ الكَابُوس ..
http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/160755855.png
فَقَدْ أَفَلَتِ الأَيَّامُ الثَّلَاثَة ، وَ آلَتْ هَيْئَتُهُ إِلَى الرَّثَاثَة
فَرَامَ زَيْداً فَمَا قَدَر ، وَ المَالَ أَعْدَمَهُ وَ قَدْ قُدِر ، وَ صَارَ إِلَى عُسْرٍ بَعْدَ أَنْ يُسِر
فَعَضَّ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ النَّدَم ، وَ تَمَنَّى لَوْ أَنَّهُ مِنْ أَحَدِ الخَدَم ، وَ مَا صَارَ إِلَى هَذَا العَدَم
... فَيَمَّمَ شَطْرَ الجَامِعْ ، وَ مدَّ يَدَه كَالجَائِع ، يَطْلُبُ الكِسْرَةَ كَالقَانِع
فَهَذَا يَجُودُ وَ هَذَا يُمَانِع ...
فَأَفَاقَ مِنْ غَفْلَتِهِ مِنْ قَرِيب ، وَ أَحَسَّ الحِينَ بِأَنَّهُ غَرِيب
ثُمَّ تَمَنَّى أَن لَوْ يَسْتَدِيرُ الزَّمَان ، لَكَان لَهُ وَ لِلْغَفْلَةِ حِسَابٌ وَ شَان
لَكِنْ وَلَاتَ حِينَ مَنَاص ، وَ قَدْ حَضَرَ أَوَانُ القِصَاص
( لا يَبْرَحِ الإخوانُ حتّى يذكُروا ***** بِمَا بِه مِنَ الأمُـــورِ اعتَبَرُوا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ما قد جال في خيال المهاجر ، من حديث زائل المُغامر
فهل تَرى زائلاً فعل فِعلة العقلاء ؟
أم أنّه ركب حماقات السّفهاء ؟
ماذا أقدحت في نفسك ( مقامة المُغامر زائل ) ؟
ألسنا كلَّنا نغامر مَغَامر زائل ؟ ... بل ألسنا كلُّنا زائل ؟!!
بقلم : المهاجر إلى الله
السُّـــلمي
( أرجو من المشرفين ترك الموضوع ها هنا، فهذا ما أراه أنسبَ له ، لمغزى الموضوع و أبعاده )
... كَانَ اسْمُهُ ( زَائِلْ ) ، قَرَّرَ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَن يَسْتَمْتِعَ بِشَبَابِه ، قَبْلَ انْصِرَامِ أَوَانِه ، وَ إِدْبَارِ أَقْرَانِه
فَجَمَعَ مِنَ المَالِ قَدْراً ، وَ أَزْمَعَ أَن يُرْهِقَهُ هَدْراً ، ثُمَّ أَلْقَى عَصَاهُ عَلَى عَاتِقِه ، وَ أَرْخَى حَبْلَ سَفَرِهِ عَلَى غَارِبِه
فَطَوَّفَ فِي البِلَاد ، وَ أَمْعَنَ فِي البِعَاد ، وَ اسْتَعْبَرَ بِالعِبَاد
فَأَلْقَاهُ النَّوَى إِلَى بِلَادٍ عَامِرَة ، وَ نَعْمَةٍ غَامِرَة ، وَ دُنْيا حَاضِرَة
فَاسْتَشْرَفَتْ لَهَا نَفْسُه ، وَ شَخَصَتْ لِحُسْنِهَا عَيْنَاه ، وَ فُغِرَ لِبَرِيقِهَا فَاه
فَعَزَمَ المُقَامَ حِيناً مِنَ الدَّهْر ، لِيَنْفِيَ عَنْهُ الغَمَّ وَ القَهْر
http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/160755855.png
فَعَمَدَ إِلَى أَحَدِ الخَانَات ، فَاكْتَرَى فِيهِ أَيَّاماً وَ لَيَالِيَ ثَلَاث ، اسْتَبْدَلَ بِهِ المَبِيتَ بِالفَيَافِي وَ الفَلَوَات
وَ افْتِرَاشَ السِّدْرِ ، وَ الالتِحَافَ بالأَثَلَات
وَ عَقَّدَ الأَيْمَانَ عَلَى أَن يُغْرِقَ فِي المَسَرَّات ، وَ يُسْرِفَ فِي هَوَاهُ المَرَّاتِ وَ المَرَّات
وَ مَا إِنْ أَمْكَنَهُ المُكَارِي مِنْ مِفْتَاحِ البَاب ، وَ أَرْخَى دُونَهُ السِّتْرَ وَ الحِجَاب
حَتَّى أَجَالَ النَّظَرَ فِي تِلْكَ الحُجْرَةِ الضَّيِّقَةِ الأَرْكَان ، المُسْوَدَّةِ الأَرْضِ وَ الحِيطَان
فَعَنَّ لَهُ أَنَّ هَذَا مِنَ المُكَدِّرَات ، وَ خُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّهَا مَوْئِلٌ لأَهْلِ المُخَدِّرَات
فَطَلَبَ أَغْلَى الغُرَفِ وَ أَفْخَمَهَا ، وَ بَذَلَ فِيهَا مِنَ الأَمْوَالِ أَجْزَلَهَا وَ أَضْخَمَهاَ
لَكِنَّ نَفْسَهُ لَمْ تَسْعَدْ بِهَا كُلَّ السَّعَادَة ، فَأَلْغَبَ رَأْسَهُ بِالإِبْدَاءِ و الإِعَادَة
فَأَلَحَّتْ نَفْسُهُ مُنَاهَا ، وَ أَرْخَصَتْ لَهُ البَذْلَ فِي مُشْتَهَاهَا ، فَآتَاهَا مُرَامَهَا وَ مُبْتَغَاهَا
فَنَزَلَ إِلَى السُّوُقِ عَلَى عَجَل ، وَ بَدَّدَ الأَمْوَالَ بِلَا وَجَلْ ، وَ تَحَمَّلَ الأَحْمَالَ مِنْ غَيْرِ خَجَل
فَأَثَّثَ الحُجْرَةَ بِالنَّفِيس ، وَ أَضْرَبَ صَفْحاً عَنْ كُلِّ رَخِيص ، وَ أَنْفَقَ إِنْفَاقَ العَرِيس
فَلَمَّعَ الجُدْرَان ، و زَيَّنَ الأَرْكَان ، بالرِّيشِ وَ الوَرْشَان ، ثُمَّ أَتْحَفَ الجِيرَان ، بِالمِسْكِ وَ الرَّيْحَان
وَ أَنْثَرَ النَّرْجِسَ و الأُقْحُوَان ، و اليَاسَمِينَ وَ النُّعْمَان
فَزَهَتْ إِلَيْهِ نَفْسُهُ ، وَ افْرَنْقَعَ عَنْهُ يَأْسُه
فَحَاكَى مِشْيَةَ الطَّاوُوس ، وَ أَشَعَّ إِشْعَاعَ الفَانُوس ...
... لَكِن مَا لَبِثَ أَنْ عَاوَدَهُ الكَابُوس ..
http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/160755855.png
فَقَدْ أَفَلَتِ الأَيَّامُ الثَّلَاثَة ، وَ آلَتْ هَيْئَتُهُ إِلَى الرَّثَاثَة
فَرَامَ زَيْداً فَمَا قَدَر ، وَ المَالَ أَعْدَمَهُ وَ قَدْ قُدِر ، وَ صَارَ إِلَى عُسْرٍ بَعْدَ أَنْ يُسِر
فَعَضَّ عَلَى يَدَيْهِ مِنَ النَّدَم ، وَ تَمَنَّى لَوْ أَنَّهُ مِنْ أَحَدِ الخَدَم ، وَ مَا صَارَ إِلَى هَذَا العَدَم
... فَيَمَّمَ شَطْرَ الجَامِعْ ، وَ مدَّ يَدَه كَالجَائِع ، يَطْلُبُ الكِسْرَةَ كَالقَانِع
فَهَذَا يَجُودُ وَ هَذَا يُمَانِع ...
فَأَفَاقَ مِنْ غَفْلَتِهِ مِنْ قَرِيب ، وَ أَحَسَّ الحِينَ بِأَنَّهُ غَرِيب
ثُمَّ تَمَنَّى أَن لَوْ يَسْتَدِيرُ الزَّمَان ، لَكَان لَهُ وَ لِلْغَفْلَةِ حِسَابٌ وَ شَان
لَكِنْ وَلَاتَ حِينَ مَنَاص ، وَ قَدْ حَضَرَ أَوَانُ القِصَاص
( لا يَبْرَحِ الإخوانُ حتّى يذكُروا ***** بِمَا بِه مِنَ الأمُـــورِ اعتَبَرُوا )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ما قد جال في خيال المهاجر ، من حديث زائل المُغامر
فهل تَرى زائلاً فعل فِعلة العقلاء ؟
أم أنّه ركب حماقات السّفهاء ؟
ماذا أقدحت في نفسك ( مقامة المُغامر زائل ) ؟
ألسنا كلَّنا نغامر مَغَامر زائل ؟ ... بل ألسنا كلُّنا زائل ؟!!
بقلم : المهاجر إلى الله
السُّـــلمي
( أرجو من المشرفين ترك الموضوع ها هنا، فهذا ما أراه أنسبَ له ، لمغزى الموضوع و أبعاده )