أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-24, 23:17
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه طائفة من الآثار و النقول ، اقتطفتها من كتاب : ( دعائم منهاج النبوة ) للشيخ أبي عبد الله محمد بن سعيد رسلان _ حفظه الله تعالى _
و التي تبين خطر الخصومات و المِراء و الجدال في الدين ، و أن ذلك سبيلٌ إلى الشك و التلون و الحيرة ...
قال _ حفظه الله تعالى _ : [ ... و ذكر الأصبهاني عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ﷻ : ﴿ و لا تكونوا كالذين تفرّقوا و اختلفوا ﴾ .
قال : " أمر الله المؤمنين بالجماعة و نهاهم عن الاختلاف و الفرقة ، و أخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمِراء و الخصومات في دين الله ﷻ "
(الحجة في بيان المحجة للأصبهاني 2 / 487)
و ذكر الآجري عن معن بن عيسى ، قال : " انصرف مالك بن أنس يوما من المسجد ، و هو متكىء على يدي ، فلحقه رجل يقال له : أبو الجبرية ( عند ابن بطة 1 / 357 : أبو الجويرية ) كان يُتَّهم بالإرجاء فقال : يا أبا عبد الله ، اسمع مني شيئا أكلمك به ، و أحاجك ، و أخبرُك برأيي ، فقال : فإن غلبتني ؟ قال : إن غلبتك اتّبعتني . قال : فإن جاء رجل آخر ، فكلمنا فغلبنا ؟ قال نتبعه .
قال مالك : يا عبد الله ، بعث الله محمدا ﷺ بدين واحد ، و أراك تنتقل من دين إلى آخر ، قال عمر بن عبد العزيز : من جعل دينه غَرَضا للخصومات أكثر التنقل . " (الشريعة للآجري 1 / 437)
و روى ابن بطّة في الإبانة ، بإسناده إلى خالد مولى أبي مسعود ، قال : " قال حذيفة لأبي مسعود : إن الضّلالة حق الضلالة : أن تعرف ما كنت تُنكر ، و تُنكر ما كنت تعرف ، و إياك و التلون في الدين ، فإن دين الله واحد " (الإبانة لابن بطة 1 / 116 / 26 )
و عن حوشب ، عن الحسن : " أن رجلا أتاه ، فقال : يا أبا سعيد ، إني أريد أن أخاصمك ، فقال الحسن : إليك عني ، فإني قد عرفت ديني ، و إنّما يخاصمك الشّاك في دينه " (الشريعة 118 ، و شرح أصول الاعتقاد 215)
و عن سفيان بن عمرو بن قيس ، قال : " قلت للحكم _ يعني ابن عتيبة _ ما اضطرّ الناس في هذه الأهواء أن يدخلوا فيها ؟! قال : الخصومات " (الشريعة 124 ، شرح أصول الاعتقاد 218)
و في حديث النبي ﷺ تحذير و بيان ، فعن عمران قال : قال رسول الله ﷺ : (( من سمع منكم بخروج الدّجّال ، فلينأ عنه ما استطاع ، فإن الرّجل يأتيه و هو يحسب أنه مؤمن ، فما يزال به حتى يتبعه لما يرى من الشبهات )) ( أخرجه أحمد 19888 ، و أبو داود 4319 ، و صحح روايته الألباني )
قال ابن بطة في الإبانة (1 / 326) ، معلقا : " هذا قول الرسول ﷺ ، و هو الصادق المصدوق ، فالله الله معشر المسلمين ، لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه ، و ما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء ، فيقول : أداخله لأناظره ، أو لأستخرج منه مذهبه ، فإنهم أشد فتنة من الدّجال !!
و كلامهم ألصق من الجرب ، و أحرق للقلوب من اللهب ، و لقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ، و يسبونهم ، فجالسوهم على سبيل الإنكار و الرد عليهم ، فما زالت بهم المباسطة و خَفِيُّ المكر ، و دقيق الكفر حتى صَبَوا إليهم "
و قوله : " فإنهم أشد فتنة من الدّجّال " ، مبالغة منه ، فليست هناك فتنة أشد من فتنة الدّجال .
و عن مسلم بن يسار قال : " إياكم و المراء ، فإنها ساعة جهل العالم ، و فيها يلتمس الشيطان زلّته " . (الدارمي 396 ، و أبو نعيم في الحلية 2 / 294 ، و الإبانة 552)
و عن إبراهيم قال : " كانوا يرون التلون في الدين من شك القلوب في الله " (الإبانة 580)
و عن مالك ، قال : " كان سليمان بن يسار إذا سمع في مجلس مراء ، قام و تركهم " (الإبانة 632)
و قال العباس بن غالب الورّاق : " قلت لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله ، أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري ، فيتكلم متكلِّم مبتدعٌ ، أرد عليه ؟
قال : لا تنصب نفسك لهذا ، أخبر بالستة و لا تخاصم ، فأعدت عليه القول ، فقال : ما أراك إلا مخاصما " (طبقات الحنابلة 1 / 236 ، و الآداب الشرعية 1 / 201 / 287 ) ... ]
انتهى المقتطف المنقول ( دعائم منهاج النبوة ص 111 إلى 115 )
هذه طائفة من الآثار و النقول ، اقتطفتها من كتاب : ( دعائم منهاج النبوة ) للشيخ أبي عبد الله محمد بن سعيد رسلان _ حفظه الله تعالى _
و التي تبين خطر الخصومات و المِراء و الجدال في الدين ، و أن ذلك سبيلٌ إلى الشك و التلون و الحيرة ...
قال _ حفظه الله تعالى _ : [ ... و ذكر الأصبهاني عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله ﷻ : ﴿ و لا تكونوا كالذين تفرّقوا و اختلفوا ﴾ .
قال : " أمر الله المؤمنين بالجماعة و نهاهم عن الاختلاف و الفرقة ، و أخبرهم أنما هلك من كان قبلهم بالمِراء و الخصومات في دين الله ﷻ "
(الحجة في بيان المحجة للأصبهاني 2 / 487)
و ذكر الآجري عن معن بن عيسى ، قال : " انصرف مالك بن أنس يوما من المسجد ، و هو متكىء على يدي ، فلحقه رجل يقال له : أبو الجبرية ( عند ابن بطة 1 / 357 : أبو الجويرية ) كان يُتَّهم بالإرجاء فقال : يا أبا عبد الله ، اسمع مني شيئا أكلمك به ، و أحاجك ، و أخبرُك برأيي ، فقال : فإن غلبتني ؟ قال : إن غلبتك اتّبعتني . قال : فإن جاء رجل آخر ، فكلمنا فغلبنا ؟ قال نتبعه .
قال مالك : يا عبد الله ، بعث الله محمدا ﷺ بدين واحد ، و أراك تنتقل من دين إلى آخر ، قال عمر بن عبد العزيز : من جعل دينه غَرَضا للخصومات أكثر التنقل . " (الشريعة للآجري 1 / 437)
و روى ابن بطّة في الإبانة ، بإسناده إلى خالد مولى أبي مسعود ، قال : " قال حذيفة لأبي مسعود : إن الضّلالة حق الضلالة : أن تعرف ما كنت تُنكر ، و تُنكر ما كنت تعرف ، و إياك و التلون في الدين ، فإن دين الله واحد " (الإبانة لابن بطة 1 / 116 / 26 )
و عن حوشب ، عن الحسن : " أن رجلا أتاه ، فقال : يا أبا سعيد ، إني أريد أن أخاصمك ، فقال الحسن : إليك عني ، فإني قد عرفت ديني ، و إنّما يخاصمك الشّاك في دينه " (الشريعة 118 ، و شرح أصول الاعتقاد 215)
و عن سفيان بن عمرو بن قيس ، قال : " قلت للحكم _ يعني ابن عتيبة _ ما اضطرّ الناس في هذه الأهواء أن يدخلوا فيها ؟! قال : الخصومات " (الشريعة 124 ، شرح أصول الاعتقاد 218)
و في حديث النبي ﷺ تحذير و بيان ، فعن عمران قال : قال رسول الله ﷺ : (( من سمع منكم بخروج الدّجّال ، فلينأ عنه ما استطاع ، فإن الرّجل يأتيه و هو يحسب أنه مؤمن ، فما يزال به حتى يتبعه لما يرى من الشبهات )) ( أخرجه أحمد 19888 ، و أبو داود 4319 ، و صحح روايته الألباني )
قال ابن بطة في الإبانة (1 / 326) ، معلقا : " هذا قول الرسول ﷺ ، و هو الصادق المصدوق ، فالله الله معشر المسلمين ، لا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه ، و ما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء ، فيقول : أداخله لأناظره ، أو لأستخرج منه مذهبه ، فإنهم أشد فتنة من الدّجال !!
و كلامهم ألصق من الجرب ، و أحرق للقلوب من اللهب ، و لقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ، و يسبونهم ، فجالسوهم على سبيل الإنكار و الرد عليهم ، فما زالت بهم المباسطة و خَفِيُّ المكر ، و دقيق الكفر حتى صَبَوا إليهم "
و قوله : " فإنهم أشد فتنة من الدّجّال " ، مبالغة منه ، فليست هناك فتنة أشد من فتنة الدّجال .
و عن مسلم بن يسار قال : " إياكم و المراء ، فإنها ساعة جهل العالم ، و فيها يلتمس الشيطان زلّته " . (الدارمي 396 ، و أبو نعيم في الحلية 2 / 294 ، و الإبانة 552)
و عن إبراهيم قال : " كانوا يرون التلون في الدين من شك القلوب في الله " (الإبانة 580)
و عن مالك ، قال : " كان سليمان بن يسار إذا سمع في مجلس مراء ، قام و تركهم " (الإبانة 632)
و قال العباس بن غالب الورّاق : " قلت لأحمد بن حنبل : يا أبا عبد الله ، أكون في المجلس ليس فيه من يعرف السنة غيري ، فيتكلم متكلِّم مبتدعٌ ، أرد عليه ؟
قال : لا تنصب نفسك لهذا ، أخبر بالستة و لا تخاصم ، فأعدت عليه القول ، فقال : ما أراك إلا مخاصما " (طبقات الحنابلة 1 / 236 ، و الآداب الشرعية 1 / 201 / 287 ) ... ]
انتهى المقتطف المنقول ( دعائم منهاج النبوة ص 111 إلى 115 )